رد: من أخلاق الرسول
24-03-2010, 11:39 PM
الخلق التاسع عشر :العدل
عرفه الجرجاني فقال :هو الأمر المتوسط بين الإفراط والتفريط
وقال الجاحظ: هو استعمال الأمور في مواضعها وأوقاتها ووجوهها ومقاديرها من غير سرف ولا تقديم ولا تأخير
وقال المناوي العدل ه_و فصل الحكومة علي مافي كتاب الله سبحانه وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم لا الحكم بالرأي بالمجرد
وقال الفيروزآبادي العدل هو القسط علي سواء
وينظر مسكويه نظرة فلسفية عميقة شاملة فيقول : العدل بأنه فضيلة للنفس تحدث من اجتماع الفضائل الثلاث الحكمة والشجاعة والعفة وذالك عند مسالمة هذه القوي الثلاث بعضها لبعض واستسلامها للقوة المميزة حتي لاتتغالب ولا تتحرك نحو مطالبها علي سوم طبائعها ويحدث الإنسان بها سمة يختار بها أبدا الإنصاف من نفسه أولا ثم الانصاف والانتصاف من غير وله .
والعدل عموما هو الوقوف مع الحق كما أمر الله ورسوله ول علي الوالدين والأقربين
منزلة هذا الخلق .
ولأن هذا الخلق به قامت السموات والأرض وعلي أساسه قام الكون وتسمي الله جل وعلا به نتوقف مع هذه التأملات لحجة الإسلام الغزالي رحمه الله مع إسم العدل
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله : (معناه العادل وهو الذي يصدر منه فعل العدل المضاد للجور والظلم ولن يعرف العادل من لم يعرف عدله ولا يعرف عدله من لم يعرف فعله فمن أراد أن يفهم هذا الوصف فينبغي أن يحيط علما بأفعال الله تعالى من ملكوت السموات إلى منتهى الثرى حتى إذا لم ير في خلق الرحمن من تفاوت ثم رجع البصر فما رأى من فطور ثم رجع مرة أخرى فانقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير وقد بهره جمال الحضرة الربوبية وحيره اعتدالها وانتظامها فعند ذلك يعبق بفهمه شيء من معاني عدله تعالى وتقدس
وقد خلق أقسام الموجودات جسمانيها وروحانيها كاملها وناقصها وأعطى كل شيء خلقه وهو بذلك جواد ورتبها في مواضعها اللائقة بها وهو بذلك عدل فمن الأجسام العظام في العالم الأرض والماء والهواء والسموات والكواكب وقد خلقها ورتبها فوضع الأرض في أسفل السافلين وجعل الماء فوقها والهواء فوق الماء والسموات فوق الهواء ولو عكس هذا الترتيب لبطل النظام
ولعل شرح وجه استحقاق هذا الترتيب في العدل والنظام مما يصعب على أكثر الأفهام فلننزل إلى درجة العوام ونقول لينظر الإنسان إلى بدنه فإنه مركب من أعضاء مختلفة كما أن العالم مركب من أجسام مختلفة فأول اختلافه أنه ركبه من العظم واللحم والجلد وجعل العظم عمادا مستبطنا واللحم صوانا له مكتنفا إياه والجلد صوانا للحم فلو عكس هذا الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام
وإن خفي عليك هذا فقد خلق للإنسان أعضاء مختلفة مثل اليد والرجل والعين والأنف والأذن فهو بخلق هذه الأعضاء جواد وبوضعها مواضعها الخاصة عدل لأنه وضع العين في أولى المواضع بها من البدن إذ لو خلقها على القفا أو على الرجل أو على اليد أو على قمة الرأس لم يخف ما يتطرق إليه من
النقصان والتعرض للآفات وكذلك علق اليدين من المنكبين ولو علقهما من الرأس أو من الحقو أو من الركبتين لم يخف ما يتولد منه من الخلل وكذلك وضع جميع الحواس في الرأس فإنها جواسيس لتكون مشرفة على جميع البدن فلو وضعها في الرجل اختل نظامها قطعا وشرح ذلك في كل عضو يطول
وبالجملة فينبغي أن تعلم أنه لم يخلق شيء في موضع إلا لأنه متعين له ولو تيامن عنه أو تياسر أو تسفل أو تعلى لكان ناقصا أو باطلا أو قبيحا أو خارجا عن المتناسب كريها في المنظر وكما أن الأنف خلق على وسط الوجه ولو خلق على الجبهة أو على الخد لتطرق نقصان إلى فوائده
وإذا قوي فهمك على إدراك حكمته فاعلم أن الشمس أيضا لم يخلقها في السماء الرابعة وهي واسطة السموات السبع هزلا بل ما خلقها إلا بالحق وما وضعها إلا موضعها المستحق لها لحصول مقاصده منها إلا أنك ربما تعجز عن درك الحكمة فيه لأنك قليل التفكر في ملكوت السموات والأرض وعجائبها ولو نظرت فيها لرأيت من عجائبها ما تستحقر فيه عجائب بدنك وكيف لا وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس وليتك وفيت بمعرفة عجائب نفسك وتفرغت للتأمل فيها وفيما يكتنفها من الأجسام فتكون ممن قال الله عز و جل فيهم سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم 41 سورة فصلت الآية 53 ومن أين لك أن تكون ممن قال فيهم وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض 6 سورة الأنعام الآية 75 وأنى تفتح أبواب السماء لمن استغرقه هم الدنيا واستعبده الحرص والهوى
فهذا هو الرمز إلى تفهيم مبدأ الطريق إلى معرفة هذا الاسم الواحد وشرحه يفتقر إلى مجلدات وكذا شرح معنى كل اسم من الأسامي فإن الأسامي المشتقة من الأفعال لا تفهم إلا بعد فهم الأفعال وكل ما في الوجود من أفعال الله تعالى
ومن لم يحط علما بتفاصيلها ولا بجملتها فلا يكون معه منها إلا محض التفسير واللغة ولا مطمع في العلم بتفصيلها فإنه لا نهاية له وأما الجملة فللعبد طريق إلى معرفتها وبقدر اتساع معرفته فيها يكون حظه من معرفة الأسماء وذلك يستغرق العلوم كلها وإنما غاية مثل هذا الكتاب الإيماء إلى مفاتحها ومعاقد جملها فقط تنبيه
حظ العبد من العدل لا يخفى فأول ما عليه من العدل في صفات نفسه وهو أن يجعل الشهوة والغضب أسيرين تحت إشارة العقل والدين ومهما جعل العقل خادما للشهوة والغضب فقد ظلم هذا جملة عدله في نفسه وتفصيله مراعاة حدود الشرع كلها وعدله في كل عضو أن يستعمله على الوجه الذي أذن الشرع فيه وأما عدله في أهله وذويه ثم في رعيته إن كان من أهل الولاية فلا يخفى
وربما يظن أن الظلم هو الإيذاء والعدل هو إيصال النفع إلى الناس وليس كذلك بل لو فتح الملك خزانته المشتملة على الأسلحة والكتب وفنون الأموال ولكن فرق الأموال على الأغنياء ووهب الأسلحة للعلماء وسلم إليهم القلاع ووهب الكتب للأجناد وأهل القتال وسلم إليهم المساجد والمدارس فقد نفع ولكنه قد ظلم وعدل عن العدل إذ وضع كل شيء في غير موضعه اللائق به ولو آذى المرضى بسقي الأدوية والفصد والحجامة وبالإجبار على ذلك وآذى الجناة بالعقوبة قتلا وقطعا وضربا كان عدلا لأنه وضعها في مواضعها
وحظ العبد دينا من مشاهدة هذا الوصف الإيمان بأن الله عز و جل عدل أن لا يعترض عليه في تدبيره وحكمه وسائر أفعاله وافق مراده أو لم
يوافق لأن كل ذلك عدل وهو كما ينبغي وعلى ما ينبغي ولو لم يفعل ما فعله لحصل منه أمر آخر هو أعظم ضررا مما حصل كما أن المريض لو لم يحتجم لتضرر ضررا يزيد على ألم الحجامة وبهذا يكون الله تعالى عدلا والإيمان به يقطع الإنكار والاعتراض ظاهرا وباطنا وتمامه أن لا يسب الدهر ولا ينسب الأشياء إلى الفلك ولا يعترض عليه كما جرت به العادة بل يعلم أن كل ذلك أسباب مسخرة وأنها رتبت ووجهت إلى المسببات أحسن ترتيب وتوجيه بأقصى وجوه العدل واللطف)
حث القرآن الكريم علي خلق العدل
وقد عبر عنه القرآن بكلمات ثلاث العدل والميزان والقسط
(وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )
(والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان )
(وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذاقربي )
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولوعلي أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أوفقيرا فالله أولي بهما فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا وإن تلوو أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا )
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوي واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
(إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )
(ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) زوالآيات كثيرة في هذا الباب مما يبين بيانا واضحا علي الأهمية القصوي التي أولاها كتاب الله تعالي لهذا الخلق العظيم
العدل من أخلاق الأنبياء
لقد خاطب الله سيدنا داوود عليه السلام فقال (ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) وهي وصية من الله تعالي كما يقول ابن كثير لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالي ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد تبارك وتعالي من ضل عن سبيله وتناسي يوم الحساب بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد
قال الوليد بن عبد الملك لأحد العلماء :أيحاسب الخليفة فقال له :يا أمير المؤمنين أنت أكرم علي الله تعالي أم داوود عليه السلام إن الله جمع له الخلافة والنبوة ومع ذالك توعده إن لم يحكم بالعدل أن يضله عن سبيله
وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم عن عدل سيدنا داوود عليه السلام فقال : (بينما امرأتان معها ابنان لهما إذا جاء الذئب فاخذ أحد الإبنين فتحاكما إلي داوود عليه السلام فقضي به للكبري فخرجتا فدعاهما سليمان عليه السلام وقال :هاتوا السكين أشقه بينكما فقالت الصغري :يرحمك الله هو ابنها لاتشقه فقضي به للصغري )
ومن عدل الإسلام أن رجلا من المسلمين سرق فظن المسلمون أن اليهودي هو الذي سرق فنزلت الآيات تبريء ساحة اليهودي وتبين السارق الحقيقي
قال تعالي : (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما
وبين الله جل وعلا أن من بني إسرائيل طائفة من أهل العدل
قال تعالي : (ومن قوم موسي أمة يهدون بالحق وبه يعدلون )
ومن اللطائف وهي قصة معروفة
جاءت امراه الى داوود عليه السلام
قالت: يا نبي الله ....ا ربك...!!! ظالم أم عادل ???ـ
فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور،
ثم قال لها ما قصتك
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي
فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء
و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي
فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب،
و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام
إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول
وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار
فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها
فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال
قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا
على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيه
غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد
العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينا
و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت،
فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها:ـ
رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا،
و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك.
مجالات العدل
والعدل مطلوب في كل الأمور
1.في مجال الكتابة (وليكتب بينكم كاتب بالعدل ) ولذالك علي كل موثق وكاتب في الإدارة وغيرهم أن يتق الله في المتخاصمين فلا يكتب إلا حقا وبدقة متناهية حتي لاتضيع الحقوق
2.العدل في إملاء الحق
(وليملل وليه بالعدل ) يظن البعض من المتخاصمين ان الذي يتخصمون إليه لايتفطن لبعض الصغائر فيعمدون إخفائها إو إقحامها لانها إما تخدمهم أو تضرهم .
3.العدل في الولاية علي اليتامي (وأن تقوموا لليتامي بالقسط) فلا يجوز لمن تولي أمر يتيم أن يسرف في أموالهم فيهدرها قبل بلوغهم .(إن الذين ياكلون أموال اليتامي ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )
4.العدل في الكيل والميزان
وهذه كانت محور قصة سيدنا شعيب عليه السلام مع قومه (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )
5.العدل بين الزوجات
وهو من أصعب الأمور لمن كانت له أكثر من زوجة (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألاتعدلوا فواحدة أو ماملكت أيمانكم ) وقال تعالي (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولوحرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما )
6.العدل في الصلح بين المتخاصمين (وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ..............فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )ويتبين من خلال الآية أن القسط أرفع منزلة من العدل
7. العدل في الشهادة (وأشهدوا ذوي عدل منكم )
وقد أمر الله بالعدل في كل شيء . بين الزوجة والأم وبين الأولاد وبين الشركاء ومع الناس عموما
وصدق الشافعي لما قال : اذا ماظالم استحسن الظلم مذهبا ولج عتوا فى قبيح اكتسابه
فكله الى صرف الليالى فانها ستدعى له ما لم يكن فى حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمردا يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو فى غفلاته اناخت صروف الحادتات ببابه
فأصبح لامال ولاحياه يرتجى ولاحسنات تتلقى فى كتابه
وجوزى بالامر الذى كان فاعلا وصب علية الله سوط عذابه
مظاهر العدل في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم
1.اشتراكه صلي الله عليه وسلم في حلف الفضول حتي أنه قال : (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا مات أحب أن لي به حمر النعم ولوأدعي به إلي في الإسلام لأجبت)
2. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا ، أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْدِلْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ، قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبَ عُنُقَهُ ، قَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، وَهُوَ الْقِدْحُ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلَ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، أَوْ مِثْلَ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ ، يَخْرُجُونَ عَلَى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ ، فَالْتُمِسَ فَوُجِدَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي نَعَتَ .
3. الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها {أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ؟ فقالوا : ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فكلمه أسامة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وأيمُ الله لو أن فاطمةَ بنت محمدٍ سرقت لقطعتُ يدها
4. عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا إذ أكب عليه رجل ، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه ، فصاح الرجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ تعال ] فاستقد . قال : بل عفوت يا رسول الله
6 قال ابن إسحاق : وحدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن مقسم أبي القاسم ، مولى عبدالله بن الحارث بن نوفل ، قال :
خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي ، حتى أتينا عبدالله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده ، فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين ؟ قال : نعم ، جاء رجل من بني تميم ، يقال له ذو الخويصرة ، فوقف عليه وهو يعطي الناس ، فقال : يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل فكيف رأيت ؟ فقال : لم أرك عدلت ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون !
فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ألا أقتله ؟ فقال : لا دعه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين ، حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل ، فلا يوجد شيء ، ثم في القدح ، فلا يوجد شيء ،ثم في القدح ، فلا يوجد شيء ثم في الفوق ، فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم .
ولا زلنا نري هاته النماذج من أهل الغلو في الدين وربما تهموا غيرهم بذالك.يحتقرون العلماء وعامة سواد المسلمين ولا يرون ان الفرقة الناجية سوي جزء لايكاد يمثل خمسة في المائة
7. سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد ,, كان واقف في وسط الجيش
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ,, للجيش :'
استووا.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سواد لم ينضبط
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
' استو يا سواد'
فقال سواد:
نعم يا رسول الله
ووقف ولكنه لم ينضبط،
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال:
' استو يا سواد '، فقال سواد:
أوجعتني يا رسول الله،
وقد بعثك الله بالحق فأقدني !
فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:
' اقتص يا سواد'.
فانكب سواد على بطن النبي يقبلها .
ويقول:
هذا ما أردت
وقال:
يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك
8. وبعد غزوة حنين قال قائل لرسول الله صلي الله عليه وسلم أعطيت عيينة مائة بعير والأقرع بن حابس مائة بعير وتركت جعيل بن سراقة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل بن سراقة إلي إسلامه ).
9.
لما أصاب رسول الله الغنائم يوم حنين ، وقسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم ، ولم يكن في الأنصار شيء منها ، قليل ولا كثير ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى قال قائلهم : لقى – والله – رسول الله قومه . فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله فقال : يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم ؟ قال : فيم ؟ قال : فيما كان من قسمك هذه من الغنائم في قومك وفي سائر العرب ، ولم يكن فيهم من ذلك شيء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : ما أنا إلا امرؤ من قومي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمع لي قومك في هذه الحظيرة فإذا اجتمعوا فأعلمني ، فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الحظيرة . . . حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له أتاه ، فقال : يا رسول الله اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ ؟ ؟ قالوا : بلى ! قال رسول الله : ألا تجيبون يا معشر الأنصار ؟ قالوا : وما نقول يا رسول الله وبماذا نجيبك ؟ المن لله ورسوله . قال : والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم : جئتنا طريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفا فأمناك ، ومخذولا فنصرناك . . . فقالوا : المن لله ورسوله . فقال : أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام ! ! أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم ؟ . فوالذي نفسي بيده ، لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار ، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار . اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار . فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم . وقالوا : رضينا بالله ربا ، ورسوله قسما ، ثم انصرف . . وتفرقوا . .
