تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الحديث وعلومه

> أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Karim Ibn Karim
Karim Ibn Karim
مشرف منتدى الخاطرة
  • تاريخ التسجيل : 20-10-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,045
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • Karim Ibn Karim has a spectacular aura aboutKarim Ibn Karim has a spectacular aura about
الصورة الرمزية Karim Ibn Karim
Karim Ibn Karim
مشرف منتدى الخاطرة
أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
12-01-2018, 09:48 PM
يطرح بعض "الباحثين" وبعض من يحملون لقب "دكتور" سؤالا "وجيهًا" حول فقدان المخطوطة الأصلية لصحيح البخاري والتي كتبها بيده، فهم يتساءلون: لو كان الإمام البخاري قد كتب هذا الكتاب فلماذا لا نجد النسخة الأصلية التي خطّها بيده؟ يقولون: إنّ أقدم نسخة مخطوطة لصحيح البخاري تعود إلى القرن الرابع الهجري، أي بعد عشرات السنين من وفاة البخاري (توفي عام 256 هـ). وهي نسخة الإمام محمد بن أحمد المروزي، الذي ولد سنة 301 هـ وتوفي سنة 371 هـ، وقد سمع صحيح البخاري من شيخه الفربري عام 318 هـ، وسمع الفربري الصحيح من البخاري سنة 252 هـ. فكيف نثق بكتاب منسوب لصاحبه ونحن لا نملك النسخة الأصلية منه؟!


أولا: سذاجة السؤال
من الأمور المؤسفة أننا نعيش في عصر يُطرح فيه مثل هذا السؤال الساذج؛ إذ مَن الذي يسأل عن النُّسخ الأصلية للكتب اليوم؟ فإذا بدأنا بالقرآن الكريم، فنحن نثق ثقة مطلقة بحفظ كتاب الله ومع ذلك لا نجد بين أيدينا النسخة الأصلية المكتوبة على عين الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا حتى النسخة الأصلية لمصحف عثمان! بل وعندما اكتشف العلماء في ألمانيا مخطوطة قديمة للقرآن تعود للعهد الراشدي، وأكّدوا أنها مطابقة لما بين يدينا من القرآن اليوم؛ لم يزدْ ذلك من يقيننا في كتاب الله شيئا! فإذا مضينا للكتب البشرية، وجدنا أنّ السذّج فقط هم من يعتبرون وجود النسخة الأصلية المكتوبة بخط الكاتب هو الدليل على صحة نسبة الكتاب إليه! كم كتابا قرأتم من عصرنا هذا أو من عصور سالفة لا توجد له نسخة أصلية بخط الكاتب؟! إنّ وجود النسخة الخطية لكاتب الكتاب لم تكن يوما ولن تكون مرجعا في إثبات موثوقية نسبة الكتاب إليه، وعلى هذا تواضع البشر منذ قرون، ذلك أنّ مسالك إثبات النسبة للكاتب تتعلق بتواتر نقل الكتاب وإثباته في عدة مراجع، وليس في وجود نسخة الكاتب الخطية.


"
صحيح البخاري قد نُقل بالتواتر بعد مؤلّفه، ولم يكن باستطاعة أحد أصحاب النُسخ أن يضع فيها حديثا لم يروه البخاري أو يحرّف دون أن ينكشف أمره؛ فالعلماء من مختلف المذاهب لديهم الصحيح ويعرفون ما فيه.
"
ثانيا: كيف نُقل إلينا صحيح البخاري؟
لا شكّ أنّ الإمام البخاري رحمه الله كتب جامعه الصحيح بخط يده، ولكنه قرأه على جمع غفير من التلاميذ الذين كانوا يسمعونه منه ويكتبون الكتاب كاملا، ثم يطابقونه بعد الانتهاء على نُسخته، بحيث تكون نُسخهم طبق الأصل عن نسخة البخاري. ثم جاء بعدهم جيل آخر سمع الكتاب من تلاميذ البخاري وقابلوا نُسخهم على نُسخ تلاميذ البخاري، وهكذا، حتى تواترت نسبة الكتاب، ولو ضاع الأصل الذي خطّه البخاري بيده فلن يعني ذلك شيئا؛ لكون الكتاب قد انتشر وفشا بين التلاميذ، وكثرتْ نُسخه التي على كلّ منها إسنادٌ يتصل بالبخاري، وكُتبت عليه الشروحات، وتطابقتْ جميع نُسخه بفضل الله. أما الاختلافات اليسيرة في الألفاظ فهي تشبه - إلى حدّ معيّن - ما في القرآن من اختلاف القراءات، وهي في الواقع عاملُ زيادة في الموثوقية؛ ذلك أنّها تؤكد أنّ النقل قد تعدّد من مصادر مختلفة وصولا إلى الإمام البخاري..

فلو كان المعتمَد في صحيح البخاري نسخة متأخرة جدا عن البخاري لكان النسخ والطبع اللاحق عنها متطابقا دون أي اختلاف وإنْ كان هامشيّا، فانظر كيف أنّ هذه الاختلافات (اليسيرة جدا والهامشية) تزيد من موثوقية النقل لا العكس! ثم إنّ نسخة الإمام الفربري - تلميذ البخاري - قد اشتهرت، فشاع النقل عنها، لا لكون النقل محصورا بها، فقد نُقل صحيح البخاري بطرق أخرى، وهذا الإمام الخطابي (319-388 هـ) يقول في شرحه لصحيح البخاري "أعلام الحديث" إنّه سمع معظم الكتاب من خلف بن محمد الخيام عن إبراهيم بن معقل النسفي (ت 295 هـ) تلميذ البخاري الذي سمع الكتاب منه، أي من طريق آخر غير الفربري. وكذلك كان الأمر عند المتقدّمين، فقد شاع بينهم سماع الصحيح وروايته من طرق مختلفة غير تلك المشهورة اليوم، وتطابقتْ رواياتهم للصحيح مع تلك النسخة.


