تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المنصور
المنصور
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 02-04-2009
  • المشاركات : 1,220
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • المنصور is on a distinguished road
الصورة الرمزية المنصور
المنصور
عضو متميز
ابن تيميّة
05-05-2009, 09:43 PM
ابن تيميّة
1263-1328م

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله، تقي الدين أبو العباس، الملقب بشيخ الإسلام. هو أحد علماء المسلمين. ولد في حران وهي بلدة تقع في الشمال الشرقي من بلاد الشام في جزيرة ابن عمرو بين دجلة والفرات. وحين استولى المغول على بلاد حران وجاروا على أهلها، انتقل مع والده وأهله إلى دمشق سنة 667هـ فنشأ فيها وتلقى على أبيه وعلماء عصره العلوم المعروفة في تلك الأيام. كانت أمه تسمى تيمية وكانت واعظة فنسب إليها وعرف بها. وقدم مع والده إلى دمشق وهو صغير. قرأ الحديث والتفسير واللغة وشرع في التأليف من ذلك الحين.
بَعُدَ صيته في تفسير القرآن وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول و المنقول.
نشأ ابن تيمية في دمشق وترعرع فيها. وكانت مدينة دمشق مركزًا من مراكز العلم الكبرى. فقد كان فيها ما لا يقلّ عن ثلاثين مدرسة يطلب فيها الناس العلوم الشرعية واللغوية. وقد تعلّم ابن تيمية الخط والحساب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الفقه والعربية وبرع في النّحو ثم أقبل على التفسير إقبالاً كليًا، وأحكم أصول الفقه، وهو لم يبلغ واحدًا وعشرونًا عامًا. وكان قد عرف واشتهر وقضى في دمشق حياته كلّها إلاّ سبع سنوات قضاها في مصر. في هذه السنوات السّبع سُجِنَ مرّتين: الأولى بسبب تحامل العلماء المصريين عليه، والثانية بسبب تهجّمه على الصوفية. وفي دمشق سُجِنَ ابن تيمية في القلعة مرّتين: الأولى كانت قصيرة الأمد والثانية دامت سنتين وبعض السّنة. وفي سجنه كتب قسمًا كبيرًا من رسائله ومؤلّفاته، ولكن في الشهور الأخيرة من سجنه الأخير أخذت السّلطات منه كُتُبَه ومنعت عنه الورق والحبر لأنّها أرادت أن تحول دونه ودون توضيح آرائه. وقد اغتمّ لذلك ومرض وانتقل إلى رحمة ربّه سنة 728هـ.
كان ابن تيمية فقيهًا عالمًا، وكان يصدر فتاواه في كلّ شأنٍ سُئِلَ عنه. لكنّ المُهم في الرّجل ليس علمه وفقهه فحسب، بل جرأته في الحقّ. وقد نصّب نفسه خصمًا لكلّ ما من شأنه أن يمسّ جوهر الإسلام، وكلّ مَن يقول بذلك. فالفلاسفة والباطنية والصوفية والمشبهة والمجسمة كانوا في رأيه مؤذين للتعاليم الإسلامية، فخاض ضدّهم حربًا عوانًا بقلمه ووعظه وتفسيره ومجالسه العلميّة.
لكن ابن تيميّة لم يكن ناقدًا سلبيًا، بل كان في أعماله بنّاءً إيجابيًا. والقاعدة التي انطلق منها أنّ الأمة وُجِدَت لكي تتمّ إرادة الله، وإرادة الله أظهرها وَحيًا في القرآن الكريم وحديثًا على لسان النبي. وإذن فالنّص والسُّنة هُما ما يجب أن يُتَّبَع بالنسبة إلى جماعة المؤمنين. وتشدّد في قضية التوحيد والوحدانية تفسيرًا وإرشادًا. ذلك بأن بعض الفِرَق التي كانت موجودة في الشرق العربي وقتها كانت فيها دعوة إلى الحلول أو الشرك أو الوساطة، فكانت دعوته إلى الوحدانية قوية حارة.
كان يدعو إلى نشر العدل والوقوف ضد الظلم، ولم يخفِ هذه الدعوة بل جهر بها، وهذا ما عرّضه للنّقمة أمام أصحاب السلطان والنفوذ.
وإذا كانت كُتب ابن تيمية الفقهيّة والكتب المُتعلّقة بالعقيدة وخاصةً الفتاوى كبيرة، فلإبن تيمية رسائل صغيرة هي في القمة من علم السياسة العملي مع الحفاظ على الأسس الإسلامية، أهمها رسالته في السياسة الشرعية ورسالته في الحسبة.
كان ابن تيمية سلفيّاً، لكنّه كان سلفيًا مصلحا قويًا في دعوته، شديدًا في إلحاحه إلى الحق والعدل، مُتشدّدا في أن يكون الإيمان صحيحًا صريحًا خاليًا من الشوائب، أي إنّه كان إمام السّلفيين، ولُقّب بـ"شيخ الإسلام".
أهم كتبه: منهاج السنة، درء تعارض العقل والنقل، اقتضاء الصراط المستقيم، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، الصارم المسلول على شاتم الرسول، الفتاوى الكبرى، مجموع فتاوى ابن تيمية، السياسة الشرعية في صلاح الراعي والرعية.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية moussa16
moussa16
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 30-08-2008
  • المشاركات : 4,241
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • moussa16 will become famous soon enough
الصورة الرمزية moussa16
moussa16
شروقي
رد: ابن تيميّة
05-05-2009, 09:47 PM
رحم الله شيخ الإسلام و طيب ثراه
قاهره الصوفية والقبورية والمبتعدة والراوافض الملاعين
بإختصار رحم الله مجدد الإسلام
بارك أخي عن النقل الطيب
حين تموت الأسود ترقص الكلاب على أجسادها
لكن تبقى الأسود أسوداً و تبقى الكلاب كلاباً


أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
  • ملف العضو
  • معلومات
oussama abid
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 23-04-2009
  • الدولة : بئر العاتر ولاية تبسة
  • العمر : 33
  • المشاركات : 21
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • oussama abid is on a distinguished road
oussama abid
عضو مبتدئ
  • ملف العضو
  • معلومات
Hamid.R
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 28-02-2009
  • الدولة : DZ
  • المشاركات : 811
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • Hamid.R is on a distinguished road
Hamid.R
عضو متميز
رد: ابن تيميّة
21-09-2009, 12:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخي المنصور على الترجمة القيّمة ورحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية ولي اضافة بسيطة الى ما ذكرت بعد إذنك

قال تلميذه محمد بن أحمد بن عبد الهادي فيما جمع لترجمته بكتابه المعنون بـ " العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية " :
هو الشيخ الإمام الرباني ، إمام الأئمة ، ومفتي الأمة ، وبحر العلوم ، سيدالحفاظ وفارس المعاني والألفاظ ، فريد عصره ، وقريع الدهر ، شيخ الإسلامبركة الأنام وعلامة الزمان ، وترجمان القرآن ، علم الزهاد وأوحد العباد ،قامع المبتدعين ، وآخر المجتهدين ، تقي الدين أبو العباس :
أحمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين ، أبي المحاسن عبد الحليم ، ابنالشيخ الإمام العلامة ، شيخ الإسلام ، مجد الدين أبي البركات بن علي ابنعبد الله بن تيمية الحراني نزيل دمشق ، وصاحب التصانيف التي لم يسبق إلىمثلها .
ولد شيخنا بحران يوم الإثنين عاشر ــ وقيل ثاني عشر ــ شهر ربيع الأول 661 هـ إحدى وستين وستمائة ، وسافر به والده وبإخوانه إلى الشام عن جَورالتتار ، فساروا بالليل ومعهم الكتب على عجلة ، لعدم الدواب ، فكاد العدويلحقهم ، فوقفت العجلة فابتهلوا لله واستغاثوا به فنجوا وسلموا .
قدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين وستمائة ، فسمعوا من الشيخ زين الدينأحمد بن عبدالدائم بن نعمة المقدسي جزء بن عرفة كله ، ثم سمع شيخنا الكثيرمن ابن أبي اليسر والكمال بن عبد ، والمجد بن عساكر وأصحاب الخشوعي ،وجماعة .وسمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات . وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء ، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير .
وعنى بالحديث وقرأ ونسخ ، وتعلم الخط والحساب في المكتب ، وحفظ القرآنوأقبل على الفقه وقرأ العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها وأخذ يتأمل كتابسيبويه حتى فهم في النحو ، وأقبل على التفسير إقبالا كليا ، حتى حاز فيهقصب السبق ، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك .
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة .فانبهر أهل دمشق من فرط ذكائه ، وسيلان ذهنه ، وقوة حافظته ، وسرعة إدراكه .
وقال الذهبي رحمه الله :
نشأ رحمه الله في تصون تام وعفاف وتألُّه وتعبد ، واقتصاد في الملبسوالمأكل وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ، ويناظر ويفحم الكبار ،ويأتي بما يتحير منه اعيان البلد في العلم .
فأفتى وله تسع عشرة سنة ، بل أقل وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت ،وأكب على الإشتغال ، ومات والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم ، فدرسبعده بوظائفه ، وله إحدى وعشرون سنة ، واشتهر أمره ، وبعد صيته في العالم، وأخذ في تفسير الكتاب العزيز في الجمع على كرسي من حفظه ، فكان يوردالمجلس ولا يتلعثم ، وكذا كان الدرس بتؤدة وصوت جَهُوري فصيح .
كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك ، رأسا في عرفة الكتاب والسنة والإختلاف، بحرا في النقليات ، هو في زمانه فريد عصره علما وزهدا وشجاعة وسخاء ،وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ، وكثرة تصانيف . تقدم في علم التفسيروالأصول وجميع علوم الإسلام : أصولها وفروعها ، ودقها وجلها ، سوى علمالقراءات .
فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه ، وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق ،وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا ، وسرد وأبلسوا ، واستغنى وأفلسوا .وإن سمي المتكلمون فهو فردهم ، وإليه مرجعهم .وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيّسهم ، وهتك استارهم وكشف عوارهم .
وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة ، وهو أعظم من أن يصفه كلمي ،أو ينبه على شأوه قلمي ، فإن سيرته وعلومه ومعارفه ، ومحنه وتنقلاته ،تحتمل أن ترصع في مجلدتين ، وهو بشر من البشر ، له ذنوب ، فالله تعالىيغفر له ويسكنه أعلى جنته ، فإنه كان رباني الأمة ، وفريد الزمان ، وحامللواء الشريعة ، وصاحب معضلات المسلمين ، وكان رأسا في العلم .

ومن طريف ما يروى عن المام الشيخ باللغة العربية والنحو انه حين قدم الى مصر والتقى بأبي حيان وكان ابي حيان يمدح شيخ الاسلام مدحا عظيما فتنازع الرجلان في مسألة نحوية فاستدل عليه ابن حيان وقال ان سيبويه قال في كتاب له كذا وكذا تأييدا لقوله فقال شيخ الاسلام وهل سيبويه نبي النحو؟ لقد غلط في كتابه في ثمانين موضعا لا تعرفها انت ولا سواك فعاداه اشد العداوة ووضع فيه قصيدة في ذمّه وهجائه رحمها الله.
لتحميل مقطع صوتي للقصة بصوت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
اضغط هنا

كانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ، ومعرفة بفنون الحديثوبالعالي والنازل ، وبالصحيح والسقيم ، مع حفظه لمتونه الذي انفرد به ،فلا يبلغ أحد في العصر رتبته ، ولا يقاربه .
وهو عجب في استحضاره ، واستخراج الحجج منه ، وإليه المنتهى في عزوه إلىالكتب الستة والمسند ، بحيث يصدق عليه أن يقال : " كل حديث لا يعرفه ابنتيمية فليس بحديث " . ولكن الإحاطة لله ، غير أنه يغترف من بحر ، وغيره منالأئمة يغترفون من السواقي .
وله في استحضار الآيات من القرآن ــ وقت اقامة الدليل بها على المسألة ــقوة عجيبة . ولفرط امامته في التفسير وعظمة اطلاعه يبين خطأ كثير من أقوالالمفسرين ، ويوهي أقوالا عديدة ، وينصر قولا واحدا موافقا لما دل عليهالقرآن والحديث .
وله أيضا باع طويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين ، وقل أن يتكلم فيمسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الأربعة . وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة ،وصنف فيها ، واحتج لها بالكتاب والسنة .
وله الآن عدة سنين لا يفتي بمذهب معين ، بل بما قام عليه الدليل عنده .
ولقد نصر السنة المحضة ، والطريقة السلفية ، واحتج لها ببراهين ومقدماتوامور لم يسبق إليها . وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون ، وهابوا، وجسر هو عليها ، حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام ، قيام لا مزيدعليه ، وبدَّعوه ، وناظروه ، وكابروه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي ، بليقول الحق المر الذي أداه إليه اجتهاده ، وحدة ذهنه وسعة دائرته في السننوالأقوال .
مع ما اشتهر عنه من الورع وكمال الفكرة وسرعة الإدراك والخوف من الله ،والتعظيم لحرمات الله . فجرى بينه وبينهم حملات حربية ، ووقائع شاميةمصرية ، وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحدة فينجيه الله .
فإنه دائم الإبتهال ، كثير الإستغاثة قويُّ التوكل ثابت الجأش ، له أوراد وأذكار يدمنها بكيفية وجَعِيّة .
وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء ، ومن الجند والأمراء ، ومنالتجار والكبراء ، وسائر العامة تحبه ، لأنه منتصب لنفعهم ليلا ونهارابلسانه وقلمه .
وأما شجاعته فبها تضرب الامثال ، وببعضها يتشبه أكابر الأبطال . فلقداقامه الله في نوبة غازان ، والتقى أعباء الامر بنفسه ، وقام وقعد وطلعوخرج ، واجتمع بالملك مرتين ، وبقطلو شاه ، وببولاي ، وكان قبجق يتعجب منإقدامه وجراته على المغول .
وله حدة قوية تعتريه في البحث ، حتى كأنه ليث حرب .
وهو أكبر من ان ينبه مثلي على نعوته . فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفتاني ما رأيت بعيني مثله . ولا والله ما رأي هو مثل نفسه في العلم.

قال ابن عبدالهادي :
ما فعله الشيخ رحمه الله في نوبة غازان من جميع أنواع الجهاد ، وسائرأنواع الخير : من إنفاق الأموال ، وإطعام الطعام ، ودفن الموتى ، وغير ذلك : معروف مشهور .
ثم بعد ذلك بعام ، سنة سبعمائة لما قدم التتار إلى أطراف البلاد ، وبقىالخلق في شدة عظيمة ، وغلب على ظنهم أن عسكر مصر قد تخلوا عن الشأم ، ركبالشيخ ، وسار على البريد إلى الجيش المصري في سبعة أيام .
ودخل القاهرة في اليوم الثامن : يوم الإثنين حادي عشر جمادي الأولى ،وأطلاب المصريين داخلة ، وقد دخل الملك الناصر . فاجتمع بأركان الدولة ،واستصرخ بهم وحضهم على الجهاد ، وتلا عليهم الآيات والأحاديث ، وأخبرهمبما اعد الله للمجاهدين من الثواب . فاستفاقوا وقويت هممهم ، وأبدوا لهالعذر في رجوعهم ، مما قاسوا من المطر والبرد منذ عشرين . ونودي بالغزاة ،وقوي العزم ، وعظموه ، واكرموه ، وتردد الأعيان إلى زيارته .
واجتمع في هذه السنة الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ، وسمع كلامه ، وذكر انهم سألوه بعد انقضاء المجلس فقال : هو رجل حُفظة .
وقيل له : فهلا تكلمت معه ؟ ، فقال : هذا رجل يحب الكلام ، وأنا أحب السكوت . ولقد أخبرني الذهبي عن الشيخ رحمه الله أنه أخبره أن ابن دقيق العيد قال له بعد سماع كلامه : ما كنت أظن ان الله بقى يخلق مثلك .
وفي اليوم السابع والعشرين من شهر جمادي المذكور وصل الشيخ إلى دمشق على البريد .
وقال بعض القدماء من أصحابه :
كنت إذا اجتمعت به في ختم أو مجلس ذكر خاص مع أحد المشائخ المذكورين ،وتذاكروا وتكلم مع حداثة سنه أجد لكلامه صولة في القلب ، وتأثيرا فيالنفوس ، وهيبة مقبولة ، ونفعا يظهر أثره وتنفعل له النفوس التي سمعتهأياما كثيرة بعقبه ، حتى كان مقاله بلسان حاله ، وحاله ظاهر في مقاله . شهدت ذلك منه غير مرة .
قال ابن عبد الهادي :

ثم لم يبرح شيخنا رحمه الله في ازدياد من العلوم وملازمة الاشتغالوالإشغال ، وبث العلم ونشره ، والاجتهاد في سبل الخير ، حتى انتهت إليهالإمامة في العلم والعمل ، والزهد والورع ، والشجاعة والكرم والتواضعوالحلم والإنابة والجلالة والمهابة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وسائر أنواع الجهاد ، مع الصدق والعفة والصيانة ، وحسن القصد والإخلاص ،والإبتهال إلى الله وكثرة الخوف منه ، وكثر المراقبة له وشدة التمسكبالأثر ، والدعاء إلى الله وحسن الأخلاق ، ونفع الخلق والإحسان إليهموالصبر على من آذاه ، والصفح عنه والدعاء له ، وسائر أنواع الخير .
وكان رحمه الله سيفاً مسلولا على المخالفين ، وشجى في حلوق الأهواءالمبتدعين ، وإماما قائما ببيان الحق ونصرة الدين ، وكان بحرا لا تكدرهالدلاء وحبرا يقتدي به الأخيار الألباء ، طَنَّـت بذكره الأمصار ،وضَنَّـت بمثله الأعصار .
قال الحافظ جمال الدين أبو الحجاج المِـزِّي :
ما رأيت مثله ، ولا رأى هو مثل نفسه ، وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ، ولا أتبع لهما منه .
وقال العلامة الزملكاني :
كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن ،وحكم أن أحدا لا يعرفه مثله . وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوامعه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك ولا يعرف أنهناظر أحدا فانقطع معه ، ولا تكلم في علم من العلوم ، سواء أكان من علومالشرع أم غيرها إلا فاق فيه اهله والمنسوبين إليه . وكانت له اليد الطولىفي حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين .
وعلق الزملكاني على كتاب ابن تيمية " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " :
ماذا يقول الواصفون له * * * وصفاته جلَّـت عن الحصر
هــو حجة لله قاهـــــــرة * * * هـو بيننا أُعجــوبة الدهــر
هو آية للخلق ظاهــــرة * * * أنـوارها أرْبت عــلى الفجر

وقال الذهبي عن كتابه هذا :
سمع جميع هذا الكتاب على مؤلفه شيخنا الإمام العالم العلامة الأوحد شيخالإسلام ، مفتي الفرق قدوة الأمة أعجوبة الزمان بحر العلوم ، حبر القرآنتقي الدين سيد العباد : أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحرانيرضي الله عنه .
وقال عنه الحافظ فتح الدين أبو الفتح بن سيد الناس :
ألفيته ممن أدرك من العلوم حظأً ، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظا .
إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته ، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته ،أو ذكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته ، أو حاضر بالنِّحَل والملل لميُـر أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من درايته .
برز في كل فن على أبناء جنسه ، ولم ترى عين من رآه مثله ، ولا رأت عينهمثل نفسه . كان يتكلم بالتفسير فيحضر مجلسه الجم الغفير ، ويردون عن بحرعلمه العذب النمير ، ويرتعون من ربيع فضله في روضه وغدير ، إلى أن دب إليهمن أهل بلده داء الحسد ، وألَّـب أهل النظر منهم على ما ينتقد عليه فيحنبليته من امور المعتقد فحفظوا عنه في ذلك كلاما ، أوسعوه بسببه ملاما ،وفوقوا لتبديعه سهاما ، وزعموا أنه خالف طريقهم ، وفرق فريقهم ، فنازعهمونازعوه ، وقاطع بعضهم وقاطعوه ، ثم نازع طائفة أخرى ينتسبون من الفقر إلىطريقة ، ويزعمون أنهم على ادق باطن منها وأحلى حقيقة ، فكشف تلك الطرائقوذكر لها ــ على ما زعم ــ بوائق ، فآضت إلى الطائفة الأولى من منازعيه ،واستعانت بذوي الضغن عليه من مقاطعيه ، فوصلوا بالأمراء أمره ، وأعمل كلمنهم في كفره فكره ، فكتبوا محاضر ، وألبوا الرويبضة للسعي بها بينالأكابر ، وسعوا في نقله إلى حاضرة المملكة بالديار المصرية ، فنقل وأودعالسجن ساعة حضوره ، واعتقل .
وعقدوا لإراقة دمه مجالس ، وحشدوا لذلك قوما من عمَّار الزوايا وسكانالمدراس من محامل في المنازعة ، مخاتل بالمخادعة ومن مجاهر بالتكفير مبارزبالمقاطعة ، يسمونه ريب المنون﴿ وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ﴾وليس المجاهر بكفره بأسوأ حالا من المخاتل ، وقد دبَّت إليه عقارب مكره ،فرد الله كيد كل في نحره ، فنجاه على من اصطفاه والله غالب على أمره .
ثم لم يخل بعد ذلك من فتنة بعد فتنة ، ولم ينتقل طول عمره من محنة إلىمحنة ، إلى أن فُوِّض أمره لبعض القضاة فقلد ما تقلد من اعتقاله ، ولم يزلبمحبسه ذلك إلى حين ذهابه إلى رحمة الله تعالى وانتقاله ، وإلى الله ترجعالأمور وهو المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
وكان يومه مشهودا ضاقت بجنازته الطريق وانتابها المسلمون من كل فج عميق ،يتبركون بمشهده يوم يقوم الأشهاد ، ويتمسكون بشرجعه حتى كسروا تلك الأعواد، وذلك في ليلة العشرين من ذي القعدة سنة ( 728 ) ثمان وعشرين وسبعمائةبقلعة دمشق المحروسة اهـ .
وقال عنه علم الدين البرزالي في معجم شيوخه :
قرأ الفقه وبرع فيه والعربية والأصول ، ومهر في علمي التفسير والحديث . وكان إماما لا يلحق غباره في كل شيء ، وبلغ رتبة الإجتهاد واجتمعت فيهشروط المجتهدين ، وكان إذا ذكر التفسير بُهت الناس من كثرة محفوظه وحسنإيراده ، وإعطائه كل قول ما يستحقه من الترجيح والتضعيف والإبطال ، وخوضهفي كل علم كان الحاضرون يقضون منه العجب ، هذا مع انقطاعه إلى الزهدوالعبادة والإشتغال بالله تعالى والتجرد من أسباب الدنيا ، ودعاء الخلقإلى الله تعالى .
وكان يجلس في صبيحة كل جمعه على الناس يفسر القرآن العظيم فانتفع بمجلسهوبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته ، وصفاء ظاهره وباطنه ، وموافقة قولهلعمله ، وأناب إلى الله خلق كثير .ــ قال الذهبي : وفسر كتاب الله مدةسنتين من صدره أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء ــ
وجرى على طريقة واحدة من اختيار الفقر والتقلل من الدنيا رحمه الله تعالى ، ورد ما يفتح به عليه .

رحم الله امامنا وادخله فسيح جناته


منقول بتصرف بسيط

تحميل محاضرة جميلة ماتعة لسيرة الشيخ ابن تيمية رحمه الله وطيّب ثراه : اضغط هنا


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المنصور
المنصور
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 02-04-2009
  • المشاركات : 1,220
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • المنصور is on a distinguished road
الصورة الرمزية المنصور
المنصور
عضو متميز
رد: ابن تيميّة
21-09-2009, 02:53 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamid.r مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله



منقول بتصرف بسيط


تحميل محاضرة جميلة ماتعة لسيرة الشيخ ابن تيمية رحمه الله وطيّب ثراه : اضغط هنا

تقبل الله منا ومنكم
بارك الله فيك اخي عبد الحميد على هاته الاضافة ...
بالمناسبة هنا كتاب لفضيلة الشيخ عبد الله صالح الغصن يفند فيه دعاوي المناوئين لشيخ الاسلام كالقول بالجهة والتحيز والتشبيه و التجسيم والقول بحوادث لا أول لها اي قدم العالم وموقفه رحمه الله من آل البيت رضوان ربي عليهم كذا موفقه من شد الرحال الى المساجد وغيرها من شبه التي تثار حوله رحمه الله ....
وإذا أتتك مذمتي من ناقص*** فهي الشهادة لي بأني كامل

قال الامام احمد رضي الله عنه
*أنا لست صاحب كلام...وأنما مذهبي الحديث*
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية تقاة
تقاة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 03-07-2009
  • المشاركات : 2,169
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • تقاة is on a distinguished road
الصورة الرمزية تقاة
تقاة
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية icer
icer
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 29-01-2007
  • الدولة : DZ
  • المشاركات : 3,487
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • icer is on a distinguished road
الصورة الرمزية icer
icer
شروقي
رد: ابن تيميّة
05-11-2009, 03:11 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المنصور مشاهدة المشاركة
تقبل الله منا ومنكم
بارك الله فيك اخي عبد الحميد على هاته الاضافة ...
بالمناسبة هنا كتاب لفضيلة الشيخ عبد الله صالح الغصن يفند فيه دعاوي المناوئين لشيخ الاسلام كالقول بالجهة والتحيز والتشبيه و التجسيم والقول بحوادث لا أول لها اي قدم العالم وموقفه رحمه الله من آل البيت رضوان ربي عليهم كذا موفقه من شد الرحال الى المساجد وغيرها من شبه التي تثار حوله رحمه الله ....
السلام عليكم

هل تقصد يا أخي المنصور أن هذه "الشبهات" مدسوسة عليه و هو بريء منها
أو أن الشيخ صالح يبررها ؟؟؟

و لو تكرمت تدلنا على رابط الكتاب هذا نطلع عليه فربما ظلمنا بظلم من وثقنا فيهم الرجل.

"ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبامتزاجهما تتجلّى الحقيقة، فتتربّى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية"لبديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:34 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى