حديث الصباح.. "فكر مالك بن نبي بين مظاهر الجمود و آليات التفعيل"
25-11-2017, 06:16 AM
في ملتقى دولي تنظمه جامعة أم البواقي ابتداءً من 28 نوفمبر الجاري

ستكون أفكار مالك بن نبي و مواقفه في العديد من القضايا ستكون موضوع نقاش في ملتقى دولي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية و الإنسانية بجامعة العربي بن مهيدي أم البواقي تحت عنوان: "فكر مالك بن نبي بين مظاهر الجمود و آليات التفعيل"، يومي 28 و 29 نوفمبر الجاري، و سيسلط باحثون و مثقفون الضوء على شخصية مالك بن نبي و نهجه في علاج المشكلات ، و يأتي هذا الملتقى في ظل النقاشات التي تدور حول فكر مالك بن نبي، و إذا ما كان قد تأثر ببعض المفكرين لاسيما ابن خلدون، حول الدورة الحضارية التي تعتبر امتدادا للفكر الخلدوني، و تأثره كذلك بالفيلسوف بالزاك، و نيتشه، كانت ، ديوي، و طاغور الذي قال عنه: إن إغراء طاغور كان يحررني من العبودية التي كانت ثقيلة شديدة الوطأة على روح المثقفين العرب تجاه عبقرية أوروبا و ثقافتها، و هذا من أجل الوقوف على بعض الحقائق و الأقوال التي جاءت على لسان مالك بن نبي، و قد سبق و أن قال عنه الأستاذ عيسى خلادي في مقال له بعنوان: الذاكرة المنسية لشاهد القرن، أن الجزائر لم تعرف مفكرا بهذا المستوى مثل مالك بن نبي منذ ابن خلدون.
لقد وصلت تأملات مالك بن نبي إلى أن المحرك الأساسي للتغيير و لحركة التاريخ هي القوة الروحية الفاعلة، و ينتهي إلى معادلة تقول أن صناعة التاريخ تتم عبر أقطاب أو فئات اجتماعية ثلاثة من حيث التأثير و هي: ( 1 - تأثير عالم الأشخاص، 2- تأثير عالم الأفكار، 3- تأثير عالم الأشياء) ، و قد ترك مالك بن نبي وصية ، و هي عبارة عن حديث كان قد أدلى به لمجلة المعرفة التونسية في عدده الثامن سنة 1975 ، كانت هذه الوصية تعبيرا مكثفا عن همومه الفكرية و رؤاه المستقبلية التي انفردت بنقطة متميزة و غريبة داخل السُلَّمُ الفكري و السياسي للحركة الإسلامية المعاصرة، يقول مالك بن نبي: إننا في فترة خطيرة تقتضي تغيرات ثورية، فإمّا أن نقوم نحن المسلمون بالتغيير في مجتمعاتنا، و إمّا طبيعة العصر تفرض علينا تغيرات من الخارج .
و أشار مالك في وصيته أن الوضع خطير جدا، لكوننا لا نعلم هل نحن مهيأون لمواجهة هذه التغيرات أم لا؟ و في كل فكرة يقدم مالك بن نبي شرحا مفصلا لتوضيح حقائق متعلقة بالإنسانية قاطبة، و يرى مالك بن نبي أن المجتمع العربي بصفة عامة و الجزائري بصفة خاصة غير مهيئين لا سياسيا و لا فكريا لمواجهة المشكلات التي تعترضنا، لأن العالم الإسلامي شاء أم كره يعيش هذه المشكلات العالمية، و يرجع مالك بن نبي في وصيته إلى مسألة التخلف، و يرى أن التوسع في هذا المفهوم (التخلف) يسهل فيما بعد المقارنة بين المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي و المشاكل التي يعاني منها العالم الغربي لأن المسألة عنده هي مسألة حضارية أساسا.
لقد دعا مالك بن نبي إلى وحدة المسلمين وبناء اتحاد إسلامي، وكأن وحي نزل عليه وأخبره بما سيحدث في القرن الجديد من ثورات وانقلابات على الأنظمة، وحروب طائفية وما إلى ذلك من الفوضى سواء كانت سياسية ودينية، حيث وضع فكرته في تشكيل"كومنولث إسلامي"، والكومنولث وثيقة تاريخية بدا فيها العالم الإسلامي يشهد تطورات تجعله بين موقفين أو قرارين. إما أن يقوم بثورة عربية إسلامية تاريخية، أو يستجيب لثورة تأتيه من الخارج في غياب قيادة حكيمة ترسم لهم خطة سيره، لعل العالم الإسلامي يصحوا ويضع حدا للنزاعات الطائفية والعرقية والمذهبية ولا يتخذ الأصولية سبيلا لها ويجعل خريطة خاصة به.
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..