التاريخ يعيد نفسه في الصومال
30-03-2007, 09:11 PM
صوماليات تسحلن جثث إثيوبيين بمقديشو
وكالات - إسلام أون لاين.نت
صوماليات يسحلن جثث جنود إثيوبيين بمقديشو
مقديشو ـ فيما وصف بأنه القتال الأعنف في الصومال منذ سقوط المحاكم الإسلامية، قتل نحو 30 شخصا بينهم 17 جنديا إثيوبيا، تعرضت جثث بعضهم لعمليات سحل شارك فيها سيدات صوماليات في شوارع العاصمة مقديشو. جاء هذا في الوقت الذي أعلن فيه مسئول أمني صومالي عن سقوط طائرة عسكرية إثيوبية، ولم يتمكن أي من ركابها من النجاة.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن نحو 30 شخصا قتلوا من بينهم 17 جنديا إثيوبيا في اشتباكات عنيفة وقعت أمس الخميس بين القوات الإثيوبية ومسلحين.
وقال عثمان جبايري الصحفي المحلي إنه شاهد خمسة من القتلى المدنيين في الشوارع وحطام شاحنة تابعة للجيش الإثيوبي أصيبت بقذيفة صاروخية.
وأضاف لرويترز: "الناس قلقون ولا يعرفون ما إذا كانوا سينجون اليوم أم لا، شاهدت جثث 17 جنديا إثيوبيا هناك".
وأفاد شاهد عيان آخر أن "خمسة أشخاص يرتدون زيا عسكريا كانوا ممددين قتلى في حي شيركول في جنوب مقديشو، حيث أقدم سكان على سحل جثتين أخريين بواسطة الحبال".
وجرت حشود من السكان بينهم سيدات صوماليات جثث جنود إثيوبيين بالشوارع أمس الخميس، ووقفت مجموعة من النساء بجوار الجثث يرفعن أيديهن تعبيرا عن النصر.
وكان سكان صوماليون قد قاموا بجر جثث جنود قيل إنها لإثيوبيين أو صوماليين في شوارع مقديشو قبل إحراقها يوم 21-3-2007 خلال قتال عنيف سقط فيه ما لا يقل عن 16 قتيلاً وعشرات الجرحى، لكن إثيوبيا نفت أن يكونوا من جنودها.
تحطم طائرة
وتطور آخر ، قال شهود إن مروحية عسكرية إثيوبية من طراز "ام آي 24" أسقطت في مقديشو اليوم الجمعة، وأضافوا بأن الطائرة بدت ككرة من نار ودخان قبل تحطمها قرب معسكر القوات الأوغندية المجاور لمطار مقدشيو.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسئول أمني في مطار مقديشو قوله " إن أحدا من ركاب المروحية لم ينج من الحادث". ولم يحدد عددا بعينه للركاب.
وسبق أن أسقطت طائرة أوغندية في مقديشيو الجمعة 23 ـ 3 ـ 2007 إثر إصابتها بصاروخ بعد إقلاعها من مطار مقديشو الدولي.
تواصل القتال
وبعد أن قتل نحو 30 شخصا أمس الخميس قال سكان إنه لم تخف حدة القتال الدائر في أنحاء المدينة التي تقع على ساحل المحيط الهندي.
وقال فيصل جامع وهو من سكان جنوب مقديشو لرويترز بالتليفون: "قذيفة مورتر سقطت على المنزل المجاور لي. بوسعنا سماع الصراخ ورؤية الدخان. لم نستطع النوم الليلة الماضية، القصف كان يضيء السماء طوال الليل".
وأضاف: "يوجد كثير من الجرحى ولكن لا توجد وسيلة لنقلهم إلى المستشفيات بسبب القتال في الطرق".
وقالت محطة شبيلي الإذاعية في الصومال إن 30 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في القتال الذي دار يوم الخميس.
وأضافت أن أصوات الأسلحة الآلية تدوي منذ الفجر حول المنطقة التي يقع فيها إستاد كرة القدم في مقديشو، حيث حفر الجنود الإثيوبيون والمسلحون خنادق يفصل بينها بضعة أمتار.
وأفادت شبيلي في موقعها على الإنترنت: "أصوات المدفعية الثقيلة يمكن سماعها في كل أنحاء العاصمة في حين ما زال المدنيون المذعورون يفرون من المدينة".
واستخدمت القوات الإثيوبية التي تدعم قوات الحكومة الصومالية المؤقتة الدبابات وطائرات الهليكوبتر في شن هجوم كبير أمس الخميس في مناطق بجنوب مقديشو. وأصيب 100 شخص على الأقل، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى والجرحى.
انسحاب إثيوبي
وتأتي التطورات الأمنية، في وقت كشف فيه رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي أمام البرلمان في أديس أبابا عن أن بلاده الداعمة للحكومة الصومالية سحبت ثلثي جنودها المنتشرين في الصومال.
وقال زيناوي: "سحبنا حتى الآن ثلثي قواتنا، فيما شن الجيش الإثيوبي صباح الخميس في مقديشو هجوما بريا وجويا على المتمردين، أسفر عن عشرة قتلى على الأقل".
ولم يحدد عدد الجنود الإثيوبيين الذين انسحبوا ولا عدد الذين لا يزالون في الأراضي الصومالية. وتابع زيناوي: "ثمة تأخير في الانسحاب؛ لأن انتشار جنود السلام التابعين للاتحاد الإفريقي لم يتم كما كان مأمولا".
وأكد زيناوي أن "مهمتنا قضت بتدمير التهديد الأصولي وقد نجحنا"، مضيفا أن "إثيوبيا أظهرت لجميع المعتدين عليها أنها قادرة على مواجهة أي اعتداء".
وأرسل الاتحاد الإفريقي 1200 جندي أوغندي للمساعدة في حفظ الأمن للصومال لكنهم كانوا أيضا هدفا للهجمات. وترفض دول إفريقية أخرى إرسال جنود لتعزيز القوة التي يعتزم الاتحاد الإفريقي الوصول بعدد أفرادها إلى 8 آلاف.
وأعلنت الأمم المتحدة أن 57 ألف شخص هربوا من مقديشو منذ فبراير الماضي منهم 12 ألفا خلال الأسبوع الماضي وحده.
www.elkawader-dz.com