رخص سياقة مزوّرة و20 مليونا عمولة لتهريب 24 قنطار من المخدرات!
07-11-2018, 05:07 AM




التمست النيابة العامة لدى محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الثلاثاء، عقوبة المؤبد في حق 9 متهمين بجنايات استيراد، حيازة، تخزين، نقل ووضع للبيع المخدرات بطريقة غير شرعية ضمن جماعة إجرامية منظمة، وجنحة التزوير واستعمال المزور لأحد المتهمين، ويتعلق الأمر بكمية تقدر بـ14 قنطارا، تم ضبطها في آخر عملية لهذه الشبكة في كل من حي الحمري لوهران ومنطقة بني صاف بولاية عين تموشنت.
وبحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن وقائع قضية الحال تعود إلى أفريل 2016، حيث ضبطت مصالح الأمن، كمية من المخدرات قدرها 795 كيلوغرام، في آخر عملية كانت المجموعة بصدد نقلها وتحويلها على متن شاحنة تبريد من وهران في اتجاه غرداية وحاسي مسعود، إلى جانب إجهاض مصالح الدرك محاولة تحويل 610 كيلوغرام أخرى تخص نفس الجماعة بولاية عين تموشنت على متن سيارة من نوع كونغو، ما يمثل 14 قنطارا من الحجوزات المضبوطة على مرحلتين متقاربتين زمنيا في المجموع.
وكشفت التحريات أن الأمر يتعلق بشبكة محترفة وخطيرة جدا كانت نفذت من قبل العديد من عمليات الاستيراد، نقل وتحويل المخدرات بطريقة غير شرعية انطلاقا من دولة المغرب، مرورا بولايات تلمسان وتموشنت ووهران، وإيصالها إلى ولايات بالجنوب الجزائري، وبحسب الملف الثقيل للقضية، فإن الحجم الإجمالي للمخدرات التي تم تمريرها في عمليات سابقة من طرف ذات الشبكة قبل تفكيكها، يقدر بأكثر من 24 قنطارا، إلى جانب اعتراف صريح من أحد عناصرها المدعو (م. رضوان) الذي ساعد الجهات المختصة في فضح أهم محطات العمليات الأخيرة، وكشف عن هوية ودور شركائه فيها، ووجود 5 عمليات نقل سابقة تمت من طرفه لصالح نفس الشبكة بحمولات مختلفة.

شرائح هاتفية مجهولة.. والتموين من المغرب
كما اتضح أن المجموعة الإجرامية كانت تستعين في اتصالاتها بين عناصرها بشرائح هواتف لأشخاص آخرين، أو ليس لها قاعدة معلومات لدى متعاملي الهاتف النقال، الأمر الذي صعب من مهمة إسقاطها.
وعن مصدر البضاعة، فقد قادت التحريات إلى أن المهربين كانوا يحصلون على التموين بمادة الكيف المعالج من المغرب عن طريق المدعو (خ. رشيد) الذي لا يزال في حالة فرار، فيما كان الرأس المدبر، المدعو (ح. محمد)، الذي ظل متخفيا تحت اسم الحاج محمد أمام شركائه، يتولى عن طريق الاتصالات الهاتفية، مهمة تنسيق عمل المجموعة والإشراف على متابعة مسار عمليات نقلها للمخدرات إلى أن يتم تسليمها في آخر محطة، كما يقوم بدفع المقابل المالي لكل الأطراف، حيث كان يكلف المدعو (م. رضوان)، (ب. ع. مصطفى)، (ب. محمد) بعمليات النقل، فيما يوكل عمليات تأمين الطريق لناقلي المخدرات إلى المدعو (ر. حسان)، (ع. عبد الفتاح) و(ب. أحمد ).
وقد اعترف المدعو (م. رضوان) بأن المدعو (ب. محمد) هو من اتصل به، ودعاه إلى نقل نحو 8 قناطير من المخدرات مقابل مبلغ قدره 20 مليون سنتيم سلمه له من طرف المدعو “الحاج” الذي قال عنه إنه هو صاحب البضاعة وكان يتصل به على طول الطريق، موضحا أن الانطلاقة تمت من أمام مقر المحكمة بندرومة، على متن شاحنة تبريد كان قد وضع له ذات الشخص مفتاحها فوق إحدى عجلاتها، كما منحه رخصة سياقة مزورة ومنتحلة الهوية، ثم طالبه بالتنقل بها إلى وهران للالتقاء بالمدعو (ب. مصطفى)، الذي كلف بقيادتها انطلاقا من ملعب 19 جوان بحي الحمري بوهران، وتسليمها للمدعو (ر. حسان) بولاية غرداية. وحاول باقي المتهمين إنكار علاقتهم بالشبكة وبالمخدرات المحجوزة، منهم المدعو “الحاج” الذي تمسك طيلة المحاكمة بالقول إنه كان يهرّب قطع غيار مقلدة وليس مخدرات، وكان يكلف أشخاصا بتأمين الطريق لنقلها بنجاح في مقابل مادي في حدود مليوني سنتيم، فيما ركزت النيابة العامة في مرافعتها على خطورة الشبكة المنظمة، خاصة على الاقتصاد الوطني، ملتمسة تسليط عقوبة المؤبد على كافة المتهمين.
خ. غ