كرة القدم تخرج الجزائريين إلى الشارع.. والنصرية تبحث عن "النسخة العاصمية" لطليبة
13-03-2016, 07:36 PM

توفيق عمارة



عاد خروج أنصار نصر حسين داي، السبت، إلى الشارع من أجل الاحتجاج على قرار لجنة تنظيم كأس الجزائر "الغريب"، والقاضي بنقل مباراة فريقهم في الدور نصف النهائي أمام اتحاد بلعباس من ملعبهم 20 أوت إلى ملعب مصطفى تشاكر، ليطرح المزيد من الجدل حول الموضة الجديدة، التي اكتسحت مختلف ولايات الوطن، وعلى وجه التحديد مختلف الأندية الجزائرية لكرة القدم، التي أصبح أنصارها يخرجون إلى الشارع من أجل التعبير عن عدم رضاهم عن نتائج الفريق، أو بعض اللاعبين أو حتى للمطالبة برحيل المدربين والرؤساء، فضلا عن الاحتجاج على بعض القرارات التي تتخذها الهيئات الكروية ضد أنديتهم، كما كان الحال مؤخرا مع اتحاد عنابة والآن مع نصر حسين داي.

وتصدرت "المسيرات الكروية" قائمة المسيرات الاحتجاجية في الجزائر منذ بداية السنة الجارية، على عكس ما كان عليه الحال في السنوات الفارطة، وبالتخصيص في العامين الفارطين، وكانت الاحتجاجات اليومية المتعلقة بالسكن والبطالة ومطالب التهيئة والكهرباء والغاز، وقبلها الزيت والسكر، تتصدر قائمة الأخبار اليومية، قبل أن تخطف أخبار خروج أنصار الأندية إلى الشارع بشعارات احتجاجية كروية الأضواء منها، في موضة تحمل الكثير من الغرابة والبعد عن المنطق أكثر من أي شيء آخر، في وقت تحول فيه الشارع إلى الآمر والناهي في كرة القدم الجزائرية، والدليل قضية اتحاد عنابة وشباب حي موسى الأخيرة، والتي تم فيها مراجعة العقوبات الأولى في ظرف قياسي لم يتعد الـ24 ساعة، بعد خروج أنصار عنابة إلى الشارع، والحركة "الرسمية الفايسبوكية" للبرلماني طليبة، التي "أجبرت" الفاف على مراجعة قرار هيئة علي مالك، فاتحة المجال بالمناسبة لـ"سطوة" الشارع الكروية على الهيئات الرسمية، وهو ما اتضح وتجلى منذ بداية السنة الجارية ودعمته الوقائع الميدانية حاليا، وتمنى بعض أنصار النصرية على صفحات الفايسبوك لو كان لديهم "نسخة عاصمية" من النائب البرلماني طليبة، الذي ساعد فريق مدينته على استعادة حقه من هيئة علي مالك، المتهم الأول لدى أنصار اتحاد عنابة ونصر حسين داي أيضا في متاعب فريقيهما.

وتأتي هذه الموضة غير الصحية لتطرح الكثير من علامات الاستفهام عن "استقلالية" الهيئات الكروية الرسمية الجزائرية، ومدى "شفافية" القرارات المتخذة في بعض القضايا مؤخرا، لا سيما في ظل "تراجعها" المتكرر عن بعضها تحت تأثير ضغط الشارع وفي بعض الأحيان لـ"ضغوط فوقية"، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام احتجاجات أخرى بلغة لوغارتيمية لا متناهية قد تهدد مستقبل كرة القدم الجزائرية "المحلية"، المغبونة في الأصل بتجاهل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة لمتاعبها ومشاكلها وحتى إيجابياتها، واكتفائه بـ"تلميع" صورة الجزائر كرويا بـالمنتخب الوطني فقط.