توقعات في التكنولوجيا لم تتحقق خلال 2016
09-02-2017, 12:12 PM




24 - تكنولوجيا
،
كان من المتوقع نمو الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط إلى 212.9 مليار دولار أمريكي مع نهاية العام، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 3.7% في الإنفاق مقارنة بالعام السابق، ويعود ذلك وفقاً للمحللين إلى البيئة التي تترابط باطّراد بالتكنولوجيا.


وتوقع المحللون نمواً إيجابياً في السوق التكنولوجي في المنطقة رغم تزايد حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العالمية، وذلك نظراً لميل المنطقة لمبادرات المدن الذكية والتنبؤ بتبنيها الكبير لإنترنت الأشياء.

ورغم تزايد إنفاق المنطقة على التكنولوجيا تماشياً مع هذه التوقعات، إلا أن بعض التقنيات لم تحظى بالأثر الكبير الذي كان متوقعاً في بداية العام. ومع بداية 2017 وما تحمله من عدد كبير من التوقعات التكنولوجية الجديدة، نستعرض بعض التوجهات التكنولوجية التي لم تفلح في الانطلاق في العام الماضي، ومدى إمكانية تحققها في هذا العام.

التكنولوجيا القابلة للارتداء
مع إطلاق ساعة آبل الذكية قبل عام ونصف من الآن، شهد سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء الكثير من التوقعات في العام الماضي، إذ تنبأ الكثيرون بالتزايد الكبير في المبيعات وتطور أجهزة أكثر تقدماً. وعلى الرغم من أن سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء في الشرق الأوسط لم يشهد نمواً كبيراً في عام 2016، إلا أن أجهزة تتبع اللياقة حازت على نسبة أكبر من حجم السوق.

وبعيداً عن أجهزة تتبع اللياقة، يشهد سوق التكنولوجيا القابلة للارتداء نمواً رغم ما يواجهه من عقبات على الصعيد الفني، إذ يحد نقص التطبيقات والمشاكل الأمنية والتصاميم الجذابة والأسعار المرتفعة من تبنيها بشكل واسع. وإضافة إلى ذلك، فما يزال هناك حاجة للتقدم في إقناع المستهلكين الأكثر اهتماماً بالأسعار بأن هذه المنتجات تؤدي دوراً قيماً في حياتهم اليومية وتتجاوز اللياقة البدنية. وتقع على عاتق الموردين مسؤولية تطوير تطبيقات جديدة وزيادة استخدام البيانات السابقة في تبسيط تجربة المستخدم وتمكين التفاعل بين الأجهزة المختلفة لدفع نمو السوق.

وقد يشهد هذا العام تغيراً في سرعة النمو مع استمرار الشركات في بناء بناها التحتية باستخدام تقنيات الحوسبة السحابية. وعلى مطوري التطبيقات النظر في قطاعات الضيافة والخدمات اللوجستية والطيران والخدمات المصرفية والإنشاءات. وعلى سبيل المثال، تستخدم شركة "دي إتش إل" نظارات الواقع المعزز لتحسين عملية الاستلام لديها، كما بدأت بعض دوريات الشرطة في دبي باستخدام نظارات غوغل.

سيطرة غوغل على سوق الإنترنت اللاسلكي
شهد العام الماضي الكثير من التكهنات حول دخول غوغل في سوق الإنترنت اللاسلكي، إذ توقع الكثيرون أن يصبح جهاز توجيه "غوغل أون هب" مستخدماً بكثرة. إذ تعمل أجهزة التوجيه هذه على ربط جهازك بالنطاق الأسرع بناءً على موقع الجهاز، وينقل الموجّه الاتصال إلى أفضل قناة متاحة في النطاق لتوفير أسرع اتصال بالإنترنت لجهازك.

ولم يحظى موجّه "غوغل أون هب" بنجاح كبير في عام 2016، إلا أنه ومع زيادة استخدام الأجهزة المحمولة في المؤسسات، فسنشهد طلباً على معايير أفضل للإنترنت اللاسلكي. كما يمكننا أن نتوقع المزيد من التطورات مع توقع تزايد أعداد الأشخاص المستخدمين للإنترنت اللاسلكي لإجراء المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو.

مبادرة العمل من المنزل
سينتهي قريباً زمن المكاتب التقليدية بساعات العمل المحددة وحجيراتها الصغيرة المتقاربة، إذ ستستبدل بأجهزة محمولة ومتنقلة وتطبيقات مبنية على تقنيات الحوسبة السحابية. ويتيح العمل من المنزل لأصحاب العمل إمكانية الحد من التكاليف المتعلقة بأماكن العمل المركزية والكبيرة، وزيادة إنتاجية الموظفين، وإلغاء تكاليف النقل والوقت المستغرق فيه. ومع تزايد انتشار العمل عن بعد في الشرق الأوسط، إلا أنه لم يتبنى بشكل واسع بعد.

وللاستفادة من مزايا العمل عن بعد، يحتاج العاملون المتنقلون لحلول اتصال متميزة للوصول للمعلومات والموارد بسهولة. لذا فإن الشركات تتبنى الآن عقلية "أولوية العمل المتنقل" عند التخطيط لأدوات المحتوى والتعاون الجديدة، وهو ما قد يعزز من تبني العمل عن بعد خلال هذا العام.

المكتب الافتراضي
يشهد كل عام توقعات كبيرة حول مستقبل الواقع الافتراضي للشركات والمستهلكين على حد سواء. ولقد كان من المتوقع أن يكون عام 2016 هو العام الذي يتيح الواقع الافتراضي فيه للشركات التواصل والتعاون بإبداع أكبر.

وفي حين يستخدم كل من الواقع الافتراضي والمعزز لتحقيق العديد من الغايات، منها تحسين وتطوير المنتجات في مجالات الهندسة والتصنيع وتعزيز التجارب التعليمية في قطاع الرعاية الصحية، إلا أن عام 2016 لم يشهد دخول هذه التكنولوجيا إلى أماكن العمل.

ومع ذلك، تتمتع التكنولوجيا الافتراضية بإمكانات كبيرة لتقوية الاتصالات في المؤسسات. إذ تتم أكثر التفاعلات في أماكن العمل عبر الإنترنت، سواءً كانت عبر البريد الإلكتروني أو مؤتمرات الفيديو، ومن شأن الواقع الافتراضي أن يربط الموظفين من مكاتب متباعدة مع بعضهم وجعلهم يشعرون بأنهم في المكان ذاته. ورغم ارتفاع التكاليف المرتبطة بأجهزة الواقع الافتراضي، إلا أن أهم الشركات في السوق تقدم حلولاً أخرى.

وأشار مارك زوكربيرغ مؤخراً إلى تطوير نظارات أوكولوس اللاسلكية للواقع الافتراضي، وإذا ما ترافق ذلك مع أسعار أفضل فقد يشهد تبنيها نمواً ملحوظاً.

المساعد الافتراضي
توقع محللو القطاع نمواً كبيراً في سوق المساعدين الافتراضيين، وتوقعت غارتنر في العام الماضي استخدام ثلثي المستهلكين في الأسواق المتطورة لهذه الأدوات بشكل دوري بحلول نهاية عام 2016. ومع إضفاء ظهور تكنولوجيا المساعدين الرقميين مثل "سيري" أو "كورتانا" طابعاً بشرياً للتواصل، إلا أنها لم تحقق الأثر المرجو بعد.

لقد اقترب عهد الحوسبة المعرفية والذكاء الاصطناعي الذي يتيح لنا التفاعل والتعاون مع الآلات. ولكن ما مدى سرعة تبنّي المستخدمين لها؟ هل سينمو هذا السوق ببطء مثل سوق الهواتف الأرضية قبل أن تتفوق عليه تكنولوجيا أفضل؟ أم أنه سيشهد نجاحاً كبيراً مثل الهواتف المحمولة؟ نحن نراهن على الخيار الثاني.

نشهد حالياً التقاءً بين دخول التكنولوجيا الجديدة للسوق ونجاحها لتصبح مستخدمة بكثرة بسرعة غير مسبوقة. وفي الواقع، من المحتمل بشكل أكبر أن يكون عام 2017 العام الذي يتم فيه تبني العديد من هذه المفاهيم مثل العمل المرن والمكاتب والمساعدين الافتراضيين وانتشارها بشكل واسع.