فتأملوا رحمكم الله إلى هذه الواقعة العظيمة و استخلصوا منها العبر و العظة
10.وانظر حاله مع زوجاته صلي الله عليه وسلم يوم كان يحب عائشة رضي الله عنها أكثر منهن فقال :اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )
11. وكان حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة وصيف . فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ، فاختارت زيدا فأخذته فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ، فاستوهبه منها ، فوهبته له فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وذلك قبل أن يوحى إليه .
وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا ، وبكى عليه حين فقده فقال
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل
أحي ، فيرجى أم أتى دونه الأجل
فوالله ما أدري ، وإني لسائل
أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل
ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبة
فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها
وتعرض ذكراه إذا غربها أفل
وإن هبت الأرواح هيجن ذكره
فيا طول ما حزني عليه وما وجل
سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا
ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتي أو تأتي علي منيتي
فكل امرئ فان وإن غره الأمل
ثم قدم عليه - وهو عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك فقال بل أقيم عندك فلم يزل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بعثه الله فصدقه وأسلم ، وصلى معه فلما أنزل الله عز وجل ادعوهم لآبائهم [ الأحزاب : 5 ] قال أنا زيد بن حارثة .
12.وتقول مرضعته حليمة السعدية :لقد أعطيته ثديي الأيمن فأقبل عليه بما شاء من لبن فحولته إلي الأيسر فأبي
وذالك من فطرته علي العدل وقد يتوقف بعض العلماء عند مثل هذه الروايات
13. عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن العباس قال جاءني رسول اللهr فخرجت إليه
فوجدته موعوكاً قدعصب رأسه فقال خذ بيدي فضل فأخذت بيه فانطلق حتى
جلس على المنبرثم قال نادي في الناس فلما اجتمعوا إليه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما
بعد أيها الناس فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم من كنت جلدت له ظهرا
فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذامالي فليأخذه و من كنت
شتمت له عرضا فهذاعرضي فليستقد منه ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من رسول الله
ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي
من أخذ شيئا كان له أوحللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وإني أرى أن هذا غير
مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته
الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال إذن والله لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما
أنا لا نكذب قائلا ولا نستحلففبم كانت لك عندي فقال يارسول الله تذكر يوم
مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يافضل فأمر به فجلس ثم قال
أيها الناس من كان عليه شيء فليؤده فلا يقولن رجل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا
أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يارسول الله عند يثلاثة دراهم غللتها في
سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت محتاجا قال خذها منه يافضل ثم قال رسول الله
أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له فقام رجل فقال والله يا
رسول الله إني لكذاب إني لفاحش وإني لنوام فقال اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه
النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يارسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شيء
من الأشياء إلا وقد جنيته قال عمرفضحت نفسك أيهاالرجل فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة ثم قال
اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير قال فتكلم عمر رضي الله عنه بكلام فضحك رسول اللهr
وقال عمرمعي وأنا مع عمر والحق مع عمرحيث كان
14. جاء في الحديث الصحيح أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان عند عائشة رضي الله عنها .وكانت ليلتها من نبينا عليه الصلاة والسلام .وبينما هو معها إذ يدخل أنس رضي الله عنه حاملا لصحفة فيه طعام أرسلته حفصة رضي الله عنها إلى نبينا عليه الصلاة والسلام .عندها تكفت عائشة الصحفة ليسقط الطعام .غيرة منها على نبينا رضي الله تعالى عنها .ولك أن تتصور كيف سيكون موقف النبي عليه الصلاة والسلام .بكل أدب وحسن خلق .يلملم ما سقط من الطعام وهو يقول .غارت أمكم .غارت أمكم ..ثم أمر بصحفة أخرى وضع فيه طعام وأرسل إلى حفصة ..وقال صحفة بصحفة وطعام بطعام
15 وقوله صلي الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وأبي لبابة يوم غزوة بدر وقد كان معهما يترادفون علي بعير لهما فقال لهما :ما أنتما بأقوي مني وما أغني عن الأجر منكما
16.وروي ابن ماجة أن ناقة للبراء بن عازب رضي الله عنه دخلت حائطا فأفسدت فيه فقضي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن علي أهل اللحائط حفظها بالنهار وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن علي أهلها
17.وجاءه بشير أبو النعمان يريد أن يشهد رسول الله علي هبة لولد له إسمه النعمان فقال له رسول الله :رويدك ألك ولد غيره ؟
قال :نعم .قال :كلهم أعطيته مثل ما أعطيته
قال :لا قال :فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد علي جور وإن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم . عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
18
خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة، ووافقني مددي من اليمن، ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرقة، ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يغري بالمسلمين، وقعد له المددي خلف صخرة، فمر به الرومي فعرقبه، فخر وعلاه فقتله، وحاز فرسه وسلاحه.
فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد يأخذ من السلب.
قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد أما علمت أن رسول الله قضى بالسلب للقاتل؟
قال: بلى، ولكني استكثرته فقلت؟
فقلت: لتردنه إليه أو لأعرفتكها عند رسول الله ، فأبى أن يرد عليه.
قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد، فقال رسول الله : «يا خالد رد عليه ما أخذت منه
حث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي العدل
1.(ثلاث منجيات وثلاث مهلكات .فأما المنجيات فاعدل في الغضب والرضا وخشية الله في السر والعلن والقصد في الفقر والغني............-)
2.(إياكم والظلم فغن الظلم ظلمات يوم القيامة)
3.وفي الحديث المشهور (إن المقسطين عند الله علي منابر من نور عن يمين عرش الرحمان عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم )
4.وقال صلي الله عليه وسلم (أهل الجنة ثلاثة ذوسلطان مقسط متصدق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي ومسلم عفيف متعفف ذوعيال )
5.(ما من أمير عشيرة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولا حتي يفكه العدل أويوبقه الجور )
6.وسمع رسول الله صلي الله عليه وسلم خصومة يوما فخرج إليهم وقال : (إنما أنا بشر وإنه ياتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ أوألحن من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذالك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أوليتركها)
7.حتي أن المنتعل إذا انقطع شراك نعله يقول رسول الله (لينعلهما معا او ليخفهما معا ) وليس هذا علي سبيل الوجوب
8. (أربعة يبغضهم الله تعالي البياع الحلاف والفقير المحتال والشيخ الزاني والإمام الجائر )
9.(أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر )
10(صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق )
11. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يقول (اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل أو أضل أوأضل أوأجهل أويجهل علي او أظلم أوأظلم )
12. والحديث المعروف (المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ).
13.والحديث القدسي المعروف (ياعبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
14.(اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )
15. (ثلاثة لاترد دعوتهم الصائم حتي يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول :وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
عدل الصحابة الكرام
1.عدل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه
كان من عدله رضي الله عنه أن سوي في القسمة بين الحر والعبد والرجل والمرأة ولما حضرته الوفاة قال :انظروا ما ذا زاد في مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا به إلي الخليفة من بعدي فإني كنت أستحله
حتي قال عمر بن الخطاب عن أبي بكر رضي الله عنهما : رحمة الله علي أبي بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديدا
عدل سيدنا عمر بن الخطاب
إذا ذُكِر عمر ذُكر العدل، وإذا ذُكر العدل ذُكر عمر.
روى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ. (حديث رقم 8846)
من دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: أدخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدث الأمير.
قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رءوس الناس، ادخل أحلقك وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص، فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك فكتب إلى عمرو: أن أبعث إليّ عبد الرحمن بن عمر على قتب.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر رضي الله عنه جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.
فالفاروق رضي الله عنه لا يبالي على من وقع الحق، على ولده أم على غيره من الناس، فهو رجل لا تأخذه في الله لومة لائم، لذلك كان ينهى أهله أشد النهي حذرًا من وقوعهم في مخالفته.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وأيم الله لا أوتي برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر. (مصنف عبدالرزاق20713).
قمة العدل في عهده رضي الله عنه
وغزت بعض جيوشه بلاد فارس حتى انتهت إلى نهر ليس عليه جسر فأمر أمير الجيش أحد جنوده أن ينزل في يوم شديد البرد لينظر للجيش مخاضة يعبر منها، فقال الرجل: إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت.
دخل الرجل الماء وهو يصرخ: يا عمراه يا عمراه، ولم يلبث أن هلك فبلغ ذلك عمر وهو في سوق المدينة، فقال: يا لَبَيَّكَاه يا لَبَّيْكَاه، وبعث إلى أمير ذلك الجيش فنزعه، وقال: لولا أن تكون سنة لقدت منك، لا تعمل لي عملًا أبدًا.
يقول فضيل بن زيد الرقاشي رحمه الله وقد كان غزا على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سبع غزوات: بعث عمر جيشًا، فكنت في ذلك قلنا: نرجع فنقيل، ثم نخرج فنفتحها.
فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين، فراطنهم فراطنوه، فكتب لهم كتابًا في صحيفة، ثم شده في سهم فرمى به إليهم، فخرجوا فلما رجعنا من العشي وجدناهم قد خرجوا، قلنا لهم: ما لكم؟
قالوا: أمنتمونا. قلنا: ما فعلنا، إنما الذي أمنكم عبد لا يقدر على شيء، فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب. فقالوا: ما نعرف عبدكم من حُرِّكم، وما نحن براجعين، إن شئتم فاقتلونا، وإن شئتم ففوا لنا.
قال: فكتبنا إلى عمر أن عبد المسلمين من المسلمين، ذمته ذمتهم؟
قال: فأجاز عمر أمانه.
إن إقامة العدل بين الناس- أفرادا وجماعات ودولًا- ليست من الأ مور التطوعية التى تترك لمزاج الحاكم أو الأمير وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامى تعد من أقدس الواجبات وأهمها، وقد اجتمعت الأمة على وجوب العدل، قال الفخر الرازي: أجمعوا على أن من كان حاكما وجب عليه أن يحكم بالعدل.
وهذا الحكم تؤيده النصوص القرآنية والسنة النبوية، فإن من أهداف دولة الإسلام إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة، ورفع الظلم ومحاربته بجميع أشكاله وأنواعه، وعليها أن تفسح المجال وتيسر السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إليه بأيسر السبل وأسرعها دون أن يكلفه ذلك جهدا أو مالا، وعليها أن تمنع أي وسيلة من الوساثل التى من شأنها أن تعيق صاحب الحق من الوصول إليه، وهذا ما فعله الفاروق في دولته، فقد فتح الأبواب على مصاريعها لوصول الرعية إلى حقوقها، وتفقد بنفسه أحوالها، فمنعها من الظلم ومنعه عنها، وأقام العدل بين الولاة والرعية، في أبهى صورة عرفها التاريخ فقد كان يعدل بين المتخاصمين ويحكم بالحق ولا يهمه أن يكون المحكوم عليهم من الأقرباء أو الأعداء أو الأغنياء أو الفقراء، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] {المائدة: 8}.
لقد كان الفاروق قدوة في عدله، فأسر القلوب وبهر العقول، فالعدل في نظره دعوة عملية للإسلام به تفتح قلوب الناس للإيمان، وقد سار على ذات نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس، وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحا منقطع النظير لا تكاد تصدقه العقول حتى اقترن اسمه بالعدل، وبات من الصعب جدا على كل من عرف شيئا يسيرا من سيرته أن يفصل ما بين الاثنين، وقد ساعده على تحقيق ذلك النجاح الكبير عدة أسباب ومجموعة من العوامل منها:
1- أن مدة خلافته كانت أطول من مدة خلافة أبي بكر بحيث تجاوزت عشر سنوات في حين اقتصرت خلافة أبي بكر على سنتين وعدة شهور فقط.
2- أنه كان شديد التمسك بالحق حتى إنه كان على نفسه وأهله أشد منه على الناس كما رأينا.
3- أن فقه القدوم على الله كان قويا عنده لدرجة أنه كان في كل عمل يقوم به يتوخى مرضاة الله قبل مرضاة الناس، ويخشى الله ولا يخشى أحدا من الناس.
4- أن سلطان الشرع كان قويا في نفوس الصحابة والتابعين بحيث كانت أعمال عمر تلقى تأييدا وتجاوبا وتعاونا من الجميع.
العدل مع الجميع
في موطأ الإمام مالك بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ. فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلَّا كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ، وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ، فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ. (كتاب الأقضية- باب الترغيب في القضاء بالحق- حديث رقم 1206)
وكان رضي الله عنه يأمر عماله أن يوافوه بالمواسم، فإذا اجتمعوا قال:
أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم، إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فُعل به غير ذلك فليقم، فما قام أحد إلا رجل واحد قام فقال: يا أمير المؤمنين إن عاملك ضربنى مائة سوط. قال: فيم ضربته؟ قم فاقتص منه. فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنك إن فعلت هذا يكثر عليك ويكون سنة يأخذ بها من بعدك. فقال: أنا لا أقيد، وقد رأيت رسول الله يقيد من نفسه قال: فدعنا فلنرضه، قال: دونكم فأرضوه. فاقتدى منه بمائتى دينار كل سوط بدينارين ولو لم يرضوه لأقاده رضي الله عنه.
وعن أنس أن رجلا من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال: عذت معاذا. قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه، فقدم فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه، ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو. فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه. فقال عمر لعمرو: مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني (كنز العمال جزء 12- صفحة 873).
لقد قامت دولة الخلفاء الراشدين على مبدأ العدل وما أجمل ما قاله ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة... بالعدل تستصلح الرجال وتستغزر الأموال.
وأما مبدأ المساواة الذي اعتمده الفاروق في دولته، فيعد أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام قال تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] {الحجرات: 13}.
إن الناس جميعا في نظر الإسلام سواسية، الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود، لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس أواللون أو النسب أو الطبقة، والحكام والمحكومون كلهم في نظر الشرع سواء، وجاءت ممارسة الفاروق لهذا المبدأ خير شاهد،
المساواة في عهده رضي الله عنه
هذه بعض المواقف التي جسدت مبدأ المساواة في دولته
لم يقتصر مبدأ المساواة في التطبيق عند خلفاء الصدر الأول على المعاملة الواحدة للناس كافة، وإنما تعداه إلى شئون المجتمع الخاصة، ومنها ما يتعلق بالخادم والمخدوم، فعن ابن عباس أنه قال: قدم عمر بن الخطاب حاجًّا، فصنع له صفوان بن أمية طعاما، فجاءوا بجفنة يحملها أربعة، فوضعت بين يدى القوم يأكلون وقام الخدام فقال عمر: أترغبونه عنهم؟ فقال سفيان بن عبد الله: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكنا نستأثر عليهم، فغضب عمر غضبا شديدا، ثم قال: ما لقوم يستأثرون على خدامهم، فعل الله بهم وفعل. ثم قال للخادم: اجلسوا فكلوا، فقعد الخدام يأكلون، ولم يأكل أمير المؤمنين.
ومن صور تطبيق المساواة بين الناس ما قام به عمر عندما جاءه مال فجعل يقسمه بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبى وقاص يزاحم الناس، حتى خلص إليه، فعلاه بالدّرّة وقال: إنك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك. فإذا عرفنا أن سعدا كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأنه فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم للشورى؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنهم، وأنه كان يقال له فارس الإسلام، عرفنا مبلغ التزام عمر بتطبيق المساواة.
وكما رأينا أن عمرو بن العاص، أقام حد الخمر على عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، يوم كان عامله على مصر. ومن المألوف أن يقام الحد في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به فى عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. وقد تم إحضاره إلى المدينة وضربه الحد جهرا (روى ذلك ابن سعد، وأشار إليه ابن الزبير، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن عمر مطولًا).
فهكذا نرى المساواة أمام الشريعة في أسمى درجاتها، فالمتهم هو ابن أمير المؤمنين، ولم يعفه الوالي من العقاب، ولكن الفاروق وجد أن ابنه تمتع ببعض الرعاية، فآلمه ذلك أشد الألم، وعاقب واليه- وهو فاتح مصر- أشد العقاب وأقساه. وأنزل بالابن ما يستحق من العقاب، حرصا على حدود الله، ورغبة في تأديب ابنه وتقويمه.
وهناك قصص كثيرة في العدل عن الصحابة الكرام ومن جاء من بعدهم من الحكام الصالحين كهارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي وعمر بن عبد العزيز قبل ذالك
عرفه الجرجاني فقال :هو الأمر المتوسط بين الإفراط والتفريط
وقال الجاحظ: هو استعمال الأمور في مواضعها وأوقاتها ووجوهها ومقاديرها من غير سرف ولا تقديم ولا تأخير
وقال المناوي العدل ه_و فصل الحكومة علي مافي كتاب الله سبحانه وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم لا الحكم بالرأي بالمجرد
وقال الفيروزآبادي العدل هو القسط علي سواء
وينظر مسكويه نظرة فلسفية عميقة شاملة فيقول : العدل بأنه فضيلة للنفس تحدث من اجتماع الفضائل الثلاث الحكمة والشجاعة والعفة وذالك عند مسالمة هذه القوي الثلاث بعضها لبعض واستسلامها للقوة المميزة حتي لاتتغالب ولا تتحرك نحو مطالبها علي سوم طبائعها ويحدث الإنسان بها سمة يختار بها أبدا الإنصاف من نفسه أولا ثم الانصاف والانتصاف من غير وله .
والعدل عموما هو الوقوف مع الحق كما أمر الله ورسوله ول علي الوالدين والأقربين
منزلة هذا الخلق .
ولأن هذا الخلق به قامت السموات والأرض وعلي أساسه قام الكون وتسمي الله جل وعلا به نتوقف مع هذه التأملات لحجة الإسلام الغزالي رحمه الله مع إسم العدل
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله : (معناه العادل وهو الذي يصدر منه فعل العدل المضاد للجور والظلم ولن يعرف العادل من لم يعرف عدله ولا يعرف عدله من لم يعرف فعله فمن أراد أن يفهم هذا الوصف فينبغي أن يحيط علما بأفعال الله تعالى من ملكوت السموات إلى منتهى الثرى حتى إذا لم ير في خلق الرحمن من تفاوت ثم رجع البصر فما رأى من فطور ثم رجع مرة أخرى فانقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير وقد بهره جمال الحضرة الربوبية وحيره اعتدالها وانتظامها فعند ذلك يعبق بفهمه شيء من معاني عدله تعالى وتقدس
وقد خلق أقسام الموجودات جسمانيها وروحانيها كاملها وناقصها وأعطى كل شيء خلقه وهو بذلك جواد ورتبها في مواضعها اللائقة بها وهو بذلك عدل فمن الأجسام العظام في العالم الأرض والماء والهواء والسموات والكواكب وقد خلقها ورتبها فوضع الأرض في أسفل السافلين وجعل الماء فوقها والهواء فوق الماء والسموات فوق الهواء ولو عكس هذا الترتيب لبطل النظام
ولعل شرح وجه استحقاق هذا الترتيب في العدل والنظام مما يصعب على أكثر الأفهام فلننزل إلى درجة العوام ونقول لينظر الإنسان إلى بدنه فإنه مركب من أعضاء مختلفة كما أن العالم مركب من أجسام مختلفة فأول اختلافه أنه ركبه من العظم واللحم والجلد وجعل العظم عمادا مستبطنا واللحم صوانا له مكتنفا إياه والجلد صوانا للحم فلو عكس هذا الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام
وإن خفي عليك هذا فقد خلق للإنسان أعضاء مختلفة مثل اليد والرجل والعين والأنف والأذن فهو بخلق هذه الأعضاء جواد وبوضعها مواضعها الخاصة عدل لأنه وضع العين في أولى المواضع بها من البدن إذ لو خلقها على القفا أو على الرجل أو على اليد أو على قمة الرأس لم يخف ما يتطرق إليه من
النقصان والتعرض للآفات وكذلك علق اليدين من المنكبين ولو علقهما من الرأس أو من الحقو أو من الركبتين لم يخف ما يتولد منه من الخلل وكذلك وضع جميع الحواس في الرأس فإنها جواسيس لتكون مشرفة على جميع البدن فلو وضعها في الرجل اختل نظامها قطعا وشرح ذلك في كل عضو يطول
وبالجملة فينبغي أن تعلم أنه لم يخلق شيء في موضع إلا لأنه متعين له ولو تيامن عنه أو تياسر أو تسفل أو تعلى لكان ناقصا أو باطلا أو قبيحا أو خارجا عن المتناسب كريها في المنظر وكما أن الأنف خلق على وسط الوجه ولو خلق على الجبهة أو على الخد لتطرق نقصان إلى فوائده
وإذا قوي فهمك على إدراك حكمته فاعلم أن الشمس أيضا لم يخلقها في السماء الرابعة وهي واسطة السموات السبع هزلا بل ما خلقها إلا بالحق وما وضعها إلا موضعها المستحق لها لحصول مقاصده منها إلا أنك ربما تعجز عن درك الحكمة فيه لأنك قليل التفكر في ملكوت السموات والأرض وعجائبها ولو نظرت فيها لرأيت من عجائبها ما تستحقر فيه عجائب بدنك وكيف لا وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس وليتك وفيت بمعرفة عجائب نفسك وتفرغت للتأمل فيها وفيما يكتنفها من الأجسام فتكون ممن قال الله عز و جل فيهم سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم 41 سورة فصلت الآية 53 ومن أين لك أن تكون ممن قال فيهم وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض 6 سورة الأنعام الآية 75 وأنى تفتح أبواب السماء لمن استغرقه هم الدنيا واستعبده الحرص والهوى
فهذا هو الرمز إلى تفهيم مبدأ الطريق إلى معرفة هذا الاسم الواحد وشرحه يفتقر إلى مجلدات وكذا شرح معنى كل اسم من الأسامي فإن الأسامي المشتقة من الأفعال لا تفهم إلا بعد فهم الأفعال وكل ما في الوجود من أفعال الله تعالى
ومن لم يحط علما بتفاصيلها ولا بجملتها فلا يكون معه منها إلا محض التفسير واللغة ولا مطمع في العلم بتفصيلها فإنه لا نهاية له وأما الجملة فللعبد طريق إلى معرفتها وبقدر اتساع معرفته فيها يكون حظه من معرفة الأسماء وذلك يستغرق العلوم كلها وإنما غاية مثل هذا الكتاب الإيماء إلى مفاتحها ومعاقد جملها فقط تنبيه
حظ العبد من العدل لا يخفى فأول ما عليه من العدل في صفات نفسه وهو أن يجعل الشهوة والغضب أسيرين تحت إشارة العقل والدين ومهما جعل العقل خادما للشهوة والغضب فقد ظلم هذا جملة عدله في نفسه وتفصيله مراعاة حدود الشرع كلها وعدله في كل عضو أن يستعمله على الوجه الذي أذن الشرع فيه وأما عدله في أهله وذويه ثم في رعيته إن كان من أهل الولاية فلا يخفى
وربما يظن أن الظلم هو الإيذاء والعدل هو إيصال النفع إلى الناس وليس كذلك بل لو فتح الملك خزانته المشتملة على الأسلحة والكتب وفنون الأموال ولكن فرق الأموال على الأغنياء ووهب الأسلحة للعلماء وسلم إليهم القلاع ووهب الكتب للأجناد وأهل القتال وسلم إليهم المساجد والمدارس فقد نفع ولكنه قد ظلم وعدل عن العدل إذ وضع كل شيء في غير موضعه اللائق به ولو آذى المرضى بسقي الأدوية والفصد والحجامة وبالإجبار على ذلك وآذى الجناة بالعقوبة قتلا وقطعا وضربا كان عدلا لأنه وضعها في مواضعها
وحظ العبد دينا من مشاهدة هذا الوصف الإيمان بأن الله عز و جل عدل أن لا يعترض عليه في تدبيره وحكمه وسائر أفعاله وافق مراده أو لم
يوافق لأن كل ذلك عدل وهو كما ينبغي وعلى ما ينبغي ولو لم يفعل ما فعله لحصل منه أمر آخر هو أعظم ضررا مما حصل كما أن المريض لو لم يحتجم لتضرر ضررا يزيد على ألم الحجامة وبهذا يكون الله تعالى عدلا والإيمان به يقطع الإنكار والاعتراض ظاهرا وباطنا وتمامه أن لا يسب الدهر ولا ينسب الأشياء إلى الفلك ولا يعترض عليه كما جرت به العادة بل يعلم أن كل ذلك أسباب مسخرة وأنها رتبت ووجهت إلى المسببات أحسن ترتيب وتوجيه بأقصى وجوه العدل واللطف)
حث القرآن الكريم علي خلق العدل
وقد عبر عنه القرآن بكلمات ثلاث العدل والميزان والقسط
(وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )
(والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان )
(وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذاقربي )
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولوعلي أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أوفقيرا فالله أولي بهما فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا وإن تلوو أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا )
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوي واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
(إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )
(ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) زوالآيات كثيرة في هذا الباب مما يبين بيانا واضحا علي الأهمية القصوي التي أولاها كتاب الله تعالي لهذا الخلق العظيم
العدل من أخلاق الأنبياء
لقد خاطب الله سيدنا داوود عليه السلام فقال (ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) وهي وصية من الله تعالي كما يقول ابن كثير لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالي ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد تبارك وتعالي من ضل عن سبيله وتناسي يوم الحساب بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد
قال الوليد بن عبد الملك لأحد العلماء :أيحاسب الخليفة فقال له :يا أمير المؤمنين أنت أكرم علي الله تعالي أم داوود عليه السلام إن الله جمع له الخلافة والنبوة ومع ذالك توعده إن لم يحكم بالعدل أن يضله عن سبيله
وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم عن عدل سيدنا داوود عليه السلام فقال : (بينما امرأتان معها ابنان لهما إذا جاء الذئب فاخذ أحد الإبنين فتحاكما إلي داوود عليه السلام فقضي به للكبري فخرجتا فدعاهما سليمان عليه السلام وقال :هاتوا السكين أشقه بينكما فقالت الصغري :يرحمك الله هو ابنها لاتشقه فقضي به للصغري )
ومن عدل الإسلام أن رجلا من المسلمين سرق فظن المسلمون أن اليهودي هو الذي سرق فنزلت الآيات تبريء ساحة اليهودي وتبين السارق الحقيقي
قال تعالي : (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما
وبين الله جل وعلا أن من بني إسرائيل طائفة من أهل العدل
قال تعالي : (ومن قوم موسي أمة يهدون بالحق وبه يعدلون )
ومن اللطائف وهي قصة معروفة
جاءت امراه الى داوود عليه السلام
قالت: يا نبي الله ....ا ربك...!!! ظالم أم عادل ???ـ
فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور،
ثم قال لها ما قصتك
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي
فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء
و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي
فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب،
و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام
إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول
وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار
فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها
فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال
قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا
على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيه
غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد
العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينا
و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت،
فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها:ـ
رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا،
و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك.
مجالات العدل
والعدل مطلوب في كل الأمور
1.في مجال الكتابة (وليكتب بينكم كاتب بالعدل ) ولذالك علي كل موثق وكاتب في الإدارة وغيرهم أن يتق الله في المتخاصمين فلا يكتب إلا حقا وبدقة متناهية حتي لاتضيع الحقوق
2.العدل في إملاء الحق
(وليملل وليه بالعدل ) يظن البعض من المتخاصمين ان الذي يتخصمون إليه لايتفطن لبعض الصغائر فيعمدون إخفائها إو إقحامها لانها إما تخدمهم أو تضرهم .
3.العدل في الولاية علي اليتامي (وأن تقوموا لليتامي بالقسط) فلا يجوز لمن تولي أمر يتيم أن يسرف في أموالهم فيهدرها قبل بلوغهم .(إن الذين ياكلون أموال اليتامي ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )
4.العدل في الكيل والميزان
وهذه كانت محور قصة سيدنا شعيب عليه السلام مع قومه (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )
5.العدل بين الزوجات
وهو من أصعب الأمور لمن كانت له أكثر من زوجة (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألاتعدلوا فواحدة أو ماملكت أيمانكم ) وقال تعالي (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولوحرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما )
6.العدل في الصلح بين المتخاصمين (وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ..............فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )ويتبين من خلال الآية أن القسط أرفع منزلة من العدل
7. العدل في الشهادة (وأشهدوا ذوي عدل منكم )
وقد أمر الله بالعدل في كل شيء . بين الزوجة والأم وبين الأولاد وبين الشركاء ومع الناس عموما
وصدق الشافعي لما قال : اذا ماظالم استحسن الظلم مذهبا ولج عتوا فى قبيح اكتسابه
فكله الى صرف الليالى فانها ستدعى له ما لم يكن فى حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمردا يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو فى غفلاته اناخت صروف الحادتات ببابه
فأصبح لامال ولاحياه يرتجى ولاحسنات تتلقى فى كتابه
وجوزى بالامر الذى كان فاعلا وصب علية الله سوط عذابه
مظاهر العدل في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم
1.اشتراكه صلي الله عليه وسلم في حلف الفضول حتي أنه قال : (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا مات أحب أن لي به حمر النعم ولوأدعي به إلي في الإسلام لأجبت)
2. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا ، أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْدِلْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ، قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبَ عُنُقَهُ ، قَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، وَهُوَ الْقِدْحُ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلَ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، أَوْ مِثْلَ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ ، يَخْرُجُونَ عَلَى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ ، فَالْتُمِسَ فَوُجِدَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي نَعَتَ .
3. الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها {أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ؟ فقالوا : ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فكلمه أسامة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وأيمُ الله لو أن فاطمةَ بنت محمدٍ سرقت لقطعتُ يدها
4. عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا إذ أكب عليه رجل ، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه ، فصاح الرجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ تعال ] فاستقد . قال : بل عفوت يا رسول الله
6 قال ابن إسحاق : وحدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن مقسم أبي القاسم ، مولى عبدالله بن الحارث بن نوفل ، قال :
خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي ، حتى أتينا عبدالله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده ، فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين ؟ قال : نعم ، جاء رجل من بني تميم ، يقال له ذو الخويصرة ، فوقف عليه وهو يعطي الناس ، فقال : يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل فكيف رأيت ؟ فقال : لم أرك عدلت ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون !
فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ألا أقتله ؟ فقال : لا دعه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين ، حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل ، فلا يوجد شيء ، ثم في القدح ، فلا يوجد شيء ،ثم في القدح ، فلا يوجد شيء ثم في الفوق ، فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم .
ولا زلنا نري هاته النماذج من أهل الغلو في الدين وربما تهموا غيرهم بذالك.يحتقرون العلماء وعامة سواد المسلمين ولا يرون ان الفرقة الناجية سوي جزء لايكاد يمثل خمسة في المائة
7. سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد ,, كان واقف في وسط الجيش
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ,, للجيش :'
استووا.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سواد لم ينضبط
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
' استو يا سواد'
فقال سواد:
نعم يا رسول الله
ووقف ولكنه لم ينضبط،
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال:
' استو يا سواد '، فقال سواد:
أوجعتني يا رسول الله،
وقد بعثك الله بالحق فأقدني !
فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:
' اقتص يا سواد'.
فانكب سواد على بطن النبي يقبلها .
ويقول:
هذا ما أردت
وقال:
يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك
8. وبعد غزوة حنين قال قائل لرسول الله صلي الله عليه وسلم أعطيت عيينة مائة بعير والأقرع بن حابس مائة بعير وتركت جعيل بن سراقة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل بن سراقة إلي إسلامه ).
9.
لما أصاب رسول الله الغنائم يوم حنين ، وقسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم ، ولم يكن في الأنصار شيء منها ، قليل ولا كثير ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى قال قائلهم : لقى – والله – رسول الله قومه . فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله فقال : يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم ؟ قال : فيم ؟ قال : فيما كان من قسمك هذه من الغنائم في قومك وفي سائر العرب ، ولم يكن فيهم من ذلك شيء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : ما أنا إلا امرؤ من قومي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمع لي قومك في هذه الحظيرة فإذا اجتمعوا فأعلمني ، فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الحظيرة . . . حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له أتاه ، فقال : يا رسول الله اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ ؟ ؟ قالوا : بلى ! قال رسول الله : ألا تجيبون يا معشر الأنصار ؟ قالوا : وما نقول يا رسول الله وبماذا نجيبك ؟ المن لله ورسوله . قال : والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم : جئتنا طريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفا فأمناك ، ومخذولا فنصرناك . . . فقالوا : المن لله ورسوله . فقال : أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام ! ! أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم ؟ . فوالذي نفسي بيده ، لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار ، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار . اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار . فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم . وقالوا : رضينا بالله ربا ، ورسوله قسما ، ثم انصرف . . وتفرقوا . .
فتأملوا رحمكم الله إلى هذه الواقعة العظيمة و استخلصوا منها العبر و العظة
10.وانظر حاله مع زوجاته صلي الله عليه وسلم يوم كان يحب عائشة رضي الله عنها أكثر منهن فقال :اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )
11. وكان حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة وصيف . فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ، فاختارت زيدا فأخذته فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ، فاستوهبه منها ، فوهبته له فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وذلك قبل أن يوحى إليه .
وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا ، وبكى عليه حين فقده فقال
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل
أحي ، فيرجى أم أتى دونه الأجل
فوالله ما أدري ، وإني لسائل
أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل
ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبة
فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها
وتعرض ذكراه إذا غربها أفل
وإن هبت الأرواح هيجن ذكره
فيا طول ما حزني عليه وما وجل
سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا
ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتي أو تأتي علي منيتي
فكل امرئ فان وإن غره الأمل
ثم قدم عليه - وهو عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك فقال بل أقيم عندك فلم يزل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بعثه الله فصدقه وأسلم ، وصلى معه فلما أنزل الله عز وجل ادعوهم لآبائهم [ الأحزاب : 5 ] قال أنا زيد بن حارثة .
12.وتقول مرضعته حليمة السعدية :لقد أعطيته ثديي الأيمن فأقبل عليه بما شاء من لبن فحولته إلي الأيسر فأبي
وذالك من فطرته علي العدل وقد يتوقف بعض العلماء عند مثل هذه الروايات
13. عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن العباس قال جاءني رسول اللهr فخرجت إليه
فوجدته موعوكاً قدعصب رأسه فقال خذ بيدي فضل فأخذت بيه فانطلق حتى
جلس على المنبرثم قال نادي في الناس فلما اجتمعوا إليه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما
بعد أيها الناس فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم من كنت جلدت له ظهرا
فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذامالي فليأخذه و من كنت
شتمت له عرضا فهذاعرضي فليستقد منه ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من رسول الله
ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي
من أخذ شيئا كان له أوحللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وإني أرى أن هذا غير
مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته
الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال إذن والله لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما
أنا لا نكذب قائلا ولا نستحلففبم كانت لك عندي فقال يارسول الله تذكر يوم
مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يافضل فأمر به فجلس ثم قال
أيها الناس من كان عليه شيء فليؤده فلا يقولن رجل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا
أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يارسول الله عند يثلاثة دراهم غللتها في
سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت محتاجا قال خذها منه يافضل ثم قال رسول الله
أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له فقام رجل فقال والله يا
رسول الله إني لكذاب إني لفاحش وإني لنوام فقال اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه
النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يارسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شيء
من الأشياء إلا وقد جنيته قال عمرفضحت نفسك أيهاالرجل فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة ثم قال
اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير قال فتكلم عمر رضي الله عنه بكلام فضحك رسول اللهr
وقال عمرمعي وأنا مع عمر والحق مع عمرحيث كان
14. جاء في الحديث الصحيح أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان عند عائشة رضي الله عنها .وكانت ليلتها من نبينا عليه الصلاة والسلام .وبينما هو معها إذ يدخل أنس رضي الله عنه حاملا لصحفة فيه طعام أرسلته حفصة رضي الله عنها إلى نبينا عليه الصلاة والسلام .عندها تكفت عائشة الصحفة ليسقط الطعام .غيرة منها على نبينا رضي الله تعالى عنها .ولك أن تتصور كيف سيكون موقف النبي عليه الصلاة والسلام .بكل أدب وحسن خلق .يلملم ما سقط من الطعام وهو يقول .غارت أمكم .غارت أمكم ..ثم أمر بصحفة أخرى وضع فيه طعام وأرسل إلى حفصة ..وقال صحفة بصحفة وطعام بطعام
15 وقوله صلي الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وأبي لبابة يوم غزوة بدر وقد كان معهما يترادفون علي بعير لهما فقال لهما :ما أنتما بأقوي مني وما أغني عن الأجر منكما
16.وروي ابن ماجة أن ناقة للبراء بن عازب رضي الله عنه دخلت حائطا فأفسدت فيه فقضي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن علي أهل اللحائط حفظها بالنهار وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن علي أهلها
17.وجاءه بشير أبو النعمان يريد أن يشهد رسول الله علي هبة لولد له إسمه النعمان فقال له رسول الله :رويدك ألك ولد غيره ؟
قال :نعم .قال :كلهم أعطيته مثل ما أعطيته
قال :لا قال :فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد علي جور وإن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم . عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
18
خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة، ووافقني مددي من اليمن، ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرقة، ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يغري بالمسلمين، وقعد له المددي خلف صخرة، فمر به الرومي فعرقبه، فخر وعلاه فقتله، وحاز فرسه وسلاحه.
فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد يأخذ من السلب.
قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد أما علمت أن رسول الله قضى بالسلب للقاتل؟
قال: بلى، ولكني استكثرته فقلت؟
فقلت: لتردنه إليه أو لأعرفتكها عند رسول الله ، فأبى أن يرد عليه.
قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد، فقال رسول الله : «يا خالد رد عليه ما أخذت منه
حث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي العدل
1.(ثلاث منجيات وثلاث مهلكات .فأما المنجيات فاعدل في الغضب والرضا وخشية الله في السر والعلن والقصد في الفقر والغني............-)
2.(إياكم والظلم فغن الظلم ظلمات يوم القيامة)
3.وفي الحديث المشهور (إن المقسطين عند الله علي منابر من نور عن يمين عرش الرحمان عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم )
4.وقال صلي الله عليه وسلم (أهل الجنة ثلاثة ذوسلطان مقسط متصدق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي ومسلم عفيف متعفف ذوعيال )
5.(ما من أمير عشيرة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولا حتي يفكه العدل أويوبقه الجور )
6.وسمع رسول الله صلي الله عليه وسلم خصومة يوما فخرج إليهم وقال : (إنما أنا بشر وإنه ياتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ أوألحن من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذالك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أوليتركها)
7.حتي أن المنتعل إذا انقطع شراك نعله يقول رسول الله (لينعلهما معا او ليخفهما معا ) وليس هذا علي سبيل الوجوب
8. (أربعة يبغضهم الله تعالي البياع الحلاف والفقير المحتال والشيخ الزاني والإمام الجائر )
9.(أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر )
10(صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق )
11. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يقول (اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل أو أضل أوأضل أوأجهل أويجهل علي او أظلم أوأظلم )
12. والحديث المعروف (المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ).
13.والحديث القدسي المعروف (ياعبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
14.(اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )
15. (ثلاثة لاترد دعوتهم الصائم حتي يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول :وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
عدل الصحابة الكرام
1.عدل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه
كان من عدله رضي الله عنه أن سوي في القسمة بين الحر والعبد والرجل والمرأة ولما حضرته الوفاة قال :انظروا ما ذا زاد في مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا به إلي الخليفة من بعدي فإني كنت أستحله
حتي قال عمر بن الخطاب عن أبي بكر رضي الله عنهما : رحمة الله علي أبي بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديدا
عدل سيدنا عمر بن الخطاب
إذا ذُكِر عمر ذُكر العدل، وإذا ذُكر العدل ذُكر عمر.
روى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ. (حديث رقم 8846)
من دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: أدخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدث الأمير.
قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رءوس الناس، ادخل أحلقك وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص، فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك فكتب إلى عمرو: أن أبعث إليّ عبد الرحمن بن عمر على قتب.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر رضي الله عنه جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.
فالفاروق رضي الله عنه لا يبالي على من وقع الحق، على ولده أم على غيره من الناس، فهو رجل لا تأخذه في الله لومة لائم، لذلك كان ينهى أهله أشد النهي حذرًا من وقوعهم في مخالفته.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وأيم الله لا أوتي برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر. (مصنف عبدالرزاق20713).
قمة العدل في عهده رضي الله عنه
وغزت بعض جيوشه بلاد فارس حتى انتهت إلى نهر ليس عليه جسر فأمر أمير الجيش أحد جنوده أن ينزل في يوم شديد البرد لينظر للجيش مخاضة يعبر منها، فقال الرجل: إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت.
دخل الرجل الماء وهو يصرخ: يا عمراه يا عمراه، ولم يلبث أن هلك فبلغ ذلك عمر وهو في سوق المدينة، فقال: يا لَبَيَّكَاه يا لَبَّيْكَاه، وبعث إلى أمير ذلك الجيش فنزعه، وقال: لولا أن تكون سنة لقدت منك، لا تعمل لي عملًا أبدًا.
يقول فضيل بن زيد الرقاشي رحمه الله وقد كان غزا على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سبع غزوات: بعث عمر جيشًا، فكنت في ذلك قلنا: نرجع فنقيل، ثم نخرج فنفتحها.
فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين، فراطنهم فراطنوه، فكتب لهم كتابًا في صحيفة، ثم شده في سهم فرمى به إليهم، فخرجوا فلما رجعنا من العشي وجدناهم قد خرجوا، قلنا لهم: ما لكم؟
قالوا: أمنتمونا. قلنا: ما فعلنا، إنما الذي أمنكم عبد لا يقدر على شيء، فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب. فقالوا: ما نعرف عبدكم من حُرِّكم، وما نحن براجعين، إن شئتم فاقتلونا، وإن شئتم ففوا لنا.
قال: فكتبنا إلى عمر أن عبد المسلمين من المسلمين، ذمته ذمتهم؟
قال: فأجاز عمر أمانه.
إن إقامة العدل بين الناس- أفرادا وجماعات ودولًا- ليست من الأ مور التطوعية التى تترك لمزاج الحاكم أو الأمير وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامى تعد من أقدس الواجبات وأهمها، وقد اجتمعت الأمة على وجوب العدل، قال الفخر الرازي: أجمعوا على أن من كان حاكما وجب عليه أن يحكم بالعدل.
وهذا الحكم تؤيده النصوص القرآنية والسنة النبوية، فإن من أهداف دولة الإسلام إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة، ورفع الظلم ومحاربته بجميع أشكاله وأنواعه، وعليها أن تفسح المجال وتيسر السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إليه بأيسر السبل وأسرعها دون أن يكلفه ذلك جهدا أو مالا، وعليها أن تمنع أي وسيلة من الوساثل التى من شأنها أن تعيق صاحب الحق من الوصول إليه، وهذا ما فعله الفاروق في دولته، فقد فتح الأبواب على مصاريعها لوصول الرعية إلى حقوقها، وتفقد بنفسه أحوالها، فمنعها من الظلم ومنعه عنها، وأقام العدل بين الولاة والرعية، في أبهى صورة عرفها التاريخ فقد كان يعدل بين المتخاصمين ويحكم بالحق ولا يهمه أن يكون المحكوم عليهم من الأقرباء أو الأعداء أو الأغنياء أو الفقراء، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] {المائدة: 8}.
لقد كان الفاروق قدوة في عدله، فأسر القلوب وبهر العقول، فالعدل في نظره دعوة عملية للإسلام به تفتح قلوب الناس للإيمان، وقد سار على ذات نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس، وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحا منقطع النظير لا تكاد تصدقه العقول حتى اقترن اسمه بالعدل، وبات من الصعب جدا على كل من عرف شيئا يسيرا من سيرته أن يفصل ما بين الاثنين، وقد ساعده على تحقيق ذلك النجاح الكبير عدة أسباب ومجموعة من العوامل منها:
1- أن مدة خلافته كانت أطول من مدة خلافة أبي بكر بحيث تجاوزت عشر سنوات في حين اقتصرت خلافة أبي بكر على سنتين وعدة شهور فقط.
2- أنه كان شديد التمسك بالحق حتى إنه كان على نفسه وأهله أشد منه على الناس كما رأينا.
3- أن فقه القدوم على الله كان قويا عنده لدرجة أنه كان في كل عمل يقوم به يتوخى مرضاة الله قبل مرضاة الناس، ويخشى الله ولا يخشى أحدا من الناس.
4- أن سلطان الشرع كان قويا في نفوس الصحابة والتابعين بحيث كانت أعمال عمر تلقى تأييدا وتجاوبا وتعاونا من الجميع.
العدل مع الجميع
في موطأ الإمام مالك بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ. فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلَّا كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ، وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ، فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ. (كتاب الأقضية- باب الترغيب في القضاء بالحق- حديث رقم 1206)
وكان رضي الله عنه يأمر عماله أن يوافوه بالمواسم، فإذا اجتمعوا قال:
أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم، إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فُعل به غير ذلك فليقم، فما قام أحد إلا رجل واحد قام فقال: يا أمير المؤمنين إن عاملك ضربنى مائة سوط. قال: فيم ضربته؟ قم فاقتص منه. فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنك إن فعلت هذا يكثر عليك ويكون سنة يأخذ بها من بعدك. فقال: أنا لا أقيد، وقد رأيت رسول الله يقيد من نفسه قال: فدعنا فلنرضه، قال: دونكم فأرضوه. فاقتدى منه بمائتى دينار كل سوط بدينارين ولو لم يرضوه لأقاده رضي الله عنه.
وعن أنس أن رجلا من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال: عذت معاذا. قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه، فقدم فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه، ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو. فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه. فقال عمر لعمرو: مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني (كنز العمال جزء 12- صفحة 873).
لقد قامت دولة الخلفاء الراشدين على مبدأ العدل وما أجمل ما قاله ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة... بالعدل تستصلح الرجال وتستغزر الأموال.
وأما مبدأ المساواة الذي اعتمده الفاروق في دولته، فيعد أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام قال تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] {الحجرات: 13}.
إن الناس جميعا في نظر الإسلام سواسية، الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود، لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس أواللون أو النسب أو الطبقة، والحكام والمحكومون كلهم في نظر الشرع سواء، وجاءت ممارسة الفاروق لهذا المبدأ خير شاهد،
المساواة في عهده رضي الله عنه
هذه بعض المواقف التي جسدت مبدأ المساواة في دولته
لم يقتصر مبدأ المساواة في التطبيق عند خلفاء الصدر الأول على المعاملة الواحدة للناس كافة، وإنما تعداه إلى شئون المجتمع الخاصة، ومنها ما يتعلق بالخادم والمخدوم، فعن ابن عباس أنه قال: قدم عمر بن الخطاب حاجًّا، فصنع له صفوان بن أمية طعاما، فجاءوا بجفنة يحملها أربعة، فوضعت بين يدى القوم يأكلون وقام الخدام فقال عمر: أترغبونه عنهم؟ فقال سفيان بن عبد الله: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكنا نستأثر عليهم، فغضب عمر غضبا شديدا، ثم قال: ما لقوم يستأثرون على خدامهم، فعل الله بهم وفعل. ثم قال للخادم: اجلسوا فكلوا، فقعد الخدام يأكلون، ولم يأكل أمير المؤمنين.
ومن صور تطبيق المساواة بين الناس ما قام به عمر عندما جاءه مال فجعل يقسمه بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبى وقاص يزاحم الناس، حتى خلص إليه، فعلاه بالدّرّة وقال: إنك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك. فإذا عرفنا أن سعدا كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأنه فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم للشورى؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنهم، وأنه كان يقال له فارس الإسلام، عرفنا مبلغ التزام عمر بتطبيق المساواة.
وكما رأينا أن عمرو بن العاص، أقام حد الخمر على عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، يوم كان عامله على مصر. ومن المألوف أن يقام الحد في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به فى عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. وقد تم إحضاره إلى المدينة وضربه الحد جهرا (روى ذلك ابن سعد، وأشار إليه ابن الزبير، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن عمر مطولًا).
فهكذا نرى المساواة أمام الشريعة في أسمى درجاتها، فالمتهم هو ابن أمير المؤمنين، ولم يعفه الوالي من العقاب، ولكن الفاروق وجد أن ابنه تمتع ببعض الرعاية، فآلمه ذلك أشد الألم، وعاقب واليه- وهو فاتح مصر- أشد العقاب وأقساه. وأنزل بالابن ما يستحق من العقاب، حرصا على حدود الله، ورغبة في تأديب ابنه وتقويمه.
وهناك قصص كثيرة في العدل عن الصحابة الكرام ومن جاء من بعدهم من الحكام الصالحين كهارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي وعمر بن عبد العزيز قبل ذالك
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة