زجاجة وكأس وسيجارة...
12-06-2015, 12:41 PM
تطلع إلى الكأس متأملا إياها مليا .. كاس معدنية فضية صقيلة ذات صفاء وشفافية خالصة ..انعكس عليها محياه ..راى اخاديد متشابكة على سطحه تمتد في كل اتجاه.. اخاديد حفرتها فؤوس الزمن الصارم..بدا رأسه أشعت يتقد شيبا ..يعجب كيف استحال إلى هيكل بال في لحظة من زمن عابر وتبقى الكأس والزجاجة ذاتهما برونقهما وصفائهما على هيئة لا تبلى ولا تفنى..
زجاجة ..كأس..سيجارة..ثالوث مقدس في محراب يقظته وواقعه المزري الابله والأشد مرارة..مؤنس وحدته ومنتجع فراغه..يلوذ بالفرار هروبا من حقيقة وجوده..من ماهية اشياء وذوات تحيله على الذكرى الضاربة جذورها في غور أعماقه.." ما قيمة وجود تطأ أعتابه أقدام من لاوجود له إطلاقا؟؟ ألا يبقى الوهم والسراب أفضل ملاذا وموطئا لقدم نماذج بشرية منسوخة على شاكلتي؟؟". يقول ذلك في غمرة تساؤلاته التي لا تنفك تراوده مجتاحة أسوار واقعه المعيش..
يتساءل في دخيلته في لحظة يأس مرير ..تنهمر من مقلتيه أدمع حارقة :"أمي .. أبي.. زوجي..أخي..أقاربي..أبنائي..رفقاء دربي..أين انتم جميعا؟..رباه ..لقد أتى على الكل أمر لا محيد عنه،ما كنت احسب له حسابا .."
تنصب لعانته على مصيره الشقي المحتوم .. على دهر لا يرحم عضه بنابه ..على زمن تولى على عجل غير آبه :" تبا لك من وحش كاسر..!!"ماخطبك ؟ لمَ تلتهم كل شيء فلاتبقي ولا تدر..؟؟""
يتناول سجارته..ينفث دخانا يندفع من فيه.،يخترق جيوبه الانفية خيوطا حلزونية تدور معها هواجسه السوداء وافكاره الضارية في دوامة لانهائية..
تنأى به أخيلته إلى دروب الطفولة ..يطارد الفراشات ..يداعب ازهار الحقول مترنما باناشيد الصبا منطلقا بين السواقي وأودية البلدة الرابضة على التل الشامخ..يصغي بإمعان لتغاريد الأطيار وهسيس أنسام الصباح الجميل..يمتطي حصانه مسابقا الريح بين التلول وهو بعدشاب يافع..يقترن بفتاة العمر ..يتفرق الاولاد في كل أرجاء الارض ..كل إلى مآله المحتوم..فجأة تتلاشى الذكرى يعجب لم كبر بهذه السرعة ..يعود على التو لإفراغ ركام من زجاجات ..يعاقر محتوياتها التي لا تنضب..ملتهما السيجارة تلو السيجارة..
يعب منها عبا ..يخامر مفعولها عقله وحواسه.. سارحا في رياض من النشوة والانس والامتاع محاولا جهد طاقته أن يغرق في متاهات النسيان،غير أنه لا يلبث أن يعود به واقعه بصرامة إلى ثكنته منكبا على وجهه مستسلما..
يزحف النهار يجحافله ممزقا ستائر الليل البهيم..تصفع خيوط الشمس الدافئة محياه لآخر مرة..يمسك بالزجاجة مرتبكة أنامله النحيلة بقوة..تنكب الزجاجة بفوهتها على الكأس الفاغرة فاها ..يفرغ ماتبقى منها حتى الثمالة ..يرشف رشفات اخيرة .. تمتزج الجرعات بسحائب من دخان كثيف .. تسقط الزجاجة وتتدحرج الكأس..على حين غرة،تراوده فكرة هائلة فيمزق ورقة من دفاتره القديمة..يخط عليها بخط دقيق ملتمسا ربانيا،لا شك انه الاخير:" ربي اغفر لي..!!!" ثم يضعها جانبا.
أمسك برأسه لبرهة وجيزة..في لحظة من اللحظات،تداعى في ارتعاش كطير مهيض الجناح ..سُمعت له حشرجة وأنين غريب..غرق في نومة غير معهودة..حملته أقداره على أجنحة المنون هناك إلى ما وراء الحجب البعيدة...
زجاجة ..كأس..سيجارة..ثالوث مقدس في محراب يقظته وواقعه المزري الابله والأشد مرارة..مؤنس وحدته ومنتجع فراغه..يلوذ بالفرار هروبا من حقيقة وجوده..من ماهية اشياء وذوات تحيله على الذكرى الضاربة جذورها في غور أعماقه.." ما قيمة وجود تطأ أعتابه أقدام من لاوجود له إطلاقا؟؟ ألا يبقى الوهم والسراب أفضل ملاذا وموطئا لقدم نماذج بشرية منسوخة على شاكلتي؟؟". يقول ذلك في غمرة تساؤلاته التي لا تنفك تراوده مجتاحة أسوار واقعه المعيش..
يتساءل في دخيلته في لحظة يأس مرير ..تنهمر من مقلتيه أدمع حارقة :"أمي .. أبي.. زوجي..أخي..أقاربي..أبنائي..رفقاء دربي..أين انتم جميعا؟..رباه ..لقد أتى على الكل أمر لا محيد عنه،ما كنت احسب له حسابا .."
تنصب لعانته على مصيره الشقي المحتوم .. على دهر لا يرحم عضه بنابه ..على زمن تولى على عجل غير آبه :" تبا لك من وحش كاسر..!!"ماخطبك ؟ لمَ تلتهم كل شيء فلاتبقي ولا تدر..؟؟""
يتناول سجارته..ينفث دخانا يندفع من فيه.،يخترق جيوبه الانفية خيوطا حلزونية تدور معها هواجسه السوداء وافكاره الضارية في دوامة لانهائية..
تنأى به أخيلته إلى دروب الطفولة ..يطارد الفراشات ..يداعب ازهار الحقول مترنما باناشيد الصبا منطلقا بين السواقي وأودية البلدة الرابضة على التل الشامخ..يصغي بإمعان لتغاريد الأطيار وهسيس أنسام الصباح الجميل..يمتطي حصانه مسابقا الريح بين التلول وهو بعدشاب يافع..يقترن بفتاة العمر ..يتفرق الاولاد في كل أرجاء الارض ..كل إلى مآله المحتوم..فجأة تتلاشى الذكرى يعجب لم كبر بهذه السرعة ..يعود على التو لإفراغ ركام من زجاجات ..يعاقر محتوياتها التي لا تنضب..ملتهما السيجارة تلو السيجارة..
يعب منها عبا ..يخامر مفعولها عقله وحواسه.. سارحا في رياض من النشوة والانس والامتاع محاولا جهد طاقته أن يغرق في متاهات النسيان،غير أنه لا يلبث أن يعود به واقعه بصرامة إلى ثكنته منكبا على وجهه مستسلما..
يزحف النهار يجحافله ممزقا ستائر الليل البهيم..تصفع خيوط الشمس الدافئة محياه لآخر مرة..يمسك بالزجاجة مرتبكة أنامله النحيلة بقوة..تنكب الزجاجة بفوهتها على الكأس الفاغرة فاها ..يفرغ ماتبقى منها حتى الثمالة ..يرشف رشفات اخيرة .. تمتزج الجرعات بسحائب من دخان كثيف .. تسقط الزجاجة وتتدحرج الكأس..على حين غرة،تراوده فكرة هائلة فيمزق ورقة من دفاتره القديمة..يخط عليها بخط دقيق ملتمسا ربانيا،لا شك انه الاخير:" ربي اغفر لي..!!!" ثم يضعها جانبا.
أمسك برأسه لبرهة وجيزة..في لحظة من اللحظات،تداعى في ارتعاش كطير مهيض الجناح ..سُمعت له حشرجة وأنين غريب..غرق في نومة غير معهودة..حملته أقداره على أجنحة المنون هناك إلى ما وراء الحجب البعيدة...
من مواضيعي
0 حـُبٌّ مِـنْ طَـرَفٍ وَاحِـدٍ..!!
0 الانتخابات الجزائرية 2017 | تردي نسبة المشاركة وتبخر الوعود واحتمال فترة رئاسية خامسة
0 الوساطة الروحية | كيف تعرف أنك وسيط روحي ...؟!
0 البواسير وعلاجها النهائي الشامل | العلاج الطبي وبالأعشاب
0 4 أسرار مدهشة في اسمك | دلالة الأسماء
0 علاج البروستاتا | الوصفة الشافية
0 الانتخابات الجزائرية 2017 | تردي نسبة المشاركة وتبخر الوعود واحتمال فترة رئاسية خامسة
0 الوساطة الروحية | كيف تعرف أنك وسيط روحي ...؟!
0 البواسير وعلاجها النهائي الشامل | العلاج الطبي وبالأعشاب
0 4 أسرار مدهشة في اسمك | دلالة الأسماء
0 علاج البروستاتا | الوصفة الشافية