تقديم كتاب " دوحة الناشر" لابن عسكر
27-08-2009, 09:31 AM
كـمـبـيـوتـر
الكتاب: دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب
من مشايخ القرن العاشر (10ﻫ)
المؤلف: محمد ابن عسكر الحسني الشفشاوني
تحقيق: محمد حجي
الطبعة: الثانية / 1977
الناشر: مطبوعات دار المغرب للتأليف والنشر، الرباط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ترجمة المؤلف:
هو محمد بن علي بن عمر بن حسين بن مصباح الشريف الحسيني، أبو عبد الله ابن عسكر، قاضي مغربي، ولد في شفشاون[1]، من جبال غمارة ببلد الهبط، وتولى الفتيا والقضاء بقصر كتامة، وسائر الثغور الساحلية سنة 967ﻫ، ثم قُلّد ذلك أيضا في بلده شفشاون وترغة وبلاد غمارة.
وانتقل إلى فاس ومنها إلى مراكش، ورجع إلى القصر وحضر وقعة وادي المخازن مع محمد بن عبد الله السعدي سنة 985ﻫ، فقُتل فيها [2] وهو في جيش العدو، له دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر.[3] جدير بالذكر أن ابن عسكر نال حضوة كبيرة لدى السعديين، وكانت زيارته المتكررة للبلاط السعدي في فاس ومراكش فرصا أتاحت له اللقاء مع فطاحل العلماء ومناظراتهم، فازدادت معارفه اتساعا[4]
2. الكتاب:
ألف ابن عسكر كتاب دوحة الناشر سنة 985ﻫ/ 1577م، أي سنة واحدة قبل وفاته، ويُصنف كفهرس عام ترجم فيه المؤلف لشيوخه الذين أخذ عنهم العلم، أو قرأ عليهم الفتاوى، أو أخذ عنهم مبادئ التصوف، وذكر من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر الهجري، حتى الذين لم يعاصرهم، حيث اعتمد على ما ثبت لديه بالتواتر و"بنقل العدل عن العدل" [5].
بدأ بعلماء غمارة والهبط وصلحائها، ومنهم: الشيخ أبو الحجاج، ويقول عنه المؤلف أنه بدأ به لأنه أول شيخ لقيه وأخذ عنه، ويذكر أبو الحسن الصغير، شارح المدونة المعروفة عند المشارقة بالمغربي، بالإضافة إلى شيخ الإسلام عياض بن موسى، أبو العباس بن العريف، شيخ الواهب أبو العباس السبتي والطنجي، أبو الضياء مصباح الأغصاوي، أبو الحسن بن ميمون، الفقيه بن العقدة... وغيرهم ممن ذكر وجمع في هذا المصنف، حيث ترجم لثلاثة وخمسين ومائة شخصية موزعة على اثنين وأربعين ومائة صفحة.
ولا يفوتنا أن نشير إلى وجود ترجمات لعدد من علماء تلمسان على غرار أحمد بن يوسف الملياني، محمد بن يوسف السنوسي، أبو العباس أحمد بن احمد العبادي التلمساني، أحمد بن زكري... وذلك مما يفيدنا في دراسة علاقة التأثير والتأثر بين العلماء الجزائريين والمغربيين. كما نجد إشارة لعالم مغربي وهو عبد الله الورياجلي الذي رحل إلى تلمسان لأخذ العلم عن الإمام ابن مرزوق.
نجد ابن عسكر في هذا الكتاب متأثرا بشيخه الإمام عبد الله الهبطي، وبطريقته الصوفية الشاذلية، فكانت نظرته للحياة وللرجال تتجه بالدرجة الأولى إلى الجانب الروحي بحثا عن الخوارق والكرامات، ويُعاب عليه الإسهاب في الحكايات الأسطورية وخلطها بقصص الكرامات المعقولة، وعدم تحديد تواريخ وفيات الاشخاص الذين ترجم لهم، معتذرا في ذلك بقلة اعتناء الناس بضبط هذه التواريخ.[6]
ومهما يكن من أمر فالكتاب يعتبر من المصادر الأساسية لدارسي الحياة الفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية بالمغرب في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي. واعتمد المحقق على مجموعة كبيرة من المصادر للمقارنة والتحقيق منها: ابن مريم (البستان..)- الناصري (الاستقصاء في أخبار دول المغرب الأقصى)- الأفراني (نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي)- ليفي بروفنسال (مؤرخو الشرفا)...
ــــــــــــــــــ
1. مدينة أسسها بنو راشد من شرفاء جبل العلم لتكون رباطا للمجاهدين ينطلقون منه للإغارة على المسيحيين الذين يحتلون مدينتي سبتة وطنجة، وتوارث بنو راشد حكم شفشاون مستقلين بها أيام الوطاسيين.
2. استعان محمد المتوكل على الله بالملك سيباستيان البرتغالي ليساعده في استعادة ملكه من يد عمه عبد الملك، فرحب سباستيان بذلك لدوافعه الشخصية، وجرد حملة ضخمة على المغرب، ووقعت معركة وادي المخازن المذكورة، حيث قُتل فيها الملوك الثلاثة. (انظر: بن خروف عمار، العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب، ج1، ص 125)
3. الزركلي (خير الدين)، الأعلام، المجلد 6، ط10، دار العلم للملايين، بيروت، ص 292.
4. مقدمة (دوحة الناشر).
5. نفسه.
6. نفسه.