إنّ تطابقَ روايات صحيح البخاري ونُسخه مع تباعد الأقطار واختلاف الأزمنة وتعدّد المصادر عن البخاري؛ لهو خير دليل على تواتر الصحيح وموثوقية نقله عنه. ثم إنّ العلماء (كما هو حال معظم المنتجات العلمية) تشتهر بينهم نسخة معينة أو عدة نُسخ، لا لكونها الأصح أو لأنّ فيها ما ليس في غيرها، بل تلك طبيعة الأشياء. كما لو أنّ كاتبا معاصرا كتب كتابا قبل عشرات السنين، ثم طبعته عدة دور للنشر، ثم بعد عشرات السنين لم يبق على طباعته سوى إحدى تلك الدور، واشتهر كتابه من طبعة تلك الدار لأنّها الأجود طباعة وتحقيقا مثلا، مع نفاد نُسخ دور النشر الأخرى أو إهمال طباعتها، فلا يعني هذا أنّ مضمون هذه الطبعة مختلف عن بقية الطبعات!


وخلاصة الأمر في هذا الباب أنّ صحيح البخاري قد نُقل بالتواتر بعد مؤلّفه، ولم يكن باستطاعة أحد أصحاب النُسخ أن يضع فيها حديثا لم يروه البخاري أو يحرّف دون أن ينكشف أمره؛ فالعلماء من مختلف المذاهب لديهم الصحيح ويعرفون ما فيه، وأي رواية دخيلة سينكشف أمرها لاختلافها عما لديهم، ولمعرفتهم بالأسانيد والرجال. فانظر إلى هذا الملمح المهم من التاريخ العلمي لأمتنا، وهو منهج الرواية والتدقيق ومقابلة النُّسخ اللاحقة على السابقة، والذي لن تجد له مثيلا في بقية الأمم الأخرى! وهذا يعني أنّ اختفاء النسخة الخطية التي كتبها الإمام البخاري لا يعني شيئا، بل هي طبيعة الأشياء؛ فنادرا ما تحتمل المخطوطات العوامل البييئة والتاريخية والعسكرية والسياسية وتنجو بعد 1200 عام!

"
إذا اختفى البخاري كلّه، لا نسخته الأصلية فقط، لَما أنقص ذلك شيئا من الأحاديث الصحيحة، فدينُنا ليس مبنيّا على رجل واحد أو على صحيح البخاري وحده، وإنْ كانت له مكانته الجليلة لمواصفات علمية اجتمعتْ فيه وجعلتْ العلماء يقدّمونه على غيره.
"
ثالثا: وجود النسخة ليس أقوى مما هو موجود من نقل الصحيح اليوم!
لو افترضنا أنّ منهج الرواية من عدة طرق، ومقابلة نُسخ التلاميذ على نُسخ شيوخهم، وسماع الجيل اللاحق من السابق وصولا إلى البخاري.. لو افترضنا أنّ هذا المنهج كله لم يكن موجودا في تاريخ الأمة، وأنّنا حافظنا على نسخة خطّية ننسبها للبخاري؛ لَما كان ذلك أقوى مما لدينا الآن من صحيح البخاري! بل كان أضعف في الموثوقية؛ ذلك أنك تحتاج حينذاك إلى توثيق نسبة المخطوطة للبخاري، وستكون عندك من طريق واحد لكونها نسخة واحدة فعليّا، فأيّ تشكيك حينذاك بصحّة نسبتها للبخاري سيشكّك بما لدينا من صحيح البخاري كله اليوم! ولذلك فطريقة النقل التي اعتمدها العلماء هي أفضل الطرق العلمية التي كان بالإمكان من خلالها حفظ كتاب صنّفه صاحبه!

رابعا: ماذا لو ضاعتْ كلّ نُسخ صحيح البخاري من العالم؟
ماذا لو افترضنا أنّنا جمعنا نُسخ البخاري كلّها، المخطوطة (وهي بالآلاف وعليها سماعات) والمطبوعة وحرقناها، وحذفنا أيضا كل ما في شبكة الإنترنت منها، بالإضافة إلى ما نُقل عن البخاري في الشروحات وكتب الفقه وغير ذلك.. فصحَونا يوما ولم نجدْ لِما صنّفه البخاري أثرا! نعم تخيّلوا ذلك وإليكم المفاجأة: لو حدث هذا لَما نقص من سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم التي بين أيدينا شيء؛ فكلّ ما في البخاري من الأحاديث موجود ومبثوث وشائع في غيره من كتب الحديث والفقه!


نعم، وهذه معلومة أخرى لا يعرفها من استغفلهم الخطاب السطحي العاطفي الذي تحدّثنا عنه في تدوينة "من أين جاءوا بكل تلك الأحاديث النبوية؟"، فقد سبق البخاري من أصحاب الحديث أجيالٌ من العلماء، شكّلت كتبهم جزءا كبيرا جدّا من مصادر كتابه، بعضهم من شيوخه وبعضهم من شيوخ شيوخه. وإنّك لو تفحّصت روايات صحيح البخاري ستجدُها مبثوثة ومروية بالأسانيد في كتب سابقة له ولاحقة، ومن أمثلة الكتب السابقة: مسند شيخه الإمام الحُميدي (219 هـ) ففيه روايات ذكرها البخاري في صحيحه، وكذلك موطأ الإمام مالك (179 هـ) الذي روى البخاري معظم ما فيه من الأحاديث المسندة الصحيحة، ومصنّف الإمام عبد الرزاق الصنعاني (211 هـ) ومسند الإمام أحمد بن حنبل (241 هـ)..

