أسماء الله الحسنى (الرفيق)
08-12-2009, 12:31 PM
الرفيق

لم يرد في القرآن اسما ولا فعلا، ولكن ثبت في صحيح مسلم وغيره عن عائشة –رضوان الله عليها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال: "يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه".

قال الجوهري: الرفق ضد العنف. وقد رفق به يرفق.

وحكى أبو زيد: رفقت به وأرفقته بمعنى، وكذلك ترفقت به.

ويقال أيضا: أرفقته أي نفعته.

والرفيق أيضا المرافق في السفر، فهو يطلق على غير الله –عز وجل- والجمع الرفقاء وقد يكون الرفيق أيضا واحدا وجمعا مثال الصديق قال الله تعالى: } وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً{ [النساء: 69] ، والرفيق أيضا ضد الأخرق فهو مشترك قال غيره: وأصل الرفق الاحتيال لإصلاح الأمور وإتمامها، والله تعالى عن ذلك ما يليق بجلاله سبحانه فهو الرفيق أي الكثير الرفق وهو اللين والسهل، وضده العنف وهو التشديد والتصعيب، وقد يجيء الرفق بمعنى الإرفاق وهو الإعطاء؛ إذ هو الميسر والمسهل لأسباب الخير محلها و المعطي لها وأعظمها تيسير القرآن للحفظ ولولاه ما قال: } وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} [القمر: 32]، ما قدر على حفظه أحد فلا تيسير إلا بتيسيره، ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره، وقد يجيء الرفق أيضا بمعنى التمهل في الأمور والتأني فيها، يقال منه رفقت الدابة أرفقها إذا اشددت عضدها لتبطئ في مشيها.

وعلى هذا يكون الرفيق في حق الله تعالى بمعنى الحليم، فإنه لا يعجل بعقوبة العصاة ليتوب من سبقت له الشقاوة.

وقال الخطابي: قوله: إن الله رفيق معناه ليس بعجول، وإنما يعجل من يخاف الفوت. فأما من كانت الأشياء في قبضته وملكه فليس يعجل فيها.

وأما قوله: يحب الرفق أي يحب ترك العجلة في الأعمال والأمور، وقد تقدم هذا في اسمه الحليم، فينبغي لكل مسلم أن يكون رفيقا في أموره وجميع أحواله غير عجل فيها، فإن العجلة من الشيطان، فمن تعجل لا تفارقه الخيبة والخسران، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة"
.