ربيكا.. الصمّاء البنغالية التي أسلم على يدها تسعة أشخاص
27-09-2016, 05:53 PM



أماني أريس



ماذا قدّمت أنا للإسلام؟ سؤال يطرحه كل مسلم غيور على دينه إذا ما قرأ قصة الصمّــاء المكافحــة "ربيكا حسين " التي أسلم على يدها تسعة أشخاص، ومازالت تواصل تبليغ الرسالة الإلهية بكل عزيمة وثقة.
ول
ماذا قدّمت أنا للإسلام؟ سؤال يطرحه كل مسلم غيور على دينه إذا ما قرأ قصة الصمّــاء المكافحــة "ربيكا حسين " التي أسلم على يدها تسعة أشخاص، ومازالت تواصل تبليغ الرسالة الإلهية بكل عزيمة وثقة.
ولدت ربيكا في بنغلاديش، وفي الثالثة من عمرها انتقلت مع عائلتها إلى أمريكا، وكانت والدتها قد اكتشفت أن ابنتها ليست طبيعية، لأنها لم تكن تنطق رغم بلوغها سنّها الثالثة، كما أنها لا تتجاوب معها عندما تناديها وتحاول محادثتها، فلازمها القلق وعرضتها على العديد من الأطباء، لكنّ كلامهم كان محبطا وأخبروها أنها ولدت صماء، ولا يمكنها أن تتكلم أو تسمع مهما حاولت معها.
وعندما بلغت العاشرة من عمرها؛ أحضر لها والدها مدرّسة لتعلمها لغة الإشارة التي يتخاطب بها الصم. فأصبحت تتقن جيدا لغة الإشارة وأيضا لغة التخاطب بتحريك الشفاه، وتزوجت ربيكا في بداية شبابها من رجل مسلم بإصرار منه، لأنّ والديها لم يكونا متحمسين لخوفهم من حدوث
دت ربيكا في بنغلاديش، وفي الثالثة من عمرها انتقلت مع عائلتها إلى أمريكا، وكانت والدتها قد اكتشفت أن ابنتها ليست طبيعية، لأنها لم تكن تنطق رغم بلوغها سنّها الثالثة، كما أنها لا تتجاوب معها عندما تناديها وتحاول محادثتها، فلازمها القلق وعرضتها على العديد من الأطباء، لكنّ كلامهم كان محبطا وأخبروها أنها ولدت صماء، ولا يمكنها أن تتكلم أو تسمع مهما حاولت معها.
وعندما بلغت العاشرة من عمرها؛ أحضر لها والدها مدرّسة لتعلمها لغة الإشارة التي يتخاطب بها الصم. فأصبحت تتقن جيدا لغة الإشارة وأيضا لغة التخاطب بتحريك الشفاه، وتزوجت ربيكا في بداية شبابها من رجل مسلم بإصرار منه، لأنّ والديها لم يكونا متحمسين لخوفهم من حدوث مشاكل في التواصل بينهما، لكنّه كان يحبها ومتمسكا بها، ووعدهم بتعلم لغة الإشارة حتى يتمكن من مخاطبتها دون إشكال، وبعد أخذ وردّ وافقت عائلة ربيكا على زواجهما.
ويقول زوج ربيكا أنها لم تكن في مراهقتها متديّنة، بل كانت متأثرة بالبيئة الأمريكية، غير أنها لم تكن تشرب الخمر أو تتردد على النوادي، قبل أن تنتبه إلى ذلك الصوت المنادي في غياهب روحها، لقد كانت تبحث عن استقرارها النفسي وعادت إلى مرفإ الإسلام تنهل من تعاليمه السمحة وتحاول التفقه فيه قدر المستطاع، من خلال قراءتها للقرآن الكريم وتفسيره، والعديد من الكتب الدينية، وترددها الدائم على المساجد، لكنها صادفت مشكلة عدم وجود مترجمين لخطب الإمام والصلاة والقرآن الكريم بلغة الإشارة، فتحسرت كثيرا وقررت أن ترافع من أجل هذا المطلب، حيث تقول صديقتها "ساندرا" – عضو في منظمة الخدمات الدولية للصّم- أنها كانت تسافر كل جمعة لمدة عامين إلى مسجد " أي أن تي " وتطالبهم وتترجاهم بتوفير مترجم للصم.
وبدأت رحلة ربيكا مع الدعوة إلى الله من حادثة ارتداد سبعة من أصدقائها الصم عن دين الإسلام رغم اِنتسابهم لعائلات مسلمة، بسبب عدم قدرتهم على التواصل مع الناس، فلجؤوا إلى الكنيسة بحثا عن الإشباع الروحي، لأن الكنائس تتوفر على مترجمين يتقنون لغة الإشارة، وهو الأمر الذي أحزنها كثيرا، فقررت أن تتحرك وتبذل مجهودها لتعيدهم إلى دين الإسلام، وراحت تدعوهم وتلقنهم كل ما تعلمته من سور قرآنية وأحاديث نبوية وأحكام شرعية، وقد كللت جهودها بالنجاح خاصة بعد إنشاء منظمة الخدمات الدولية للصم وضعاف السمع، التي تعمل على تعريف هذه الشريحة بدين الإسلام، ودعوتهم لاعتناقه، وتسعى ربيكا جاهدة هي وصديقتها ساندرا على تطوير لغة عالمية بالإشارة و باللغة العربية من أجل تعليم الصم المسلمين.
وتؤكد ربيكا أنها وُفّقت بفضل الله وعونه في إعادة أصدقائها السبعة إلى اِعتناق دين الحق، كما أنها تواصل جهودها الدعوية مع شخصين في كندا وتشعر أنّهما اقتنعا بالإسلام عازمة على دعوتهما لنطق الشهادة في مركز المنظمة، وعن طريقتها في الدعوة وأسلوبها في إقناع غير المسلمين لاعتناق الإسلام؛ تقول ربيكا أن لغة الإشارة قوية ومؤثرة جدا، فالناس ينبهرون بالأحاسيس المرئية، ويتأثرون بها، وأعينهم تركز على حركات البدن والوجه، فيشعرون بالحماس الداخلي وتقشعر ابدأنهم، وتقول أن أكثر ما تأثرت به من سور القرآن الكريم هي سورة الفاتحة، لذلك تقرؤها دائما على غيرها من الصم الذين تلتقي بهم من كل أنحاء العالم بلغة الإشارة؛ فتراهم يخشعون معها حد البكاء.