الخدمة الربانية لمدة 6 أشهر إلزامية على كل مسلم و مسلمة
14-04-2012, 09:15 PM
الخدمة الربانية لمدة 6 أشهر إلزامية على كل مسلم و مسلمة
كل شاب و فتاة ملزم بأداء واجب الخدمة الربانية
مدة التكوين : 6 أشهر
نوع التكوين : 2 أشهر تأهيل ، 4 أشهر تدرج في العبادات
مكان التكوين : النفس
السن القانوني للانضمام : من 18 سنة إلى 26 سنة
الملف للإنضمام :
- الرغبة الحقيقية في التغيير
- تعهد يكتب من طرف صاحبه
- الإرادة القوية
- العزم الصادق
- الثقة في الله
- التوكل على الله
- حقوق التسجيل : دعاء لصاحب الموضوع
فتابع يا أخي و تابعي يا أختي قراءة الموضوع كاملا لمعرفة تفاصيل برنامج الخدمة الربانية
و سوف تتغير حياتكم بإذن الله
مقدمة :
كما يلاحظ في الآونة الأخيرة و بشكل ملحوظ بعد الشباب عن طريق الرحمن سواء ذكور أو إناث
ولا أخفي عنكم أني كنت مننهم , لكن الحمد لله و بفضله هداني الله للطريق الصواب .
فلقد حثنا ربنا سبحانه وتعالى على طاعته وتقواه وحذرنا سبحانه عن كل ما يوصلنا إلى معصيته والوقوع فيما يسخطه ، فجعل من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ في طاعته .فهذا الزمن الذي كثرت فيه المغريات بطرقها ووسائلها وأشكالها المختلفة ، وتعددت فيه الملهيات بفنونها وقنواتها ومجالاتها المتنوعة
فترى العلاقات غير الشرعية بين الشاب و الفتاة
معاكسة الفتيات في الشوارع وعند الجامعات و الثانويات والحدائق العامة
عدم غض البصر و النظر للمحرمات
الإبتلاء بممارسة العادة السرية
عدم الصبر على ابتلاء الله من مصائب والتي تؤدي بصاحبها إلى الانحراف أو الحرقة أو الانتحار
التشبه بالكافرين والفاسقين في الهيئة والملبس والمحاكاة والتقليد
ترك الصلاة والتهاون بشعائر الإسلام
رفع أصوات الغناء والموسيقى في الطرقات والأماكن العامة
عصابات للسطو وسرقة المنازل والسيارات والمحلات التجارية ونحوها .
كذلك في كثير من الأحيان أصبحنا لا نقترب من الله إلا في الأزمات فنصلي وندعو الله كثيرا أن يخلصنا مما نحن فيه . عازمين في ذلك على التقرب من الله , لكن بعد ذلك دائما إذا ما أخرجنا الله مما نحن فيه لا نلبث أن ننسى كل ما قطعناه من وعود مع الله ونعود مثل الأول وكأن شيئ لم يحدث هذا هو حال كثير من شباب اليوم
اننا نعلم تمام العلم ان الله هو الخالق والمالك وأننا عباده ونخاف منه ونهابه ونحاول بقدر المستطاع التقربمما يرضيه عنا والبعد عما يغضبه منا كل ذلك نحن نعلمه ونؤمن به ولكن هل نخشى من الله؟؟؟
فالخشية من الله تستلزم الخشوع التام لأوامر الله ونواهيه والخوف من مجرد التفكير في فعل شئ
والخشية من الله درجة من الايمان لا يصل اليها الا المؤمن بربه حق الايمان المؤمن بقلبه وأفعاله
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ) فنحن نرى أنه لم
يكتف الرسول بأن الايمان هو ما كان في القلب بل وأن يخرج هذا الايمان الى النور بأن يكون موجودا في أفعالك ثم يتبعها العزم الصادق على عدم الرجوع الى طريق الذنوب والمعاصي وأن يلزم الطريق المستقيم .
وعلى ذلك فالواجب على كل شاب و فتاة مهما كثرت ذنوبه وكثرت معاصيه أن يتوب إلى الله توبةً صادقةً نصوحاً، ثم يكثر من الحسنات الماحيات للسيئات، ثم يحسن رجاءه لربه، ويحسن ظنه بخالقه.
فالخشية من الله هى مفتاح الرجوع الى الله بصدق وهى المعين على عدم الرجوع مرة أخرى الي ما يغضب المولى عز وجل
الموضوع :
كل شاب و فتاة يفرض على نفسه و يلزمها بأداء واجب الخدمة الربانية خلال 6 أشهر من حياته
فبعد أن تستحضر أخي و تستحضري أختي كامل الأمور المذكورة سابقا في ملف الإنضمام
ابدأ من الآن ولا تتردد، ودع عنك و دعي عنك سوف وأخواتها، فالتسويف فيروس قاتل لكل خير، مانع لكل بر، محبط لكل عزيمة، ولا وقاية منه -بعد فضل الله- إلا بالعزم والمضاء،
المرحلة الأولى : تأهيل النفس
المدة : شهرين
و تعتبر هذه المرحلة أصعب مرحلة
المهام الواجب إنجازها في هذه المرحلة :
المهمة الأولى : أصدق النية وأخلص التوبة
العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [يوسف:24].

المهمة الثانية: جاهد نفسك
عليك مُجاهدة نفسك وهواك وشيطانك ، قد تجد صعوبة في بادئ الأمر ، ولكن سُرعان ما يَزول عنك هذا ويذهب الشيطان عنك إذا رأى إصرارك
و الإنسان إذا أراد النجاة في الدنيا والآخرة من سخط الله عليه أن يحارب هذه النفس الأمارة بالسوء ويقف ضد هواها ، وإلا لزلّ عن الصراط المستقيم
فخالقك العظيم الذي اعطاك سمعك وبصرك وعقلك وقلبك ..ليشاهد كيف ستتصرف بهم ..
خالقك العظيم يأمرك بأن ترتقي بنفسك عن كل ما يشوهها ..
من كبائر.. الذنوب .. والمعاصي .. وحتى المكروهات
الارتقاء بالنفس دوما ما تكون معادلة صعبة ..قليلون هم من يدركها ..ولكن من أدركها يستحيل أن يتركها .
و فيما يلي سأقوم بذكر أهم العوائق التي تقف أمام قيامك بهذه المهمة :
-1 بالنسبة للعلاقات غير الشرعية بين الشاب و الفتاة :
تبدأ العلاقة الشيطانية بنظرة خادعة أو كلمة رقيقة ثم ابتسامة كاذبة، تتساهل معها الفتاة الغافلة، ثم تتطور إلى كلام وتبادل مشاعر وأحاسيس يكذب فيه طرف، ويصدقها غالباً طرف آخر، ثم يسري الشيطان في العروق ويزين للنفوس ويسهل الخطأ فتأتي الموافقة على ركوب في السيارة - فقط ، ثم يزداد ضعف الجانب الإيماني والأخلاقي فتكون الموافقة على النزول في الأسواق والمطاعم و الحدائق بقصد التجول والتسلية والترويح لا غير ، ثم الذهاب إلى سهرة بريئة قد يتخللها تصوير بعلم أو بدون علم ، وقد يقع بعد ذلك المنكر الكبير والجرم الخطير .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اختلى رجل وامرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما"، ودخول الشيطان يكون بما يوحيه إليهما من انجذاب عاطفي وجنسي، قد يبدأ وسوسة لكنه قد لا ينتهي بها، لأن كثرة اللقاء والاختلاط والخلوة بين الشاب والفتاة يهيج العواطف ويحركها للمنكر ..
و الحب قبل الزواج علاقة غير مشروعة بالرغم من وجودها هذه الأيام وفى مثل هذه العلاقات يقع كل من الشاب والفتاة فى محظورات نهانا الإسلام عنها فنجد الشاب والفتاة يتواعدان سراً تحت مسمى الحب وتارة يتحادثان بقول معسول وكلام من شأنه أن يضعف النفس أمام الشهوات والرغبات ويعد ذلك خضوعاً بالقول من الفتاة كذلك إباحة النظر فينظر كل منهما للآخر نظرة عظم ذنبها فالمرء قد يفحش بالنظر بل قد يرتكب أكبر إثم بمجرد نظرة قد يستهين بها. كذلك أن يختلى الحبيبان مع بعضهما ظناً منهم أن الحب شفيع لهم أمام المجتمع ولو صح ذلك فهل يشفع لهم أمام الخالق يوم العرض عليه؟ فالحب إذا دعا لمعصية الله كان نداً لله سبحانه وتعالى والله أغنى الشركاء عن الشرك به
من هنا لا بد من "التفريق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر ، فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر أما إذا تحول الحب إلي سلوك كلمسة وقبلة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراما وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه" .
كمـــــا أن تأثر الفتيــــات والشبــاب بالقنـــوات الفضائيـــــة والمسلسلات الرومانسية هى التى تثير بداخلهم مشاعر الرومانسية ويحســـــــون بأن هناك شىء مفقود لديهم ، وأحياناً تقع الفتيات فى علاقات عن طريق الإنترنت وهـى أيضاً تكون علاقات فاشلة بالتأكيد .
والعلاقة بين الشاب و الفتاة فى الإسلام لكي تكون حلالاًلا تحتمل سوى مرادف واحدوهوالزواج
وعلاقة الصداقة هى أول خطوة يبدأها الشيطان مع الولد والبنتفى غير طريق الزواج طبعاً
وقد ثبت عبر الكثير من الخبرات أنه كلما ازداد الحب ازدادت الرغبة الجسدية،
وهذا أمر غريزي في أي إنسان ومقاومته أمر مستحيل.. إذن فالإسلام يمنع أي ارتباط عاطفي من بدايته
إلا فى حالة الزواج
ثم لنفترض أنه حب فعلاًأليس من الممكن أن هذا الحب قد لا ينتهى بالزواج
و هل تضمن أنت أن تكون الفتاة التي تحبها مقدرة لك لتتزوج بها
ماذا سيحدث عندئذ
سيسبب هذا الكثير من المعاناة وسينكسر قلب الفتاة،
إذن فالإسلام يحميها من هذا...
و من أجل ذلك وضع الإسلام حدود وضوابط لأى علاقة بين الشاب و الفتاة
سواء أكانوا جيران أو أقارب أو زملاء دراسة أو عمل .
الحب في الإسلام جائز بشرط ألا يسعى الإنسان إليه فلا يقول: أنا قررت أن أحب، يعني لازم أرى لى واحدة أحبها، ويقعد يعاكس في التليفونات، لا .. الحب هو الذي يفرض نفسه على الإنسان، هو يسعى إلى الإنسان ولا يسعى الإنسان إليه، ولذلك نجد عشاق العرب كانوا يحبون الحب العذري وهو الحب العفيف الطاهر هؤلاء مثل قيس وليلى كيف أحبها هي بنت عمه عاش في الصبا يراها فتعلق قلبه بها، كذلك عنترة وعبلة أو كُثيِّر وعزة أو جميل وبثينة، فهؤلاء لم يسعوا إلى العشق، أما بعض الناس الآن يفكر أنه لازم يحب والبعض يقولوا لك، لابد الزواج أن يكون عن حب، لا .. ليس لابد، فالدراسات وبالإحصائيات تقول إن أسعد أنواع الزواج وأكثرها استقراراً ما كان على الطريقة التقليدية، يعني الواحد يروح لأهل الفتاة أو تأتي أمه أو أخته تقول عن فلانة بنت فلان، ويسأل عن أوصافها أو نحو ذلك ثم يروح يخطبها ،فلقد شرعت الخطبة للتعرف على المخطوبة من النظر إليها، والسؤال عنها، وعن أهلها، ومدى صلاحيتها للحياة الزوجية، والخطبة تكون في حدود الشرع ، لأن المخطوبة أجنبية حتى يعقد عليها الخاطب
فكل علاقة بين شاب وفتاة لا يظلها الدين والمجتمع هي علاقة كلها كذب ودجل كما أن كل الفتيات اللواتي وقعن في مستنقعات الحب المزيف يصلن إلى هذه القناعة في يوم من الأيام
و مَن يحب فتاةً فالتعبير الصحيح والوحيد عن ذلك هو في قصد منزل أهلها والتقدم لخطبتها
يحبها = يتزوجها
-2 بالنسبة لغض البصر عن المحرمات
العين مبدأ الزنا، فحفظها مهمّ، وهو عَسِير من حيث أنّه قد يستهان به ولا يعظم الخوف منه، والآفات كلّها منها تنشأ.
فيجب أن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال، ومهما دعاك داعي السوء، ومهما تحركت في قلبك العواطف والعواصف، فإن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة، وليس لك أن تحتج مثلاً بفساد الواقع ولا تبرر خطأك بوجود ما يدعو إلى الفتنة، قال تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } (الأحزاب/36).
كما يجب البعد عن فضول النظر، فلا تنظر إلا إلى ما تحتاج إليه، ولا تطلق بصرك يميناً وشمالاً ، فتقع فيما لا تستطيع سرعة التخلص منه من تأثير النظر إلى ما فيه فتنة .
و من غض بصره عند أول نظرةٍ سَلِمَ من آفات لا تحصى ، فإذا كرر النظر فلا يأمن أن يُزرعَ في قلبه زرعٌ يصعبُ قلعه
والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه، والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه، وهو لا يشعر فهو إنما يرمي قلبه.
يا أخي، من فوائد غض البصر أنه يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر وذلك لقهرك عدوك ، بمخالفته ومخالفة نفسك
ولا ريب أن النفس إذا خالفت هواها أعقبها ذلك فرحاً وسروراً ولذة أكمل من لذة موافقة الهوى بما لا نسبة بينهما، وهاهنا يمتاز العقل من الهوى.
القاعدة الأولى: إذا نظرت نظر الفجأة فاصرف بصرك:
في صحيح مسلم عن جرير بن عبدالله البجلي قال سَأَلْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَة الْفَجْأَة, فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِف بَصَرِي.
قال النووي في شرح مسلم وَمَعْنَى نَظَر الْفَجْأَة أَنْ يَقَع بَصَره عَلَى الْأَجْنَبِيَّة مِنْ غَيْر قَصْد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي أَوَّل ذَلِكَ , وَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَصْرِف بَصَره فِي الْحَال , فَإِنْ صَرَفَ فِي الْحَال فَلَا إِثْم عَلَيْهِ , وَإِنْ اِسْتَدَامَ النَّظَر أَثِمَ لِهَذَا الْحَدِيث , فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ بِأَنْ يَصْرِف بَصَره مَعَ قَوْله تَعَالَى: قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ.
أيها الأخ، كما ذكرنا فإن بصر الإنسان في هذه البلاد معرض في كل دقيقة، بل في كل لحظة إلى الوقوع على صورة محرمة، فماذا يفعل؟
اصرف بصرك ولو أن تضطر لإغماض عينيك، واعلم يا عبدالله أنك إنما تتعامل مع الله، مع ربك ومولاك، مع من إذا غضب ألقى بك في نار وقودها الناس والحجارة، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم.
القاعدة الثانية: لا تتبع النظرة النظرة.
وهذه قاعدة متصلة بالقاعدة السابقة، ومكملة لها، وهي قاعدة ذهبية في غض البصر وحفظه عن الحرام، لا سيما في هذه البلاد.
قال ابن الجوزي‏:‏ "وهذا لأن الأولى لم يحضرها القلب‏,‏ ولا يتأمل بها المحاسن,‏ ولا يقع الالتذاذ بها‏,‏ فمتى استدامها مقدار حضور الذهن كانت كالثانية في الإثم".‏
فإذا وقعت عينك على منظر حرام ، ثم صرفت نظرك مباشرة سوف يوسوس لك الشيطان لتنظر مرة أخرى ، فحذاري يا أخي من النظرة الثانية نظرة الشيطان .
القاعدة الثالثة: تجنب الجلوس والتسكع في الطرقات :
في صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ)).
أيها الأخ، الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الجلوس في الطرقات لأنها مظنة التعرض للنظر المحرم، وارتكاب منهيات أخرى، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((فإن كان لابد))، فأعطوا الطريق حقه، وذكر من حق الطريق غض البصر.
أيها الأخ، يشترك مع الطرقات هذه التي هي مظنة النظر المحرم، الأماكن العامة التي يكثر فيها التفسخ، كبعض الحدائق والأسواق و الشواطئ، وللأسف إن كثيراً من المسلمين يتهاونون في هذا الأمر، فيخرجون للنزهة في مثل هذه الأماكن مع علمهم بأنها مليئة بمظاهر التفسخ والانحلال والعري، ثم بعد ذلك يطالبون بالحلول العملية المعينة على غض البصر.
فإن قال قائل: لكن لا يستطع الإنسان حبس نفسه بالبيت، فلا بد من الخروج لشراء الحوائج، والنزهة، فنقول أولا: لا بد أن يكون ذلك بقدر الحاجة، ولا يحدث فيه توسع، ثم ليتجنب الإنسان الأزمنة والأمكنة التي هي مظنة الفساد، وبعد ذلك نقول له كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((فإن كان ولا بُد فأعطوا الطريق حقه... غض البصر، وكف الأذى)).
3- بالنسبة للعادة السرية
إلى كل شاب وقع في هذه العادة وأصبح أسيراً لها متشوفاً إلى الانعتاق منها أقول:
أولا أنت قادر على ذلك، وتملك جميع الوسائل لإصلاح نفسك، وإياك أن تعتقد أن محاولاتك السابقة الفاشلة أفقدتك القدرة، فإن الشيطان يريد منك أن تصل إلى مرحلة اليأس من صلاح حالك، وعند ذلك تفرح عدوك على نفسك.
اسلك منهجاً رشيداً في التغيير، فأنت وصلت إلى هذا المنحدر بالتدرج، فالصعود إلى القمة سيكون بالتدرج أيضاً، غير حالك ونظامك في جميع ساعات الاستيقاظ، ارتبط بعمل يشغل وقت فراغك سواء في أمر دين أو دنيا، صارح نفسك، وخاطب عقلك: كم مرة فعلت هذه الفعلة، وكانت البداية شهوة فأصبحت عادة مالكة لك تقوم بها بلا لذة، أصبحت عبداً لها، كنت تمارسها وأنت ثائر تغالبك الشهوة، واليوم صارت عادة تسيرك فتمارسها ثم تدفعك إلى مثلها، وهكذا تدور في حلقة مفرغة.
ثانيا امسح كل المقاطع والصور الإباحية بجهازك والسي دي هات والمقاطع بهاتفك النقال كلها امسحها.
ثالثا لا تترك ولا فرض من الصلاة لا تترك ولا فرض من الصلاة اعيدها الثالثة لا تترك اي فرض من الصلاة ((ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكرلأنك لو تهاونت في صلاتك و تركتها , سترجع للعادة السرية .
رابعا لتكن لك قوة إرادة قوية ، الكل يقول كيف ؟ ماذا افعل ؟ اليك التالي : تذكر دائما أن الله يراك و تذكر انك ستدمر مستقبلك .
فلا بد أن يكون الإنسان صادق مع نفسه
لإن الخطوة الأولى في التغيير أن تشخص الحالة الواقعية التي تعيشها
و التغير : (( هو عملية التحول من حالة واقعية إلى حالة منشودة ))
والحالة الواقعية (( هو ممارسة العادة السرية و لربما الإدمان عليها…))
و الحالة المنشودة (( هو تركها و التخلص منها ….))
و الآن مع مراحل العلاج ….
1 ـ الإخلاص لله تعالى في تركها : بإن تجعل تركها لله وحده سبحانه .
2
ـ العزيمة الصادقة و القوية في تركها وعدم الفتور واليأس .
3
ـ الدعاء بإن يعينك الله عليها وفي محاربتها وتـُلح على الله في الدعاء
4
ـ تذكر مراقبة الله تعالى في كل وقت و خاصة عند فعلها فإنك لا تتجرأ أن تفعلها
أمام طفل صغير أو حيوان حقير فكيف تفعلها أمام العلي الكبير ….
5
ـ تذكر الموت والقبر وجهنم وتذكر النعيم المقيم الذي أعده الله لعباده
المتقين الذين قال الله عنهم: (( والذين هم لفروجهم حافظون )) …
6
ـ معرفة آثار هذه العادةسواء على البدن أو النفس
والمعلوم لكل عاقل أن السبب الرئيسي لتحريك الشهوة هو ما يُـعرض عبر الشاشات
والمواقع والمنتديات من صور وأفلام ومقاطع إباحية أو حتى ما يسبق الجماع
كالتقبيل والضم والمداعبة
فالعاقل من يقطع هذه الأمور من أصلها
وأيضا حفظ السمع من استماع الأغاني والموسيقى ففيها كل الشر و الفساد
7
ـ الاستعاذة بالله سبحانه من الشيطان الرجيمكثيرا
8
ـ شغل أوقات الفراغ بما هو نافع ومفيد وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم
على الاستفادة من أوقات الفراغ فقال : (( اغتنم خمساً قبل خمس ))
وذكر منها (( وفراغك قبل شغلك )) وقال عليه الصلاة و السلام :
9
ـ أمور تتعلق بالعادات اليومية :
تجنب لبس السراويل الضيقة فإنها من عوامل الإثارة .
تجنب النوم على البطن لأن فيه تحريكاً لما كمن من الغريزة وإيقاظاًللشهوة وقد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك .
تجنيب اليد من العبث بالفرج بقصد أو بغير قصد .
البعد عن الاستغراق في التفكير في الشهوات ومحاولة طرد الشيطان والأفكاربتغير الفكرة بسرعة مع الاستعانة بذكر الله والاستعاذة من الشيطان الرجيم .
ألا يركز الإنسان بصره إلى عورته عند الاستحمام حتى لا تذهب به الأفكار يميناً و شمالاً .
تجنب مخالطة النساء وإدامة النظر لمفاتنهم .
ثم في الأخير يجب عدم اليأس حيث أن البداية صعبة وقد تكون النتائج غير المطلوبة ولكن
بالمجاهدة والتماس عون الله تعالى تستطيع التغلب عليها ولنجعل التفاؤل والأمل
هما الغالبان وعدم استعجال الشفاء من هذا الداء …..
-4 بالنسبة لعدم الصبر على ابتلاء الله من مصائب
عندما يُوزع الله الأقداروَ لآ يمنحٌك شيئاً تريده، أُدركْ تماماً أن الله سَيمنحٌك شيئاً أجملغدا
وتذكر أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه
فإن .. الله..
ما أشقاك إلا ليسعدك
وما أخذ منك إلا ليعطيك
وما أبكاك إلا ليضحكك
وما حرمك إلا ليتفضل عليك
وما ابتلاك .. إلا لأنه
"
أحبك
أقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنياأو رفعاً لمنزلته أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء. وتؤخر عقوبته في الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"
مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاءومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" رواه مسلم.
والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور:
(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله.
(2)
أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر.
(3)
أن يتعاطى الأسباب النافعة لدفع البلاء.
(4)
أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب.
ومما يؤسف له أن بعض المسلمين ممن ضعف إيمانه إاذا نزل به البلاء تسخطو سب الدهر ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعلهفوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً. وهناك معاني ولطائف اذا تأمل فيها العبد هان عليه البلاء وصبر وآثر العاقبة الحسنة
وأبصر الوعد والثواب الجزيل :
أولاً: أن يعلم أن هذا البلاء مكتوب عليه لامحيد عن وقوعه واللائق به ان يتكيف مع هذا الظرف
ويتعامل بما يتناسب معه.
ثانياً: أن يعلم أن كثيراً من الخلق مبتلى بنوع من البلاء كل بحسبهو لا يكاد يسلم أحد فالمصيبة عامة , ومن نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.
ثالثا: ان يعلم ما أعد الله لمن صبر في البلاء أول وهلة من الثواب العظيم
قال رسول الله " إنما الصبر عند المصيبة الأولى "
رابعا: أنه ربما ابتلاه الله بهذه المصيبة دفعاً لشر وبلاء أعظم مما ابتلاه به ,
فاختار الله له المصيبة الصغرى وهذا معنى لطيف.
خامسا: أنه فتح له باب عظيم من أبواب العبادة من الصبر والرجاء ,
وانتظار الفرج فكل ذلك عبادة .
سادسا: قد يكون غافلا معرضاً عن ذكر الله مغتراً بزخرف الدنيا ,
فأراد الله قصره عن ذلك وإيقاظه من غفلته ورجوعه الى الرشد.
فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة
وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة
عن وصفة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة . أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة " . رواه الترمذى عن أبى هريرة وصححه الألبانى .
و فيما يلي قصة وعبرة بعنوان (لعله خير)
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب..
من بينهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة ما كاد
الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة
والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب ،و يشرب من
جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من بردالليل و حر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة، و لكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ:
"لماذا يا رب؟ ... حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شئ في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه.. لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ ؟!! "
و نام الرجل من الحزن و هو جوعان، و لكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه:
" لقد رأينا دخاناً، فعرفنا
إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ !!! “
فسبحان الله مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم..
إذا ساءت ظروفك فلا تخف ..
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به
المهمة الثالثة : أقم صلاتك
أن الصلاة هى باب الرحمة و طلب الهداية
هى اطمئنان لقلوب المذنبين هى ميراث النبوة.. وهى تشتمل علىأسمى معانى العبودية
لها من الفضل و التأثيرفى ربط الصلة بالله تعالى ما ليس لشىء آخر
هى قرة عين النبى صلى الله عليه وآله و سلمفكان يقول:
"
وجعلت قرة عينى فى الصلاة "
الله عز وجل يأمرك بالصلاة قال تعالى :{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ }
و الصلاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : (الصلاة ، الصلاة .وما ملكت أيمانكم ).
كما أن الصلاة مفتاح كل خير... قال ابن القيم الجوزية رحمه الله : (الصلاة : مجلبة للرزق . حافظة للصحة .دافعة للأذى ، طاردة للأدواء ، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ، شارحة للصدر ، مغذية للروح ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة ، مبعدة من الشيطان ، مقربة من الرحمن ).
في المقابلفأن المولى تبارك وتعالى يبرأ من تارك الصلاة ... قال رسول الله صلى الله وسلم : ( لا تترك الصلاة متعمدا ، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) أي ليس له عهد ولا أمان.
و النبي صلى الله عليه وسلم وصف تارك الصلاة بالكفر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة )
كما أن تارك الصلاة يحشر يوم القيامة مع فرعون ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ عليها - أي الصلاة - كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ، ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان)
إن أول ما تحاسب عليه الصلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة عن الصلاة ، فإن صلحت ، صلح سائر عمله ، وإن فسدت ، فسد سائر عمله )
ولأن الصلاة أمانة الله تعالى عندك، فإذا حفظتها حفظك الله وإذا ضيعتها ضيعك الله، ذكر الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" حادثة عن الرازي: أن أعرابيا جاء المدينة وهو يركب ناقته فلما وصل المسجد ربط الناقة ودخل المسجد وصلى بالسكينة والوقار والتعظيم لله، جل في علاه، فلما خرج لم يجد ناقته، فرفع يده وقال: اللهم إني أديت إليك أمانتك فأد إلي أمانتي فجاءته الناقة تسعى إليه.
كما أن الصلاة الخاشعة تساعد على تهدئة النفس وإزالة التوتر لأسباب كثيرة، أهمها شعور الإنسان بضآلته وبالتالي ضآلة كل مشكلاته أمام قدرة وعظمة الخالق المدبر لهذا الكون الفسيح، فيخرج المسلم من صلاته وقد ألقى كل ما في جعبته من مشكلات وهموم، وترك علاجها وتصريفها إلى الرب الرحيم، وكذلك تؤدي الصلاة إلى إزالة التوتر بسبب عملية تغيير الحركة المستمر فيها، ومن المعلوم أن هذا التغيير الحركي يحدث استرخاء فسيولوجيا هاما في الجسم، وقد أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم أي مسلم تنتابه حالة من الغضب، كما ثبت علميا أن للصلاة تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي، إذ أنها تهدئ من ثورته وتحافظ على اتزانه، كما تعتبر علاجا ناجعا للأرق الناتج عن الاضطراب العصبي.
وللسجود بصفة خاصة دور عميق في إزالة القلق من نفس المسلم، حيث يشعر فيه بفيض من السكينة يغمره وطوفان من نور اليقين والتوحيد. وكثير من الناس في اليابان يخرون ساجدين بمجرد شعورهم بالإرهاق أو الضيق والاكتئاب دون أن يعرفوا أن هذا الفعل ركـن من أركان صلاة المسلمين.
فلا شك أن أعظم الأعمال بعد الإيمان بالله هو الصلاة، فمن ضيعها فهو أشد تضييعاً لما سواها من الأعمال، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليهن كن له عهداً عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له}.
فيا أخي و أختي الطريقة التي تستطيع أن تُحافظ على الصلوات بها، وهي أن تعلم أن الصلاة هي سبب فلاحك ونجاحك في الدنيا والآخرة، فإذا حافظتِ عليها كان لك عند الله العهد العظيم بالنجاة في الدنيا والآخرة، وتأمل قول الله تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} وقال تعالى: {والذين على صلواتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون}.
وأيضاً، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن عمود الدين هو الصلاة، فمن أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم دينه، كما هو ظاهر وبيّن لك.
ومن الأسباب التي تُعين على المحافظة على الصلاة المبادرة إلى فعلها في أول وقتها، بحيث أنك بمجرد سماع الأذان تبادر إلى الوضوء والصلاة حتى تقطع حبائل الشيطان، بحيث لا يشغلك عن أدائها في وقتها.
وأيضاَ، عليك بالدعاء، فقد كان من دعاء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء} فينبغي أن تحرصي على طلب المعونة من الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عقب الصلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) .
واعلم أيضاً، أن الصلاة راحةٌ وطمأنينة وهدوء نفس وانشراح في الصدر، وتأمل كيف تجد راحة وأنساً بالله بعد القيام بالصلاة، وهي أيضاً سبب للفلاح في أمور الدنيا والتوفيق في الحياة، وفي الزواج، وفي الذرية الصالحة.
وبالجملة، فإن الصلاة تجمع خير الدنيا وخير الآخرة، وصدق الله العظيم حيث يقول: {قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون}.
المهمة الرابعة : أذكر ربك
عبادة هي من أحب العبادات إلى الله ،وسبحان الله من يسرها فهي لا تشترط طهارة ولا استقبال قبلة
وليس لديها زمان أو مكان نقوم بها في كل الأحوال
إنها ذكر الله
قال الله تعالى
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28)
و عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إليّ بـشِبر تقربت إليهِ ذراعا ، وإن تقرب إليّ ذراعا تقربت إليهِ باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
رواه البخاري و مسلم
فكم تمر علينا الساعات ونحن في لهو وغفلات
وفتور عن ذكر رب البريات
قال عز ووجل
(
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)
[
الحشر:19]
فنسيان الذكر يولد الفسق والعياذ بالله
ولنعلم أن كثرة ذكر الله أمان من النفاق فإن المنافقين يتميزون بقلة ذكرهم لله عز وجل .قال تعالى:
(
وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)
[
النساء:142]
وقال أيضا
((
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)) [طه:124-126]
إذاً
حتى نبعد أنفسنا عندائرة النفاق
ونسلم منضنك العيش
يجب أن نسارع إلى ذكر الله ونقتدي بنبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام
الذي كان يذكر الله في كل أحواله
قال رسول صلى الله عليه وسلم : مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكرربه كمثل الحي والميت ، رواه البخاري
و لنعلم أن حياة قلوبنا في ذكر الله عز وجل
فيا لكرم الله ورحمته إذ جعل لنا هذه العبادة البسيطة الميسرة ننال بها المغفرة و الأجر العظيم، من منا لا يريد أن ينال هذا الشرف و يكون من المغفور لهم، إذن لماذا هذا التكاسل و التقصير في هذه العبادة الميسرة، ؛ وباب الذكر واسع والأذكار عديدة ومتنوعة لك أن تختار منها ما تشاء.
سبحان الله ,الحمد لله ,الله اكبر ,لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير
قال صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان (سبحان الله وبحمده ** سبحان الله العظيم) اوكما قال صلى الله عليه وسلم . (فهل هذه الكلمتان ثقيلتان على لسانك كي لا تقولها مرة واحدة في اليوم على الأقل
و غيرها من الأذكار
فإن من أفضل ما يتخلق به الإنسان وينطق به اللسان الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، وتسبيحه ، وتحميده ، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه
و قد ذكر الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (الوابل الصيب) للذكر أكثر من سبعين فائدة .
· منها أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ، ويرضى الرحمن عز وجل ، ويزيل الهم والغم والحزن ، ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط .
· ومنها : أنه يقوي القلب والبدن ، وينور الوجه والقلب ويجلب الرزق .
· ومنها : أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ، ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة .
· ومنها : أنه يورث المراقبة حتى يدخل العبد في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه ، ويورثه الإنابة والقرب ، فعلى قدر ذكر العبد لربه يكون قربه منه ، وعلى قدر غفلته يكون بعده عنه .
· ومنها : أنه يورث ذكر الله عز وجل ، قال تعالى : ( فاذكروني أذكركم)(البقرة/152) ، وفي الحديث القدسي : " فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم " .
· ومنها : أنه يورث حياة القلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء .
· ومنها : أنه يورث جلاء القلب من صداه ، وكل شيء له صدأ ، وصدأ القلب الغفلة والهوى ، وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار .
· ومنها : أنه يحط الخطايا ويذهبها ، فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((من قال في يوم وليلة سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ، وإن كانت مثل زبد البحر))(رواه البخاري ومسلم) .
· ومنها : أنه سبب لانشغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل ، فمن عَوَّد لسانه ذكر الله صانه عن الباطل واللغو ، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله .
· ومنها : أنه غراس الجنة كما في حديث جابر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) .
ومنها : أن العطاء والفضل الذي ترتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ((من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه))(رواه البخاري ومسلم) .
ومنها : أن دوام ذكر الرب تعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده ، فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها قال تعالى : (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)(الحشر/19) .·
ومنها : أن الذكر يوجب صلاة الله تعالى وملائكته على الذاكر ، ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح ، وفاز كل الفوز ، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا * وسبحوه بكرةً وأصيلاً * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيمـًا)(الأحزاب/41 ـ 43) .
· ومنها : أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته
· ومنها : أن كثرة الذكر أمان من النفاق ، فإن المنافقين قليلوا الذكر لله عز وجل ، قال الله تعالى في المنافقين : (ولا يذكرون الله إلا قليلاً)(النساء/142) .
· ومنها : أن الذكر أفضل من الدعاء : الذكر ثناء على الله عز وجل ، والدعاء سؤال العبد حاجته ، فأين هذا من هذا ، والذكر كذلك يجعل الدعاء مستجابـًا ، فالدعاء الذي تقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد .
المهمة الخامسة : صاحب الأخيار
إن ميزان الإنسان أصدقاؤه، فقل لي من صاحبك أقل لك من أنت، فالناس تعرِف المرء صالحاً أو طالحاً من خلال من يصاحب ،بل إن من المؤثرات الأساسية في تكوين الشخصية ورسم معالم الطريق؛ الصحبة، فإن كانت صُحبة أخيار أفاضت على الأصحاب كل الخير، وإن كانت صُحبة أشرار فمن المؤكد أنها ستترك بصماتها، فصحبة أهل الشر داء وصحبة أهل الخير دواء.
إن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله، والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه، ولقد جسّد ذلك محمّد صلى الله عليه وسلم بقوله: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» [أخرجه أبو داود بإسناد صحيح].
فصحبة الصالح تنفعك إما أن ينفعك علماً أو هدياً حسناً أو أن يظن الناس بك ظناً حسناً ويذكرونك بالجميل فإنه يقال إنه لم يصاحب فلاناً إلا وهو على خير.
وصحبة الجليس السوء تضرك إما في علمك أو في خلقك أو في سمعتك عند الناس فإنه يساء بك الظنإذا رأوك تصاحبه.
الصاحب ساحب ، يسحب إلى الخير أو إلى الشر ، والناس مجبولون على التشبه بعضهم ببعض ، والمرء يتأثر بصفيه وجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله، فالأصدقاء والخلان لهم أثر كبير على الإنسان سواء كان صغيرا أو كبيرا رجلا أو امرأة ،
بل إنكم إذا أردتم أن تعرفوا فلاناً من الناس ‍! كيف هو وكيف حاله ! ما صلاحه ! ما أخلاقه ! ما دينه ! أنظروا إلى أصحابه .
أعداد المتعاطين للخمور والدخان والمخدرات يتزايد بين الشباب لماذا ! بسب المخالطة قرين السوء ، قرين السوء قد ينقل الفواحش ، قد ينقل أفلام مجلات ، قد يدل على بيوت دعارة ، وقد يعطي أرقاماً ونحو ذلك ، قرين السوء يسرب أفكار مسمومة ، يسرب كفر أحيانا .
أخي الحبيب : صاحب العقلاء تُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولك أن تسأل أهل السجون كيف وصلوا إلى قضبان الحديد، وكيف وضعت في أيديهم وأرجلهم القيود، إنهم بلا شك بواسطة أصدقاء السوء.
اسأل أهل الخمر والمخدرات و التدخين كيف وقعوا في ذلك؟
كم ضل من ضل بسبب قرينٍ فاسد أو مجموعة من القرناء الأشرار، وكاذب من ادَّعى قدرته على معايشة البيئة الفاسدة دون التأثر بغبارها ،لأن قلبه قلب بشر لا قلب مَلَك ،وسيتأثر حتماً بالبيئة المحيطة سلباً أو إيجاباً ،
أخي المسلم أكثر من صحبة الصالحين، الأموات منهم والأحياء، اصحب الأموات من الصالحين بمطالعة سيرهم، والوقوف على أخبارهم واصحب الصالحين من الأحياء ممن تتوسم فيهم الصلاح،ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي» [أخرجه أبو داود والترمذي].
أخي الحبيب :
الزم صُحبة الأخيار ومودة المتقين الأبرار الذي تزيدك صحبتهم استقامة وصلاحًا، فإن صحبة هؤلاء تورث الخير في الدنيا والآخرة، ولذا أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بها، فقال جل ذكره:( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )[الكهف:28].
ولا تصاحب الفساق والفاسدين فتكون مثلهم،ولا تجلس إلى أهل الدنايا فإن خلائق السفهاء تعدي،قال علي بن أبي طالب ا: «لا تصاحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود لو أنك مثله».
أخي الحبيب: يجب عليك اختيار الصديق من الناس كما تختار الجميل من المظاهر، واللذيذ من الطعام، والسائغ من الشراب، فإن أهل الشر والدناءة لا يدخرون لك إلا شراً ودناءة، واعلم أنه ليس كل من كان جميل اللسان عذب الكلام دائم الابتسامة بصديق، فلربما أعجبك ملمس الثعبان ولكنه ربما لدغك.
أخي الحبيب: إن في مصاحبة الصالحين ثمرا مباركة منها:
1-
أنت مع من أحببت : أخرج البخاري عن أنسٍ ا أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، قال : «وماذا أعددت لها؟» قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال : «أنت مع من أحببت» ، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي : «أنت مع من أحببت» ، قال أنس: فأنا أُحبّ النبي وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.

2-
النجاة من فزع ذلك اليوم : { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } [الزخرف:67-68] .

3-
الانتفاع بدعائهم بظهر الغيب: شتانَ بين من يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10] ، وبين من يتخاصمون في الدنيا ثم في نار جهنّم (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا) [الأعراف:38]!

4-
الانتفاع بمحبة الله لمحبتهم : لأن الله قال كما في الحديث القدسي:« وجبت محبتي للمتحابين فِيَّ، والمتجالسين فِيَّ، والمتزاورين فِيَّ، والمتباذلين فِيَّ »
وهذه المحبة الصادقة الصافية في الله تعالى ينتج عنها علوُّ المنزلة ورفعةُ الدرجة يوم القيامة، ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله ذكر منهم: «ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه» [متفق عليه].
5-
بركة المجالس والخير الذي يعم : جاء في الحديث الطويل في فضل مجالس الذكر « فتقول الملائكة: يا رب! إن فيهم فلاناً ليس منهم، إنما جاء لحاجة، فيقول الله للملائكة: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم » [متفق عليه] لا يحرم من الفضل وإن جاء لحاجة، ما دام جلس مع الأخيار فلا بد أن يناله نصيب.
قومٌ يذكرون الله فيناديهم المنادي من السماء: ( قوموا مغفوراً لكم ) ،فما أعظم النعمة بالجلوس معهم إذا كانوا سيقومون وقد غُفِر لهم؟!
6-
جلساء الخير يعرفونك على إخوان الخير فتزداد المعرفة؛ فصاحب الخير يدلك على صاحب الخير، وهكذا تزيد الاستفادة.
7-
التأثر بهم: ومن ثمار صحبة الأبرار التأثر بهم والاقتداء بسلوكهم وأخلاقهم واستقامتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «المرء على دين خليله».
الخنصر - البنصر - الوسطى – السبابةكلها بـ جانب بعضها !إلا « الإبهام » فـهو بعيد عنها
و سوف تتعجب عندما تعرف أن :
الـ أصابع لا تستطيع صنع شيء دون إبهامها البعيد !!
.
جرب أن تكتب : أو أن تغلق أزرار ثيابك دون ابهامك..!؟
فتـأكّـد . . .
أنه ليست العبرة بـكثرة الاصحاب حولك !
إنما العبرة بـأكثرهم حباً و منفعة لك حتى وإن كان بعيدآ عنك
المهمة السادسة : إملأ فراغك
إن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء.
فلقد نبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى غفلة الألوف من الناس عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال : » نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس : الصحة والفراغ «. فالفراغ نعمة و أيما نعمة إذا صرف في طاعة الله و في العمل الصالح
أعمال الخير كثيرة لا تحصى , فلا عذر لمن ٌ قعد عن عمل الخير و جلس فارغا مستسلما لوساوس الشيطان و أماني النفس , يروى عن عمر بن الخطاب أنه قال : إني لأرى الرجل فيعجبني ، فإذا سألت عنه فقيل لا حرفة له ، سقط من عيني .وقال أيضاً : إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً (أي فارغاً) لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة .. وقال حكيم : من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه ، وظلم نفسه !
فيما يلي سأقدم لكم بعض المقترحات لملء و قت الفراغ :
- إذا كنت ممن يجلس بكثرة أمام الحاسوب و تصفح الأنترنت ، فاستغل وقتك في الدخول للمواقع و المنتديات المفيدة ، و قم أيضا بتحميل الكتب الإلكترونية سواء الكتب الإسلامية أو كتب علم النفس و التنمية البشرية و فعلا بقراءتك هذه الأخيرة ستساعدك على تطوير نفسك و قم بإثراء معلوماتك بالكتب الثقافة العامة .
- إذا كنت ممن يشاهد التلفاز بكثرة ، فاستغل وقتك بمتابعة البرامج الدينية مثل : ضع بصمتك ، عمار الأرض ، كيف تتعامل مع الله ، و غيرها من البرامج التي تعرض على القنوات الاسلامية مثل إقرأ و الرسالة
- مارس الرياضة فهي أجمل ما قد تقدمه لنفسك حيث إن فوائدها سوف تنعكس على كل ناحية من نواحي حياتك، وهي سوف تساعدك على :
تقليل خطر الإصابة بمرض القلب وضغط الدم ،تفرّج الكرب والحصر النفسي
تزيد من قوتك وطاقتك ولياقتك وقدرتك على التحمّل و غيرها من الفوائد .
فالفراغ إذن وسيلة من وسائل إبليس يوسوس فيها للإنسان فيثير فيه كوامن الغرائز ويلهبها فتحرقه وتفلت من لجامها لتحرق ما حوله . و هذا مشاهد في واقعنا المعاصر .حيث رمى الفراغ بعدد كبير من الشباب في مهاوي الرذيلة و الإباحية , كل ذلك لأنهم لم يحسنوا استغلال أوقات فراغهم . فضروري لكل من ابتلي برؤية المشاهد الإباحية أو العادة السرية أو أي ذنب له علاقة بالشهوة أن ينتبه لأوقات فراغه و يملأها بما ينفعه فإن فعل فقد قام بخطوة عظيمة على طريق التوبة و العلاج التام من هذه الآفات .
كما أن الفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية ، إذ النفس لابد لها من حركة وعمل ، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب ، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ. الفراغ سبب أساسي في الكثير من أمراض العصر النفسية والجسمية ، لا يختلف الأطباء أبداً في أثر الفراغ في الجسم البشري أو حتى الحيواني وأنه يؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والروماتيزم والجلطات القلبية والدماغية ، وهم أيضاً لا يختلفون كذلك أن الفراغ وراء الاكتئاب والقلق النفسي والهم .
ملاحظة :
دائماً ضع أمام عينيك أنه لا يوجد أمر تستطيع ان تنهيه بنفسك وإنما تنهي أمورك بأمراللهوتوفيقه سبحانه وتعالي، فدائماً انت تحتاج إلي أن يسدداللهخطاك ويكلل مسعاك بالخير ، فلا ترجع الفضل في نجاحك و توفيقك لنفسك أو غيرك بل أرجع الفضل كله لله وحده ، هكذا يعلمنااللهويعلمنا رسوله الكريم، فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله
المرحلة الثانية : التدرج في العبادات
المدة : 4 أشهر
المهام الواجب إنجازها في هذه المرحلة :
مهام الشهر الأول
المهمة الأولى : قراءة القرآن
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم. ‏
وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترُجَّة، ريحها طيب وطعمها طيب ) رواه البخاري ومسلم. ‏
ولقد يسّر الله سبحانه وتعالى تلاوة القرآن وحفظه لعباده فقال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر } [القمر: 17]. فنجد الطفل الصغير والأعجمي وغيرهما، يقبل على حفظ القرآن، فييسر الله له ذلك، رغم أنه لا يعرف من العربية ولا الكتابة شيئاً . ‏
ولقد حثّ الإسلام على حفظ شيء من القرآن ولو كان يسيراً، وأن يجتهد في الزيادة عليه، وشبّه النبي صلى الله عليه وسلم قلب الرجل الذي لا يحفظ شيئاً من القرآن بالبيت الخرب الخالي من العمران، المهدم الأركان .. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) رواه الترمذي
كما‏ أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الدائمين على تلاوة القرآن ودراسته، العاكفين على تدبر معانيه وتعلم أحكامه ، حتى سماهم أهل الله وخاصته . ‏
‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه
كما‏ ينبغي أيضا عند قراءة القرآن أن يتدبّر القارئ ويتأمل في معاني القرآن وأحكامه، لأن هذا هو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب، قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [سورة ص: 29]. ‏
‎‎ كما ينبغي من قارئ القرآن أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوّذ، أو تنزيه نزّه وعظّم، أو دعاء تضرّع وطلب. ‏
فلو تدبرت كتاب الله عز و جلوخرجت من هذه الآيات بهدايات ، وترجمت بعض هذه الآيات لـواقع عملي يكونأفضل بكثير جداً من الأجر الذي تريده أنت ، لأن الله عز وجل إنما أنزل القرآن ليحي بهالقلوب ، ما أنزله لمجرد أن يقرأ الإنسان ولا يكون هم أحدكم آخر السورة ، فلو قرأت آية واحدةفقط ثم جعلت تتدبر هذه الآية و نقلتها إلى حياتك كان أفضل من أن تقرأ القرآن كله ولا تفقه شيئاً فيه لا يكون همك هو آخر السورة .
فضل وأجر سور القرآن

من قرأ سورة البقرة في بيته لم يدخله الشيطان ثلاث ليال (رواه الطبراني)
من قرأ الآيتين في آخر "سورة البقره" كفتاه (رواه البخاري)
آية الكرسي أفضل آية في كتاب الله - تعدل ربع القرآن - من قرأها في دبر كل صلاة أدخل الجنة
من قرأ "سورة آل عمران" في ليلة كتب قيام ليلة
عن أبن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى الفجر في جماعه وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آيات من "سورة الأنعام" وكل الله به سبعين ملكاً يسبحون الله و يستغفرون له إلى يوم القيامة"
من حفظ 10 آيات من "سورة الكهف" عصم من المسيح الدجال (رواه مسلم) .
من قرأ العشر الأواخر من "سورة الكهف" فإنه عصمة من الدجال .
عن ابن سيعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ "سورة الكهف" يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين
عن أبن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ "سورة الملك" و "سورة السجده" بين المغرب والعشاء فكأنما قام ليلة القدر
من قرأ ( سورة يس ) كتب له بقراءتها قرأ القرآن عشر مرات (أخرجه البخاري)
من قرأ "سورة يس" في ليلة أصبح مغفور له ( أخرجه الحافظ)
من قرأ "سورة يس" و "سورة الصافات" يوم الجمعة ثم سأل الله : أعطاه الله سؤاله - (أخرجه أبو داوود)
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ "سورة الدخان" في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بني له بيتا في الجنة - (أخرجه أبن مردويه)
عن أبي إمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ خواتم "سورة الحشر" في يوم أو نهار فمات من يومه أو ليلته ، أوجب الله له الجنة - (أخرجه أبن عدي)
من قرأ "سورة الواقعة " كل ليلة لم يصبه فقر أبداً - (رواه ابن عساكر)
عن أبي هريرة قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن سورة في القرآن ثلاثين أية شفعت لصاحبها حتى غفر له "سورة الملك" - (رواه الإمام احمد)
عن أبن عمر قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ "سورة التكوير".
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قرأ في ليلة "سورة الزلزلة" كان له عدل نصف القرآن
عن أبن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا يستطيع أن يقرأ أحدكم ألف آية في كلي ليلة قال : من يستطيع ذلك قال : أما يستطيع أحدكم أن يقرأ "سورة التكاثر" - (أخرجه الحاكم)
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ "سورة الكافرون" عدلت له ربع القرآن
الصمد من قرأ "سورة الصمد" عدلت له ثلث القران.
المهمة الثانية : صل رحمك
أرحامك هم أصولك وفروعك وما توالد منهم.
أرحامك هم أمك وأبوك ، وجداتك وأجدادك ، وبناتك وأبناؤك ،وأخواتك وإخوتك وأبناؤهم، وعماتك وأعمامك وأبناؤهم،وخالاتك وأخوالك وأبناؤهم.
صلة الرحم : هي الإحسان إلى الأقارب قولاً وفعلاً ، وأدنى درجاتِصلة الرحم أن تبدأهم بالسلام ، وأن تسأل عنهم ، وأن تتفقدأحوالهم ، وأن تزورهم ، و أن تساعد المحتاج منهم ،وأن تسعى في مصالحهم .
وأعلى درجات صلة الرحم أن تحتمل الأذى منهم ،وأن تعفو عنهم وتغفر لهم.
والمعنى الجامع للصلة أنها إيصال ما أمكن من الخير إليهم،ودفع ما أمكن من الشر عنهم بحسب الوسع والطاقة،
ولكل شخص بحسب منزلته وحاله ومناسبة صلته وتيسر ذلك
الصلة الحقيقة ليست أن تسلم على من يسلم عليك ،ولا أن تزور من يزورك ، ولا أن تطعم من أطعمك ،ولا أن تعطي من أعطاك ، ولا أن تعفو عمن أحسن إليك .
الصلة الحقيقية أن تسلم على من لا يسلم عليك،الصلة الحقيقية أن تزور من لا يزورك. الصلة الحقيقية أن تطعم من لا يطعمك.
أخرج الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(
لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا).
فالصلة الحقيقية أن تعطي من حرمك. وأن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك
و الرحم أمرها عظيم في الإسلام ونصوص الشرع متضافرة على وجوب صلتها وتحريم قطعها، ويكفي في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع. رواه البخاري ومسلم من حديث مطعم رضي الله عنه. والمراد بالقاطع قاطع الرحم، فلا تقطع صلتك بأقاربك، ولو كانت معاملتهم لك سيئة، فالله يقول:ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34-35].
صلْ رحمك بكلمة طيّبة، بزيارة سريعة، برسالة على الجوال... بأيّ طريقة تناسب الحال فصلة الرّحم تعمر الدّيار، وتثمر الأموال، كما قال النّبي المختار صلّى الله عليه وسلّم: "صلة الرّحم وحسن الجوار يعمران الدّيار، ويزيدان في الأعمار" ألا تريد أن يبارك الله في عمرك، وتُوفَّق إلى طاعته، وتعمر أيّامك ولياليك بما ينفعك في الدّنيا والآخرة ؟ ..
يقول صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ الله ليعمر بالقوم الديار، ويثمر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بُغضاً لهم". قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: "بصلتهم لأرحامهم"

مهام الشهر الثاني
المهمة الأولى : صلاة الفجر
صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز و جل
أخي المسلملشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور أخي المسلم : إن لذة الدقائق التي تنامُها وقت الفجر لا تعدل ضَمّةً من ضمّات القبر ، أو زفرة من زفرات النار، يأكل المرءُ بعدها أصابعه ندماً أبد الدهر ، يقول : ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت
كمثال دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ..
ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..
إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟
ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟
ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد
قال : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } .. أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟
فيا أختي و يا أخي قم عن فراشك وانهض من نومك واستعن بالله رب العالمين ولا تتثاقل نفسك عن صلاة الفجر و إليك هذه النصائح التي تساعد في ذلك :
· أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا
· أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس
· أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس
· أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر
· أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة
· أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم
المهمة الثانية : تصدق من مالك
الصدقة برهان على صحة الإيمان : قال صلى الله عليه وسلم ' .... والصدقة برهان'
كذلك هي سبب في شفاء الأمراض: قال صلى الله عليه وسلم ' داووا مرضاكم بالصدقة '
·
تظل صاحبها يوم القيامة : قال صلى الله عليه وسلم 'كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس'
·
تطفىء غضب الله : قال صلى الله عليه وسلم ' صدقة السر تطفىء غضب الرب'
·
محبة الله عز وجل: وقال عليه الصلاة والسلام 'أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،
أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر ....
·
الرزق ونزول البركات: قال الله تعالى ' يمحق الله الربا ويربي الصدقات'
·
البر و التقوى: قال الله تعالى ' لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم '
·
تفتح لك أبواب الرحمة: قال صلى الله عليه وسلم ' الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء '
·
يأتيك الثواب وأنت في قبرك: قال صلى الله عليه وسلم: 'إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له ' فذكر منها صدقة جارية
·
إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك: قال صلى الله عليه وسلم 'الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار '
·
تقي مصارع السوء: قال صلى الله عليه وسلم 'صنائع المعروف تقي مصارع السوء '
·
أنها تطهر النفس وتزكيها: قال الله تعالى ' خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها '
فلو أن للصدقة إحدى هذه الفضائل لكان حري بنا أن نتصدق ، فما بالك بكل هذه الفضائل جميعا من الصدقة ولو بدينار واحد فقط ، لا تحقرن من المعروف شيئا . فاحصد الأجور وأدفع عن نفسك البلاء.
إذا تصدق الإنسان فإن الشيطان يقول له : إذا تصدقت نقص مالك ، عندك مئة ريال إذا تصدقت بعشرة لم يكن عندك إلا تسعون ، إذاً نقص مالك فلا تتصدق ، كلما تصدقت ينقص مالك .
ولكن من لا ينطق عن الهوى يقول : " ما نقصت صدقة من مال " ، وربما هذه العشرة يأتي بدلها مئة ، كما قال تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) [ سبأ : 39 ] . أي يجعل لكم خلفاً عنه عاجلاً " . [ شرح رياض الصالحين 6/66 ]
و هذه السنة الكونية تنص على أن الذي يعطي سوف يتلقى بالمقابل يقول الله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) وهذا وعد من مالك خزائن الخير جميعها أن يعطي ويخلف ويضاعف لمن يؤمن بمبدأ الوفرة ويعمل به , وهذه السنة التي أقسم عليها النبي صلى الله عليه وسلم تنص على أن المال الذي ينفق كعطاء أو صدقة لا ينقص من المال . يعني أنه يعود ، بل يعود متضاعفاً .

مهام الشهر الثالث
المهمة الأولى : صلاة النوافل
لقد شرعت نوافل التطوع لتكون جبراً لما يقع في الفرائض من نقص، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. يقول ربنا للملائكة -وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم. رواه الترمذي والنسائي وأبو داود.
قال سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسَلَّمَ: إن الله قال: مَن عادى لي وليِّاً فقد آذنتُه بالحرب، وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أَحبَّ إليَّ مما افترضتُهُ عليه، وما يزال عبدي يَتَقَرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه؛ فإذا أحببتُه كنتُ سَمْعَه الذي يَسمعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبصِرُ به، ويَدَهُ التي يَبطِشُ بها، ورِجْلَه التي يَمشِي بها، وإنْ سألني لأُعطِيَنَّه، ولئن استعاذ بي لأُعيذنَّه، وما تَرددتُ عن شيء أنا فاعلُه تَردُّدِي عن نَفْسِ المؤمن؛ يَكره الموتَ وأنا أَكره مَساءتَه
والنوافل ليس لها أذان ولا إقامة بل إذا توضأت تُصلي ما تيسر لك في أي وقت كان غير أوقات النهي ، لأن رسول الله صلى الله إذا قام يصلي لم ينقل أنه كان يؤذن أو يقيم ، إنما الأذان والإقامة مخصوصان في الفرائض فقط ،
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من ثابر عن ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر)رواه النسائي
فلقد سن لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم سنن في الصلاة مبغاة أن يعوضنا عن ما قد نكون قد قصرنا فيه في الفرائض من سهو و خلافه ..
وهي تلك النوافل التي يثاب الفرد علي إتيانها ويحرم من شفاعة النبي صلي الله عليه وسلم إذا تركها دون عذر
عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة فريضة إلا بنى الله تعالى له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة) رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وداود أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الغداة

المهمة الثانية : ساعد غيرك
علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن السعادة في مساعدة الأخرين ، وأنه على قدر عونك لاخيك تجد الله فى عونك ، وأنه من يزرع الخير لا يحصد إلا خيرا .

قال صلى الله عليه وسلم :
من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر في الدنيا ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه
علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن الجزاء من جنس العمل ، وكلما مددت يدك لمساعدة الأخرين سيسخر لك الله من يمد يده إليك .
مساعدة الاخرين ترسم الابتسامة في قلوبهم ، تمسح بقايا دموعهم.
مساعدة الاخرين تبين ان " المسلم للمسلم كالبنيان
حث القرآن الكريم والنبي العظيم على مساعدة الآخرين بشتى الطرق، وتوعد من يقدم العون لمن يحتاجه بالفضل والأجر العظيمين،
كما أكد الخبراء في مجال علم النفس
أن مساعدة الآخرين من شأنها أن تخفف توتر الأعصاب،
حيث إن الانخراط في معاونة الآخرين يحفز إفراز هرمون "الإندورفين"،
وهو هرمون يساعد على الشعور بالراحة النفسية والنشوة.
فعلا أخواتي لاتستهينوا بمساعدة من حولكم سواء شخص كبير أو صغير ذكر أو أنثى ، حتى ولو بابتسامة أو كلمة طيبة تسعد من حولكِ
أو بسؤال عن أحوالهم لتشعريهم أنك بقربهم وأنك مستعد لمساعدتهم في أي وقت..
مهام الشهر الرابع
المهمة الأولى : قيام اليل
أخي المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وينبغي مجاهدة النفس في حملها على الاستيقاظ بالذكر والوضوء وابتداء الصلاة حتى يحل عقد الشيطان،
وفي حديث عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله عز وجل للذين من وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه، ويسألني، ما سألني عبدي فهو له. رواه أحمد وابن حبان.
فما أعظم ان نقف في جوف الليل بين يدي الله متضرعين باكين ... متذللين خاشعين ... نناجي رينا ونستغفره من الذنوب التي اقترفناها في النهار ... ندعوه ونتوسل اليه ان يرزقنا مانريد ..
فصلاة الليل من المستحبات والسنن المؤكدة ...
وقال صلى الله عليه وسلم : " من خَتم له بقيام الليل ..ثم مات فله الجنة "..؟!
و قد ثبت عن قيام الليل من فوائد نذكر منها :
1- يؤدى قيام الليل الى تقليل افراز هرمون الكورتيزول (وهو الكورتيزون الطبيعى للجسم) خصوصاً قبل الاستيقاظ بعدة ساعات وهو ما يتوافق زمنياً مع وقت السحر (الثلث الاخير من الليل) مما يقى من الزيادة المفاجئة فى مستوى سكر الدم
2- ويقلل كذلك من الارتفاع المفاجىء فى ضغط الدم مما يقى من السكتة المخية والازمات القلبية فى المرضى المعرضين لذلك
3-
يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم فى وريد العين الشبكي الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم اثناء النوم وزيادة لزوجة الدم بسبب قلة تناول السوائل أو زيادة فقدانها او بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدى من الرأس
4-
يؤدى قيام الليل الى تحسن فى حركة وليونة المفاصل فى مرضى التهابات المفاصل المختلفة نتيجة الحركة الخفيفة والتليك بالماء عند الوضوء
5- قيام الليل ينشط الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءة و تدبر القران وذكر الادعية واسترجاع لاذكار الصباح والمساء فيقى من امراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب و غيرها
أيها الإخوة في الله : قيام الليل خصيصة خص الله بها بعض عباده بخير عظيم وعمل كبير، وفتح لهم من أبواب الخير والطاعة ما استنارت به صدورهم وقلوبهم، وعزت نفوسهم، وطابت حياتهم وأنسهم ونعيمهم، وبصرهم بطريق الحق، ويسر لهم أسباب السعادة، ومنَّ عليهم بلذة العبادة ومناجاة الله في أسحارهم وخلواتهم
و اعلموا أن أفضل صلاة الليل الثلث الأخير؛ لأنه وقت نزول الرب - جل وعلا - والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وجاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « من خاف أن لا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ».
المهمة الثانية : صيام الاثنين و الخميس
لقد كان من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم المواظبة على صيام الاثنين والخميس، ولما سئل عن ذلك قال في صيام الاثنين: "ذاك يوم وُلدتُ فيه وأُنزلَ عليَّ فيه" (رواه مسلم)، وقال في صيام الاثنين والخميس معاً: "ذانك يومان تُعرضُ فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم" (رواه النسائي)، والسعيد من اقتدى به في ذلك وابتغى وجه الله واستصحب الإخلاص في عمله كله.
و من فضل صيام الإثنين و الخميس
(1) ابتغاء مرضاة الله تعالى
(2)
اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
أن يباعد الله منك جهنم مسيرة مائة عام
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "
السلسلة الصحيحة ( 6 / 2565 )
(4)
أن يجعل الله بينك وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صام يوماً في سبيل الله ؛ جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض "
(5)
أن يشفع لك الصيام يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ؛ فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان "
(6)
أن تدخل من باب الريان يوم القيامة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ؛ فلم يدخل منه أحد "
(7)
رجاء أن يُختم لك بصيام يوم فتدخل الجنة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خُتم له بصيام يوم ؛ دخل الجنة "
رواه البزار عن حذيفة ، و صححه الألباني في صحيح الجامع (6224)
(8)
أن يُرفع عملُك وأنت صائم
عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس ، فسألته ؟ فقال : " إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "
صحيح : فتح الباري ( 4 / 278 )
فاحرص على صيام ستة من شوال وعلى الصيام عمومًا، فهناك أيام صيامها أكثر من غيرها أجراً وثوابا :كصيام يوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر.
ويوم عرفة لغير الحاج، وصيام عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم، وشعبان، وصوم شهر الله المحرم.
خاتمة
أنا لم أقم بكتابة هذا الموضوع لأهدي الناس بل الله سبحانه و تعالى هو وحده يهدي من يشاء و يظل من يشاء
قال الله تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
بل أقل ما يمكنني أن أعمله هو أن أساعدكم على تغيير أنفسكم
قال الله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
فيا أخي و يا أختي لقد أنعم الله علينا نعمة كبيرة ألا و هي نعمة الإسلام التى يمتد اثرها الى الاخرة فهى اكبر نعمة أنعم الله بها علينا وهى التى تفرق بين المسلم و الكافر و بين المؤمن و الغافل و بين الطائع و العاصى فيظهر اثرها فى الدنيا و عند الموت و فى الاخرة .
فالاسلام هو الدين الذى ارتضاه الله لنا بقوله تعالى :
اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا)
فالإسلام منهاج لحياتنا وقد خلقنا الله وجعلنا خلفاء فى الارض لكى نطبق منهجه و نسير على شرعه وعلى مراده فى كل امور حياتنا لكى تصبح حياتنا كلها بكل حركاتنا و سكناتنا وتعاملاتنا ....عبادة لله
فقال الله تعالى :
(
وما خلقت الانس و الجن الا ليعبدون)
فلهذه المهمة خلقنا الله لكى نجعل الارض كلها تسير على دينه و منهجه.........فيالها من نعمة ان يصطفينا الله لكى نكون من امة التوحيد التى تحمل كلمة لااله الا الله......والتى بعث الله بها كل الانبياء........فلو سجدنا شكرا لله حتى يوم القيامة ......ما وفينا الله شكر هذه النعمة العظيمة
فلنحمد الله على هذه النعمة .. وأدعوا الله عز وجل لي و لكم بحسن الخاتمة
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
و ثبتنا على دينك
اللهم آمين
ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان