الأسعار تلتهب والمتهم الأمطار!
27-02-2015, 09:12 PM

قفزت أسعار سيدة مائدة الجزائريين إلى حدود 120 دينار في مختلف الأسواق عبر الولايات، محطمة بذلك رقما قياسيا جديدا بعد ما كانت لا تتجاوز 80 دينارا في عز أزمة ما يعرف بـ"بطاطا الخنازير"، فيما أرجع اتحاد التجار سبب ذلك إلى عزوف الفلاحين عن جني المحاصيل الجاهزة، مشيرا أن الجزائريين يستهلكون 45 مليون قنطار من البطاطا سنويا.

"الشروق" قامت بجولة إلى بعض أسواق العاصمة، ورصدت البورصة عبر ولايات أخرى، حيث وقفت على ارتفاع فاحش في أسعار عدد من الخضر والفواكه على غرار البصل الذي تراوح سعره بين 90 دينارا و100 دينار، والخس الذي استقر في حدود 120 دينار، فيما استقر سعر الطماطم عند 60 دينارا، إلا أن المفاجأة تمثلت في قفز سعر البطاطا خلال أسبوعين فقط من 55 دينارا إلى 100 و120 دينار في بعض نقاط البيع، على الرغم من تطمينات وزارتي التجارة والفلاحة بشأن هذه المادة التي قيل أنها لن تعود إلى الارتفاع بفعل القناطير التي سيتم جنيها بعد جاهزية المحصول في العديد من الولايات.

ولدى استفسارنا بعض تجار التجزئة عن سبب الارتفاع المفاجئ لمادة البطاطا، حمل الكثير منهم المسؤولية لأسواق الجملة، مشيرين أن سعرها على مستواها لم يتراجع تحت سقف 80 دينارا، نتيجة النقص الفادح في تموينها بهذه المادة التي تعرف طلبا متزايدا عليها من طرف المستهلكين.

من جهته، أرجع اتحاد التجار على لسان ناطقه الرسمي الحاج الطاهر بولنوار في اتصال لـ"الشروق"، ارتفاع سعر البطاطا وتحطيمها رقما جديدا، إلى نقص المادة في أسواق الجملة ما خلف حالة من الندرة، بسبب عزوف الفلاحين عن جنيها نتيجة الأمطار الغزيرة التي مافتئت تتهاطل على العديد من ولايات الوطن، فضلا عن ارتفاع تكاليف النقل في هذه الظروف، ما جعل الكثير من الفلاحين يفضلون التريث إلى غاية تحسن الأجواء لجني المحاصيل كي يتجنبوا المزيد من التكاليف، ما جعل هذه الكميات المتوفرة غير كافية لتلبية الطلب، خصوصا وان الجزائريين -يضيف- يستهلكون سنويا 45 مليون قنطار من البطاطا سنويا، وهو ما فسح المجال أمام السماسرة للمضاربة فيها.

ومن بين الأسباب التي جعلت مشكل ارتفاع سعر البطاطا يعود مجددا، تمثلت -حسب بولنوار- في نقص غرف التبريد وعدم تطور وسائل التخزين، ما جعل السوق يعتمد بالدرجة الأولى على المحصول الذي يجنيه الفلاح من أجل تسويقه، ناهيك عن تأخر نضج آلاف الهكتارات من الأراضي المنتجة لهذه المادة بداعي عدم توفر البذور، ما سبب تذبذبا في الإنتاج.