تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
ماذا يراد بجمعية العلماء!!؟
22-05-2017, 11:47 AM
ماذا يراد بجمعية العلماء!!؟
التهامي مجوري
في الخامس من ماي، تم في الجزائر تأسيس "خير جمعية أخرجت للناس"، وهي: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أسست قبل ست وثمانين سنة، وهي الجمعية التي أسست على تقوى من الله من أول يوم، إذ كان تأسيسها على أيد كفاءات إصلاحية عالية ندر وجودها في العالم وعلى رأسهم الشيخين ابن باديس والإبراهيمي، واستجابة شرعية لقرار الله سبحانه وتعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)، وتفاعلا مع الطبيعية وحركة التاريخ، وليس انفعالا كرد فعل على الاحتفال المئوي كما يذكر البعض.
ففي كل العالم الإسلامي نشأت حركات إصلاحية تعمل على النهوض بمجتمعاتها، قبل سقوط الخلافة الإسلامية وبعدها: السنوسية في ليبيا، والمهدية في السودان، والوهابية في الجزيرة العربية، الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية وباكستان بعد ذلك، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، ونهضة العلماء في أندونيسيا...، وغير هذه الحركات الكثير الكثير، كلها أسست بمبرر شرعي لإقامة شعيرة دينية، وهي وجوب تغيير المنكر والدعوة إلى الإصلاح، ومن هذه الحركات بطبيعة الحال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي يمكن أن يضاف لمبررات تأسيسها، مبرران آخران وهما المبرر السياسي حيث أن حركات المقاومة المسلحة التي واجهت الاستعمار حين غزا بلادنا، وقد استمرت من 1830 إلى 1916، ومع ذلك فشلت في دحر الاستعمار وتحقيق مصلحة المجتمع، وذلك يقتضي ممن يفكر في النضال الوطني، تغيير طريقة النضال، الذي لا ينبغي أن يكون اندماجيا، كما أرادت له بعض رجال النخبة الجزائرية ذلك، والمبرر الحضاري الذي يفرض على الأمة عملية تحيين لمستواها الحضاري؛ لأن الأمة في واقعها يومئذ –وهي كذلك إلى اليوم بكل أسف- ليست هي الأمة التي زكاها الله ومدحها بوصفها بالخيرية.
صحيح أن التأسيس كان سنة 1931 أي عقب القرار الفرنسي بالاحتفال المئوي لاحتلال الجزائر سنة 1930، ولكن النشاط وفق منهج الجمعية كان قبل ذلك بكثير على مستوى المبادرات الفردية؛ وعندما شاع الحراك الإصلاحي، كان هناك شعور بضرورة لملمة الشتات، والشاهد على ذلك دعوات كثيرة في السر والعلن إلى تنظيم جامع، ومن ذلك دعوة الشيخ مولود الحافظي رحمه سنة 1926 على صفحات الشهاب لتأسيس حزب ديني على حد تعبيره، وقبلها مبادرة ابن باديس والإبراهيمي "جمعية الإخاء العلمي" سنة 1924، التي لم يكتب لها النجاح،. أما النشاط العلمي التربوي الدعوي العام والخاص، فقد كان قائما في أهم مجالات النشاط، بتأسيس النوادي وإنشاء الجرائد والمجلات، والتعليم بالمدارس وإنشائها، والتدريس والوعظ بالمساجد...إلخ.
ففكرة الجمعية إذا ليست مجرد رد فعل على الفعل الفرنسي الدنيء، الذي لم يستح من التصريح بالاحتفال بتشييع جنازة الإسلام في الجزائر بإقامة ذلك الحفل المئوي، وإنما هي فعل انطلق من حاجة حضارية اقتضتها الأوضاع الثقافية والاجتماعية والسياسية يومها، ولعل إشارة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إلى ذلك اللقاء الذي جمعه بالشيخ ابن باديس بالمسجد النبوي سنة 1913 يعد بذرة هذا العمل المثمر الذي لا تزال الجزائر تذكر فضائله عليها وعلى أهلها.
ولو كان الجزائريون يحترمون أنفسهم، كما تحترم المجتمعات المتحضرة نفسها، لاعتبروا هذه الجمعية معلما من معالمها الحضارية، ولاعتمدوا أدبياتها وخطابات رجالها مادة ثقافية فكرية لبناء الثقافة الوطنية الجامعة، إذ أن الخطاب الذي تبنته هذه الجمعية الجامعة، كان متقدما جدا عن كل خطاب سياسي كان أو نقابي أو ثقافي؛ لأن منطلقاته كانت ولا زالت حضارية شاملة وليست مجرد نزوات عابرة أو انفعالات قاصرة لاستدراج الجماهير وتكثير سوادهم وحسب.
وإذا كان البعض يستكثر عن الجمعية وصفها بالاستقلالية؛ بحجة أن أدبياتها لا تطالب بالاستقلال، فإن الأعمال الجليلة، عمل للاستقلال وليست للمطالبة به فحسب؛ لأن الجمعية جمعية علماء "وليست جمعية طلابين"، وأعمالها أعمال تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلى من يزكيها..، "فالحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء"، هذه عبارة وضعها ابن باديس شعارا لجريدته المنتقد، و"الاستقلال حق طبيعي لكل أمة، وقد نالته أمم دون الجزائر..، والجزائر ليست فرنسا... ولا يمكن أن تكون فرنسا ولو أرادت"، و"محال أن يتحرر بدن يحمل عقلا عبدا"، "أما آن أوان اليأس من فرنسا؟"، لنعتمد على أنفسنا ونتكل على الله" وغير هذه العبارات الكثير مما يصلح لأن يكون دستورا للثقافة السياسية الفاعلة في بلادنا، لو كنا نعلم أو نعقل. ويضاف إلى هذه العبارات الفتاوى المعبرة عن المبادئ الاستقلالية الواضحة ومنها الفتاوى التي تمنع التجنس بالجنسية الفرنسية والمواقف السياسية التي تدين الموالين لفرنسا.
ولكن لما كان حالنا على غير هدى من الله، تنكرنا لهذه الجمعية المباركة ورحنا نتتبع عوراتها وعورات رجالها حذو القذة بالقذة كما يقال، فبعد أن منعت الجمعية من العودة إلى النشاط بعد الاستقلال بمنطق حزبي متعصب، كانت البدعة التي "تطارد" جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ ذلك الحين، وهي أن الجمعية كانت من دعاة الاندماج، لمجرد أن أدبياتها خالية من المطالبة بالاستقلال، أو أن بعض أتباعها كانوا مع فرحات عباس، رغم أن بعضهم الآخر كان في حزب الشعب، وآخرون لم يهتموا "بالتسيس الحزبي" أصلا، ولكن بعد جهد جهيد في إقناع هذه الفئات الحزبية، فهم القوم أن شعار المطالبة بالاستقلال الذي هو شعار نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب، ليس كل شيء؛ لأن المطالبة هي فرع من فروع الأفعال الاستقلالية وليست كل الاستقلال الذي يطمح إليه الشعب، وعليه فإن قوى الحركة الوطنية، منها من رأى أن تثبيت هذا الشعار في نفوس الناس مقدمة للإيمان به، ومنها من اتخذ الفعل المباشر سبيلا للاستقلال، فعمل للاستقلال من غير أن يشغل نفسه بالمطالبة به، لا سيما أن المطالبة فيها طالب ومطلوب ومطلوبا منه، والمطلوب منه غير مستعد لتحقيق ما طلب منه بلا شك الذي هو الاستعمار.
وبعد اختفاء تلك البدعة باختفاء الكثير من حامليها الحزبيين، اختفاء نسبيا، طلعت علينا بدعة ثانية وهي: نتيجة للبدعة الأولى، وهي: أن الجمعية لم تشارك في الثورة!؟، وفي أحسن الأحوال، قد التحقت بها بعد أكثر من عام، حتى أن بعض أبناء الجمعية انشغلوا بالموضوع انشغالهم بالحقيقة التي يراد نفيها، في حين أن هذه الفرية لا علاقة لها بالواقع، حيث جعلوا التركيز على البحث في أدلة المشاركة أكثر من انشغالهم برسالة الجمعية التي تعد ذلك من مسلمات النضال والرسالية، وإلا فإن المشاركة في الثورة الجزائرية كانت للجميع، بل إن الحمير شاركوا فيها بحمل الأثقال والوثائق في الجبال وساهمت في تظليل القوات الاستعمارية...، وكما قال أخونا الأستاذ محمد الهادي الحسني أتحدى أن يأتوا لي بواحد من جمعية العلماء خان الجزائر أو عمل ضد الثورة...، ولمن أراد أن يعرف الكم الهائل للمجاهدين والشهداء من أبناء الجمعية في الثورة التحريرية، فليقترب من أي كان ممن درسوا في دار الحديث أو في معهد ابن باديس..، ومع ذلك نقول دائما إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ليست حزبا سياسيا، ومن ثم فإن فعلها ليس فعلا حزبيا، ومن أراد أن يقارن نشاطاتها فليقارنها بالهيئات التي من جنسها كما قال شيخ المؤرخين أبو القاسم سعد الله، وليس بمن يختلف معها في المبادئ والوسائل والغايات...،
ثم بعد تينك الفريتين، كانت محاولات بعث الخلافات القديمة بين الجمعية وبعض الزوايا والطرق الصوفية، ورغم أن الجمعية اليوم أعلنت في أكثر من مناسبة: أن صفحة الخلافات مع الزوايا قد طويت بطي مبرراتها، ومن حق الجمعية: المحافظة على مبادئها ومعتقداتها ومواقفها من البدع والخرافات ومن الخرافيين، التي لا تزال تحن إليها بعض الطرق الصوفية، فإن بعض الذين في قلوبهم مرض لا يزالون يحنون إلى العمل على تهميش الجمعية بحيث بلغ ببعضهم: المطالبة بإلغاء الاحتفال بيوم العلم الذي ارتبط باسم الأستاذ الإمام عبد الحميد بن باديس، بدعوى أن العلم ليس حكرا على ابن باديس أو جمعية العلماء، كما سعى آخرون إلى تأسيس تنظيم جديد يجمع علماء الجزائر، حيث كانت مبادرة منذ سنوات استدرج إليها بعض فضلاء الجزائر، ولكن بمجرد حضور هؤلاء الفضلاء، أدركوا انحراف المسعى وسوء القصد...، فدعوا إلى التريث والتبصر، وقبر الموضوع إلى غاية الأيام القليلة الماضية، حيث اجتمع عدد من الأئمة في المجلس الإسلامي الأعلى بغرض الخروج برأي موحد بينهم من أجل تكثيف المشاركة في الانتخابات التشريعية، ولكن أحدهم قام وأعلن عن تأسيس "جمعية علماء وأعيان الجزائر"، وانتفض بعض من في المجلس ورفضوا هذا الإقحام غير المبرر.
وسلسلة ملاحقة الجمعية!!، من قبل خصومها الظاهرين والمستترين لا تزال مستمرة..، ولن تتوقف ما دامت الجمعية تتبنى نهجها الإصلاحي ببعده الحضاري الفعال، وسواء في ذلك بربطها بتيارات أخرى، كما فعلت الإدارة الاستعمارية بربطها بالعبداوية –نسبة إلى محمد عبده-، أو الوهابية نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب، وحتى أن الأستاذ الإمام رحمه الله قال ذات يوم وماذا بعد!!؟ بسبب كثرة الاتهامات وتعدد مصادرها، أو بإخراج لافتات أخرى كرفع القداسة عن الهيئات والأشخاص، أو أنها مخترقة من قبل تيارات خطيرة على الجزائر، وكأن الجمعية تدعو إلى تقديس الهيئات والأشخاص، أو أن العاملين بها جاءوا من كوكب آخر غير الكوكب البشري أو من بقعة أخرى غير الجزائر.

يتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2012
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 3,073
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أبوهبة will become famous soon enough
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
رد: ماذا يراد بجمعية العلماء!!؟
22-05-2017, 12:59 PM
السلام عليكم

...ياأخي الكريم **أمازيغي مسلم** هذا هوحال الداعي إلى الحق ، يا أخي الجمعية نشفق عليها لأنها لم تسلم من المضاياقات لا من العدوا المستدمر و لا من بني جلدتها الذين كانوا ومازالوا حتى يومنا هذا يرمون عليها التهم و الإفترءات ومن بينها قالوا أن الجمعية كانت ضد الثورة في الحين هناك بيان رسمي فيه ختم الجمعية بأنها باركت للثورة نوفمبر في بدايتها ، إذن لماذا هذا الكذب والإفتراءات عليها ؟ !
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: ماذا يراد بجمعية العلماء!!؟
25-05-2017, 10:18 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخانا الفاضل:" أبا هبة".
صدقت وبررت في قولك.
العاقبة للمتقين دوما وأبدا.


ماذا يراد بجمعية العلماء!!؟
2/2
التهامي مجوري


وما يدعونا إلى التساؤل وإلى الإلحاح في ذلك هو: ماذا يراد بجمعية العلماء مع هذه الخرجات بين الحين والآخر، والادعاءات التي لا يوجد لها مبرر إلا مجرد التخمين والاستنتاج المبطن!!؟، فعندما يطل علينا الزميل حميدة العياشي بسلسلة من المقالات كلها تحوم حول التشكيك في مواقف لجمعية العلماء وأراء رجالها؛ بل والنيل من جمعية العلماء!!؟، ابتداء من أن الجمعية كانت محتضنة من قبل النظام بسبب وجود أبناء بعض رجالها في السلطة، أو أنها تستمد قداستها ومكانة رجالها من ذلك، وانتهاء بمناقشة بعض الأمور عن ابن باديس وبعض العلماء وتقديسهم!!؟.
وكأن الجزائر رفعت هؤلاء الناس إلى مستوى ما فوق البشر!!؟، وكل هذا غير صحيح، ولذلك شواهد كثيرة، من جهة أنها منعت من العودة إلى النشاط، فتفرق رجالها على قطاعات التربية والتعليم والشؤون الدينية والأوقاف، وصنفت في مقررات التاريخ الرسمية على أنها من دعاة الاندماج!!؟، كيف يستقيم هذا في عقل حميدة عياشي!!؟.
ورغم أن من أدبيات الجمعية: أن البشر بشر لا مقدس بينهم ولا دنس ابتداء، وإنما أعمالهم هي: التي تذكرهم وتذكر بهم، إن خيرا فخير وإن شرا فشر، فابن باديس عالم غير عادي- أحببنا أم كرهنا-، ومع ذلك هو: بشر له اجتهاداته التي تقبل أو ترد، وكذلك الإبراهيمي عالم غير عادي- أحببنا أم كرهنا-، وله أراؤه التي لم يسبقها إليه أحد، فهل إذا تكلمنا عن مكانة واحد من هؤلاء ،وقلنا: إنه يتمتع بخصوصيات حرم منها الكثير من علماء العالم الإسلامي يعتبر تقديسا!!؟، وكذلك الكلام عن عائلة ابن باديس: ما علاقته بجمعية العلماء!!؟، بل لماذا يقحم في الكلام عن مكانة الرجل أو في مناقشة منهج جمعية العلماء!!؟.
فأنا عندما أقرأ مثل هذا الكلام للزميل عياشي، أو لغيره من الإعلاميين، ربما يخطر ببالي:"مهمته كإعلامي وأيديولوجيته يساري": الذي لا يهمه من الموضوع إلا:( الإثارة!!؟)، على اعتبار أن غاياته هي: تحريك الرواكد على طريقة:(الديالكتيك الماركسي)، وهذا يمكن تفهمه، كإحداث صدمة للجزائري الذي يرى أن ابن باديس خط أحمر، وإذا به يفاجأ بأن بعض عائلة ابن باديس كان من "خدام فرنسا!!؟".. هذا يثير جدلا بلا شك، وهو: ما يريده حميدة عياشي، ولكن هل يصل إلى حقيقة أم إلى مزيد في التعمية والتضليل!!؟، فأمر آخر بالنسبة لمن يهتمون بالإثارة وحسب..، وهذا أتفهمه كما قلت، وإن كنت أتحفظ عليه كمثقف، يهتم بقراءة التاريخ كلا متكاملا.
ولكن عندما أضع هذه السلسلة من المقالات في سياقاتها الطبيعية وفق الأحداث التي نتابعها جميعا، لا يمكن أن أصل إلى نفس النتيجة..، التي تتفهم عياشي أو غيره من الإعلاميين، وإنما ربما أتوصل إلى العكس تماما؛ بل ربما أسيء الظن بمن قال هذا الكلام أو ذاك.
كان بعض الناس يعتقدون أن جمعية العلماء بعد عودتها إلى النشاط سنة 1991، هي: الطبعة الرسمية للحركة الإسلامية، أي أنها تمثل الوجه الرسمي للإحياء الإسلامي لمواجهة الوجه الشعبي لها، وهو: وجه الحركات التي نشأت بعد الاستقلال، كحركة البناء الحضاري والتيار ألإخواني والتيار السلفي...إلخ، لا سيما أن الذين أعادوها إلى الوجود يومها كلهم أو جلهم محسوب على النظام، ومنهم على سبيل المثال، الرئيس الأول: الشيخ أحمد حماني الذي كان رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، والرئيس الثاني: الشيخ عبد الرحمن شيبان وزير سابق للشؤون الدينية، وبعد الأزمة السياسية التي كانت في سنوات 1991/1999، ، تحولت الجمعية إلى محضن لكل من يهتم بالعمل الدعوي بعيدا عن الحزبية والأحزاب..؛ بل أصبحت الجمعية هي: الوعاء الشعبي للمهتمين بالدعوة والإصلاح، لا سيما أن هناك شريحة عريضة من الإسلاميين لا تهتم بالعمل السياسي بصيغته الحزبية.
وعندما أضحت محضنا لكل من يهتم بالعمل الدعوي، تشكلت من جملة من التيارات الموجودة بالقوة وبالفعل، ورغم ما بين هذه المجموعات من تناغم وتفاهم في إطار دعوي وطني واحد، إلا أن بعض الأجهزة الأمنية راحت تصنف شعب الجمعية وأبناءها تصنيفا أمنيا وفق الخريطة السياسية الحزبية، فيقولون مثلا الشعبة الفلانية نهضة، والشعبة العلانية فيس، والشعبة كذا إخوان، وغيرها جزأرة، وأخرى سلفية وهكذا...، وكأن المراد بهذه الجمعية أنها تكون مؤسسة قابلة للتقسيم والتفتيت متى أراد خصومها ذلك، كما يراد للجزائر: أن تتشرذم إلى فرق مذهبية وطائفية وعرقية متناحرة... وآخر يراها مدخولة بمجهولين... وآخر يصف قيادتها بالعصابة.. وهلم "جريا"، وراء السبق لمن يرفع مستوى التهمة لجمعية العلماء، لينال رضا الفاسدين والمفسدين!!؟.
ثم أمر آخر فرض نفسه بلا اختيار من أحد، وإنما فرض بفضل خطاب الجمعية التاريخي الجامع، وهو: أن الجمعية كواقع هي: مؤسسة جامعة، ومن ثم، فهي محل طمع الجميع، فالسلطة لا يسعها إلا إرادة استمالتها، بشكل من الأشكال، والمعارضة أو بعضها على الأقل تريدها رأسا لقاطرة معارضتها؛ لأنها محل ثقة غير منافس، وأبناؤها يصرون على الاستقلال التام عن كل المؤثرات القادمة من خارجها.
عندما أضع مقالات حميدة عياشي أو سعيد جاب الخير وغيرهما من الإعلاميين، أو تصريحات المصرحين الرسميين وغيرهم، في إطار كل هذه القضايا التي هي معلومات وليست تحليلات، هل يمكن أن أقف عند قراءتها وتفهمها في إطار الإثارة الإعلامية فقط؟، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟، لا سيما عندما أرى الكثير من وسائل الإعلام يبحثون عن مناظرين من رجال الجمعية لحميدة عياشي أو لغيره من خصوم الجمعية.. ويشترط حميدة ألا يحاور –أو هكذا نقل عنه- غير رئيس الجمعية...، أما الأستاذ عبد القادر نور الذي بدا في خصومته أن له مشكلة مع الشيخ عبد الرزاق قسوم، ولكن هذه المشكلة أعلن عن استعداده لقبرها إذا استقال قسوم من رئاسة الجمعية !!؟، وبعد هذا: هل يمكن أن نفهم من المقصود بالإيذاء: الجمعية أم قسوم؟. ننتظر الإجابة من عبد القادر نور، وممن وراءه وأمامه!!؟.
إن بقاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مؤسسة جامعة للجزائريين، محافظة على ثوابت الجزائر الحضارية والاجتماعية والثقافية سيستمر؛ لأن ذلك من جوهر رسالتها رغم أنه لا يروق لبعض الناس!!؟، الذين لا يهدأ لهم بال، ما دامت الجمعية تنشط وتقول وتفعل...، وستبقى اللافتات تطلع من حين لآخر، ولن تتوقف؛ بل إن هذه النماذج البشرية التي لا يروق لها استقرار الجزائر ولا استقرار الجمعية، سوف تبقى تبعث ما لا يخطر على بال أبناء الجمعية..، من أقوال وأراء بل وأفعال، من أجل ضرب استقرارها واستمرار وتعطيل رسالتها الفاعلة المؤثرة.
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لا تزال تحتمي بجهاز مناعي قوي، وكما وصفها أخونا الشيخ عبد الحليم قابة: إن الجمعية في مستوى من الطهارة لا يحمل الخبث كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"الماء إذا بلغ القلتين لا يحمل الخبث".
وهذه الحماية يتضمنها مشروعها الإصلاحي الذي أسس له الماهدون، وبنوا به جيلا كاملا، ولم يرتق إليه بعد الوارثون –رغم اجتهاداتهم-...، وهو: البناء الممنهج الجامع الذي تلتقي عليه قوى الخير مهما تنوعت وتعددت..، ومن ذلك: أن جمعية العلماء التي حُوسِبت بعد الاستقلال محاسبة حزبية ضيقة، كانت قبل ذلك التاريخ هي: المعين الذي يسقي الجميع..، فقد تبنت الحركة الوطنية شعارها:( الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا)، واقترب منها بعض من ليس منها: أمثال عمار أوزقان رحمه الله الذي أضحى من كتاب جريدة:"الشاب المسلم" التي أصدرتها الجمعية باللغة الفرنسية، أما فرحات عباس الذي كان اندماجيا، بسبب علاقته بجمعية العلماء: عدل موقفه ببديل أفضل أو أقل سوء، وهو:"الاندماج مع المحافظة على الأحوال الشخصية".
هذه هي جمعية العلماء التي يهمنا معرفة المستاء منها، والذي بينه وبينها "حسيفة" يريد تصفيتها!!؟.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:36 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى