"الحل السياسي".. مبادرة صهيونية جديدة تعكس الخوف من القادم
13-03-2016, 08:57 PM


من جديد يعود الاحتلال للاعتراف بهزيمته أمام شبان الانتفاضة.. هزيمة جعلته يبحث عن أي حل للخروج من أزمته الحالية التي يواجهها على المستوى السياسي والشعبي على حد سواء، فبعد أن فشل ميدانياً وعسكرياً في ذلك، بات يبحث الآن عن حلٍ سياسي يوقف كابوس انتفاضة القدس.

"الهدنة هي الحل" عنوان المقال الذي كتبه رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني الأسبق "غيورا آيلند"، وتابعه قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام"، وكان هذا أبرز ما جاء فيه.

الثلاثاء الأسود

يقول آيلند: "في غياب حلٍّ ميدانيٍ فوري لإنهاء موجة الإرهاب، يمكن عقد صفقة مع السلطة الفلسطينية لتزيد دافعها للحد من التحريض من خلال تجميد مناطق البناء في المستوطنات وإن لم يكن البناء الداخلي فيها نفسه".

ويؤكد آيلند أن العمليات الأربع التي وقعت يوم الثلاثاء (8-3) باتت تجبرنا أكثر فأكثر لمحاولة إنهاء أو على الأقل تهدئة موجة الإرهاب التي تستمر منذ خمسة أشهر، يبدو أن لا حل ميداني فوري لذلك. واضح أيضا أن حلاً سياسياً (ليس بالذات صيغة "الدولتين") ليس ممكناً في المستقبل القريب، و ما يتبقى في المدى القصير هو إدارة الوضع الحالي بشكل أفضل، وفق قوله.

ويتابع: "الإدارة السليمة معناها إعطاء جواب أفضل لكل ما يزعجنا، وواضح أن الأكثر إزعاجاً لنا هو "موجة الإرهاب".

يضيف: "عليه فمن السليم محاولة تلطيف حدتها بكل وسيلة وليس فقط ميدانياً، أما الطرف الفلسطيني ومثله معظم العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، فلا يمكنه أن يحتمل استمرار بناء المستوطنات، في وضع الأمور هذا من السليم أن نبني "صفقة رزمة"، تحاول أن تعطي لكل طرف ما هو أهم له دون المس بقدر أكبر مما ينبغي بالطرف الأخر".

ويشير الكاتب إلى أن "كل الجهات المهنية في إسرائيل تتفق على أن بعضاً من العوامل التي تغذي الإرهاب الفلسطيني هي التحريض والتأييد لأعمال القتل، ويجد الأمر تعبيره سواء في بث الإذاعة والتلفزيون في الجانب الفلسطيني، وبالأساس في مناهج التعليم الفلسطيني"، بحسب تعبيره.

يجب أن يكون هناك تغيير حقيقي، يقول آيلند متابعا: "ذلك يتطلب مراجعة عميقة للرسائل الرسمية، وجعلها رسائل سلام وحرص على حياة الإنسان، يستوجب أيضاً قراراً استراتيجياً فلسطينياً والتزاماً حقيقياً بتنفيذه".

ويبين: "نحن نريد ألا يكتفي أبو مازن وباقي زعماء السلطة بالتعاون الأمني مع إسرائيل بل نريد أن يشجبوا علناً وعلى الملأ قتل اليهود، والسبيل الوحيد لخلق مثل هذا التغيير كما أسلفنا، هو صفقة رزمة تتناول القلق الفلسطيني أيضاً".

تجميد الاستيطان

ويقول آيلند "الأمريكيون في حينه واليوم أيضاً قلقون بشكل أقل من مجرد البناء في المستوطنات، ومن ارتفاع عدد اليهود الذين يسكنون فيها، وهم جِدا قلقون من أن أحياء يهودية تُبنى على مناطق جديدة، فالقضم لمزيد من الأرض هو الذي يخلق في نظرهم وضعاً لا تراجع فيه، وتهديداً حقيقياً على احتمال الوصول في أي وقت من الأوقات إلى اتفاق، وهذا هو أيضا القلق الفلسطيني".

ويرى كاتب المقال أن الحل يكمن في: إعداد خريطة مع ترسيم الحدود القائمة لكل المناطق المبنية في المستوطنات، "إسرائيل يمكنها أن تواصل البناء في داخل "العلامة" المحددة، بما في ذلك في المناطق المفتوحة في المستوطنات القائمة، ولكن لا يمكنها أن تواصل قضم المزيد من الأراضي، لن يكون بالتالي تجميد مجرد البناء ولكن يكون تجميد للأراضي التي تبنى عليها مستوطنات يهودية".

ويختم آليند مقاله: "يدور الحديث عن اتفاق بسيط نسبياً، الذي إذا ما تحقق يمكنه أن يخًفض شدة الاتهامات المتبادلة، وبالتوازي يضعف الدافع لمبادرات دولية خطيرة على إسرائيل، فإذا كان الإرهاب الحالي مؤلم لنا حقاً، وإذا كنا نصدق ما ندعيه نحن أنفسنا بشأن تأثير التحريض الفلسطيني على "إرهاب الأفراد"، فينبغي الموافقة على القيام بعمل ما أيضا، ليس واضحاً على الإطلاق فيما إذا كان الفلسطينيون سيوافقون على مثل هذه التسوية، ولكن واضح أن حتى الرفض الفلسطيني سيخدم إسرائيل من ناحيتنا، توجد هنا حالة ربح من كلا الاتجاهين".

مبادرات شكلية

محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام"علق على المقال قائلا:

"لم يمر يوما إلا ونسمع فيه عن حل أو مبادرة يقدمها قادة الاحتلال عبر تصريحاتهم، أو من خلال جلسات "الكبينت" لحل أزمتهم والخروج من مخاوفهم التي فرضتها يوميات الانتفاضة، فتارة يقدمون تسهيلات اقتصادية، وتارة يهددون ويتوعدون بفرض عقوبات قاسية، واستخدام سياسة العصا والجزرة".

وأكد المحلل؛ أن السلطة الفلسطينية تسعى جاهدة لإنهاء هذه الانتفاضة، لإيمانها المطلق بالحل السلمي مع الاحتلال، واعترفت عبر قادة أجهزتها بإحباط العديد من العمليات، واعتقال المقاومين، ومع ذلك يصر الاحتلال على أن تقدم السلطة المزيد من التنازلات، بإدانة عمليات المقاومة وتقديم العزاء لقتلى الاحتلال، وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة أشهر على هذه الانتفاضة، لم يقم أبو مازن أو أي مسؤول في السلطة بواجب العزاء لأسرة شهيد فلسطيني.

وأشار المحلل؛ إلى أن "الكاتب اختزل قضية الشعب الفلسطيني بالاستيطان؛ متناسيا جرائمه المتعددة التي تُرتكب على يد الجيش والمستوطنين، فلا يوجد هناك فرق بين مستوطن وجندي فكلاهما واحد، وعلى عكس ذلك فإن جيش الاحتلال يتلقى تعليمات دينية وفكرية وتثقيفية على يد الحاخامات الذين يصرحون ليل نهار بالقضاء على الشعب الفلسطيني."