فهؤلاء وغيرهم هم من أصحاب كتب الحديث السابقين على البخاري، وقد احتوت كتبهم نسبة كبيرة جدا مما في صحيح البخاري من أحاديث، فإذا أضفنا إليهم كتب معاصريه كالإمام مسلم (261 هـ) والإمام ابن خزيمة (311 هـ) وغيرهم ثم اللاحقين؛ وجدنا أنّ ما رواه البخاري في صحيحه من الأحاديث النبوية موجود في تلك الكتب ومكرّر ومحفوظ، وهي بالعشرات وليس الحديث عن كتابين أو ثلاثة أو خمسة! فإذا اختفى البخاري كلّه، لا نسخته الأصلية فقط، لَما أنقص ذلك شيئا من الأحاديث الصحيحة، فدينُنا ليس مبنيّا على رجل واحد أو على صحيح البخاري وحده، وإنْ كانت له مكانته الجليلة لمواصفات علمية اجتمعتْ فيه وجعلتْ العلماء يقدّمونه على غيره، فجزاه الله عن أمّة الإسلام خير الجزاء.


"
من يردّد مثل هذه الشبهة "أين النسخة الأصلية من صحيح البخاري" المتهافتة يظنّ نفسه "عقلانيا" و"متنوّرا" وباحثا في التراث، وهذا من المفارقات المضحكة! فمثل هذا يحتاج أولا إلى محو أمّية في الحديث ومصنّفاته وعلومه.
"
إنّ هذه المعلومة المهمة تُطلعنا على تهافت تلك الشبهة التي تحاول تصوير صحيح البخاري وكأنه مصدرٌ أساسيٌّ منفردٌ في الدين، بحيث لو طعنوا فيه فسيتمّ التشكيك بما يحويه من أحاديث وسيَبطُل الاستدلال بجزء كبير من السنة النبوية! ويستدلّون على ذلك بكلام العلماء بأنّه "أصحّ كتاب بعد كتاب الله"، ظانّين بأنّ هذه العبارة تعني أنّه مصدرٌ أساسيٌّ منفردٌ للدين، فإذا ضاع؛ ضاع معه شيءٌ من الدين! وهذا وهمٌ منهم، فالحقّ أنّ هذه العبارة هي مجرّد وصف علمي للكتاب؛ لأنّ البخاري كان أول من جرّد كتابا كاملا في الصحيح، فجعل كلّ ما فيه من الأحاديث المسندة صحيحًا بشروط صارمة تفوّق فيها على غيره من أصحاب كتب الحديث، مستبعدًا الروايات الضعيفة والمرسلة وما شاكلها، وليس أنّه جمع فيه كلّ الصحيح، ولا أنّ ما فيه من الأحاديث الصحيحة ليس موجودا في غيره فإذا شكّكنا فيه ألغينا الكثير من السنن! فهذا ما لم يزعمه البخاري ولا يقوله طُويلب علم في يومه الأول من دراسة الحديث، بل لا يقوله عاقل أخذ من وقته ربعَ ساعة فقط تصفّح فيها كتب الحديث!


ويكفي كبداية أن يطّلع القارئ على كتاب "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" (البخاري ومسلم) لمحمد فؤاد عبد الباقي؛ ليعلم أنّ الإمام مسلم اتفق مع الإمام البخاري في 1906 روايات (بما في ذلك الآثار)، فكيف إذا تصفّح المرء بقية كتب الحديث من مسانيد وجوامع وسنن وغيرها؟ سيجد أنّ ما في البخاري من أحاديث صحيحة قد شاع وفشا في غيره من الكتب، بل ومعظمها مع اختلاف في الأسانيد مما يزيد من موثوقية نقل الأحاديث.


الخلاصة
نستخلص من كلّ ما ذكرناه أنّ شبهة "أين النسخة الأصلية من صحيح البخاري" هي شبهة متهافتة لا يقول بها إلا من تميّز بالسطحية والضحالة الثقافية والجهل بالتراث الإسلامي. وإنّي لأحسُب أنّ انتشار مثل هذه الشبهة لهو خير دليل على الحالة الثقافية والفكرية المتردّية التي وصلتْ إليها أمتنا العربية والإسلامية، وإنّ مثل هذه العقليات السطحية لا يمكنها أن تنهض من التخلف الحضاري الذي يكتنف عالمنا العربي والإسلامي. والأنكى من ذلك أنّ من يردّد مثل هذه الشبهة المتهافتة يظنّ نفسه "عقلانيا" و"متنوّرا" وباحثا في التراث، وهذا من المفارقات المضحكة! فمثل هذا يحتاج أولا إلى محو أمّية في الحديث ومصنّفاته وعلومه، بل إلى إعادة دراسة أدوات البحث العلمي والتفكير المنطقي قبل أن يرّدد مثل هذا الكلام المخجِل!








