هكذا ركبت "زهية" قارب الموت لرؤية ابنها بفرنسا!
28-01-2018, 02:28 AM


العربي بن زيدان


نصبت عائلات الحراقة المفقودين خيم العزاء في عدة أحياء بمدينة سيدي لخضر الساحلية التي تبعد بنحو 45 كلم شرقي ولاية مستغانم، السبت، حيث زارت "الشروق" في يوم بارد وممطر هذه العائلات وسط أجواء جنائزية، يطبعها الحزن والحسرة على فراق فلذات أكبادهم.
لكل "حراق" مفقود أو تم انتشال جثته حكاية دفعت به إلى ركوب قوارب الموت، كحال السيدة المطلقة بوغازي زهية 30 عاما، والتي قررت الهجرة غير الشرعية بعدما فشلت في الحصول على تأشيرة السفر إلى فرنسا لرؤية ابنها حكيم، بعد 11 سنة من الفراق؛ حيث أخذه والده من دون رجعة.
كانت عائلة بوغازي بمدينة سيدي لخضر، محطتنا الأولى، حيث وجدنا أفراد العائلة منهمكين في استكمال إجراءات استرجاع جثة الضحية زهية من مصلحة حفظ الجثث بمستشفى مستغانم، بعدما تم انتشال جثتها من طرف فرقة حرس السواحل ليلة الخميس إلى الجمعة في إطار عملية تدخل لذات الفرق بهدف إنقاذ 11 حراقا تعرض قاربهم إلى عطب، وبعدها إلى انقلاب بعرض البحر. وتزامن وجودنا عند عائلة بوغازي في حي كاستور الشعبي، مع نصب خيمة العزاء، حيث التقينا بمئات المعزين، كانوا بانتظار دفن الضحية بعد صلاة العصر.

زهية رغبت في زيارة ابنها حكيم فماتت في عرض البحر
وذكرت مصادر عائلية لـ"الشروق"، أنّ المدعوة زهية بوغازي المرأة المطلقة البالغة العمر 30 عاما، قررت الهجرة سرا عبر البحر بعد محاولات فاشلة للسفر بطرق قانونية إلى فرنسا، حيث قوبلت ملفاتها بالرفض في أكثر من سبع مرات، الأمر الذي دفع بها إلى التفكير في مخطط الهجرة غير الشرعية بعدما ضاعت آمالها في الحصول على الفيزا بهدف رؤية ابنها 14 عاما والذي فارقها منذ 11 سنة، وتولى أبوه رعايته ونقله للعيش معه في فرنسا. وأكدت مصادرنا، أن لا أحد من أفراد عائلتها كان على دراية بتنفيذ مخطط الإبحار السري، علما أنها كانت تعيش في معزل عن عائلتها بعد استفادتها من سكن اجتماعي.

الطفل أيوب الوسيم ترك فراغا لدى الكبير والصغير!
تقاطعت شهادات أهل سيدي لخضر كبيرهم وصغيرهم بشأن الطفل أيوب صاحب 15 عاما، وهو البكر لدى عائلة منداس؛ فلا أحد كان يظن أن أيوب الطفل الوسيم الذي غادر مقاعد الدراسة هذه السنة؛ وهو في الخامسة ابتدائي، ويشتغل في بيع السمك والخبز لإعالة والديه أن يقرر الرحيل؛ فقد كانت الصدمة كبيرة وقاسية على والدته ووالده، الذي كان يعول عليه كثيرا في مساعدته رغم صغر سنه، إذ نزل خبر فقدانه رفقة مجموعة من الحراقة كالصاعقة على الأهل والجيران، وحتى زملائه في مقاعد الدراسة.

فارح ترك زوجة حاملا وابنة؟!
مازال "الحراق" حسان فارح البالغ من العمر 30 عاما، متزوج وأب لطفلة لا تتجاوز السنة، في تعداد المفقودين، حيث كان ضمن ضحايا انقلاب قارب الحراقة، الذين غادروا شاطئ الميناء الصغير ببلدية سيدي لخضر، الخميس الماضي في حدود الساعة الرابعة صباحا.
أفراد عائلة فارح صرّحوا لـ"الشروق"، بأن حسان لا يعاني من أي مشاكل اجتماعية أو بطالة بل ينشط في مجال الأشغال العمومية، بعد حصوله على مشروع في إطار مشاريع دعم تشغيل الشباب "أونساج"، واستفاد من جرافة وكان يعيش أوضاعا مستقرة اجتماعيا وماديا، بدليل أن لديه عائلة مغتربة في فرنسا، حيث حاول جاهدا السفر قانونيا لزيارة والديه، غير أن محاولاته باءت بالفشل وهو ما دفعه إلى التفكير في التخطيط للهجرة غير الشرعية، حيث يؤكد أفراد عائلته، أنه في الفترة الأخيرة، أصبح يتحدث كثيرا على الحرقة وضرورة الرحيل من البلد بأي طريقة.
التعديل الأخير تم بواسطة حر الجزائر ; 28-01-2018 الساعة 02:36 AM