قاذفة القنابل الإستراتيجية Rockwell B – 1B
05-05-2009, 03:28 PM
قاذفة القنابل الإستراتيجية
Rockwell B – 1B
ROCKWELL INTERNATIONAL B - 1 A
B - 1B
B - 1B
الخلفية التاريخية:
يطلق اسم (TRAID) على عقيدة الردع الأمريكية التي تتكون من ثلاثة عناصر ردع رئيسية وهي: الصواريخ عابرة القارات الأرضية ICBM، وقاذفات القنابل الإستراتيجية الحاملة للصواريخ والأسلحة النووية، إضافة إلى الصواريخ الإستراتيجية المحمولة بالغواصات SLBM. وتتبع الصواريخ الأرضية والقاذفات سلاح الجو الأمريكي والقيادة الجوية الإستراتيجية. أمّا صواريخ الغواصات فتتبع سلاح البحرية.
ولقد أثار عنصر القاذفات الإستراتيجية في عقيدة الردع الثلاثية هذه جدلاً مستمراً منذ منتصف الستينيات. فبينما يرى السياسيون عدم جدوى تطوير قاذفات إستراتيجية جديدة من واقع الافتراض بأن الصواريخ البرية والبحرية كافية لأداء الدور وحدها، ومن واقع الافتراض أن قدرة الدفاعات السوفيتية (سابقاً) الجوية المتعاظمة لن تسمح للقاذفات الأمريكية بتحقيق أية نجاحات اختراق.
يجادل العسكريون والمؤيدون للإبقاء على عنصر القاذفات الإستراتيجية وتطويرها، بأن هذا المنطق يعبر عن عدم الثقة في القدرة التكنولوجية العسكرية الأمريكية على فتح ثغرات يمكن النفاذ من خلالها إلى العمق السوفيتي من جانب، إضافة إلى أن عنصر القاذفات يمكن أن يشكل قوة ردع مرنة في حالة تعرض صوامع الصواريخ العابرة للقارات والثابتة لضربة تدميرية نووية سوفيتية استباقية.
وقد حسم هذا الجدل نهائياً في ديسمبر 1981 عندما أمر الرئيس الأمريكي "ريجان"، الذي كان يخطط سلفاً لبرنامجه "حرب النجوم"، بالمضي قدماً في تطوير وإنتاج القاذفة (B-1 B)، التي جاءت متأخرة أكثر من عشرين يوماً.
الطائرة (B - 1 B):
تمخضت الدراسات المبدئية التي أجرتها القيادة الجوية الإستراتيجية الأمريكية في عام 1962، عن إعادة التنبيه إلى حاجة سلاح الجو الأمريكي إلى قاذفة إستراتيجية AMSA بمواصفات جديدة. تستطيع من خلالها القاذفة التمتع بقدرة الاختراق المنخفض لإحلالها محل القاذفة (B-52)، التي تفتقر أساساً إلى هذه القدرة، التي أصبحت أساسية في ظل تنامي قدرة الدفاعات الجوية السوفيتية.
ولكن رفض الكونجرس الأمريكي المتكرر لأي اعتمادات لإقرار برنامج تطوير الطائرة المقترحة حتى عام 1970. حيث منح عقد التطوير إلى شركة "نورث أمريكان روكويل" للقيام بأبحاث جسم الطائرة، مستندة بذلك إلى خبراتها السابقة في تطوير القاذفة (B-70). أمّا عقد تطوير المحركات فقد منح إلى شركة "جنرال الكتريك".
وقد تضمن عقد شركة "روكويل" عمل خمسة نماذج أولية، يتبعها إنتاج 244 قاذفة بتكلفة 77 مليون دولار للطائرة الواحدة.
وقد أنتجت شركة "روكويل" بالفعل 4 نماذج مختلفة لاختيار المحركات والأجهزة الملاحية والأجهزة الإلكترونية المختلفة والهيكل، حيث حلق النموذج الأول في 23 ديسمبر 1974 وتبعه تحليق النموذج الثاني ثم الثالث.
