نحناح اكتشفني.. جاب الله صدمني وهكذا ساعدني بوتفليقة
19-12-2014, 11:50 PM
نعيمة صالحي رئيسة "العدل والبيان" تكشف وجهها الآخر لـ الشروق:



طلبت من الرئيس مقابلة بلخادم رفقة زوجي فوافق على الفور
لهذه الأسباب لم أنخرط في "حماس" والتحقت بـ"الإصلاح"
..نعيمة صالحي ثالث امرأة جزائرية تقود حزبا سياسيا، هي شخصية جريئة معروفة بمواقفها وتصريحاتها التي تكون غالبا مثيرة للجدل.



بداية هل يمكن أن نتعرف على نعيمة صالحي؟

نعيمة صالحي جامعية تخرجت من كلية الشريعة تخصص شريعة وقانون، لدي ميولات أدبية، أما سياسيا فأنا امرأة كنت عضوا في لجنة قانون الأسرة والمرأة، أسست عدة تنظيمات وجمعيات، وأسست الاتحاد الوطني للإطارات الجزائرية عام 2006، فكرت مؤخرا في تأسيس حزب سياسي، فكان حزب العدل والبيان.



في أي مدرسة درست في الابتدائي؟

درست الابتدائي بمدينة عنابة بوادي القبة، وحصلت على شهادة التعليم الابتدائي بامتياز.



هل أنت على اتصال بمعلميك وأساتذتك؟

للأسف ليس لدي أي اتصال بمعلمي، ويؤسفني ذلك، خصوصا بعض الأساتذة الذين كان لهم تأثير في شخصيتي وإتقاني في الأداء، مثل معلمتي في الطور الأول من التعليم الابتدائي، وأستاذ التاريخ والجغرافية، السيد حزمون في متوسطة أم المؤمنين عائشة بقسنطينة.



متى ارتديت الحجاب؟

بدأت التفكير في ارتداء الحجاب في السنة الرابعة متوسط، وارتديته في الدخول المدرسي للسنة الثالثة ثانوي عن قناعة منقطعة النظير



كيف تنظرين للمرأة التي لا ترتدي الحجاب؟

أنظر إليهن على أنهن مسلمات جزائريات مواطنات من حقهن النصح والرشد.



ما أقوى صورة بقيت عالقة من طفولتك؟

وفاة أخي الأصغر هشام في حادث مرور مروع، دهسته شاحنة وهو ذاهب إلى المدرسة، خصوصا عندما رأيته في المستشفى ميتا، وحاولت تفادي دخوله إلى البيت ميتا، لكن شاءت الأقدار أن رأيته في هذه الصورة التي بقت راسخة في ذهني تؤرقني، لولا الإيمان بالقدر والتسليم به.



أنت رئيسة زوجك في الحزب، من يطع الآخر؟

حزبنا حزب مؤسسات يخضع للتشاور والتحاور، وهما الأصل في تسييره، فأنا أشاور كل مناضلي الحزب، فضلا عن قياداته، وأتمتع بصلاحيات تلزم زوجي وغيره داخل الحزب، أما داخل البيت فالأمر يسير عاديا، كزوجين جزائريين من النخبة.



عندما أطلقت الحملة لتعدد الزوجات، هل ناقشت ذلك مع زوجك؟

في الحقيقة أنا لم أطلق الحملة، وإنما قمت بالتعليق على مبادرة طرحها أحد الأساتذة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفوجئت للحملة الشرسة التي تعرضت لها، وبخصوص زوجي، فقد علق على الفيسبوك، وإذا رأى أنه بحكم عملي كامرأة سياسية أصبحت مقصرة، فمن حقه ذلك ولن أمنعه، فأنا امرأة مؤمنة.



كيف دخلت نعيمة صالحي إلى عالم السياسة وهي طالبة علوم شرعية بالجامعة؟

الجامعة كانت نقطة تحول في حياتي، فهناك التقيت العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى تيارات مختلفة، على غرار التيار الإسلامي والشيوعي، غير أن ميولي الإسلامي جعلني انضم آنذاك إلى جمعية الإصلاح والإرشاد سنة 1988، وهناك كانت بدايتي في النشاط الجمعوى، غير أن التقائي مع الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله غيّر مسار حياتي.



كيف ذلك؟

الشيح نحناح رحمه الله هو من اكتشف جانب لم أكن أره بداخلي، حيث شجعني مرارا على دخول المعترك السياسي غير أن ظروفي أن ذاك لم تسمح بذلك حيث كنت قد رزقت بطفلي الأول، وبعد سنة 1997 أعاد الشيخ الاتصال بي وألح بشدة غير أنني لم انخرط في حركة مجتمع السلم آنذاك.



ربما لتفضيلك الانخراط في حزب جاب الله آنذاك؟

ليس هذا السبب، وإنما الظروف هي ما جعلني أنخرط في حركة إصلاح الوطني، غير أن الأمور لم تجر كما أحب، وكانت أول صدمة أتلقاها في مساري السياسي.



ماذا تقصدين بالصدمة؟

فزت آنذاك بالعضوية في مجلس الشورى، وكان أول منصب أتحصل عليه في مساري النضالي، غير أن أمورا حدثت كانت سببا في إبعادي، برغم فوزي في الانتخابات، وبعد البحث عن السبب الحقيقي وراء ذلك، توصلت إلى أن القيادي في الحزب آنذاك، لخضر بن خلاف، كان وراء ذلك.



هل يفهم من ذلك أنك تتهمين بن خلاف بمحاولة إبعادك من حزب جاب الله آنذاك؟

محاولات النائب لخضر بن خلاف ليست الأولى من نوعها، حيث كانت بدايتها عندما فزت بمقعد بمجلس الشورى، حيث عمل المستحيل لنزع العضوية مني، وآخر هذه المحاولات كانت إبعادي من تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، حيث فهم بوضوح أن هذا الأخير لا يريد حزب العدل والبيان أن يكون ضمن هذه التنسيقية، فكيف لهذه الأخيرة أن تنجح في مسارها نحو التغير، وهي تعتمد على أسلوب الإقصاء.



هل صحيح أنك كنت تكلمين الرئيس بوتفليقة بالساعات؟

نعم؛ لقد كنت أكلم بوتفليقة بالساعات، وكان حديثنا محصورا في قضايا الأمة، وكيفية تحقيق المصالحة الوطنية، وقد ساعدني كثيرا، لاسيما بعد الخيبة التي تلقيتها بعدما أقصيت من مجلس الشورى لحركة الإصلاح.



كيف كانت مساعدة الرئيس؟

فكرت في إنشاء مشروع المجلس الأعلى للمرأة، وقد ساعدني كثيرا بخصوص هذه القضية، وأمر وزير الخارجية آنذاك، عبد العزيز بلخادم، بمساعدتي، وكان أول لقاء لي معه بمكتبه بوزارة الخارجية.



هل حقيقة أنك في ذلك الوقت طلبت من رئيس الجمهورية مقابلة عبد العزيز بلخادم بوجود محرم وهو زوجك؟

صحيح، لقد اشترطت على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذهاب رفقة محرم في أول لقاء لي مع وزير الخارجية آنذاك، عبد العزيز بلخادم، وقد وافق على ذلك وهو يبتسم، وأبلغ وزيره بأن السيدة صالحي سوف تأتي رفقة زوجها، وكان لي ذلك، حيث التقيت بلخادم أول مرة رفقة زوجي.



علاقتك جيدة مع الرئيس، غير أنك التحقت بالمعارضين لعهدة رابعة؟

صحيح، عارضت بشدة ترشح الرئيس لعهدة رابعة بسبب حالته الصحية فقط، وليس اعتراضا عليه كشخص.



رئيسة حزب سياسي وأنت ثالث امرأة في الجزائر تقود تشكيلة حزبية، وتتنقلين رفقة زوجك في كل اللقاءات، حتى تلك المتعلقة بأمور سياسية؟

صحيح، أفضل أن أكون رفقة زوجي في كل اللقاءات التى أعقدها، حتى في انتقالاتي داخل الإدراة يكون معي، وهذا ما حصل في أول لقاء لي مع الوزير الخارجية آنذاك، عبد العزيز بلخادم.



سبق وأن تحدثت عن إقصاء تعرضت له من قبل مسؤولين، هل توضحين أكثر كيف كان ذلك؟

برغم علاقتي الجيدة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي أمر حينها بمنح الاعتماد للمجلس الأعلى للمرأة، إلا أن عراقيلَ وبيروقراطية منتهجة من طرف بعض المسؤولين أرفض ذكر أسمائهم، كانت سببا في نشاطي ضمن هذا المجلس لمدة 9 سنوات بدون اعتماد، هو نفس ما حصل مع حزبي "العدل والبيان".
http://jawahir.echoroukonline.com/articles/1646.html