أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها
11-07-2009, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لازلنا مع سلسلة زوجات النبي عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهن أجمعين أمهاتنا وأمهات جميع المؤمنين واليوم مع :


أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة القرشية - رضي الله عنها -

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد : ــ

نسبها : هي أم المؤمنين " سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن ودّ بن نصر بن مالك بن حِسْـل بن عامر بن ربيعة القرشية - رضي الله عنها - " .

أمها : هي الشموس بنت قيس بن عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أم عبد المطلب .

زوجها قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هو السكران بن عمرو بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حِسْـل بن عامر- رضي الله عنه -.
أسلم معها وهاجرا إلى الحبشة في الهجرة الثانية ، قال موسى بن عقبة ، وأبو معشر : أنه مات بالحبشة ، وأما ابن اسحق والواقدي فقالا : أنه مات بمكة قبل الهجرة إلى المدينة – والله أعلم . ولها منه خمس أبناء أو ست .

تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - في الشهر الذي ماتت فيه السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - ، وذلك في العاشر من رمضان من السنة الثالثة قبل الهجرة ، فكانت أول نسائه بعدها - رضي الله عنهن - .

وكان صداقها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أربعمائة درهم .

وانفردت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ثلاث سنوات قبل أن يتزوج السيدة عائشة - رضي الله عنها - .

كنيتها : أم الأسود .

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( ما رأيت امرأة أحب إليّ أن أكون في مسْـلاخها من سودة بنت زمعة ، من امرأة فيها حدّة ، قالت : فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة ، قالت : يا رسول الله ! قد جعلت يومي منك لعائشة ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم لعائشة يومين : يومها ويوم سودة ) [ أخرجه مسلم 1463 ] .

أن أكون في مسلاخها : أي أن السيدة عائشة - رضي الله عنها - تمنّت أن تكون في مثل هَدْيها وطريقتها .

كانت السيدة سودة - رضي الله عنها - امرأة جليلة نبيلة وقافة عند حدود الله - تبارك وتعالى – طائعة لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فعن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام ، فقال سعد : هذا يا رسول الله بن أخي عتبة بن أبي وقاص ، عهد إلي أنه ابنه ، انظر إلى شبهه ، وقال عبد بن زمعة : أخي ولد على فراش أبي من وليدته ، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شبهه ، فرأى شبها بينا بعتبة ، فقال : هو لك يا عبد ، الولد للفراش ، وللعاهر الحَجَََر ، واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة ، فلم ير سودة قط ) [ قال الشيخ الألباني : صحيح ] انظر : [ سنن النسائي 6/180 رقم 3484 ]

وكانت امرأة جسية تعرف من بين النساء : فعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كانت سودة بنت زمعة امرأة جسيمة ، فكانت إذا خرجت لحاجتها بالليل أشرفت على النساء ، فرآها عمر بن الخطاب فقال : انظري كيف تخرجين ، فإنك والله ما تخفين علينا إذا خرجت ، فذكرت ذلك سودة لنبي الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده عرق فما رد العرق من يده حتى فرغ الوحي فقال : إن الله قد جعل لكن رخصة أن تخرجن لحوائجكن ) انظر : [ صحيح ابن خزيمة 1/ 32 رقم 54 ] .

وعن عائشة - رضي الله عنها - : (أن سودة بنت زمعة كانت امرأة ثبطة ، فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تدفع من جمع قبل دفعة الناس ، فأذن لها ) قال الشيخ الألباني : صحيح . انظر : [ سنن ابن ماجة 2/ 1007 رقم 3027 ] .

أن تدفع من جمع : أي استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أن تدفع ليلة مزدلفة قبل ازدحام الناس .

ولما كبرت وهبت يومها للسيدة عائشة - رضي الله عنهن - رعاية لقلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبتغي بذلك رضاه . فـكانت مثالا رائعا للمرأة المؤمنة التي تميّــزت برجاحة عقلها ، وبُعد نظرها : فعن هشام بن عروة عن أبيه قال : قالت لي عائشة - رضي الله عنها - كان لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا ، وكان قلّ يومٌ وهو يطوف علينا جميعا ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس ، حتى يبلغ إلى التي هو يومها ، فيبيت عندها ، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ! يومي لعائشة ، فقبل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها وفي ذلك أنزل الله - تعالى - في أشباهها - أراه قال - : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا } ] ( قال الشيخ الألباني : حسن صحيح ) انظر : [ سنن أبي داود 2/242 رقم 2135 ] و[ السلسلة الصحيحة 1479 ] .

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت في قوله - عز وجلّ - : { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا } : نزلت في المرأة تكون عند الرجل ، فلعله أن لا يستكثر منها ، وتكون له صحبة وولد ، فتكره أن يفارقها ، فتقول له : أنت في حلٍّ من شأني ) [ مختصر صحيح مسلم 2134 ] .

وعن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها ، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة ) قال الشيخ الألباني : صحيح . انظر: [ سنن ابي داود 2/243 رقم 2130 ] .

رضي الله عن السيدة سودة بنت زمعة وأرضاها ، بنظرها الثاقب نظرت إلى ما هو أبعد من متاع دنيوي قليل زائل ، لعلمها أن ما عند الله - تبارك وتعالى - خير وأبقى ، فجاهدت النفس في رضا الله - تبارك وتعالى - ، ورضا وسعادة زوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكانت مثالا للمرأة الصابرة المحتسبة التي ترجو الله - تعالى - والدار الآخرة .




أين النساء اليوم منها - إلا من رحم - ؟؟

لقد قدمت ما يحبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رغبتها ، وآثرته على نفسها ، فحرصت على أن تبقى زوجا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة ، وأماً من أمهات المؤمنين ، لتبعث يوم القيامة زوجا له ، ولم يثبت أنه طلقها - فهنيئا لها - .


روت السيدة سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة أحاديث .

انظر كتاب : [ عناية النساء بالحديث النبوي ، للشيخ مشهور حسن - حفظه الله تعالى - . ص ( 57 – 5 8 ) ] .

[أخرج البخاري في تاريخه 1/49 ـ 50] أنها ماتت بالمدينة في آخر خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - ،

وجعل الفردوس الأعلى مأواهما ، وجمعنا بهما في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

وكتبته : أم عبد الله نجلاء الصالح

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني – رحمه الله تعالى - .

نقلها اخوكم منتصر
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك
وجميع سخطك