حديث الصباح.. المُنَصِّرُونَ برآء من سلوكات المسلمين
20-12-2018, 08:38 AM
مشكلتنا نحن المسلمون أننا نمسح أخطاءنا و تهاوننا في حق ديننا و الإعتزاز به في الآخر الذي ليس على ديننا، و لا نحاسب أنفسنا أو نحاول إصلاح ما أفسدناه، هذا ما وقفت عليه و أنا أتابع فعاليات الدورة التكوينية الرابعة لمواجهة التنصير في الجزائر، وعلى مدار يومين، نظمتها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية مع تنظيم ورشات شارك فيها طلبة الجامعة المختصين في العقيدة و مقارنة الأديان، و المؤسف له أن قاعة المحاضرات بالجامعة كانت فارغة، و كان عدد الحضور لا يتعدى 30 شخصا كلهم طلبة ، و المحاضرين من الأساتدة الذين ألقوا محاضرات، و الحقيقة تاسفت على واقع الجامعة الإسلامية اليوم ، فلم تعد كما كانت عليه في السابق تغص بالعلماء و الدعاة أيام الشيخ محمد الغزالي و البوطي رحمهما الله، و الشنقيطي، تمنيت لو شارك في هذه الدورة علماء أو دعاة أو أئمة على الأقل ليسلطوا الضوء على جهودهم في إصلاح المجتمع و مواجهتهم للظواهر الدينية الخطيرة و المذاهب العقائدية المزيفة أو المتطرفة، و التي أثرت على عقول الشباب فقادته إلى الإنحراف و أخرجته عن دينه و جعلته يتبع أديان أخرى أو الكفر بها جميعا، إذا قلنا أن "الملحدون" و "اللادينيون" أشد خطرا من المسيحية و اليهودية، لأنها كتب منزلة بغض النظر إن كانت محرفة أم لا .
و لو أن المداخلات التي قدمت في الدورة كشفت الكثير من الحقائق حول خطر التنصير و الدور الذي لعبته غرف الدردشة و المجموعات المغلقة في مواقع التواصل الإجتماعي التي ينشطها كبار المنصرين، و كيف استقطبت الشباب المسلم إليها ، و ذلك يعود إلى نوعية الخطاب الديني الذي أغفله دعاتنا و الأئمة داخل المساجد، التي اصبحت تقتصر سوى على إقامة الصلوات الخمس و صلاة الجمعة و العيدين، حيث أفرغت من روحها، فلماذا إذن نلوم الآخر ، فالمبشرون أو المنصرون يقومون بدورهم العقائدي و يعملون على نشر ديانتهم بكل الطرق و الأساليب ، و لهم برامج دينية متنوعة، في الكنائس و في القنوات الفضائية و مواقع التواصل الإجتماعي، هم يجتهدون و يناضلون من أجل قضيتهم، لا دافع هنا عن الديانة المسيحية رغم أني أكن الإحترام للمسيحيين لأنهم أهل كتاب، المشكلة في المسلمين هي أنهم غرقوا في الصراعات التي لا تفيدهم.

فبدلا من أن نواجه خطر التنصير في الجزائر أو حتى في العالم الإسلامي، وجب علينا أن نطرح بعض الأسئلة مثل: أين هي مكانة فقه الواقع في الدعوة و التبشير؟ و كيف نحارب ظاهرة "الإنقسامية" في العالم الإسلامي؟ خاصة و أن ظاهرة الإنقسامية قديمة و هي تعود إلى وفاة الرسول (صلعم) و انقسام الصحابة إلى سنّة و شيعة، فيما عرف بموقع السقيفة، و هي الأسئلة التي طرحتها خلال المناقشة أمام الحضور و لم أجد لها جوابا شافيا، لأن المنصرين دوما يبحثون عن الخيط أو الزاوية التي يحاربون بها الإسلام، و يجدون في الصراع بين المسلمين أنفسهم فرصة لضرب الإسلام و في عقر داره، بل ضرب الإسلام بالمسلمين إن صح القول، في ظل انتشار المذاهب الإسلامية المتطرفة كالأحمدية و المدخلية، و القرآنيين الذين تبرأوا من السنة المحمدية، ثم لا ننسى الفتاوى المتطرفة التي تنشر هنا و هناك في مواقع التواصل الإجتماعي ( الفايسبوك و التويتر).
المشكلة إذن فينا نحن و ليس في المنصرين، لأننا نناقش القضايا السطحية ( حتى لا اقول تافهة) و نهمل المسائل الجوهرية، دون الحديث عن تعدد المصطلحات و المفاهيم: الإسلامولوجيا، الإسلاموفوبيا، الإسلام السياسي، الإسلام الحضاري و غير ذاك، و غاب عنّا أن المنصرين و حتى الملحدين و الماسونيين يتابعون كل كبيرة و صغيرة فيستغلونها كوسيلة لضرب الإسلام.
علجية عيش

عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 20-12-2018 الساعة 08:45 AM