رد: مذكرات ناجحة في البكالوريا
10-10-2009, 03:30 PM
الجزء الخامس ...
أتذكر ...كنا حوالي خمسة وعشرين طالبا في القسم قلة عددنا هاته ساعدت في أن نعرف بعضنا جيدا ونتعرف بشكل جيد ،كان لكل طالب شخصية مميزة و كاراكتير خاص به .
كنت أجلس في الطاولة الاولى من الصف الثاني ورائي كانت تجلس فتاة كانت فتاة خجولة ومجتهدة في الدراسة تراها تحسبها لا حول لها ولا قوة أما إذا غضبت فستنقلب نظرتك لها 180 درجة. إلى جانبها كانت تجلس أخرى هذه الفتاة بالتحديد كان بيني وبينها حساسية شديدة ولم نتفق يوما أنا وهي كانت غيورة حسودة تخفي كل شيئ في قلبها و تظهر غير ما تخفيه .
إلى الوراء قليلا كان يجلس فتى كان طوال السنة الأولى والثانية ثانوي مهملا غير عابئ بالدراسة لكنه خلال السنة ثالثة ثانوي تغير بشكل يثير العجب وصار أكثر جدا واجتهادا ونجح في ذلك فصار ينال علامات مميزة في الرياضيات والفيزياء لكنه بقي دائما عاجزا في المواد الأدبية سيما الفرنسية والانجليزية .
إلى جانبه كان يجلس زميله هذا كان الكلون يعني مهرج القسم، التهريج كامل من اختصاصو تقريبا ما كانش هدرة يهدرها ما تضحكش و ساعات نبقى النهار كامل تاع القراية ما نضحك غير عليه .
أتذكر كان مجتهدا في الدراسة لكن بصفة اقل من بوزيد زميله
أما مجموعة المشاغبين فدائما موجودة وأتصور في كل قسم ...من بين الذكريات التي أتذكرها يوما جلست أنا وزميلتي في آخر القسم تلك المرة أحسست وكانني انتقلت إلى عالم آخر... لم أكن ألحظه حينما كنت أجلس في الطاولة الأولى :هناك تتطاير أكياس الشمة والتي يلقبها التلاميذ ب اللاكتوز وذلك حتى لا ينتبه الاساتذة... ما إن يبدأ الأستاذ بالكتابة على السبورة حتى يخضر سقف القسم من كثرة الأكياس المتطايرة من جهة إلى جهةأخرى... كم هالني ذلك المنظر ولا زلت أبتسمُ كلما تذكرته...
كان رائد الطوايش في القسم شخص لم اعد أتذكر اسمه أتذكر يوما وضع للأستاذة دبوسا على مقعدها ثم ما إن جلست المسكينة حتى طارت فزعا وأطلقت صرخة مدوية معها انطلقت الضحكات المكتومة من كل جانب، ثم بدأت عملية التحقيق. غير أن لا أحد منا تجرأ على البوح بواضع الدبوس خوفا من عقاب البارون والذي كان صاحب تسمية اللاكتوز وهو المسؤول عن عملية توزيعها داخل القسم.
كذلك كانت هنالك مجموعة الفتيات اللواتي لا حول لهن ولا قوة ومنهن واحدة التي كنت أضنها بداية بكماء ،غير أنني اكتشفت فيما بعد أنها عكس ذلك بدليل صوتها الجهوري في الراحة وهي تجمع أخبار القيل والقال وتنتقل من فتاة إلى أُخرى .
ومنهن أخرى التي كانت دائمة الشجار مع الأساتذة خاصة أستاذ الفيزياء لأنها لا تفهم شيئا خلال حصته. المسكينة لم يكن يبالي بها أحد وكانت كلماتها في الفراغ دوما ...
كان في قسمنا ايضا نوع من التلاميذ الذين بالكاد أعرف أسماءهم فهم صامتون دوما لا يهشون ولا ينشون لا يشاركون ولا يتكلمون ..لا يتحركون ،بالضبط كالجماد حتى أننا في حال غيابهم وعد حظورهم بالكاد نلحظ ذلك .
كان أُستاذ الفلسفة أُستاذا خجولاً حينما يتحدث لا ينظر مع التلاميذ إنما ينظُر مع الجدران والنوافذ وغيرها ..في أول حصة لم أكن أعرف ذلك فاستغربت من ذلك ثم ملت إلى أسماء وقلت لها{ بالاك التلاميذ راهم معلقين في الحيوط وفي السقف ما راهمش كامل في القسم }آه وليتني ما قلت لها ذلك فقد انفجرت بضحكة مدوية أما أنا فاختنقت ضحكا ولم نشعر إلا والقسم كله يضحك دون أن يعرف السبب ،أما الأستاذ فقد امتعض قليلا لكنه لحسن الحظ لم يقل شيئا . هههه كم خجلت ذلك اليوم ....busted_red
أتذكر كان يدرس معنا تلميذ . في أحد الأيام المثلجة لم يأْت أيُ من الأساتذة سوى أستاذ الفيزياء ،ذهب هذا الفتى يجر الأستاذ جرا من يده ويحاول إدخاله إلى القسم وهو يقولْ’’ أربح أربح يا أستاذ أرواح تقرينا راهو ماكاين حتى واحد ’’
طبعا لم يكن ذلك حبا في الأستاذ ولا في حصصه ولا لأجل رؤية مئزر السباغيتي والمرق إنما بغرض الضحك واللهو أما الأستاذ فكان يبتسم كعادته لا حول له ولا قوة هههه مسكين.
° أما حينما يغيب استاذ من الأساتذة يتحول قسمنا إلى قاعة أفراح وذلك بسبب الأغاني المنبعثة من الهواتف النفالة وحتى من أجهزة الراديو طبعا نحن البنات ليس لنا مكان وسط ذلك الجو فنلوذ بالفرار فورا ونترك القسم والتلاميذ فيه بين راقص ومغني ..ولا يصفو الجو إلا بعد تدخل المراقب أو المدير.
°كم كنا ندخل إلى القسم فنجده فارغا تماما من المقاعد والطاولات فنبدأ رحلة السباق جريا نبحث عن طاولاتنا في الأقسام والمخابر... ترانا في كل جهة نجري هذا يحمل طاولة والاخر كرسي وهناك من لا يجد شيئا فلا يحضر الحصة إطلاقا .
° أذكر كان يدرسنا أستاذ فرنسية وحصته حكاية أخرى كان إذا دخل القسم توقف الجميع عن الحركة حتى الذبابة تخاف وتتوقف هههه... كان الوحيد الذي يفرض هيبته داخل القسم و أشجعنا من كان يرفع رأسه في حظوره... يال ذلك الأستاذ كم بث الرعب في نفوسنا التي جعلها ترتجف فور دخوله خاصة خلال أيام الفروض والامتحانات كان السعيد فينا من يتحصل على المعدل والشلق يطير حتى البارون كان يحضر درسه ويقرأ النص قبل حصة هذا الأستاذ حقا... الشبح مليح.bleh
يال تلك الأيام كم كانت ممتعة رغم أني لم أكن أحسها كذلك حينما كنت أعيشها ذكريات جميلة حقا كنا نعيشها وأتمنى منكم أيضا أن تشاركونا بها وتضعوها هنا حتى نتذكرها ونتبادلها معا ...
في الحلقة القادمة سنواصل الحديث عن الذكريات و سنرى كيف كنت
أفعل خلال أيام الفروض والامتحانات ...
التعديل الأخير تم بواسطة نور الملائكة ; 28-03-2010 الساعة 06:58 AM