..فلِما أطعمتيني المر وكويتيني بإبر الضر..؟
08-03-2017, 10:48 PM
..فلِما أطعمتيني المر وكويتيني بإبر الضر..؟
ما كنت إلا ابنا لإنس’ ما قربت مستنقعات الأدران والرجس ... لما ليلي يعسعس أتوسد يدي واضعا يميني على خدي الأيمن ’ ممسكا بقوسي’ على الجدار ذاك علقت ترسي ’ أراقب أنفاس تنفسي ’ وحين ينتابني حس أخشى أن أغفو دون ذكر رب الجن والناس’ ’ فأختم دعائي لربي أن يرحم نفسي ’ وساعة ضياء فجري ’ أعلم أن الصبح في تنفس ’ أقود فرسي’ وعليه أحمل أمنيتي دون منيتي على حلس
شطر حقلي أمشي متعثرا بحصى أمالي المبعثرة ’ أحمل فوق رأسي فأسي ’ خشية مباغتة منيتي تراني مسارعا لحفر رمسي.....
فكم أنت خدّاعة أيتها الحياة ’ وكم أنت غدّارة أنت يا حيّات ..
ها أنا قد دنوت منك أمي ’ فلا من وحشة بعد ولا من يأس ولا تأس ’.
جئتك يوم جئتك حافي القدمين’ عاري الجسد’ لا أميّز بين تمر وجمر’ فلما أطعمتيني المر ’ و كويتيني بإبر الضر ’ خلتك أنك لست أنت دار الفناء وأنساني أو كاد ينسيني الشيطان حقيقة وجودي وإني يوما عنك لراحل إلى دارالبقاء ..
جريت كما تجري المها وكما يركض الغزال على البطحاء من تلكم البيداء ...
نمت قرير العين على الناعم من سطح الرمال متأملا شساعة الصحراء ....
عطشت فشربت أقداح حليب النوق معتقدا أنه أفضل بكثير من الماء ....
لاعبت الأهواء خوفا من الوقوع في بؤر الهوى ’وكثيرا ما يردي صاحبَه الجوى
سلني أنا ولا تسأل أحدا غيري ’ أنبئك عن كنه الدرة العذراء من بين حرائر النساء..
تربصت... تأملت... انتظرت... والصمت به لذت... صبرت طويلا طويلا ’ فلا من طلعة ولا من همس ولا نداء....
عدت لوكري جانب قبري ’ أحدث الأموات بدل الأحياء...
ما دهاني... ما دعاني ’ أظلمتُ نفسي وعيناي أصابهما عمى ..؟’ أم أنني هكذا خُلقت أتجرع كؤوس الحزن’ وألوك مرارة المحن ... ؟ رحمتك بي يا رب الأرض والسماء.