ولم يكتمل اختبار الرابع بسبب إلغاء الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" لبرنامج الطائرة برمته في عام 1977، على الرغم من الشوط البعيد، الذي قطعته برامج التطوير وموافقة الكونجرس على الاعتمادات اللازمة.
ويمكن وصف الطائرة (B-1 B)، بأنها أكثر طائرة تعرضت لبرامج تطوير وأبحاث في تاريخ البشرية، وأكثر الطائرات تقدماً على الإطلاق، وعلى الرغم من هذا الإلغاء فإن وزارة الدفاع الأمريكية طلبت من شركة "روكويل" إجراء أبحاث حول تثبيت الصواريخ الجوالة وإطلاقها من هذه الطائرة ابتداء من عام 1979.
وتعتبر الطائرة (B-1 B)، المصنوعة كلها من الألومنيوم والتيتانيوم ذات الأجنحة المتحركة ذات خصائص فريدة على الرغم من أن جسمها كله معدني، إلاّ أنها، وبفضل تصميمها الفريد وأجهزتها الإلكترونية لا تعطي صورة رادارية إلاّ بمعدل 1/ 30 من الصورة الـرادارية التي تعطيها القـاذفة (B-52). كما أن حمولتها القصوى تزيـد عـن حمـولة (B-52).
العودة إلى (B – 1):
في عام 1980 عادت من جديد مناقشة مشروع القاذفة (B-1) في كل من وزارة الدفاع والكونجرس، وكانت وجهة النظر في هذا الوقت هي إرضاء جميع الأطراف، وذلك من خلال إنتاج القاذفة بمواصفات جديدة تقلل من تكاليف إنتاجها الباهظة. وذلك من خلال إلغاء فكرة الأجنحة المتحركة في الطائرة، وتخفيض وزن الطائرة الكلي، واستخدام محركات جديدة ذات فتحات سحب هواء ثابتة، وتخفيض أجهزتها الإلكترونية المضادة (ECM).
ولكن الرئيس الأمريكي "ريجان"، الذي وافق على المضي في تطوير الطائرة عام 1981 وأعطى الضوء الأخضر أيضاً لتوفير الاعتمادات اللازمة لجعل هذه القاذفة أقوى ما عرف من قاذفات. وتمت الموافقة على رصد مبلغ 25 بليون دولار لإنتاج 100 طائرة معدلة من الطائرة يطلق عليها (B-1B).
الطائرة روكويل (B-1 B):
استخدمت شركة "روكويل" النموذجين الثاني والرابع لتطوير القاذفة
(B-1 B)، وأوكلت إلى شركة "نورثروب" دراسة الاحتياجات الفعلية من الأجهزة والمعدات والتصاميم لجعل القاذفة الجديدة، مناسبة لاحتياجات القوات الجوية في التسعينيات.
دعم جسم الطائرة تدعيماً جديداً لمقاومة التأثيرات الانفجارية النووية مما رفع وزن الطائرة إلى 40 طناً. كما تم التركيز على الطيران المنخفض فزودت الطائرة بمحركات أربعة ذات فتحات سحب هواء ثابتة مما خفض سرعتها وقدرتها على التحليق المرتفع، ولكن أعطاها القدرة على الطيران المستمر على ارتفاع لا يتجاوز ارتفاع الأشجار. كما دعمت أجهزتها الإلكترونية الخاصة بالتشويش والحرب الإلكترونية، حتى أصبحت صورتها الرادارية تعادل 1/100 من صورة القاذفة (B-52) وزودت بأجهزة اتصال فريدة من نوعها قادرة على التغلب على التأثيرات المغناطيسية الكهربائية الناتجة عن الانفجارات النووية والاتصال بالأقمار الصناعية.
وقد تم استبدال رادار القاذفة القوي الأصلي برادار جديد أصغر من فئة الرادارات، التي تزود بها الصواريخ الجوالة والقادرة على تتبع التضاريس الأرضية مما يمكنها من الطيران على ارتفاع منخفض جداً ومتابعة التضاريس الأرضية أوتوماتيكياً.
واستخدم لأول مرة في هذه القاذفة التقنية الجديدة المعروفة باسم تكنولوجيا "ستيلث" (STEALTH) وهي التكنولوجيا، التي ما زالت سرية وتبنى على أساسها المقاتلة الأمريكية (F-19)، التي تمكن الطائرة من العبور من فوق الدفاعات الرادارية من دون رؤيتها على شاشات الرادار.
والطائرة مزودة أيضاً بأجهزة إنذار مع حاسبات إلكترونية توضح مكان الإصابة من الدفاعات المعادية، وتتولى تقييم الإصابة وطرق التغلب عليها.
ويمكن اعتبار هذه الطائرة قمة ما وصل إليه العلم في المجالات التكنولوجية المختلفة، وتتفوق في ذلك على مكوك الفضاء الذي تعتبر شركة "روكويل" مقاولاً أساسياً في برنامجه.
ويتم الإنتاج لهذه الطائرة بمعدل 4 طائرات في الشهر الواحد بحيث تصبح جميع الأسراب المطلوبة جاهزة. وفي أثناء التجارب على النموذج المعدل الثاني من الطائرة لاختيار الأجهزة الرادارية ارتطمت الطائرة بالأرض بعد أن كانت تحلق على ارتفاع 1000 متر بسرعة 350 كم/ ساعة، وقتل الطيار بسبب فشل المقعد القاذف في التحرك في الوقت المناسب بينما تمكن مساعدوه الثلاثة من النجاة.
ولقد أثبتت التحقيقات أن هذا الحادث الذي وقع في عام 1984 كان بسبب خطأ الطيار، الذي لم يقم بنقل الوقود بين الخزانات لتعديل مركز ثقل الطائرة على الرغم من إضاءة لوحة الإنذار الإلكترونية أمامه. وقد زودت الطائرة حالياً بأجهزة تعديل لمركز الثقل تعمل تلقائياً.
تؤدي الطائرة (B-1) جميع مهامها تقريباً وهي على مستوى رؤوس الأشجار وهي نادراً ما تطير بسرعة 2.0 ماخ على ارتفاعات عالية. أما إشارتها على شاشة الرادار فلا تزيد عن (30/1) من إشارة (B-52).
التجهيزات الدفاعية والإلكترونية (التي يشرف عليها المتعهد المشارك شركة "بوينج") هي أقوى وأكمل من أي معدات سبق أن جهزت بها أية طائرة قتالية. وهذه الأجهزة تحمي الطائرة من رادارات العدو بالتشويش عليها أو ببلبلتها أو بخداعها بوسائل ما زالت سرية حتى اليوم.
ومن مميزاتها المهمة، إمكانية الاندفاع والتسلق بسرعة من المطارات التي قد تتعرض لقصف نووي، والمناعة ضد تأثير الانفجارات النووية التي قد تحدث على مقربة منها.
ويمكن فحص جميع أجهزة الطائرة آلياً، كما يمكن إبقاؤها في حالة استعداد دائم لمدة طويلة بحيث أنه، في حالة الإنذار، لا يطلب من أول من يصل إليها سوى الضغط على كباس صغير خلف الحجرة الأمامية كي تتوزع الطاقة على جميع المحركات والأجهزة، وتصبح الطائرة جاهزة للإقلاع الفوري حتى قبل أن يشد أفراد الطاقم أحزمتهم.
ومن مميزاتها الأخرى إمكانية ضبط الطيران على ارتفاع منخفض جداً بأجهزة إحساس هوائية وتوجيهها بجنيحات صغيرة مركبة على جانبي المقدمة تحت الدفة الرأسية كي تندفع الطائرة بسرعة فائقة في الأجواء العاصفة من دون أن يشعر أفراد الطاقم بأي اهتزاز يذكر.
1. بلد المنشأ: الولايات المتحدة الأمريكية.
2. الاستخدام: - قاذفة إستراتيجية تتبع سلاح الجو الأمريكي، والقيادة الجوية الإستراتيجية ذات أربع مقاعد.
- أول نموذج حلق في 23 ديسمبر 1974، ثم تبعه النموذج الثاني والثالث.
3. الدول المستخدِمة: القيادة الجوية الإستراتيجية الأمريكية.