المتعاقدون/ بودواو ستكون مقبرتنا
15-04-2016, 05:19 AM

كريمة خلاص

صحافية بقسم المجتمع في جريدة الشروق اليومي

"بودواو ستكون مقبرتنا.. لا خضوع لا رجوع.. صامدون صامدون.. سلميون سلميون وإذا استعملت القوة حاضرون...".. هذا هو رد الفعل الأول الذي توحدت من أجله قلوب وعقول الأساتذة المتعاقدين المرابطين في ميدان الإدماج ببودواو، عقب تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، الذي أعلن عن اتخاذ إجراءات ميدانية بسبب الإخلال بالنظام العام، من قبل هؤلاء المحتجين، وهو ما ألهب الميدان وجعله يستفيق على غليان يرتقب تاريخ التنفيذ، مدججا بمختلف احتمالات المواجهة.
لجنة وساطة بين الأساتذة والوزارة
ADVERTISEMENT
"الشروق اليومي" انتقلت إلى ميدان الإدماج ورصدت أولى الأصداء موازاة مع انتهاء الآجال الرسمية للمشاركة في مسابقة توظيف الأساتذة، حيث كشف المتحدثون إلينا عن تشكيل لجنة وساطة ستوكل لها مهمة التفاوض مع الجهات الرسمية، قصد التوصل إلى حل يرضي الجميع، يصر الأساتذة أنه سيكون لصالحهم ولصالح المنظومة التربوية جمعاء.

"سلميون وللمواجهة مستعدون"
ويتمسك المحتجون بسلمية احتجاجهم ونضالهم من أجل قضية هم أصحاب حق فيها، أما إذا أرادت الحكومة غير هذا، فهم -كما قالوا- مستعدون للمواجهة والتضحية في سبيل قضيتهم.
وتقول إحدى الأستاذات إن تصريحات الحكومة لا تخيفهم أبدا، وإنهم لن يتزحزحوا من أماكنهم إلا وهم جثث هامدة. وتضيف أنها "تعرضت للكسر في رجلها ويدها في إحدى المواجهات، لكنها رغم هذا مستمرة في النضال، حتى وإن اضطرها الأمر إلى إحراق نفسها، فهي تفضل الموت على أن تعود أدراجها خائبة".

"الويل لمن يقترب منا.. بودواو ستكون مقبرتنا"
المحتجون أرادوا أن يبلغوا الحكومة أنها بدل أن تسأل عن حق ضاع بين العباد، ستسأل عن أرواح أزهقت أمام رب العباد، وكلهم عزم وإصرار على عدم مغادرة أماكنهم، مهما بلغت التهديدات، ومهما شددت الحكومة من لهجتها وقراراتها. وهنا يقول أحدهم "سنواجه ونصمد، واستعمال القوة ضدنا أو إجبارنا على المغادرة سيكون انزلاقا نتائجه كارثية ووخيمة"، وقبل أن يتم المتحدث كلامه، تلقف الكلمة زميل آخر: "نحن أصحاب حق ولا نخشى أحدا والمجتمع إلى جانبنا لن يرضى أبدا أن يهان الأستاذ"، وهنا تعالت الأصوات من كل مكان "التصعيد والتعنت لن يزيدنا إلا قوّة وصمودا، والويل لمن يقترب منا، فبودواو ستكون مقبرتنا".
واستهجن المتعاقدون المحتجون الصورة السلبية والخطيرة التي يحاول البعض إلصاقها بهم، "فالأستاذ لم يكن أبدا إرهابيا ولا قاطع طريق ولا مشردا، هو فقط مظلوم محڤور في مجتمع لا يعترف بكفاءته وخبرته".
واتهم من تحدثنا إليهم بن غبريط بتسببها في إدخالهم في نفق مظلم سيرى النور قريبا جدا، فدوام الحال من المحال لكنها، حسبهم، تتحمل المسؤولية في ما آلت إليه الاوضاع، حيث إنها رفضت احتواء الأمر من البداية ورفضت حتى استقبالهم عندما لجؤوا إلى الوزارة للتفاوض معها. كما حمّلوها وزر تغيير نمط المسابقة، وإدراج تعديلات عليها لم تثمن خبرتهم من البداية.

تسجيلات المتعاقدين في المسابقة افتراء وتشتيت للصفوف
وفنّد المرابطون في ميدان الإدماج التصريحات التي قدمتها بعض الأطراف، والتي مفادها مشاركة الأساتذة المحتجين في المسابقة بنسب ضخمة، واعتبروها تشتيتا للصفوف وتضخيما للأمور، وهي برأي آخرين "استفزاز للأساتذة واختراق لوحدتهم".
وأكد هؤلاء أن هدفهم هو الإدماج وليس المسابقة، ولا تهمهم أبدا انقضاء الآجال الرسمية لها. وأضاف بعضهم "لقد فقدنا الثقة في مصداقية المسابقة، ولو أنها أنصفتنا لكان الأمر كذلك في مسابقات ماضية آمنا بها وشاركنا فيها".

الشعب يطعمنا والشارع يدعمنا..
وضع الأساتذة المتعاقدون ثقتهم العمياء في الشعب الجزائري، الذي ساندهم ووقف إلى جانبهم في محنتهم، حيث أكد لنا هؤلاء أن سكان بودواو والمناطق المجاورة لها هم من يسهرون على إطعامهم وتمكينهم من الأغطية والأفرشة، وهم كذلك من نصبوا لهم الخيام وساعدوهم في توفير لوازمهم، معربين عن ثقتهم في أن الشارع والشعب لن يخذلهم أبدا، وسيتجند لأجلهم، ويقف إلى صفهم أولياء وتلاميذا، متحدين بذلك كل السلطات الرسمية التي تحاول تخويفهم، كما قالوا.