المعايير العامة لنجاح المؤسسة
12-12-2010, 01:54 PM
إن نجاح أي مؤسسة مرتبط بمحيطها والمناخ الذي وجدت وتعمل فيه، وهذا لا يعني أن النجاح مرتبط فقط بهذا العامل، فالمؤسسة الناجحة هي كذلك مؤسسة لها قدرة التكيف مع ظروف المحيط والمناخ وقدرة تخطى الصعاب والمشاكل لتثبت قدرتها على الانجاز والعمل والابتكار والإبداع.
كما أن مفهوم النجاح يختلف من مؤسسة لأخرى وهذا يرجع لطبيعة أهداف المؤسسة ولرؤيتها الاقتصادية والاجتماعية، وتبقى هناك معايير مشتركة تعتبر القاعدة الأساسية لقياس درجة نجاح مؤسسة من عدمه، وهذه المعايير هي نتيجة جهود دراسات امتدت على مدى العشرات من السنين من طرف باحثين واستشاريين قاموا بدراسة حالات عديدة لمؤسسات ناجحة وتوصلوا إلى اعتماد جملة من المعايير يعتبر انجازها وتحقيقها بنسبة عالية هو مقياس نجاح المؤسسة والتنبؤ باستمرارها وحيويتها.
المنافسة: وعموما فإن نجاح مؤسسة يمر حتما عبر قدرتها على المنافسة والبقاء في السوق وفقا لهذا النظام الذي لا يتحقق إلا من خلال تحقيق مجموعة قواعد، لكل واحدة منها مجموعة من المؤشرات ويمكن إجمال هذه القواعد في الآتي:
• قاعدة المنافسة المالية: وهنا المؤشرات تتمثل في النسب المالية ورأس المال العامل والقدرة على السداد ونسبة الربحية.
• القاعدة التجارية: وهنا نتحدث عن مستوى المزيج التسويقي والذي يعني قدرة المؤسسة على تسويق منتجاتها وكذلك الوصول إلى عتبة الربحية أو نقطة التعادل الذي يعني ما هو مستوى المبيعات لدى الشركة (والحساب هنا يتم بالحجم أو المال المحصل)، وهذا طبعا بعد استرجاع كل الأثمان الثابتة التي هي المصاريف خارج مواد الإنتاج والأثمان المتغيرة التي هي مستهدفة من طرف حجم المبيعات وقد تحوي أجور العمال والعمل ومختلف الخدمات العامة كمصاريف الكهرباء مثلا.
• القاعدة التقنية: طبيعة الأجهزة، واليد العاملة والتموين
• القاعدة التنظيمية: ملاحظة المهام وترتكز على عدة نقاط من بينها طبيعة التمايز في المهام
• القاعدة الإدارية: وهنا نتطرق إلى نقطة حساسة لأننا بصدد الحكم على قيمة الفريق المسير للشركة من حيث خلفية المسير والقدرة على الإدارة الناجحة.
المعايير الأخرى التي يجب توفرها إلى جانب معيار المنافسة يمكن كذلك اختصارها في:
القدرة على الابتكار والإبداع: والمقصود ليس اختراع الآلات والماكينات وإنما إنشاء استراتيجيات مختلفة متغيرة، تتكيف مع مختلف الأسواق وتستجيب لمختلف نزعات الزبون الاستهلاكية.
ثقافة المؤسسة: إذا كانت الثقافة تعرف على أنها النموذج المتكامل للإيمان الإنساني، فإن الأمر بالنسبة للمؤسسة قد يكون هذا تقريبا فالمؤسسة الناجحة هي التي لها القدرة على جذب وتشغيل الأفراد الذين يمكن أن يكون لهم إضافات نوعية للمؤسسة، كما أن ثقافة المؤسسة تعني كذلك التوجه العام للمؤسسة في قدرتها على إيجاد مناخ يؤمن بالمبادرات الخلاقة والكفاءات وتشجع العمل وتجعل الانتماء الكلي والفعلي للمؤسسة هو القيمة الأساسية لأفرادها، فالانتماء يجعل المؤسسة كوحدة متراصة.
التدفق المستمر للمعلومات: وهو ما يعني وجود أولا كم هائل من المعلومات المتعلقة بالسوق وحجم المنافسة وغير ذلك من المعلومات التي يجعل تحليلها يعتمد عليه في اتخاذ القرارات على كل المستويات، كما يجب أن تكون هذه المعلومات متاحة للجميع وذلك حسب المهمة والمستوى.
القيادة وحسن التوجيه: إيجاد فريق عمل من المديرين والموظفين والعاملين داخل هيكل قيادي متسلسل ومرن يعتمد بالأساس صلاحيات مبينة بدقة لكل فرد داخل المؤسسة والتزام الكل بتنفيذ المهام المنوطة به على أكمل وجه.