تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > المنتدى العام الإسلامي > قسم الحوار الديني

> أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
09-02-2013, 11:44 AM
بسم الله الرحمان الرحيم

أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله

هو بحث مطول قرأته للشيخ أبو عبد الله محمد حاج عيسى جزائري جدير بالقراءة و النشر


ترجمة وجيزة عن الكاتب

الشيخ حاج عيسى من أبرز طلاب الشيخ محمد علي فركوس و هذا الرابط فيه تقريظ الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- لأحد كتب الشيخ محمد حاج عيسى-حفظه الله-

http://www.ferkous.com/rep/Db2.php

و هو من الطلاب المتفوقين المتميزين البارزين الأقوياء
المتفوقين على أقرانهم
وقد كتب الله له اتمام شرح دروس مصطلح الحديث لطلابه
وبعض مجالس شرح رسالة أدب طلب العلم للعثيمين
أيام كان هو الإمام الخطيب والمشرف على مسجد السنة ببلدية باب الواد بالعاصمة
وكان له أيضا دروس أصول الفقه وغيرها
له عدة مؤلفات ومطويات توجيهية نافعة
شارك في عدة دورات علمية منها الدورة العلمية الأولى لعام 2006 والثانية لعام 2007 والثالثة لعام 2008
في مسجد عمر بن الخطاب الذي يشرف عليه قرينه وحبيبه الشيخ أبي جابر عبد الحليم توميات ببلدية رايس حميدو بالعاصمة .
حفظنا الله وإياهم بحفظه
.........
وهو في السادسة والثلاثين من العمر، من مواليد باب الوادي
هداه الله تعالى إلى الاستقامة في شبابه طلب العلم على المشايخ المدرسين في العاصمة آنذاك كالشيخ محمد فركوس والشيخ أبي سعيد
متخرج من كلية العلوم الإسلامية ومتحصل على شهادة الماجستير بمناقشة رسالته المسماة " التصحيح والتوضيح للمنقول عن الشافعي في الأصول " بإشراف الشيخ محمد فركوس
ويحضر الآن أطروحة دوكتوراه في أصول الفقه في كلية العلوم الإسلامية بإشراف الشيخ محمد علي فركوس كذلك
تولى الخطابة ببعض مساجد العاصمة أبرزها مسجد السنة بباب الواد ودرس-ولا يزال- في العديد من مساجد العاصمة الكثير من الفنون الشرعية
وله نشاط في التأليف
من أبرز مؤلفاته:
- عقيدة ابن باديس السلفية وبيان مخالفته للعقيدة الأشعرية
- أصول الدعوة السلفية عند ابن باديس
- إعلام الراغب بحكم درس الجمعة الراتب، .......
- وسلسلة مطويات "في طريق الإصلاح" وصلت إلى خمسين مطوية الآن

التعديل الأخير تم بواسطة مُسلِمة ; 09-02-2013 الساعة 05:10 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
09-02-2013, 12:11 PM
تناول الشيخ في بحثه أربع فصول

الفصل الأول : أصول العقيدة
الفصل الثاني: أصول الفقه
الفصل الثالث: أصول السلوك
الفصل الرابع : أصول الدعوة و الإصلاح






الفصل الأول :أصــــــــــــول العقيدة




إن الأصول الكلية التي يتميز بها أهل السنة والجماعة في العقيدة عن غيرهم كثيرة جدا، لذلك فقد انتقيت الأصول المهمة التي ترتبط بمنهج تلقي العقيدة وعرضها، وبعض العقائد البارزة التي تميزهم عن غيرهم، كمفهوم التوحيد وأقسامه، والموقف من صفات الله عز وجل، ومن مسائل القدر والإيمان، نسردها أولا سردا مع نقل نص بعض العلماء السابقين عليها، ثم نوضحها ونفسرها على ضوء كلام الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى .

1-الكتاب والسنة هما المصدران الأساسيان لتلقي العقيدة في شقيها العلمي والعملي

2-لا فرق بين حجية السنة المتواترة والآحاد في إثبات العقائد سواء ما تعلق منها بذات الله تعالى أو بغيرها من الغيبيات


3-التزام الصحة فيما يروى من أخبار الآحاد في باب العقائد ، وعدم قبول الضعيف أو الإسرائيليات فيها


4-الالتزام بما كان عليه السلف الصالح في فهم نصوص الكتاب والسنة، وذلك بعدم مخالفة ما أجمعوا عليه، وعدم الخروج عن أقوالهم فيما اختلفوا فيه

5-تضليل طريقة المتكلمين المبنية على مقتضيات العقول، والمؤخِّرة لمنزلة الكتاب والسنة فيما يتعلق ببحث مسائل الصفات والقدر والنبوات

6-تجنب الخوض في المسائل الكلامية التي لا تفيد علما ولا عملا ولم يكن فيها نصوص شرعية، والحكم بين الطوائف المختلفة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله
7-تقسيم التوحيد الذي دعت إليه الرسل إلى قسمين توحيد علمي يتضمن معرفة الله تعالى وإثبات صفات الكمال له سبحانه ، وتوحيد عملي يتضمن إفراد الله تعالى بأنواع العبادات الظاهرة والباطنة
8-التصريح بعقيدة الإثبات والتنـزيه في باب الصفات وإثبات الصفات الخبرية الذاتية والفعلية

9-التصريح بالبراءة من مظاهر الشرك الأصغر والأكبر الفاشية في الأمة


10-الاعتقاد بأن انفراد الله تعالى بالحكم والتشريع من معاني توحيد الربوبية، وليس قسما على حياله، فضلا عن أن يكون هو التوحيد أو أهم أقسامه


11-القول بأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص (خلافا لمن قال إنه يكمل بالتصديق وحده أو بالتصديق والقول بلا عمل ) وأن الكفر كفران كفر اعتقادي مخرج من الملة وكفر عملي لا يخرج صاحبه من الملة(خلافا لمن يكفر الناس بالكبائر)

12-الإيمان بالقضاء والقدر بإثبات علم الله السابق ومشيئته المطلقة وخلقه لأعمال العباد، مع إثبات الاختيار للإنسان وقدرته على الفعل والترك معا


13-الاعتقاد بأن التكليف والمؤاخذة لا يثبتان إلا بالشرع وقيام الحجة الرسالية، ولا يكفي ذلك مجرد دلالة الفطرة أو حكم العقل ، ومنه قيل إن العذر بالجهل عقيدة السلف وأهل السنة


14-تعظيم الصحابة والترضي عليهم جميعا، وإثبات الخلافة للخلفاء الأربعة الراشدين


يتبع إن شاء الله.....
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
09-02-2013, 12:19 PM
المبحث الأول : مصادر تلقي العقيدة



من الأصول القطعية في الدعوة السلفية اعتبار ( الكتاب والسنة هما المصدران الأساسيان لتلقي العقيدة في شقيها العلمي والعملي) وذلك لارتباطه بالعقيدة التي هي أصل الدين وبالتوحيد الذي هو هدف الرسالة
ولقد كان الشيخ ابن باديس رحمه الله حريصا على نشر هذا الأصل والدعوة إليه، وكلامه في هذا الباب كثير جدا نسوق منه هذا النص البديع الذي يبين فيه وجوب الرجوع إلى القرآن لأخذ العقيدة الصحيحة، ويذم فيه المنهج الكلامي الذين أبعد الناس عن حقائق دينهم
قال رحمه الله تعالى :« أدلة العقائد مبسوطة كلها في القرآن العظيم بغاية البيان ونهاية التيسير …فحق على أهل العلم أن يقوموا بتعليم العامة لعقائدها الدينية، وأدلة تلك العقائد من القرآن العظيم، إذ يجب على كل مكلف أن يكون في كل عقيدة من عقائده الدينية على علم ، ولن يجد العامي الأدلة لعقائده سهلة قريبة إلا في كتاب الله ، فهو الذي يجب على أهل العلم أن يرجعوا إليه في تعليم العقائد للمسلمين، أما الإعراض عن أدلة القرآن والذهاب مع أدلة المتكلمين الصعبة ذات العبارة الاصطلاحية فإنه من الهجر لكتاب الله وتصعيب طريقة العلم على عباده وهم في أشد الحاجة إليه، وقد كان من نتيجته ما نراه اليوم في عامة المسلمين من الجهل بعقائد الإسلام وحقائقه»
وقال أيضا في تبيين هذا الأمر : «ويجب أن تؤخذ هي وأدلتها (يعني العقائد) من آيات القرآن فإنها وافية بذلك كله، وأما إهمال آيات القرآن المشتملة على العقائد وأدلتها والذهاب مع تلك الأدلة الجافة فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير»([30]).
وهذا الكلام شاف كاف بنفسه غير محتاج إلى التدليل والتذييل ولا إلى الشرح والتعليل والله وحده الهادي إلى سواء السبيل.
وللشيخ رحمه الله تعالى أيضا كلام كثير يبين فيه منزلة السنة النبوية وأنه ينبغي اعتمادها في بيان العقيدة وإن كانت من أخبار الآحاد المفيدة للظن الراجح كما هو مذهب جمهور أهل العلم ([31]).
من ذلك قوله مبينا منـزلة السنة عموما من القرآن: «وعلَّمنا القرآن أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو المبين للناس ما نزل إليهم من ربهم وأن عليهم أن يأخذوا ما آتاهم وينتهوا عما نهاهم عنه فكانت سنته العملية والقولية تالية للقرآن فهجرناها كما هجرناه وعاملناها بما عاملناه »([32]).
وكما أنه اعتبرها بيانا للقرآن موضحة لمشكله ومفسرة لمجمله فقد قرر أنها وحي من الله تعالى وأنه لذلك كانت مع القرآن مصدر كل شريعة دون سواهما حيث قال رحمه الله :( وأفادت أن جميع هذا الدين وحي من الله منزل على نبيهوهذا لأن مرجع الإسلام في أصوله وفروعه إلى القرآن وهو وحي من الله وإلى السنة النبوية وهي وحي أيضا لقوله تعالى :(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) وكل دليل من أدلة الشريعة فإنه يرجع إلى هذين الأصلين ولا يقبل إلا إذا قبلاه ودلا عليه ، وكل شيء ينسب إلى الإسلام ولا أصل له فيهما فهو مردود على قائله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"([33])«([34]).
وصرح في موضع بأنه من أهم الأمور التي ركز عليها في دعوته الدعوة إلى السنة النبوية التي هجرها المتأخرون كما هجروا كتاب رب العالمين فقال رحمه الله: ( فأخذنا على أنفسنا دعوة الناس إلى السنة النبوية المحمدية وتخصيصها بالتقدم والأحجية ، فكانت دعوتنا -علِم الله- من أول يوم إليها ، والحث على التمسك والرجوع إليها ، ونحن اليوم على ما كنا سائرون، وإلى الغاية التي سعينا إليها قاصدون ، وقد زدنا من فضل الله أن أسسنا هذه الصحيفة الزكية ، وأسميناها السنة النبوية المحمدية لتنشر على الناس ما كان عليه النبي r ، في سيرته العظمى وسلوكه القويم وهديه العظيم، الذي كان مثالا ناطقا لهدي القرآن ، وتطبيقا لكل ما دعا القرآن إليه بالأقوال والأفعال والأحوال ، مما هو المثل الأعلى في الكمال ، والحجة الكبرى عند جميع أهل الإسلام ، فالأئمة كلهم يرجعون إليها، والمذاهب كلها تنطوي تحت لوائها وتستنير بضوئها ، وفيها وحدها ما يرفع أخلاقنا من وهدة الانحطاط ويطهر عقيدتنا من الزيغ والفساد ويبعث عقولنا على النظر والتفكير ويدفعنا إلى كل صالح )([35]).

[29]/ الآثار (1/142).
[30]/ الآثار (4/59) وانظر في معناه (4/48).
[31]/ الآثار (320).
[32]/ الآثار (251).
[33]/ البخاري (2697) مسلم (1718).
[34]/ الآثار (1/370).
[35]/ الآثار (5/94).



يتبع إن شاء الله........
التعديل الأخير تم بواسطة مُسلِمة ; 09-02-2013 الساعة 01:29 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رحيل
رحيل
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 26-12-2006
  • الدولة : الجزائر...
  • المشاركات : 6,888

  • اجمل صورة وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • رحيل will become famous soon enoughرحيل will become famous soon enough
الصورة الرمزية رحيل
رحيل
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
09-02-2013, 12:35 PM
السلام عليكم

بارك اله فيك اختي مسلمة...
في المتابعة ان شاء الله...
سنلتقي يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
09-02-2013, 01:44 PM
المبحث الثاني : حجية أخبار الآحاد في إثبات العقائد




ومن الأمور المتفق عليها أيضا بين أهل السنة المحضة أنه لا فرق بين السنة المتواترة والسنة المروية من طريق الآحاد من حيث الحجية فكلاهما يحتج به في العقائد ما تعلق منها بذات الله تعالى أو بأخبار الغيب والآخرة ، كما يحتج بها في كل أبواب الدين الأخرى ، والعبرة في ذلك بصحة السند والمتن عند أهل الحديث فكل ما صح عندهم فهو حجة فإن أجمعوا عليه كان مفيدا للقطع من هذه الجهة وما كان صحيحا عند بعضهم فقط فهو حجة في الظاهر وتستفاد منه العقائد كما تستفاد منه الأحكام، وليست مسائل الاعتقاد كلها في رتبة واحدة كما أنه ليست كل مسائل الفقه والحلال والحرام في رتبة واحدة ، ومذهب الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى واضح مشهور في هذا الأصل ولا أوضح ولا أشهر من كتابه الذي أملاه على طلبته والذي سمي بـ"العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية"والذي عنوانه يدل على مضمونه وهو ترجمة عملية لمنهج الشيخ في أخذ وتلقين العقيدة الإسلامية ، وهو أبلغ من كل كلام أو من مجرد التصريحات النظرية.
ومن نصوصه التي تصب في هذا السياق إضافة إلى ما سبق نقله في المبحث السابق قوله رحمه الله :« فعلى كل مؤمن أن يسلك هذا السلوك فيحضر مجالس العلم التي تذكره بآيات الله وأحاديث رسوله ما يصحح عقيدته ويزكي نفسه ويقوم عمله»([36]).
ومعلوم أن الأحاديث المسندة كلها من قبيل الآحاد.

وللشيخ رحمه الله تعالى كلمة ذكرها في مبادئ الأصول ربما يفهم منها من لا خبرة له بمذهب الشيخ ولا إحاطة له بمتفرق كلامه أنه يخص حجية أخبار الآحاد بالأحكام الفقهية دون العقائد، إذ قال :« فكل حديث صحيح أو حسن، فإنه صالح للاستدلال به في الأحكام »([37])

ولا شك أن هذا المعنى غير مراد، فقد بين كما سبق بلفظ صريح أنه يحتج بالحديث الصحيح في العقائد والأحكام وأكد ذلك عمليا في كتابه العقائد الإسلامية ، وهو في هذا الموضع لم ينف وإنما سكت وسكوته يحتمل أن يكون لانصراف الخاطر إلى مسائل الفقه دون غيرها عند الكلام عن مسائل الحجية في أصول الفقه والله تعالى أعلم.
وقد يقال إنما أراد الاحتراز عن الفضائل ومنه تكون مسائل العقائد داخلة في مسمى الأحكام ، أو داخلة فيه من باب أولى والله تعالى أعلم



المبحث الثالث : التزام الصحة



ومن الأصول المتفق عليها أيضا '' التزام الصحة فيما يروى من أخبار الآحاد في باب العقائد ، وعدم قبول الأحاديث الضعيفة أو الأخبار الإسرائيلية فيها''
فليس كل ما يروى من الأخبار والأحاديث جاز أن تبنى عليه العقيدة، بل إن المجددين من أهل السنة يرون من أسباب ذيوع كثير من الخرافات والبدع الاعتقادية التساهل في باب الرواية، حيث أن العامة والمتأخرين عموما لا تمييز عندهم بين صحيح وضعيف ولا بين حسن ومنكر باطل، ولذلك فإنهم في هذا الزمن قد رفعوا شعار التزام الصحة خاصة في العقيدة، وليس معنى ذلك أنه لا يكون سلفيا إلا من كان ممارسا لهذا العلم ومجتهدا فيه، لأنه في ذلك يكفي الرجوع إلى أهل الاختصاص من المتقدمين أو المتأخرين، وهذا الأمر أيضا جلي في منهج الشيخ فقد بين رحمه الله تعالى أنه ينبغي التبين من صحة الأخبار لتبنى عليها العقائد والأحكام في غير موضع فقال : « لا نعتمد في إثبات العقائد والأحكام على ما ينسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحديث الضعيف لأنه ليس لنا به علم»([38]).
وقال في هذا المعنى أيضا: « أحوال ما بعد الموت كلها من الغيب فلا نقول فيها إلا ما كان لنا به علم بما جاء في القرآن العظيم أو ثبت في الحديث الصحيح وقد كثرت في تفاصيلها الأخبار من الروايات مما ليس بثابت، فلا يجوز الالتفات إلى شيء من ذلك، ومثل هذا كل ما كان من عالم الغيب مثل الملائكة والجن والعرش والكرسي واللوح والقلم و أشراط الساعة وما لم يصل إلى علم البشر»([39]).
وقد حذر الشيخ من تحسين الظن بكل ما دوّنه العلماء في كتبهم على سبيل الرواية وجمعِ ما ورد في الباب من غير التزام الصحة، فقال رحمه الله :( مما ينبغي أن يعلم في هذا المقام أولا : أنه لا يجوز الاعتماد على كل قول ينقل في كتب التفسير لأن أكثرها لم يلتزم الاقتصار على الصحيح بل قصدت إلى جمع كل ما قيل، خصوصا التفسير المشهور عند عامة وطننا وهو تفسير الشيخ محمد الخازن رحمه الله فلقد جمع من الإسرائيليات فأوعى ، فمن اعتمد ما فيه من ذلك واتخذه عقيدة ونسبة إلى الإسلام فقد أخطأ في عقيدته ونسبته خطأ كبيرا وضل ضلالا بعيدا ) ([40]).


[36]/ الآثار (1/320).

[37]/ مبادئ الأصول (49).

[38]/ الآثار (1/143).

[39]/ الآثار (1/143).

[40]/ الآثار (3/238).



يتبع إن شاء الله.......

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
09-02-2013, 05:12 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

بارك اله فيك اختي مسلمة...
في المتابعة ان شاء الله...
وعليكم السلام أختي الكريمة
أهلا بك وفيك بارك الله
دمتي في المتابعة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
12-02-2013, 01:41 PM
المبحث الرابع : الالتزام بما كان عليه السلف الصالح





أي ( الالتزام بما كان عليه السلف الصالح في فهم نصوص الكتاب والسنة بعدم مخالفة ما أجمعوا عليه وعدم الخروج عن أقوالهم فيما اختلفوا فيه )

وهذا الأصل من أوضح الأصول التي يدعو أهل السنة إلى الالتزام بها وإلى التحاكم إليها عند الاختلاف، ومنه رأى المتأخرون منهم أن يتخذوا من السلفية لهم شعارا تعبيرا عن هذا الأصل الذي به يتميزون عن أكثر الطوائف المنحرفة عن الإسلام الصحيح الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ودانت به القرون الثلاثة المفضلة ، ذلك أن أكثر الطوائف إنما تميزت عن أهل السنة بفكرة أو عقيدة تنسب إلى فرد أو أفراد من الخلف أو ممن اتفق علماء السلف على تضليلهم وتبديعهم، والانتساب إلى السلف هو انتساب إلى العصمة والتمسك بما كانوا عليه هو تمسك بالإجماع الذي هو حجة شرعية تلي الكتاب والسنة وتقطع الاختلاف فيما كان محتملا من النصوص، ومن مقتضى هذا الأصل أن الدعوة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ليست دعوة مطلقة تفتح الباب على مصراعيه لأهل العصور المتأخرة أن يفهموا منها ما شاءوا، بل هذا الرجوع مقيد بفهم السلف الصالح والأئمة المتقدمين، ولذلك قال العلماء:" ما اتفق عليه السلف لا يكون إلا حجة قاطعة وما اختلفوا فيه فلا يجوز لنا أن نخرج فيه عن أقاويلهم لأن الحق لا يخرج عنها"
والشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى ما عُرف إلا بالدعوة إلى العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح في كل مجال وميدان وسيأتي نقل ذلك عنه مفصلا في ما يأتي من مباحث، وهنا نقتصر على كلمات جامعة تدل على إيمانه العميق بضرورة الالتزام بفهم السلف الصالح وعلى أن العقيدة من جملة ذلك، وأول ما ننقله تلك المواد أو الأصول التي جاءت في دستور جمعية العلماء الذي كتبه ابن باديس بنفسه ونشره في الشهاب ، فقد قال في المادة الخامسة :« سُلُوك السلف الصالح – الصحابة والتابعين وأتباع التابعين – تطبيق صحيح لهدي الإسلام » وقال في المادة السادسة : « فهوم أئمة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنة ». وقال في المادة العاشرة : « أفضل أمته بعده هم السلف الصالح لكمال اتباعهم له»([41])
وقال الشيخ رحمه الله تعالى في وصية جامعة :« اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم ، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع وجنبكم ذلة الابتداع ، أن الواجب على كل مسلم في كل مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره ، ويلهج به لسانه ، وتنبني عليه أعماله ، أن دين الله تعالى من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وأن كل ما خرج عن هذه الأصول ولم يحض لديها بالقبول –قولا كان أو عقدا أو احتمالا -فإنه باطل من أصله مردود على صاحبه كائنا من كان في كل زمان ومكان ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى »([42]).

وإذا كان هذا هو موقفه من مذهب السلف وعقيدته فيه، فقد صرح من جهة أخرى بتضليل كل ما أحدث على خلاف ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال وقال :« فكل قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه ، كما وسعهم عدمه ولا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم . وكذلك كل فعل ديني لم نجده عندهم وكذلك كل عقيدة . فلا نقول في ديننا إلا ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلا ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلا ما عملوا ، ونسكت عما سكتوا …ونرى كل فتنة بين الفرق الإسلامية ناشئة عن مخالفة هذا الأصل»([43]).

وقد بين في موضع أن العالم الحق والداعي إلى الله بصدق الذي يستحق أن يقتدى به هو الذي التزم خطى السابقين لا الذي بدل بعدهم وأحدث وأن من كان حاله كذلك فهو ساقط لا يستحق أن يقتدى به، (فقال رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى : (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)(الفرقان74):(كلمة عظيمة من إمام عظيم قال مجاهد التابعي الجليل الثقة الثبت المفسر الكبير :" أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا " ذكره البخاري ورواه ابن جرير بسند صحيح يعني أن الذين يقتدي بهم الناس من بعدهم هم الذين كانوا يقتدون بسلفهم الصالح من قبلهم، فالذين أحدثوا في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح لم يقتدوا بمن قبلهم فليسوا أهلا لأن يقتدى بهم من بعدهم، فكل من اخترع في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح فهو ساقط عن رتبة الإمامة)([44]).


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
12-02-2013, 02:23 PM
المبحث الخامس : تضليل طريقة المتكلمين



ومن الأمور المنهجية الكلية المتفق عليها بين أهل السنة أيضا تضليل الطريقة الكلامية في إثبات العقائد الدينية المبنية على الدلائل العقلية وهجران الدلائل القرآنية، وعلى مبدأ تقديم العقل على النقل أو تخصيص الدلائل النقلية بمباحث اليوم الآخر كما هي طريقة الأشعرية ، وعلماء أهل السنة يعدون هذا الانحراف المنهجي أصلا لمجموع من الانحرافات الاعتقادية التي تنخر جسد الأمة حيث يرون أن هذا المنهج كان سببا في تضييع معنى كلمة التوحيد وبالتالي فتح الباب أمام المظاهر الشركية ، ومنها إذاعة عقيدة الإرجاء التي مهدت للانحلال وتضييع شرائع الدين، وغيرها من العقائد الفاسدة التي لم يقتصر فسادها على الخاصة وتعدى إلى عموم الأمة، وكثير منهم يرون أن علم الكلام قد أفسد كثيرا من العلوم غير العقيدة كالتفسير وأصول الفقه وشرح السنة النبوية، بل واللغة العربية أيضا، وكفاه مفسدة أنه جعل المتأخرين من المنتسبين إلى العلم يصرِّحون بأن اعتقاد ظواهر القرآن في باب الصفات كفر ووثنية ، فلا شك إذن أن هذا الأصل السلبي من أعظم الأصول التي يتميز بها السلفيون عن غيرهم، وإنه وإن كان معناه حاصلا من مقتضى الأصول الإيجابية السابقة، فإن التأكيد عليه مما ينفي الاحتمال والإجمال الذي قد يتستر به بعض المفوضة المتأخرين.

وفيما يخص الشيخ ابن باديس رحمه الله فإن موقفه من علم الكلام ظاهر ومكشوف ، وإنه مع قلة المواضع التي تطرق فيها ابن باديس لهذا الموضوع، فإنه قد نقده نقدا شاملا أتى على بنيانه من القواعد، حيث انطلق من عقيدة كمال الدين التي من فروعها اعتقاد كفاية الشرع وإغنائه عن مسالك المتكلمين الملتوية، وصرح باعتبار هذا المنهج من مظاهر الهجر لكتاب الله تعالى فقال :« نحن معشر المسلمين قد كان منا للقرآن الكريم هجر كثير في الزمن الطويل، وإن كنا به مؤمنين. بسط القرآن عقائد الإيمان كلها بأدلتها العقلية القريبة فهجرناها وقلنا تلك أدلة سمعية لا تحصل اليقين، فأخذنا في الطرائق الكلامية المعقدة وإشكالاتها المتعددة واصطلاحاتها المحدثة، مما يصعب أمرها على الطلبة فضلا عن العامة»([45]).

ويستحق هذا الوصف وصف الهاجر لكتاب الله -عنده- كل من ابتغى الهدى فيه وأحسن الظن فيه ، أما من صرح بتقديم القواعد العقلية وآراء الرجال على نصوص الكتاب والسنة فذلك وصفه بأنه شر الهاجرين وشر الشر ، فقال : « شر الهاجرين للقرآن هم الذين يضعون من عند أنفسهم ما يعرضونه به ويصرفون وجوه الناس إليهم وإلى ما وضعوه عنه لأنهم جمعوا بين صدهم وهجرهم في أنفسهم وصد غيرهم فكان شرهم متعديا وبلاؤهم متجاوزا، وشرُّ الشرِّ وأعظم البلاء ما كان كذلك»([46]).

كما تحدث ابن باديس عن آثار المنهج الكلامي المدمرة ، فأرجع ضلال الأمة وجهلها بحقائق العقيدة الإسلامية إلى رواج علم الكلام فقال رحمه الله:« أما الإعراض عن أدلة القرآن والذهاب مع أدلة المتكلمين الصعبة ذات العبارات الاصطلاحية ، فإنه من الهجر لكتاب الله وتصعيب طريق العلم على عباده وهم في أشد الحاجة إليه، وقد كان من نتيجته ما نراه اليوم في عامة المسلمين من الجهل بعقائد الإسلام وحقائقه »([47]).

وكما بين فساده وإفساده فقد أجاب عن شبهات المدافعين عنه الذين يقولون إن علم الكلام علم به يقتدر على جواب شبهات الفلاسفة و الملاحدة، والانتصار للعقائد الإسلامية بالحجج العقلية ، فبين رحمه الله تعالى بأن القرآن قد أغنى عن علم الكلام من كل وجه ، وأنه لم يُخِل بهذا الجانب- جانب دفع الشبهات والجدل عن الحقائق الدينية بالحجج العقلية -فقال رحمه الله تعالى :« إذا تتبعت آيات القرآن وجدتها قد أتت بالعدد الوافر من شبه الضالين واعتراضاتهم ونقضتها بالحق الواضح والبيان الكاشف في أوجز لفظ وأقربه وأبلغه، وهذا قسم عظيم جليل من علوم القرآن يتحتم على رجال الدعوة والإرشاد أن يكون لهم به فضل عناية ومزيد دراية وخبرة ، ولا نحسب شبهة ترِد على الإسلام إلا في القرآن العظيم ردها بهذا الوعد الصادق من هذه الآية الكريمة فعلينا عند ورود كل شبهة من كل ذي ضلالة أن نفزع إلى آي القرآن ، ولا إخالنا إذا أخلصنا القصد وأحسنا النظر إلا واجديها وكيف لا نجدها في آيات ربنا التي هي الحق وأحسن تفسيرا »([48]).




[45]/ الآثار (1/250).
[46]/ الآثار (1/251) وانظر آثار البشير الإبراهيمي (1/167).
[47]/ الآثار (1/142).
[48]/ الآثار (1/260).

يتبع إن شاء الله...........

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
13-02-2013, 07:34 PM
المبحث السادس : تجنب الخوض في المسائل الكلامي



وبعد البراءة من المنهج الكلامي في الجملة، فإنه ينبغي أن تجتنب آراء المتكلمين عمليا، ما كان منها مخالفا للكتاب والسنة ، وكذلك المسائل التي لا تفيد علما ولا عملا، وإنما هي من تشكيكات الفلاسفة وفرضيات المتكلمين في مجال الاعتقاد ، ويظهر هذا في كتب تقرير العقيدة التي يكتبها علماء أهل السنة حيث يكون بناؤها على العقائد التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة خالية من الشبهات والتشكيكات، وكلِّ ما لم يرد به نص شرعي أو أثر سلفي ، وعلى هذا المنهج سار الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى فيما أملاه في كتاب العقائد الإسلامية وفيما كتبه في غيره من المقالات الدينية، وجسد هذه الفكرة أيضا في إملائه في علم الأصول حيث جرده من المسائل الكلامية والمذاهب المحدثة الردية التي تعج بها كتب الأصول المطولة والمختصرة ، ومن نصوص ابن باديس في هذا السياق قوله: «قلوبنا معرّضة لخطرات الوسواس بل للأوهام والشكوك، فالذي يثبتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم، ولقد ذهب قوم مع تشكيكات الفلاسفة وفروضهم ومماحكات المتكلمين ومناقضاتهم ، فما ازدادوا إلا شكا وما ازدادت قلوبهم إلا مرضا، حتى رجع كثير منهم في أواخر أيامهم إلى عقائد القرآن وأدلة القرآن فشفوا بعد ما كادوا كإمام الحرمين والفخر الرازي »([49]).

وإذا قلنا إن أهل السنة لا يخوضون في المسائل الكلامية أو لا يتخذون من الكلام منهجا في تلقي العقائد فهذا لا يعني أنهم يمتنعون عن الحكم بين الطوائف الضالة فيما اختلفت فيه من مسائل الكلام، وعن رد ضلالاتهم المخالفة للكتاب والسنة، بل هم قائمون عليه ويعدونه من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكنهم يقولون إنما ذلك لأهل العلم بعقائد الإسلام المستمدة من الكتاب والسنة والراسخة قدمهم في العلم والإيمان، ويجعلون ذلك في كتبٍ هي غير كتب تقرير العقيدة وتلقينها، كما صنع شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه نقض تأسيس التقديس ودرء تعارض العقل والنقل ومنهاج السنة النبوية.

ولم يكن الشيخ ابن باديس يرى من الضروري أن يلج هذا الباب في العصر الذي عاشه لعدم وجود الخصم القوي الذي يستحق أن يجادل ويرد عليه في تلك المسائل، لذلك فإن الشيخ قد اكتفى بتضليل الطريقة الكلامية والدعوة إلى مخالفتها، مع تقرير مسائل الاعتقاد على وفق ما دلَّت عليه النصوص الشرعية، ولقد بينت في بحث "عقيدة الإمام ابن باديس السلفية"كيف خالف الأشاعرة في الدقيق والجليل من غير أن يصرح في غالب الأحيان بخلافهم ، وإن كان صرح بتضليلهم في مواضع قليلة كالنص السابق الذي تحدث فيه عن الجويني والرازي وأنهم شفوا في آخر أعمارهم ، وأصرح منه حكمه الكلي على تأويلات الأشعرية وعقيدة الجبر بأنها من الخطأ الضار، إذ قال في ترجمته للشيخ محمد رشيد رضا : «دعاه شغفه بكتاب الإحياء إلى اقتناء شرحه الجليل للإمام المرتضى الحسيني، فلما طالعه ورأى طريقته الأثرية في تخريج أحاديث الإحياء فتح له باب الاشتغال بعلوم الحديث وكتب السنة، وتخلص مما في كتاب الإحياء من الخطأ الضار وهو قليل، ولاسيما عقيدة الجبر والتأويلات الأشعرية والصوفية والغلو في الزهد وبعض العبادات المبتدعة»([50]).





المبحث السابع : تقسيم التوحيد إلى توحيد علمي وتوحيد عملي



ومن الأصول التي يتميز بها أهل السنة أنهم يدعون إلى التوحيد بجميع أنواعه وأنهم يقسمونه إلى الجانب العلمي الذي يتضمن العلم بالله تعالى وبصفاته وأفعاله وقد يسمى بتوحيد الربوبية أو الربوبية والأسماء والصفات أو المعرفة والإثبات، وإلى الجانب العملي الذي يتضمن حقوق الله تعالى وهو توحيد الألوهية أو العبادة أو القصد والطلب وهذا القسم الأخير قد غفل عنه المتكلمون الذين جعلوا كل اهتمامهم بقضية وجود الله تعالى وما حام حولها من مسائل وبقضايا الصفات ، وكما غفل عنه هؤلاء فقد خالفه بل وأنكره غيرهم من الطرقية والقبوريين الذين قويت دولتهم في العصور المتأخرة، ولغربة الدين بين هؤلاء وهؤلاء فقد أصبح لا يعرف هذا التقسيم ولا يقره إلا سلفي ومن ذكره من مخالفيهم فعنهم أخذه.
وبالنسبة للشيخ ابن باديس فإن الأمر واضح ومتقرر عنده فقد قال في بيان التوحيد وأقسامه:« التوحيد هو اعتقاد وحدانية الله وإفراده بالعبادة ، والأول هو التوحيد العلمي والثاني هو التوحيد العملي ، ولا يكون المسلم مسلما إلا بهما»([51]).
ثم قال :« ومن توحيده تعالى توحيده في ربوبيته وهو العلم بأن لا خالق غيره ولا مدبر للكون ولا متصرف فيه سواه …ومن توحيده تعالى توحيده في ألوهيته ، وهو العلم بأنه تعالى هو المستحق للعبادة وحده دون سواه ، والقصد والتوجه والقيام بالعبادات كلها إليه…ووحدانيته تعالى في ربوبيته تستلزم وحدانيته تعالى في ألوهيته فالمنفرد بالخلق والرزق والعطاء والمنع ودفع الضر وجلب النفع هو الذي يجب أن يفرد بالعبادة، التي هي غاية الخضوع والذل مع الفقر والحاجة للعزيز الغني القادر المنعم»([52]).
وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر بعد أن بين أن معنى لا إله إلا الله وهو أن تكون العبادة لله وحده: ''فالعبادة بجميع أنواعها لا تكون إلا له، فذل القلب وخضوعه والشعور بالضعف والافتقار والطاعة والانقياد والتضرع والسؤال هذه كلها لا تكون إلا لله، فمن خضع قلبه لمخلوق على أنه يملك ضره أو نفعه فقد عبده، ومن شعر بضعفه وافتقاره أمام مخلوق على أنه يملك إعطاءه أو منعه فقد عبده، ومن ألقى قياده بيد مخلوق يتبعه فيما يأمره به وينهاه غير ملتفت إلى أنه من عنده أو من عند الله فقد عبده، ومن توجّه لمخلوق فدعاه ليكشف عنه السوء أو يدفع عنه الضر فقد عبده '''([53]).
وقال أيضا في تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ)(الفرقان68) :'' من دعا غير الله فقد عبده: ما يزال الذكر الحكيم يسمى العبادة دعاء ويعبر به عنها، ذلك لأنه عبادة فعبّر عن النوع ببعض أفراده، وإنما اختير هذا الفرد ليعبر به عن النوع لأن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها، فإن العابد يظهر ذله أمام المعبود وفقره أمام غناه وعجزه أمام قدرته وتمام تعظيمه له وخضوعه له بين يديه ويعرب عن ذلك بلسانه بدعائه وندائه وطلب حوائجه منه. فالدعاء هو المظهر الدال على ذلك كله، فعن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله عليه الصلاة و السلام :'' الدعاء هو العبادة، ثم قرأ'' (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر60). رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة"([54])([55]).
وقال ابن باديس رحمه الله تعالى في الرد على من يزعم أن الدعاء لا يعتبر عبادة: '' وإذا كان هو لا يسمي دعاءه لغير الله عبادة فالحقيقة لا ترتفع بهذه التسمية لها بغير اسمها، والعبرة بتسمية الشرع التي عرفناها في الحديثين المتقدمين لا بتسميته... فمن دعا شيئا فقد اتخذه إلهه لأنه فعل له ما لا يفعله إلا للإله، فهو وإن لم يسمّه إلها بقوله فقد سماه بفعله، ألا ترى إلى أهل الكتاب لما اتبعوا أحبارهم ورهبانهم في التحليل والتحريم وهما لا يكونان إلا من الرب الخالق العالم بالمصالح قال الله تعالى فيهم : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّه) (التوبة31) وإن كانوا لا يسمونهم أربابا فحكم عليهم بفعلهم ولم يعتبر منهم عدم التسمية لهم أربابا بألسنتهم، فكذلك يقال فيمن دعا شيئا أنه اتخذه إلها نظرا إلى فعله وهو دعائه ولا عبرة بعدم تسميته بلسانه«([56]).












[49]/ الآثار (1/257) وقوله كادوا أي يهلكون ولعله سقط.
[50]/ الآثار (3/85) .
[51]/ العقائد الإسلامية (66).
[52]/ العقائد الإسلامية (67-68) وانظر الآثار (1/97).
[53]/ الآثار (1/96).
[54]/ أبو داود (1479) ابن ماجة (3828) وصححه الترمذي (2969،3247) وابن حبان (890).
[55]/ الآثار (1/299).
[56]/ الآثار (1/299) وانظر (1/158).





يتبع إن شاء الله.............
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: أصول الدعوة السلفية عند العلامة ابن باديس رحمه الله
14-02-2013, 08:11 PM
المبحث الثامن : التصريح بعقيدة الإثبات والتنزيه في باب الصفات


من أظهر المسائل الاعتقادية التي يتميز بها السلفيون مسائل الأسماء والصفات، وذلك من حيث التأصيل والتفصيل، حيث سلكوا في الجملة مسلك الإثبات والتنـزيه ، وهو مسلك السلف المباين لطرائق الخلف المخالفين المبنية على التعطيل تحت شعار التأويل ، أو التفويض الذي هو في الحقيقة تعطيل للمعاني وتجهيل لسلف الأمة، ودافع انحراف الخلف كما هو معلوم معارضة المنقول بالمعقول وتقديم العقل، لأنه في زعمهم دليل قاطع بخلاف ظواهر النصوص، ولما كان هذا الأمر معلوما ومشهورا، فإننا نكتفي بهذا الشرح الموجز وننتقل من غير إطالة إلى توضيح منهج الشيخ ابن باديس رحمه الله فيه.

أولا : بيان القاعدة الكلية للإثبات والتنـزيه: قال الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه "العقائد الإسلامية" مبينا القاعدة الكلية التي يسير عليها أهل السنة والجماعة: « عقيدة الإثبات والتنـزيه، نثبت له تعالى ما أثبت لنفسه على لسان رسوله من ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله، وننتهي عند ذلك ولا نزيد عليه وننزهه في ذلك عن مماثلة أو مشابهة شيء من مخلوقاته لقوله تعالى: ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) (آل عمران 28) ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) (المائدة 116)». ونقل عنه الشيخ محمد الصالح رمضان في التعليق على هذه القاعدة ما يزيدها وضوحا وتأكيدا فقال:« روينا البيتين التاليين عن أستاذنا الإمام وقت الدرس ولا ندريهما لمن؟ وهما:

فنحن معشر فريق السنة السالكين في طريق الجنـة

نقول بالإثبات والتنـزيه من غير تعطيل و لا تشبيه

وزاد عليهما معلقا فقال : المعطلون هم الذين ينفون الصفات الإلهية والمشبهون هم الذين يشبهونها بصفات المخلوقات وكلاهما ضلال ، أما السنيون فهم يثبتونها له تعالى وينزهونها عن التشبيه بالمخلوقات والتعطيل تعطيل اللفظ عن دلالة معناه الحقيقي أو الخروج به إلى معنى آخر، والتشبيه تشبيه الله بمخلوقاته ، فنحن نثبت لله ما أثبت الله لنفسه من أقوال أو أفعال أو صفات ، ولا نشبهه في شيء من ذلك بالمخلوقات ، ولا غرابة في إثبات شيء مع عدم تكييفه، فالإنسان يثبت أن بين جنبيه نفسا ولكن لا يستطيع تكييفها كذلك نثبت صفات الله بلا كيف»([57]).

ومما كتب الشيخ ابن باديس رحمه الله في هذا الموضوع ما جاء في سياق الدفاع عمن وصفوا بالوهابيين حيث قال في أحد تلك المقالات:( قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية فتبعه عليها قوم فلقبوا بالوهابيين، ولم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ، فإن أتباع النجديين كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ، يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ، فإن أتباعه كانوا ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين أهل إثبات وتنزيه يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ويثبتون الشفاعة ويترضون عن جميع السلف، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة . وإنما كانت غاية ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير وزيغهم المبين)([58])



فتأمل أيها القارئ دفاعه عن ابن عبد الوهاب بأنه ليس بمبتدع في العقيدة ووصفه إياه بالسلفي الذي يبني عقيدته على قاعدة الإثبات والتنـزيه.

ثانيا : إثباته للصفات السبع وغيرها من الصفات الخبرية الفعلية


ولتأكيد استقامة منهج ابن باديس رحمه الله في هذا الباب، ننقل إثباته لبعض الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة الذي يبين مخالفته للمذهب الأشعري، خاصة المتأخرين منهم الذين أوغلوا في باب التأويل والتعطيل ، فهو قد خالفهم في باب الصفات في عدة أمور منها : عدم اقتصاره في كتابه على الصفات السبع المشهورة حيث زاد عليها ذكر صفتي الاستواء والنـزول وقال : « ونثبت الاستواء والنـزول ونحوها ونؤمن بحقيقتها على ما يليق به تعالى بلا كيف وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد »([59])

ثم هو لم يسم الصفات السبع بصفات المعاني كما اصطلح الأشاعرة على ذلك، ولا أردافها بالصفات المعنوية المستلزمة لها (كونه حيا كونه سميعا كونه مريدا …الخ)([60])

زيادة على أنه قد ذكر أدلتها كلها من القرآن، ولم يقل إنها هي الصفات العقلية دون غيرها بل لم يتعرض لحكم العقل فيها ولا في غيرها، ثم إنه في تفسيرها وشرحها لم يذكر العبارات التي تحدد مراد الأشاعرة بإثبات الصفات المتعلقة بالمشيئة منها أعني الإرادة والكلام والسمع والبصر، فإنهم يثبتونها على أنها صفات ذاتية قديمة ويصرحون أنها لا تتعدد ولا تتجدد، فالكلام عندهم معنى واحد قديم وكذلك الإرادة والسمع والبصر ([61])

وتبين أن الشيخ قد خالفهم في كل ذلك.
ومن الصفات التي صرح رحمه الله بإثباتها على طريقة أهل السنة والجماعة في غير هذا الكتاب صفتا المحبة والبغض حيث قال في موضع من تفسيره: « إن هذا القبول الذي سيجعل لمن أحبه الله في الأرض ..هو نوع الوُد المذكور في الآية وبيَّن أن أهل القبول في الأرض محبوبون في أهل السماء قبل أهل الأرض ، وبيَّن أن سبب ذلك القبول هو محبة الله لهم فمن أحبهم حببهم لعباده ولما كان سبب ذلك القبول محبة الله لهم بين صلى الله عليه وآله وسلم أن بغض الله سبب في بغض الخلق لهم، إذ ما تسبب عن أحد الضدين يتسبب عن الآخر ضده »([62])

وقال رحمه الله في موضع آخر: « إن الحب من الله والبغض كسائر أفعاله لا تقع إلا على وجه الحق والعدل والسداد ، وهذا أمر واجب لأفعال الرب الحكيم، فالمؤمنون أحبهم ونصرهم لإيمانهم وأعداؤهم أبغضهم وخذلهم لخيانتهم وكفرهم». ثم يقول:« فإذا أعدمت منهم الأمانة فخانوا الله والرسول وخانوا أمانتهم وفشت فيهم الفواحش والمناكر استوجبوا غضب الله وبغضه ونقمته وحرموا نصرته ودفاعه وكانوا هم الظالمين »([63])
ومن نظر في كتب التفسير وشرح الحديث التي صنفها الأشاعرة؛ يعلم أنهم لا يسكتون في مثل هذه المواضع عن التأويل وتفسير هذه الصفات ببعض اللازم منها، والشيخ رحمه الله لم يعبأ بتلك الأقاويل التي تتضمن التعطيل مما يؤكد عمق إيمانه بعقيدة الإثبات والتنزيه




[57]/ العقائد الإسلامية (62) وأما من قد يتوهم أن الشيخ كان مفوضا فيقال له هذا مردود من عدة أوجه الأول : أنه في النص السابق صرح بأنه يثبت الصفات بلا كيف ولا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم من اللفظ معنى وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت الصفات قاله ابن تيمية (5/41)، الثاني أنه نص على نفي التعطيل والتفويض في حقيقته تعطيل للصفات وتجهيل لصاحب الرسالة ولأصحابه ، الثالث : أن المفوضة يجعلون الصفات من المتشابه الذي يرد علمه إلى الله وقد تكلم ابن باديس عن المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله وحصر ذلك في بضع عشرة كلمة مشيرا إلى الأحرف المقطعة في أوائل السور، ولم يشر إلى آيات الصفات الآثار (1/360،362).
[58]/ الآثار (5/32) ووصف أيضا الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية بأنه سلفي انظر مقدمته لمقال ملك العرب (3/145) وقال في موضع آخر (3/263) :» فالحكومة السعودية التي طهرت الحجاز من البدع والضلالات والخرافات وأرجعت أتباع الطرق التي تسمي نفسها طرق صوفية إلى عقولهم ودينهم «.
[59]/ وأظن الشيخ محمد الصالح رمضان ما أصاب في تصرفه في الأصل ونقله الكلام عن هاتين الصفتين من موضعه إلى موضع الكلام عن الإثبات والتنـزيه السابق، حيث أوهم كثيرا من القراء أن ابن باديس لا يثبت إلا الصفات السبع على ما هو مشهور عند الأشاعرة، قال في التعليق :« قوله ( نثبت الاستواء والنزول إلى قوله غير مراد ) كان في الفصل بعد صفة الكلام ..من غير استشهاد عليه بالآيات والأحاديث ، وأرجو ألا يكون هذا من التحكم وسوء التصرف » هامش العقائد الإسلامية (62).
[60]/ وتسمى صفات الأحوال والحال قال الجويني في تعريفها :» صفة لموجود غير متصفة بالوجود ولا بالعدم « الإرشاد (37) والأشاعرة المتقدمون مختلفون في إثباتها وممن نفاها الباقلاني في رسالة الحرة المسماة بالإنصاف.
[61]/ انظر تمهيد الأوائل للباقلاني (299) الإرشاد للجويني (42،45-58).
[62]/ الآثار (1/201).
[63]/ الآثار (1/212).



يتبع إن شاء الله.......
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 10:46 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى