المتعصبون و سوء الظن بالناس وعلاجه
27-05-2012, 02:40 AM
هناك من يعيشون طيلة حياتهم يؤيدون مذهبا معينا دون اقناع فكري ويعادون من يخالفهم عداءا مرا مما يفتح مجالات الجدال والمراء وهنا تنتصر عليه وساوس الشيطان وتتغلغل داخل قلبه فتوحي اليه بأن ينتقم من الخصوم ....ويبدأ الطعن في الناس وسوء الظن باحوالهم . انها آفة الآفات في المجتمع وفتح باب المهاترات فإن أكذب الحديث هو الظن فيطعن العبد في نية أخيه وتبنى العداوات فقد قال الله تعالى [COLOR="red"](ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرمن الظن إن بعض الظن إثم)[/COLOR]. يغلب على البعض من الناس اليوم خلق ذميم ربما ظنوه نوعاً من الفطنة وضرباً من النباهة وإنما هو غاية الشؤم فالشخص السيئ يظن بالناس السوء، ويبحث عن عيوبهم، [COLOR="rgb(46, 139, 87)"]أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير[/COLOR] [COLOR="rgb(46, 139, 87)"]"[COLOR="rgb(46, 139, 87)"]وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا" (النجم:28)[/OLOR][/COLO وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا ً".
قال ابن سيرين رحمه الله:
"إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه".
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك
خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم
وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين .
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[COLOR=")"] حسن الظن من حسن العبادة
))[/COLOR] [ رواه الحاكم وأبو داود وأحمد في مسنده ][COLOR="Red"] ]
] وهو ايضا مرض نفسي يضر بصاحبه اكثر من إلحاقه بالضرر للناس و يرى لنفسه فضلا على سائر الناس ، ويعتقد فيهم الذنب والفسق والمعصية
لا ينبغي للمسلم ان يتتبع ويفتش ويراقب امورالمسلمين فليلتفت الى نفسه فيصلحَ شأنها ، ويُقوِّمَ خطأها ،
ويرتقي بها إلى مراتب الآداب والأخلاق العالية
، فإذا شغل نفسه بذلك ، لم يجد وقتا ولا فكرا يشغله في الناس وظن السوء بهم وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ) وعلاجه يكون بمجاهدة النفس لصد الكبر والمرائية ومراقبة اللسان و القلب واشغالهما بالذكر وبما يرضي الله وبتطهير القلب والاستعاذة بالله وقد اوصانا الله تعالى بمخالفة الشيطان و الهوى واتباع طريق الله المستقيم قال الله تعالى(وأن هذا صراطي مستقيما اتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون)