أهـداف موقــع الشيخ مختار طيباوي الجزائري
18-04-2010, 12:34 AM
أهـداف هذا الموقــع..
http://www.taibaoui.com/index.php?ahdaf=1

هذا الموقع...
ليس الغرض منه تكريس الفرقة بين المسلمين، ولا التّرويج لطائفة منهم على حساب طائفة أخرى؛ بل الدّعوة إلى كتاب الله عزّ وجل، وإلى سنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالدّفاع عن عصمة النّصّ، ورفع منزلته فوق بقيّة مصادر المعرفة.
هذا الموقع ...
يسعى لمجابهة الفكر المعاصر المعاند للنّصّ الشّرعيّ، ولكُل دعوة داخليّة أو خارجيّة الغرض منها إضعاف منزلة النّصّ الشرعي، أو إزاحته كمصدر للمعرفة و التّشريع.
إنّنا لا نرفض مجابهة هذه الدّعوات بكل ألوانها، ولا نكتفي بمجابهتها على استحياء، بل نسعى من خلال مواجهتها بالكتاب و السّنّة إلى اختراقها، ومنعها من اجتياح مساحات مهمّة من الأمّة الإسلاميّة.
هذا الموقع ...
يبيّن حقيقة علميّة اختفت تحت غطاء: تصنيف النّاس، ووسمهم بصور نمطية، روِّج لها ببوق اللّبْس المعرفي، وهي أنّه لا سبيل أمام المسلمين للتّداعي إلى الحقّ إلاّ بفتح باب الحوار العلميّ، ومن يعرف الحقيقة فليدلّ غيره على الطّريق.
هذا الموقع...
يعتقد القائمون عليه أنّ الإسلام لا يتمّ إلاّ بأمرين :
الأول: معرفة فضل الأئمّة وقدرهم، وترك ما يقود إلى ثلم مكانتهم عند النّاس: من الوقيعة في أعراضهم ،و انتقاصهم، ومحاداتهم، وترك موالاتهم و محبّتهم.
الثاني: النّصيحة لله سبحانه، و لكتابه، و لرسوله، و لأئمّة المسلمين و عامّتهم، وهذا لا يتمّ إلاّ بنقد آراء الأئمّة، و الرّدّ عليها؛ فلا سبيل أخرى إلى ذلك، ولكن على ضوء ما سبق لا يأتي هذا النّقد إلاّ بالخير.
فمن عرف هذا لم يجد منافاة بين القسمين، و إنّما يضيق عن هذا أحد رجلين:
1ـ رجل جاهل بمقاديرهم وأعذارهم , لم يعلم أنّ العالم الّذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة , وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا، قد تكون منه الهفوة والزّلّة هو فيها معذور , بل مأجور؛ لا يجوز أن يتبع فيها، مع بقاء مكانته ومنزلته في قلوب المؤمنين،وكما قال الإمام مالك:( مَنْ هَذَا الّذي لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ؟ وَلَيْسَ الْمُصِرُّ وَالْمُجَاهِرُ كَغَيْرِهِ).
فإنّه ما من أحد من أعيان الأمّة من السّابقين الأوّلين، ومن بعدهم إلاّ لهم أقوال وأفعال خفي عليهم فيها السّنّة ،وهذا باب واسع لا يحصى، مع أنّ ذلك لا يغضّ من أقدارهم، ولا يسوِّغ اتِّباعهم فيها.
وقد أخبرنا القرآن و السّنّة أنّ النّزاع واقع بين أهل العلم، فقال سبحانه : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}(سورة النساء الآية 59) ، فمن أحسن الرّدّ إلى كتاب الله و سنّة نبيّه علم أنّه لا تعارض بين فضل الرجل، وبين وقوعه في أخطاء علميّة و عمليّة،فليس مبرئا من الخطأ في دين الله، ومن الذّنوب إلاّ الأنبياء.
2 ـ من يجهل الشّريعة الإسلاميّة و أصولها، قد يعتقد في متبوعه أنّه معصوم، أو أنّه محفوظ عن الذّنوب، والخطأ في الاجتهاد، وهذا سبب التّعصّب الحاصل في الأمّة عموما، و أهل السّنّة خصوصا، وهو باطل بلا نزاع بين أهل العلم والإيمان. فالمتعصّب لبعض أئمّة العلم و المشائخ يعتقد أنّ الحقّ معهم في كل شيء،فيرجح أقوالهم بهوى يمزجه بشيء من التّأويل، كالتّزكيات العامّة و المجملة ،فإن صادمته الأدلّة زعم أنّه اجتهد في ترجيحهم على غيرهم!.
هذا الموقع...
يعتبر الدّعوة إلى الكتاب و السّنّة ليست حكرا على طائفة من المسلمين ،ولا هي من ممتلكاتهم الثّقافيّة، بل هي الإسلام الصّحيح الّذي قامت على صحّته أدلّة العقول و النّقول؛ الإسلام الّذي يدعو جميع المسلمين للانطواء تحته ،و الانضمام إلى دعوته، لإنقاذ النّاس من سخط ربّ العالمين،و النّهوض بأعباء الأمّة.
هذا الموقع...
جاء ليساهم في ردّ الاعتبار للحقيقة العلميّة، بتصحيح الغلط التّاريخيّ، الّذي وقع فيه بعض المسلمين، عندما حاولوا نسبة الدّعوة إلى الكتاب و السّنّة بعيدا عن التّقليد و التّعصّب إلى هذا أو ذاك من العلماء الرّبّانيّين.
هذا الموقع...
يرى أنّ من يريد تصحيح الأخطاء، و انتقاد النّاس ليعودوا إلى جادّة الصّواب، و يرشدهم إلى الحقيقة العلميّة عليه أن يعتمد خطابا مرنا، الغرض منه الإحاطة بالمخالف و استيعابه، ليكون طاقة فعّالة للإسلام، لا هدر حقوقه، وهدر الحقّ الّذي معه، و بالتّالي يستفزّه فتتأجّج نار العداوة.
و إن كانت العداوة الدّينيّة حقيقة قائمة، و قد يُمدح صاحبها، أو تدلّ على إيمانه و تعلّقه بالدّين، وولاءه لله ورسوله، فإنّها متى اصطبغت بالجهل مثل: سوء الخطاب، و إنكار الحقائق العلميّة و التّاريخيّة.
و بالعناد مثل: إنكار ما مع المخالف من حقّ.
و بالاعتداء على المخالف: مثل سبّه، و شتمه، و تحقيره، وتصغير أمره، و الشّكّ في إخلاصه، عرفنا أنّ هذه العداوة ليست لله، و إنّما هي حقد طائفيّ يتوارثه بعض المسلمين ـ أحيانا ـ من غير شعور منهم.
هذا الموقع...
يريد خطابا إسلاميّا مشبعا بصور التّسامح الإسلاميّ، علميّا يدفع التناقض المزعوم بين النّصّ و العقل الصّحيح، وبين النّصّ و الوجد الصّحيح.
هذا الموقع...
المعنى الأصليّ لرسالته هو الدّعوة إلى الله، وتبليغ الإسلام كما جاء به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،أي: تقريب النّاس من الله بحسب الممكن من علمهم وفهمهم، وقدرتهم على الامتثال، مبتعدين قدر الإمكان عن الإسلام المؤوّل،رافضين رفضا قاطعا الإسلام المبَدّل.
هذا الموقع...
شعاره: قوله تعالى:{ هُوَ الّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}(التوبة الآية 33)أي: ليهيمن خطابه على كل خطاب، و يهيمن منهاجه على كل المناهج، كما أنّ الإسلام هو الدّين المهيمن على جميع الأديان.
فمنهج هذا الموقع يسعى لتهيمن الدّعوة إلى الكتاب و السّنّة على كل المناهج، سواء كانت داخليّة أو خارجيّة، عن طريق الدّعوة عمليّا إلى تجريد اتّباع الرّسول، و نبذ التّقليد كمنهج علميّ، و اجتناب التّعصّب المذهبيّ عند العرض و التّحليل، فالمنهج القرآنيّ النّبويّ يقتضي التّخيّر من أقوال العلماء، فما وافق الكتاب و السّنّة أو اقترب منهما أكثر من غيره يأخذ به، وما خالفهما ينزهان عنه، فلا نتّخذ من دون الله و رسوله رجلا ـ يصيب و يخطئ ـ نتّبعه في كل ما قال، لا في العلم، ولا في أي مجال من مجالات الحياة .
إنّ المنهج الّذي يدعو إليه هذا الموقع طريق إيمانيّ، و هدي أخلاقيّ، أي: يجمع بين العلم و الإيمان و الأخلاق الإسلاميّة العالية و الراقية، معيار الصّدق فيه موافقة الكتاب و السّنّة و الإجماع، ولكنّه يقيم أعذار الأئمّة، ولا يشكّك في نوايا المخالف.
هذا الموقع...
طريقته شعارها: قوله تعالى:{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}(التوبة الآية128).
فنحن من المسلمين، يعزّ علينا ما أصاب الأمّة من تفرّق و ضعف وهوان، نحرص عليها أكثر من حرصنا على أنفسنا، لأنّ حبّنا لأمّتنا نابع من حبّنا لربّنا ولنبيّنا عليه الصّلاة و السّلام، فلتكن طريقتنا الرّأفة و الرّحمة بأبنائها.
هذا الموقع...
يعطي للمخالف ثلاثة حقوق :
1 ـ يحاول ألاّ يقصِّر في تقرير الحقّ له بالأدلّة العلميّة الثّابتة، ودرء ما يعارضه من شبهات عقليّة و شهوات نفسيّة، على أساس:الصّدق في المقدّمات، و الموضوعيّة في التّحليل.
2 ـ لا يعتدي عليهم فيما معهم من حقّ و صواب بسبب العداوة و الاختلاف، فيكون قد صار فتنة لهم، يضلّون بها، و يبتعدون عن الشّرع و الهدى، فإنّ الإنسان بطبعه إذا خالفت الضّرورة عنده، أو أنكرت ما معه من حقّ أنكر ما معك من الحقّ.
فالتّقصير في تقرير الحقّ، و العدوان على حقّ الغير هما أعظم أسباب الفتنة للمخالف، على أساس:من عرف الحقّ رحم الخلق.
3 ـ الملاطفة عند الإنكار و الاعتراض؛ والملاطفة عند التّعليم سواء كان تعليما تقريريّا أو تعليما إنكاريّا الهدف منها: إيقاظ الشّعور لقبول الكلام ،فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنّه قال: ( علَّمني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التّشهّد وكفّي في كفّه )، أخذ كفّ ابن مسعود، وجعلها في كفّه، وهو يعلِّمه.
فالدّاعية إلى الحقّ لا يخاطب النّاس خطبة متحكّم، ولا خطبة متهكّم، ولكن خطبة مشفق رحيم، و الملاطفة منه الغرض منها استمالة القلوب، وهي ـ كذلك ـ علامة على التّواضع، و الثّقة بالنّفس، وحسن سياسة العلم، على أساس: الصّدع بالحقّ وملاطفة الخلق، و الإعراض عن الجاهلين المعاندين.
هذا الموقع...
طريقته السّعي إلى بيان الحقّ في أبهى حلله ، وتزيينه بالممكن من عبارات اللّين و الرّفق حتّى يظهر فساد الباطل الّذي يقابله ،من غير تعرُّض لنوايا النّاس، ومثله أن تذكر مقالتك و توضّحها، ولا تتعرّض إلى من يعارضها إلاّ بالعلم ،و العلم وحده.
هذا الموقع...
يدعو أنصار الكتاب و السّنّة إلى تجاوز خلافاتهم الّتي تقود إلى التّدابر، و تضييع الجهود، بالتّواضع للمسلمين، وخفض الجناح للمؤمنين، و إقامة العذر للإخوان ، و نبذ عدم الألفة، وعدم التّعاون و التّكامل، ثمّ الاقتناع التّامّ أنّه لا يوجد فيهم ـ كأفراد ـ من هو حام الدّيار، أولا تضيء البلاد بدونه ، بل متى شاء الله أغنى عنه ، وجوده وعدمه سيان ، فهذا ما يدفع إلى الحرص على الائتلاف و التّعاون.
هذا الموقع...
يعي حتميّة الاختلاف و التّنوّع، ويفرّق بين قضايا الاتّفاق وموارد الاجتهاد، وعليه، يسعى إلى التّوفيق بين المسلمين، لا إلى التّلفيق.
و التّوفيق هو الجمع بين الآراء و الأفكار المتناسبة، و المنسجمة في مستوى معيّن، ولو كانت واردة ممّن يخالفنا في بعض الأمور، الشّرط الوحيد أن تكون متوافقة، متناصرة، متعاضدة، لا تخرج عن نطاق الكتاب و السّنّة.
هذا الموقع...
يدعو إلى التّواصل بين المسلمين، لأنّه يؤدي إلى التّكامل العلميّ والعمليّ، من خلال القيام على جبهات و مجالات مختلفة، ومن خلال تبادل المهارات و الكفاءات، و صدّ التَّيَّارات الفِكرِيَّة المُضَلِّلَة ،وسدّ الثّغرات.
إنّ التّكامل العلميّ و العمليّ بسبب اتّحاد المشارب و المقاصد، والاشتراك في المصلحة أمر يفرضه الواقع، لا يحتاج إلى فكر و علم لاستكشافه، فكل الجماعات البشريّة الواعية تمارسه.
فالاختلاف السّائغ ،و الّذي له أسبابه الموضوعيّة، لا يمنع التّضامن بين هذه الجماعات إذا كان الهدف واحدا باعتبار حقيقة الانتماء، و باعتبار اتحاد المقاصد الكبرى الرئيسة، وبالتّالي يكون التّكامل واجبا ضروريّا، لا يجب أن ننظر حينها إلى الفوارق، سواء كانت صوريّة ترجع في حقيقتها إلى الاصطلاح و التّسمية، لأنّ الحقيقة العامّة المستفادة من الاسميّة المختلفة لهذه الجماعات إذا عرضناها على الاسم الشّرعيّ: (أهل السّنّة و الجماعة) تبيّن لنا أنّ الحقيقة التي تخرج من هذا الاسم قد استهلكت غالب أحوال هؤلاء، فيتعيّن ثبوت هذا الاسم للحقيقة الغالبة، و بالتّالي يتعيّن ثبوت أحكامه، لأنّ القاعدة عند نظار المسلمين أنّ الأحكام تتبع الحقائق و الأسماء.
نعم هناك اختلافات،ولكنّها في كثير من الأحيان اعتباريّة ، و الحقيقة العامّة تقع أحيانا في رتب غير متساوية، فتستلزم الأخصّ عينا ـ ولابد ـ ، وهم السّلف الصّالح ، لأنّهم أكثر النّاس اتّباعا للنّبيّ صلّى الله عليه و سلّم، و أقلّهم تأويلا و اختلافا.
و أحيانا تقع في رتب متساوية، فإنّها حينئذ لا تستلزم الأخصّ أو أحدهما، و لهذا نقول: السّنّة نوعان: عامّة و خاصّة.
و المنتمون لأهل السّنّة بالمعنى العامّ يشتركون في الأمر العامّ،وهذه رتبة وإن لم توجب تساويهم في الحقيقة الذّاتيّة الّتي تخصّ بعضهم و تميّزه عن غيره، لأنّ المختلفات قد تشترك في أمر عامّ مع اختلافها في بعض صفاتها الذّاتيّة أي: بعض مميّزاتها.
فهذه الجماعات تشترك في اعتماد المرجعيّة السّنّيّة وهي: الكتاب و السّنّة و الإجماع، و لذلك نقول:المهم أن يكونوا متوافقين في أصول الدّين أو في غالبيتها.
وعليه؛ يجب تجاوز الفوارق الاصطلاحيّة الخاضعة للتّمييز[أقصد مصطلحات التّصنيف]، الّتي يتراشق بها دعاة الكتاب و السّنّة فيما بينهم، و الّتي ليس لها معان ثابتة في الشّريعة، و المصطلحات متى لم تكن لها معان ثابتة لا تكون هي و معانيها قسما من الحقيقة الثابتة.
و المصطلح متى دلّ على معان متعدّدة لا يجوز حمله على رأي الطّائفة أو الجماعة،لأنّ بعضهم يحمله على المعنى المذموم، والآخرون يحملونه على معناه المحمود ،ولكن يجب حمله على الحقيقة الشّرعيّة، فالحمل على أحد مفاهيمه دون غيره بغير موجب شرعيّ ممتنع.
فبسبب مصطلحات التّصنيف صار بعض المسلمين يذمّ بمجرّد التّسميّة والانتساب، و يكتسب آخرون الحمد بمجرد التّسميّة والانتساب، وهذا مخالف للكتاب و السّنّة، مخالف لقوله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }(سورة الحجرات الآية 13).
فاسم أهل السّنّة و الجماعة اسم مشترك بين عدّة فئات، وكما يتفاضل أهل السّنّة و الجماعة في الإيمان و السّلوك و العمل يتفاضلون في الانتساب، وهذه حقيقة لا مفرّ منها، ومعلوم أنّ أحكام الأسماء المشتركة لا تفارق أحكام الأسماء العامّة.
المقصود أنّ الهدف في الكتاب و السّنّة من إيجاد المجتمع المسلم، أو إن شئت من اجتماع النّاس و تعاشرهم هو التّعاون على البرّ و التّقوى، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما و عملا، أي: بالتّرشيد و التّربية و التّعليم، و بالتّعاون و التّكافل و المساعدة، فالمسلم بمفرده لا يستقل بعلم جميع أنواع البرّ، و جميع أنواع الشّرّ، ولا قدرة له على ذلك، فاقتضت حكمة الله سبحانه و تعالى أن جعل بني البشر قائمين ببعضهم البعض، معينين بعضهم البعض.
فلا مناص للمسلم من هذا التّعاون، ومعاشرتهم بالمعروف، و العمل لإصلاحهم حتّى تصلح نفسه، فإنّ هذه الأمّة كالجسد إذا تضرّر بعضه تضرّر كلّه، ومن ظنّ أنّه قد يقوى ويتقدّم ويزدهر، ويردّ بأس الكائدين للإسلام بدون بقيّة المسلمين أي: بدون السّواد الأعظم منهم، فهو في حلم وسبات عميق.
و بهذا تعرف حتميّة التّعاون و التّكامل الإسلاميّ ، و ضرورة أن يجد المسلم مساحة مشتركة بين المسلمين للتّعاون و العمل ـ في إطارها ـ لإصلاح جماعة المسلمين الكبرى،و الّتي لا يمكن بناء أمّة الإسلام حضارة، و علما، وقوّة بدونها، وهذا مفهوم لزوم السّواد الأعظم.
وعليه، فإنّ هذا الموقع لا يسعى لتعقيد الإسلام بمزيد من البحوث الأكاديميةـ في مجال الدّعوة ـ، ولكن ييسّر القدر الممكن منها لترشيد السّواد الأعظم من الأمّة.
هذا الموقع...
ليس دعوة للانزواء و تهميش النّفس، و التّنافر بين المسلمين، بل هو دعوة للزوم الحقّ و الثبات عليه، و حبّ إيصاله للغير، وهذا لا ينفي التّعاون بأيّ حال من الأحوال.
من شعارات هذا الموقع...
قوله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ}(سورة المائدة الآية 2)، فمن أعطى هذه الآية حقّها من الفهم و التّدبّر أغنته عن سواها.
إنّ على المسلمين أن يبتغوا و يطلبوا الوسائل و الطّرق الّتي تتضمن نفع الأمّة الإسلاميّة وحمايتها، و الذّبّ عن دينها و أخلاقها ومصالحها المختلفة، ونصر المظلومين من أفرادها، و إغاثة الملهوفين منهم، كل ذلك في إطار ما تسمح به الشّريعة الغرّاء.
فأينما ستجد تفرّقا فاعلم أنّ العلم غائب، لأنّه يدعو إلى توحيد الكلمة و التّجمع و تجاوز الخلاف، بخلاف الجهل الّذي يدعو إلى التّفرّق والاختلاف بالبغي.
و أينما عدمت التّكافل و التّعاون، واتّسع الشّرخ بين طبقات المجتمع فاعلم أنّ القوّة الاقتصاديّة لا يديرها العلم و العدل، ولكن المصالح الضّيّقة.
إنّ من أعظم الأعمال و أنفعها: العمل على التّعاون و التّداعي إليه، و طلب الوسائل الّتي تحقّقه لمن يقول أوّلا و آخرا:أمّتي أمّتي.
و عليه، كان الرّجوع إلى سيرة المصطفى صلّى الله عليه و سلّم، لنستلهم منها طريقته و هديه في العمل الجماعيّ، وفي التّعاون على البرّ كفيلا لنا بإيجاد الحلول الناجعة لإخراج هذه الأمّة من الرّكود الّذي تعاني منه على جميع المستويات.
إنّنا بالعودة إلى القرآن و السّنّة، يجب أن نترك كل ما يورّث البغضاء في القلوب، و يقطع روابط المودّة بين المسلمين، و نتمسك بما يوجب الاحترام المتبادل، و الحفاظ على السّمعة و الكرامة و الشّعور، فمتى عاب المسلم أخاه فقد عاب نفسه وهذا معنى قوله تعالى :{وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ } (الحجرات الآية 11).
فمن أسباب اجتماع الكلمة: حسن الظّنّ بالمسلم، وعدم التّنابز بالألقاب.
هذا الموقع...
يفتح باب المعارضة العلميّة على مصراعيه، لا يصادر حقّ الاحتجاج العلميّ فمتى ذكر المعترض حجّته، ولم يتجاوز حدّ الأدب، ولم يعترض من أجل المعارضة، فاعتراضه مقبول، وينظر فيه، إلاّ فيما كان قطعيّا من مسائل الدّين.
أمّا ردّ فعل المعترض عليه فهذا الموقع يدعوه: إمّا إلى إقناع المعارضين بوجهة نظره حتى يذعنوا له، أو الرّجوع إلى قولهم إذا اقتنع به، ولكن في جميع الحالات لم ولن يشكِّل الاعتراض و الاحتجاج العلميّ عائقا نفسيّا أو سلوكيّا أمام الطرفين،ولا يعدّ خروجا عن المعترض عليه، أو طعنا فيه، بل يعدّ كل ذلك من النّصيحة.
عملا بقوله صلّى الله عليه و سلّم:(ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ) حديث صحيح رواه أبو داود و الترمذي في المقدمة.
إنّ إثارة اهتمام المعترض عليه ـ في أيّ مجال ـ دون أن نعرّض هالته المبالغ فيها للانتقاص أمر صعب،لأنّ الخطأ ليس في الاعتراض، ولكن في الهالة المبالغ فيها، ولكن إثارة اهتمامه بالاعتراض العلميّ الهادئ، دون تعريضه لخطر الإدانة أو الرّفض ،ممكن من خلال انتقادات علميّة نزيهة النّواياـ لأنّه إذا تصارعت النّوايا فلا رأي يسود ـ، ومؤدّبة الأسلوب يقوم بها أهل العلم أنفسهم ،وحينئذ فلا حاجة لأن يتكلّم غيرهم، ولكنهم متى أخلّوا بهذا الواجب قام ضرورة من ينوب عنهم، وقد لا يكون بمثل حكمتهم و حنكتهم.
هذا الموقع...
يسعى إلى تعديل الصّورة فيما يخصّ العلاقة بين أهل العلم وبين جميع فعّاليات المجتمع، بحيث تصبح الصّورة واضحة للكل بأنّهم علماء ملّة، وليسوا علماء طوائف، مهمّتهم الحرص على الملّة، لا يحملون أيّة أطماع تخرج عن وظيفة العلم، أو تتناقض مع انخراطهم في الحياة الاجتماعيّة في كلّ جوانبها، حتّى يكون لهم دور أكثر عدالة، يتماشى ومنصبهم في القرآن و السّنّة، و حتّى لا يهمّشوا لحساب مثقفين معاندين للدّين، أو يعملوا لغير الصّالح العامّ للمجتمع الإسلاميّ.
هذا الموقع...
يدعو إلى عدم الخلط بين العلماء وبين الدّعاة في الميدان ـ بشكل عامّ ـ، و إن كان بينهما نقاط التقاء فهناك ـ أيضا ـ اختلاف جوهريّ في الوظيفة ، فالعالم مهمّته ممارسة العلم و المعرفة، و الإصلاح بالعلم و البيان، ومركزه الاجتماعيّ يقتضي منه ـ أحيانا ـ موقف التّحفّظ ، بينما الداعيّة في الميدان له أن ينخرط في الإصلاح العمليّ ، أقصد أنّه يمارس الإصلاح في جميع المجالات،ودرجة انخراطه في العمل الميدانيّ قد تكون أقوى من درجة العالم .
إنّه يمكننا أن نفنّد آراء من يعارضون العمل الجماعيّ و الميدانيّ، أو يقيّدونه بقيود تفقده خصائصه ومقاصده، من خلال نصوص أئمّة أهل السّنّة أنفسهم، ومن خلال سلوكهم العمليّ المتمثّل في مساهماتهم الأكيدة في التّحوّلات الّتي شهدها مجتمعهم.
في الأخير.....
قد تجدون في هذا الموقع كثيرا من الردود العلميّة الدّقيقة، وليس هذا من التّناقض مع روح هذا الموقع، و المقصد من إقامته، ولكن عملية تسهيل العلم للدّعوة إلى الله، و ترشيد الأمّة يمرّ أوّلا: عبر دحض الأصول العلميّة الباطلة، وكشف جناية كثير من المصطلحات العلميّة على الشّريعة الإسلاميّة و الطّريقة النّبويّة.
وعليه، فهذه المرحلة الأولى في حياة هذا الموقع، و المرحلة الثّانية ستكون بفتح المنتدى العامّ، و بعض الخدمات العلميّة الأخرى.
نسأل الله التّوفيق لما يحبّه ويرضاه ، و أن يرزقنا الإخلاص و الصّدق في الأقوال و الأعمال و الأحوال، و الحمد لله وحده، و الصّلاة و السّلام على من لا نبيّ بعده.
أرزيو/ الجزائر بتاريخ 16 مارس2010
فريق العمل

http://www.taibaoui.com/index.php?ahdaf=1