إصابة 11 تلميذا وأستاذة في انهيار سقف قسم بوهران
14-01-2018, 09:52 PM


خيرة غانو


احتج وعلى مدار نهار كامل، أساتذة وتلاميذ المدرسة الابتدائية جيدر محمد، الكائنة بمنطقة السانيا في ولاية وهران، الأحد، على خلفية حادث السقوط المفاجئ الذي استهدف، الخميس الماضي، سقفا معلقا بأحد أقسام المؤسسة خلال الفترة المسائية التي أقامت فيها هذه الأخيرة حفلة للتلاميذ بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، ما تسبب في إصابة أستاذة على مستوى الكتف، وجرح 11 من تلاميذها، بالإضافة إلى تعرض آخرين إلى صدمات نفسية، وذعر شديد على وقع صوت الانهيار وصراخ أطفال عاينوا عن قرب مشهد الانهيار..
وفيما أكدت مصادر "الشروق" على عدم تسجيل إصابات بليغة في صفوف ضحايا الحادث المذكور، المقدر عددهم بـ 12 حالة، فإن المخلفات النفسية التي أحدثها هذا الأخير في صفوف الجميع، وبخاصة الأطفال الذين فزعوا لهول الانهيار أثناء وقوعه، لا تزال متواصلة، وتعيد من حين لآخر في أذهانهم شريط ما حدث بتفاعل مفرط في السرد، فيما تحولت لدى البعض إلى كابوس مزعج، تقول ولية إحدى تلميذات المدرسة على مطاردته ابنتها في شكل هلاوس كانت قد انتابتها طيلة الليلتين اللتين أعقبتا الحادث، أما عن الأضرار الجسدية التي خلفها هذا الأخير حال وقوعه، فقد تعرضت الأستاذة لكدمة على مستوى الكتف، وأصيب 11 من تلامذتها بجروح وصفت بالخفيفة وطالت خاصة رؤوس البعض منهم، وجميع الحالات ـ تضيف ذات المصادر ـ لم تستدع نقلها إلى المستشفى، لكن الأمر أحدث في المقابل حالة طوارئ داخل مدرسة جيدر محمد ومحيطها، أين توقفت جميع نشاطاتها، ليقرر جميع الأساتذة، أمس مقاطعة التدريس، مثلما رفع التلاميذ لوحاتهم المدرسية، وخطوا بأناملهم عليها كلمات تترجم ما وقع لهم، وتطالب بإنقاذهم من خطر الموت تحت الردم.
فيما يؤكد المكتب الولائي لنقابة الكنابست التي يتواجد فرعها بذات المؤسسة، على قدم هذا الهيكل التربوي الذي تسكن جدرانه وأسقفه الرطوبة وروائح التعفن، معتبرا أن ظروف التمدرس على مستواها أكثر من كارثية، مصرا في هذا السياق على وجوب فتح مديرية التربية تحقيقا في الموضوع، لتحديد المسؤوليات وفرض سياسة العقاب، حيال السماح باستغلال مدرسة مهددة بالسقوط باستقبال تلاميذ وأساتذة، وتركهم يواجهون مصيرا محفوفا بخطر الموت، كما طالب السلطات أيضا بغلقها الفوري، درءا لوقوع كوارث أخرى، مع إيجاد حلول سريعة لضمان تمدرس آمن ومنتظم للتلاميذ.
وعلم أيضا من طرف نفس المصدر أن لجنة تقنية تقرر إيفادها اليوم الاثنين على مستوى المدرسة موضوع الحال، بغرض إخضاع هيكلها للفحص التقني، وتحديد مدى صلاحية مبناها للاستغلال، يذكر أن الحادث وقع تحديدا على الساعة الثانية والربع بعد الزوال، عندما كان تلاميذ القسم يقيمون رفقة معلمتهم احتفالات يناير، قبل أن ينشطر سقف القسم المعلق ـ اصطناعي ـ في جزئه المركزي إلى مربعات وصفائح، راحت تتناثر على الأرض، ومشدودة بكوابل كهربائية أثارت جرعة إضافية من الرعب في أوساطهم بسبب الخشية من التماس معها والتعرض لخطر التكهرب.