منقول للكاتب شريف محمد جابر





ياحي يا قيوم
برحمتك استغيث
اصلح لي شاني كله و لا تكلني الى نفسي
طرفة عين
التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 13-02-2018 الساعة 12:33 PM سبب آخر: مثبت تثبيت أول إلى غاية 28/02/2018 ../
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    63

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
12-01-2018, 10:02 PM
المشكلة يا أخ كريم

ليست في وجود النسخة الأصلية من عدمها
بل في ما يخالف القرآن الكريم مما جاء فيه....حيث نصدم بخيارين لا ثالث لهما
* رد بعض أحاديث البخاري
* التشكيك في القرآن الكريم ( والعياذ بالله)




التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 12-01-2018 الساعة 10:25 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Karim Ibn Karim
Karim Ibn Karim
مشرف منتدى الخاطرة
  • تاريخ التسجيل : 20-10-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,045
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • Karim Ibn Karim has a spectacular aura aboutKarim Ibn Karim has a spectacular aura about
الصورة الرمزية Karim Ibn Karim
Karim Ibn Karim
مشرف منتدى الخاطرة
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
12-01-2018, 10:33 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو اسامة مشاهدة المشاركة
المشكلة يا أخ كريم

ليست في وجود النسخة الأصلية من عدمها
بل في ما يخالف القرآن الكريم مما جاء فيه....حيث نصدم بخيارين لا ثالث لهما
* رد بعض أحاديث البخاري
* التشكيك في القرآن الكريم ( والعياذ بالله)

https://


نعم تلك مشكلة

و لكن هذا الموضوع وضعته لمن يشككون في كتاب البخاري
بانه لم يصل الينا اصلا


اما فيما يخص ما ذكرته

ابى الله العصمة الا لنبيه و البخاري بشر ليس معصوما

قد يكون في عمله بعــض الاخطاء

و ان كان لابد ليس كل من هب و دب يحاول الرد عليها اذ من المفروض ان يرد عليها من له المام بهذا العلم و باصوله


تحياتي
شكرا على مرورك اخ ابو اسامة
ياحي يا قيوم
برحمتك استغيث
اصلح لي شاني كله و لا تكلني الى نفسي
طرفة عين
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
21-01-2018, 11:49 AM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

بارك الله في الأخ الفاضل:" كريم" على النقل المتميز الذي يعتبر دليلا آخر على تهافت شبه اليائسين البائسين الطاعنين في:( صحيح البخاري)، ولا بأس بالتذكير بمتصفح الأخ الفاضل:" عزيز"، بعنوان:(المطالبة بنسخة أصلية للبخاري ومسلم)، وهو يصب في نفس اتجاه دحض شبه من يسمون أنفسهم تلبيسا وتدليسا ب:" الحداثيين التنويريين العقلانيين!!؟، وهؤلاء لا يزيد قدرهم، ولا تعلو مرتبتهم عن قدر ومرتبة: أشباه الأميين في الحديث وعلومه!!؟".
رابط متصفح الأخ الفاضل:" عزيز" هو:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=372285


الأخ الفاضل:" أبا أسامة".
لقد:" حجرت واسعا" بقولك:
{بل في ما يخالف القرآن الكريم مما جاء فيه....حيث نصدم بخيارين لا ثالث لهما:
* رد بعض أحاديث البخاري
* التشكيك في القرآن الكريم ( والعياذ بالله)}.

نقول معلقين باختصار، وللتفصيل مقام آخر:
إذا تعارض حديث في البخاري مع القرآن الكريم، فالمخارج ليست محصورة في أحد أمرين:( رد حديث البخاري أو التشكيك في القرآن الكريم!!؟).
فمعاذ الله أن يتعارض القرآن الكريم وما صح عند البخاري من أحاديث، لأن الجميع وحي من الله، فالسنة الصحيحة الثابتة: وحي بصريح القرآن، وهي بيان له، قال الخبير العليم في القرآن الكريم:
[وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ].
فكيف يناقض المبين المبين!!؟:( بكسر الياء في الكلمة الأولى وفتحها في الثانية)، فالذي أنزل الوحي وصف كتابه بقوله:[وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ]، ووصف رسوله بقوله:[مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى].
والموحى إليه قال فيما صح عنه:" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ". رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه، وأحمد بسند صحيح، وهو مخرج في:( تخريج المشكاة: 163 و4247).

فالصحيح اليقيني: أنه لا يوجد تعارض حقيقي بين القرآن الكريم وصحيح السنة، بل الأمر راجع إلى قصور نظر الإنسان في التعامل مع نصوص الوحيين، فقد يستدل أحدهم بحديث ضعيف أو موضوع معارض لظاهر القرآن الكريم، ثم يجعل ذلك:" قاعدة عامة يحاكم إليها كل حديث: لم يدركه فهمه، ولم يتقبله عقله - ولو كان ذلك الحديث في الصحيحين!!؟-".
وللعلماء قواعد علمية مؤصلة مفصلة في درء التعارض بين نصوص الوحيين، ومنها:( تمثيلا لا حصرا: الناسخ والمنسوخ، الخصوص والعموم، الإطلاق والتقييد، الإجمال والبيان، الجمع والترجيح...) وغيرها من القواعد المبثوثة في كتب أهل العلم في أبواب التفسير وأصول الفقه ومصطلح الحديث وشرحه وغيرها من أبواب العلوم الشرعية.

ومن عنده أمثلة تثبت تعارض الحديث والقرآن الكريم، فليتفضل بها بشرطين فقط، وهما:
1) أن يكون الحديث صحيحا ثابتا ببيان تخريجه في كتب الصحاح.
2) أن يبين لنا وجه التعارض، وعدم إمكانية الجمع بين النصين المتعارضين!!؟.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
التعديل الأخير تم بواسطة أمازيغي مسلم ; 22-01-2018 الساعة 12:05 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية aziz87
aziz87
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-08-2015
  • المشاركات : 1,719
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • aziz87 will become famous soon enough
الصورة الرمزية aziz87
aziz87
شروقي
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
22-01-2018, 01:17 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

بارك الله في الأخ الفاضل:" كريم" على النقل المتميز الذي يعتبر دليلا آخر على تهافت شبه اليائسين البائسين الطاعنين في:( صحيح البخاري)، ولا بأس بالتذكير بمتصفح الأخ الفاضل:" عزيز"، بعنوان:( المطالبة بنسخة أصلية للبخاري ومسلم)، وهو يصب في نفس اتجاه دحض شبه من يسمون أنفسهم تلبيسا وتدليسا ب:" الحداثيين التنويريين العقلانيين!!؟، وهؤلاء لا يزيد قدرهم، ولا تعلو مرتبتهم عن قدر ومرتبة: أشباه الأميين في الحديث وعلومه!!؟".
رابط متصفح الأخ الفاضل:" عزيز" هو:
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=372285

الأخ الفاضل:" أبا أسامة".
لقد:" حجرت واسعا" بقولك:
{ بل في ما يخالف القرآن الكريم مما جاء فيه....حيث نصدم بخيارين لا ثالث لهما:
* رد بعض أحاديث البخاري
* التشكيك في القرآن الكريم ( والعياذ بالله)}.

نقول معلقين باختصار، وللتفصيل مقام آخر:
إذا تعارض حديث في البخاري مع القرآن الكريم، فالمخارج ليست محصورة في أحد أمرين:( رد حديث البخاري أو التشكيك في القرآن الكريم!!؟).
فمعاذ الله أن يتعارض القرآن الكريم وما صح عند البخاري من أحاديث، لأن الجميع وحي من الله، فالسنة الصحيحة الثابتة: وحي بصريح القرآن، وهي بيان له، قال الخبير العليم في القرآن الكريم:
[ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ].
فكيف يناقض المبين المبين!!؟:( بكسر الياء في الكلمة الأولى وفتحها في الثانية)، فالذي أنزل الوحي وصف كتابه بقوله:[ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ]، ووصف رسوله بقوله:[ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى].
والموحى إليه قال فيما صح عنه:" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ". رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه، وأحمد بسند صحيح، وهو مخرج في:( تخريج المشكاة: 163 و4247).

فالصحيح اليقيني: أنه لا يوجد تعارض حقيقي بين القرآن الكريم وصحيح السنة، بل الأمر راجع إلى قصور نظر الإنسان في التعامل مع نصوص الوحيين، فقد يستدل أحدهم بحديث ضعيف أو موضوع معارض لظاهر القرآن الكريم، ثم يجعل ذلك:" قاعدة عامة يحاكم إليها كل حديث: لم يدركه فهمه، ولم يتقبله عقله - ولو كان ذلك الحديث في الصحيحين!!؟-".
وللعلماء قواعد علمية مؤصلة مفصلة في درء التعارض بين نصوص الوحيين، ومنها:( تمثيلا لا حصرا: الناسخ والمنسوخ، الخصوص والعموم، الإطلاق والتقييد، الإجمال والبيان، الجمع والترجيح...) وغيرها من القواعد المبثوثة في كتب أهل العلم في أبواب التفسير وأصول الفقه ومصطلح الحديث وشرحه وغيرها من أبواب العلوم الشرعية.

ومن عنده أمثلة تثبت تعارض الحديث والقرآن الكريم، فليتفضل بها بشرطين فقط، وهما:
1) أن يكون الحديث صحيحا ثابتا ببيان تخريجه في كتب الصحاح.
2) أن يبين لنا وجه التعارض، وعدم إمكانية الجمع بين النصين المتعارضين!!؟.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

بارك الله فيك أخي الفاضل أمازيغي مسلم على التوضيحات المفيدة.
مع أنني لا أعرف في علم الحديث إلا مفاهيم عمومية ، إلا أنني ما زلت أعتقد أن هذه الشبهات التي ما فتئ أصحابها يروجون لها لم تخفى على علماء الحديث عبر العصور والأزمنة .

وأصحاب هذه الشبهات إما أنهم أهل أهواء يريدون خراب الإسلام وإما جاهلون تلقفوا هذه الشبهات فزعزعت يقينهم وما أكثرهم .
فلو أن الجاهل الذي أمرضته الشبهات سأل أهل الذكر كما نص القرآن لشفي من مرضه ، وكما ورد أيضا في السنة : "شفاء العِيِّ السؤال" ، إلا أن البعض يكابر ويعاند -رغم جهله- ويظل قلبه يتشرب الشبهات كالإسفنجة حتى يهلك .

كما أن دعوى التعارض المزعوم بين السنة والقرآن التي أثيرت ليست الدعوى الوحيدة ، بل هناك من الملحدين وأصحاب الملل الباطلة من زعم التعارض بين آيات القرآن .فكما يتم دفع التعارض المزعوم بين آي القرآن يتم ذلك بين القرآن والأحاديث الصحيحة من السنة . فلتتفطنوا يا من أسلمتم رؤسكم ليعبث بها العابثون.

بخصوص الصحيحين الذين تلقتهما الأمة بالقبول ، ولم يتم لهذين الكتابين حتى تم نقدهما وتمحيصهما من فحول المحدثين والذين كانوا متوافرين في زمن البخاري ومسلم، بحيث لم يجتمع في الأمة مثلهم في من جاء بعدهم وهذا دليل على قوة المنهج العلمي الفريد للبخاري ومسلم .
أما دندنة البعض حول انتقاد الدارقطني لبعض الأحاديث فهو انتقاد علمي من عالم بالشأن متضلع في علم الحديث ومع ذلك لم يسلم له المحدثون بكل اعتراضاته على قلتها .لكن العجيب أن من يستدل بأقوال الدارقطني وغيره هم من الحداثيين والعلمانيين ، فكيف نساوي بين عالم بالحديث كالدارقطني يسعى لصيانة السنة والذب عن حياضها بأولئك الذين قصدهم هدم السنة وتقويض بنائها.ثم إنهم لا يرفعون بأمثال الدارقطني رأساً وهم مختلفون عنه كلية ، وإنما فعلوا ذلك مكراً و مراوغة فما أخبثهم.


****
ختاما أقول هناك من لايستحق الرد على خزعبلاته لاسيما إذا كان مجبولا على "الخلاف" في كل شيء، فلا يمكننا حينها إلا نلحقه بعالمه الخاص به ، أتمنى أن تكون فهمت قصدي أستاذ "أمازيغي مسلم".



وَفِي الأَرْضِ مَنْأًى لِلكَرِيِم عَنِ الأَذَى*** وَفِيهَا لِمَـن خَافَ القِلَى مُتَعَزَّلُ.
التعديل الأخير تم بواسطة aziz87 ; 22-01-2018 الساعة 01:25 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
طوف88
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2016
  • المشاركات : 308
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • طوف88 is on a distinguished road
طوف88
عضو فعال
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
23-01-2018, 07:05 AM
لقد اراد الزميل الامازيغي كعادته ********** ان الاحاديث (السنة) وحي من الله عز وجل،ولكي يقوي و يدعم

موقفه و فكرته استدل بالاية 44 من سورة النحل ******* ان الذكر

هو السنة.

لكن هذا غير صحيح فهذا العلامة الطبري يفسر و يبين ان المراد بالذكر

في الاية هو القران الكريم لا غير.

فتاملوا يا اخواني الاعزاء كيف يريد الزميل الامايغي ان ********** يحتج ******* و امور لا تمت لصلب الموضوع

بصلة لا من قريب و لا من بعيد.







من مواضيعي 0 استفسار
التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 23-01-2018 الساعة 02:42 PM سبب آخر: حذف العبارات غير اللائقة .. /
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 03-12-2015
  • المشاركات : 1,864
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • طَيْفٌ رَحَلْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
23-01-2018, 02:40 PM
السلام عليكم .. /


الرجاء من الإخوة المشاركين الالتزام بقوانين المنتدى العامة وبقوانين منتدانا الحضاري الخاصة.


فليكن النقاش علمياً، بعيدا عن أي شخصنة أو اتهامات



بالتوفيق للجميع.






التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 23-01-2018 الساعة 02:43 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
25-01-2018, 02:52 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


بارك الله فيك أخانا الفاضل:" عزيز"، وجزاك الله خيرا على إضافتك القيمةالمتميزة، فقد كفيت وشفيت، وصدقت وبررت.
حين نرد على بعض المشككين فيحجية السنة، فإننا لا نرد عليهم لذواتهم، وإنما نرد: تنبيها لمن قد يغتر بلحن قولهم، وزخرف كلامهم، وساقط شبههم!!؟.
ومع ردنا عليهم، فإننا نعتقد بأن:" أبلغ رد على هؤلاء هو: تجاهلهم"، ولكن، لا بأس بالرد أحيانا للحكمة التي سطرها أحد سلفنا الصالح بقوله الماتع الرائع:
" إذا سكت أهل الحق: ظن أهل الباطل ومن اغتر بهم: أنهم على حق!!؟".

ولمن شكك في كون السنة وحيا!!؟، نسوق باختصار بيانأحد أفاضلنا القائل:

" يزعم بعض الطاعنين أن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن، ولم يتكفل بحفظ السنة، ويستدلون على ذلك بقوله عز وجل:[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون].(الحجر:9)، قائلين:" إن في الآية حصرا يدل على أن السنة لم تدخل في دائرة الحفظ، لقصره على القرآن فقط، فهو المقصود بالذكر في الآية دون غيره".
وعليه، فإنهم يرون أن السنة لم يكن لها حظ من الحفظ، وأنها تعرضت للضياع والتحريف!!؟، ويتساءلون: لو كانت السنة حجة، فلماذا لم يتكفل الله بحفظها كما تكفل بحفظ القرآن!!؟، قاصدين من وراء ذلك: هدم السنة وإنكار حجيتها بدعوى: أن الله لم يتعهد بحفظها مثل القرآن!!؟، ونقول ردا عليهم:
الذكر في الآية بمعنى: الرسالة أو الشريعة الإسلامية التي هي: القرآن والسنة معا:
ومما لا شك فيه أن منشأ هذه الشبهة جاء من كلمة:" الذكر" الواردة في قوله عز وجل:[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون]، حيث اقتصر فهم الطاعنين في حجية السنة المطهرة على أن المراد بكلمة:" الذكر" في الآية هو: "القرآن الكريم" فقط.
وتناسوا: أن ما وعد الله به من حفظ الذكر: لا يقتصر على القرآن وحده، بل المراد به:" شرع الله ودينه الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم"، وهو: أعم من أن يكون قرآنا أو سنة.
وإذا رجعنا إلى الكتب المتخصصة، فإننا نجدها تعدد معاني الذكر التي وردت في القرآن، فقد وردت كلمة "الذكر" في القرآن اثنين وخمسين مرة، ولها معان كثيرة؛ فهي تأتي بمعنى:( القرآن، وبمعنى الرسالة والشريعة، وبمعنى الحفظ، وبمعنى السنة، وبمعنى التذكرة، وبمعنى الشرف، وبمعنى العبادة...) إلخ".[المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم بحاشية المصحف الشريف، محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث، القاهرة، 1422هـ/ 2001م، ص335، 336].
وفي ذلك نقل صاحب كتاب:( بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) عن أحد العلماء قوله:
" ذكر الله الذكر في القرآن على عشرين وجها، وفيها الذكر بمعنى رسالة الرسول".[بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الفيروزآبادي، (3/ 4)، نقلا عن: دفع الشبهات عن السنة النبوية, د. عبد المهدي عبد القادر، مكتبة الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص64.].
ومما يدل أيضا على أن الله - عز وجل - قد تكفل بحفظ الشريعة كلها: كتابها وسنتها قوله عز وجل:[ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبـى الله إلا أن يتـم نـوره ولـو كـره الكافرون].(التوبة: 32), ونور الله: شرعه ودينه الذي ارتضاه للعباد وكلفهم به وضمنه مصالحهم, والذي أوحاه إلى رسوله - من قرآن أو غيره - ليهتدوا به إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.[الرد على من ينكر حجية السنة, د. عبد الغني عبد الخالق، مكتبة السنة، القاهرة، ط1، 1409هـ/ 1989م، ص423].
إذا فالمعنى المناسب:"للذكر" في قوله عز وجل:[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] هو:" رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بصفة عامة بما في ذلك الكتاب والسنة, وذلك أن القرآن والسنة: وحي من الله عز وجل، ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقول شيئا من عنده:[ إن هو إلا وحي يوحى].(النجم: 4).
فلماذا يتكفل الله تعالى بحفظ القرآن، ولا يتكفل بحفظ السنة مع أن كليهما وحي من عنده سبحانه وتعالى!!؟.
وفي ذلك يقول الإمام العلامة المحقق المدقق:ابن حزم رحمه الله:
" ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن كل وحي نزل من عند الله - عز وجل – فهو: ذكر منزل, فالوحي كله محفوظ بحفظ الله - عز وجل - له بيقين, وكل ما تكفل الله بحفظه؛ فمضمون ألا يضيع منه, وألا يحرف منه شيء أبدا تحريفا لا يأتي البيان ببطلانه... فوجب أن الدين الذي أتانا به محمد - صلى الله عليه وسلم - محفوظ بتولي الله - عز وجل - حفظه, مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه مما يأتي أبدا إلى انقضاء الدنيا, قال عز وجل:
[ لأنذركم به ومن بلغ].(الأنعام: 19)، فإذا كان ذلك كذلك، فبالضروري ندري: أنه لا سبيل ألبتة إلى ضياع شيء قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدين, ولا سبيل ألبتة إلى أن يختلط بباطل موضوع اختلاطا لا يتميز عند أحد من الناس بيقين؛ إذ لو جاز ذلك لكان الذكر غير محفوظ, ولكان قوله عز وجل:[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون]: كذبا ووعدا مخلفا!!؟، وهذا لا يقوله مسلم...".
ثم يرد على من زعم أن حفظ الذكر مقتصر على القرآن وحده قائلا:
" هذه دعوى كاذبة مجردة من البرهان، وتخصيص للذكر بلا دليل... فالذكر: اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - من قرآن أو من سنة: وحي يبين بها القرآن, وأيضا فإن الله - عز وجل – يقول:[ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم].(النحل: 44)، فصح أنه - صلى الله عليه وسلم - مأمور ببيان القرآن للناس, فإذا كان بيانه - صلى الله عليه وسلم - غير محفوظ ولا مضمون سلامته مما ليس منه, فقد بطل الانتفاع بنص القرآن، فبطلت أكثر الشرائع المفترضة علينا فيه, فلم ندر صحيح مراد الله - عز وجل - منها, وما أخطأ فيه المخطئ أو تعمد فيه الكذب الكاذب, ومعاذ الله من هذا". [الإحكام في أصول الأحكام, ابن حزم, دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ/ 1985م، (1/ 117، 118) بتصرف].
واستنادا إلى ذلك، فإن رب العزة قد تكفل بحفظ ما صح من حديث رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويدل على ذلك الكتاب الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، والعقل والتاريخ.
ومن الأدلة من كتاب الله - عز وجل - على تكفل الله بحفظ السنة النبوية:
قوله عز وجل:[ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم].(النحل: ٤٤), ففي الآية الكريمة: إخبار من الله تعالى بأن السنة مبينة للقرآن، وقد تكفل الله بحفظه في قوله عز وجل:[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون]، فيلزم من هذا: أن يكون قد تكفل أيضا بحفظ السنة؛ لأن حفظ المبين يستلزم حفظ المبين للترابط بينهما.
وقوله عز وجل:[ إن علينا جمعه وقرآنه (17) فإذا قرأناه فاتبع قرآنه (18) ثم إن علينا بيانه (19)].(القيامة), فهذا نص صريح يدل على أن الله - عز وجل - قد تكفل بحفظ السنة على وجه الأصالة والاستقلال على طريق اللزوم والتتبع؛ لأنه تكفل فيه ببيان القرآن في قوله عز وجل:[ ثم إن علينا بيانه]، أي: بيان القرآن, والبيان كما يكون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يكون لأمته من بعده, وهو يكون للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالإيحاء به إليه ليبلغه الناس, وهو المراد من قوله عز وجل:[ وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه].(النحل: 64).
فالسنة النبوية على هذا منزلة من عند الله (بوحي غير متلو).
وفي هذه الآيات السابقة - آيات سورة القيامة -: دليل على أن الله تكفل بحفظ السنة، كما تكفل بحفظ القرآن، وتحقيقا لهذا الوعد الكريم من الله - عز وجل - هيأ الأسباب لحفظها، والذود عن حياضها، فأثار في نفوس المسلمين عوامل المحافظة عليها، والدفاع عنها، فكانت موضع اهتمامهم، ومحل تقديرهم ورعايتهم منذ أن أشرقت شمسها إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ويذكر الإمام ابن حزم رحمه الله: دليلا ثالثا من كتاب الله على تكفله - سبحانه وتعالى - بحفظ السنة في قوله عز وجل:[ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا].(المائدة: 3).
وقال عز وجل:[ إن الدين عند الله الإسلام].(آل عمران: 19).
قال:" فنقول لمن جوز أن يكون ما أمر الله به نبيه من بيان شريعة الإسلام لنا: غير محفوظ, وأنه يجوز فيه التبديل، وأن يختلط بالكذب الموضوع اختلاطا لا يتميز أبدا!!؟: أخبرونا عن إكمال الله - عز وجل - لنا ديننا, ورضاه الإسلام لنا دينا, ومنعه تعالى من قبول كل دين حاشا الإسلام.
أكل ذلك باق علينا ولنا إلى يوم القيامة!!؟، أم إنما كان للصحابة - رضي الله عنهم – فقط!!؟، أم لا للصحابة ولا لنا!!؟ ولا بد من أحد هذه الوجوه...
فإذا كانت الإجابة بالضرورة: كل ذلك باق لنا وعلينا إلى يوم القيامة: صح أن شرائع الإسلام كلها كاملة، والنعمة بذلك علينا تامة... وهذا برهان ضروري وقاطع على أن كل ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدين, وفي بيان ما يلزمنا: محفوظ لا يختلط به أبدا ما لم يكن منه". [الإحكام في أصول الأحكام, ابن حزم, دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ/ 1985م، (1/ 122، 123)].

وبهذا يطمئن قلب كل مؤمن موحد بأن:" السنة وحي من الله، ومحفوظة بحفظه جل وعلا لها للقرآن": كما سبق بيانه بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة.

وننبه إلى أن ما ذكرناه في هذه المشاركة هو: مجرد رد مختصر، سيتبعه بإذن الله: رد مفصل على متصفح مستقل، وفي:" لطيف الإشارة: ما يغني عن طويل العبارة"، وقد كان كافيا لطالب الحق الحديث الصحيح الذي سقناه، وهو:
":" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ". رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه، وأحمد بسند صحيح، وهو مخرج في:( تخريج المشكاة: 163 و4247).
وهذا مزيد تخريج للحديث:
1)صحيح الجامع: 2643، للألباني رحمه الله: صحيح.
2)مختصر الصواعق المرسلة: 583: لابن القيم رحمه الله: صحيح.
3)صحيح دلائل النبوة: 591 للمحدث الوادعي رحمه الله: حسن لغيره.
4)مجموع فتاوىابن باز رحمه الله: 245/1: إسناده صحيح.
5)مجموع فتاوىابن عثيمين رحمه الله: 236/12: إسناده صحيح.

ختاما:
صدق وبر من قال:" طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لن يقنعه ألف دليل، الجاهل يعلم، وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل".

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Karim Ibn Karim
Karim Ibn Karim
مشرف منتدى الخاطرة
  • تاريخ التسجيل : 20-10-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 3,045
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • Karim Ibn Karim has a spectacular aura aboutKarim Ibn Karim has a spectacular aura about
الصورة الرمزية Karim Ibn Karim
Karim Ibn Karim
مشرف منتدى الخاطرة
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
25-01-2018, 10:19 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طوف88 مشاهدة المشاركة
لقد اراد الزميل الامازيغي كعادته ********** ان الاحاديث (السنة) وحي من الله عز وجل،ولكي يقوي و يدعم

موقفه و فكرته استدل بالاية 44 من سورة النحل ******* ان الذكر

هو السنة.

لكن هذا غير صحيح فهذا العلامة الطبري يفسر و يبين ان المراد بالذكر

في الاية هو القران الكريم لا غير.

فتاملوا يا اخواني الاعزاء كيف يريد الزميل الامايغي ان ********** يحتج ******* و امور لا تمت لصلب الموضوع

بصلة لا من قريب و لا من بعيد.






السلام عليكم

اخي الكريم
اتعني بقولك هذا ان حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليست وحيا من السماء

اذا كنت تعني ذلك مع احترامي لك فانت مخطئ تماما
احاديث النبي صلى الله عليه و سلم طبعا ما صح من احاديثه بانه قاله
هو وحي من السماء و هذه عقيدة لا بد من الايمان بها

ربما تشكك في حديث بانه ليس من قول خير البرية
فهذا شانك و هذا اجتهاد منك

هذا شانك

لكن ان تنفي جميع الاحاديث جملة و تفصيلا
و بانها ليست وحيا من السماء
فهذا خطا


تحياتي اليك

ياحي يا قيوم
برحمتك استغيث
اصلح لي شاني كله و لا تكلني الى نفسي
طرفة عين
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 03-12-2015
  • المشاركات : 1,864
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • طَيْفٌ رَحَلْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية طَيْفٌ رَحَلْ
طَيْفٌ رَحَلْ
مشرف سابق
رد: أين اختفتْ نسخة صحيح البخاري الأصلية؟
26-01-2018, 09:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

للمرة الأخيرة أذكر بضرورة أن تكون المداخلات تصب في جوهر الموضوع وأن تكون علمية // مدعّمة بالحجج من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم // أو تكون تساؤلا موجها لأحد الأطراف ..

وأي مداخلة تقتصر على تثمين / شكر ما تفضل به الآخر أو تعبر عن رأي واعتقاد صاحب المداخلة - دون إيراد أية شواهد - فسيكون مصيرها الحذف

بالتوفيق للجميع ../
التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 26-01-2018 الساعة 10:15 AM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 11:49 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى