طفلة إثيوبية متبناة في النمسا تدهش متبنيها
09-11-2007, 08:07 AM
كشف برنامج «تيما» (موضوع) الذي قدمه التلفزيون النمساوي أول من أمس، فصلا جديدا من فصول المأساة التي يمكن ان يعيشها اطفال من نوعية الاطفال الذين يرحّلون من بلادهم الى أوروبا، لأسباب عدة، منها ما قد يكون لأغراض انسانية ومنها ما يتضح انه مجرد تجارة.

وهزت المشاعر قصة الطفلة اسكادار الاثيوبية الاصل، النمساوية الجنسية منذ العام 2004. وبدأت القصة حين وصلت اسكادار ضمن بيعة قيمتها 10 آلاف يورو دفعتها عائلة نمساوية حرمت من الذرية، وكانت تبحث عن طفل تتبناه .

وكما هو المتبع في حالات كهذه، بحثت الاسرة عن منظمة توفر لها ذلك الطفل. وكان ان وجدت في منظمة «اسرة لك» ما تتمناه، إذ وفروا لها اسكادار، التي عملت الاسرة على تبنيها وتنشئتها على احسن وجه، ولكن.. رغم كل ما وفرته الاسرة من حنان معنوي ومادي، فإن الأمر لم يرق مطلقا لاسكادار. وكان اول ما نطقت به يوم تعلمت اللغة الالمانية: «اين أمي؟ اين أبي؟ اريد اهلي».

وفيما كانت الأم بالتبني تحكي للبرنامج، والدموع تنهمر من عينيها، كيف تعذر على الطفلة قبولهم كأسرة لها، وأنها ظلت تطالب كل الوقت بضرورة عودتها لأفريقيا، متمسكة، بلغة طفولية وإصرار لم تحد عنه. وكلما كبرت كبر اصرارها على ضرورة العودة، مدللة أنها، بلونها الاسود وشعرها وملامحها المختلفة، لا يمكن ان تكون واحدة منهم مطلقا. ولم تفلح معها كل المغريات وكل الحب والحنان الذي حاولوا اسباغه عليها.

من جانب آخر، وفيما كان البرنامج يدور حول مأساة تلك الاسرة التي تعلقت بالطفلة، كانت معالم مأساة الـ100 طفل الذين حاولت منظمة فرنسية تهريبهم أخيرا من مناطق قرى حدودية بين تشاد والسودان. وكان السؤال الاكبر على المتداخلين: كيف يمكن ان نحمي اطفال الفقر والحاجة من دون أن نمس كرامتهم الإنسانية؟

وذكرت الاسرة النمساوية ان كل ما قدمته للطفلة لم ينسها اهلها، لدرجة دفعتهم لإجراء كشف للتأكد من عمرها الحقيقي، وكيف انهم اكتشفوا ان عمر اسكادار يوم تسلموها كان أكبر من العمر الذي اخبرهم به الوسيط الذي اختارها من اثيوبيا، الأمر الذي زاد من صعوبة تأقلمها مع حياتها الجديدة، لدرجة اضطرت معها الأسرة اخيرا ان تفض وثيقة التبني، وتقوم بتسليم الطفلة أخيرا لتلك المنظمة التي نظمت اجراءات تبنيها.