تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: من أخلاق الرسول
24-03-2010, 11:39 PM
الخلق التاسع عشر :العدل
عرفه الجرجاني فقال :هو الأمر المتوسط بين الإفراط والتفريط
وقال الجاحظ: هو استعمال الأمور في مواضعها وأوقاتها ووجوهها ومقاديرها من غير سرف ولا تقديم ولا تأخير
وقال المناوي العدل ه_و فصل الحكومة علي مافي كتاب الله سبحانه وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم لا الحكم بالرأي بالمجرد
وقال الفيروزآبادي العدل هو القسط علي سواء
وينظر مسكويه نظرة فلسفية عميقة شاملة فيقول : العدل بأنه فضيلة للنفس تحدث من اجتماع الفضائل الثلاث الحكمة والشجاعة والعفة وذالك عند مسالمة هذه القوي الثلاث بعضها لبعض واستسلامها للقوة المميزة حتي لاتتغالب ولا تتحرك نحو مطالبها علي سوم طبائعها ويحدث الإنسان بها سمة يختار بها أبدا الإنصاف من نفسه أولا ثم الانصاف والانتصاف من غير وله .
والعدل عموما هو الوقوف مع الحق كما أمر الله ورسوله ول علي الوالدين والأقربين
منزلة هذا الخلق .
ولأن هذا الخلق به قامت السموات والأرض وعلي أساسه قام الكون وتسمي الله جل وعلا به نتوقف مع هذه التأملات لحجة الإسلام الغزالي رحمه الله مع إسم العدل
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله : (معناه العادل وهو الذي يصدر منه فعل العدل المضاد للجور والظلم ولن يعرف العادل من لم يعرف عدله ولا يعرف عدله من لم يعرف فعله فمن أراد أن يفهم هذا الوصف فينبغي أن يحيط علما بأفعال الله تعالى من ملكوت السموات إلى منتهى الثرى حتى إذا لم ير في خلق الرحمن من تفاوت ثم رجع البصر فما رأى من فطور ثم رجع مرة أخرى فانقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير وقد بهره جمال الحضرة الربوبية وحيره اعتدالها وانتظامها فعند ذلك يعبق بفهمه شيء من معاني عدله تعالى وتقدس
وقد خلق أقسام الموجودات جسمانيها وروحانيها كاملها وناقصها وأعطى كل شيء خلقه وهو بذلك جواد ورتبها في مواضعها اللائقة بها وهو بذلك عدل فمن الأجسام العظام في العالم الأرض والماء والهواء والسموات والكواكب وقد خلقها ورتبها فوضع الأرض في أسفل السافلين وجعل الماء فوقها والهواء فوق الماء والسموات فوق الهواء ولو عكس هذا الترتيب لبطل النظام
ولعل شرح وجه استحقاق هذا الترتيب في العدل والنظام مما يصعب على أكثر الأفهام فلننزل إلى درجة العوام ونقول لينظر الإنسان إلى بدنه فإنه مركب من أعضاء مختلفة كما أن العالم مركب من أجسام مختلفة فأول اختلافه أنه ركبه من العظم واللحم والجلد وجعل العظم عمادا مستبطنا واللحم صوانا له مكتنفا إياه والجلد صوانا للحم فلو عكس هذا الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام
وإن خفي عليك هذا فقد خلق للإنسان أعضاء مختلفة مثل اليد والرجل والعين والأنف والأذن فهو بخلق هذه الأعضاء جواد وبوضعها مواضعها الخاصة عدل لأنه وضع العين في أولى المواضع بها من البدن إذ لو خلقها على القفا أو على الرجل أو على اليد أو على قمة الرأس لم يخف ما يتطرق إليه من
النقصان والتعرض للآفات وكذلك علق اليدين من المنكبين ولو علقهما من الرأس أو من الحقو أو من الركبتين لم يخف ما يتولد منه من الخلل وكذلك وضع جميع الحواس في الرأس فإنها جواسيس لتكون مشرفة على جميع البدن فلو وضعها في الرجل اختل نظامها قطعا وشرح ذلك في كل عضو يطول
وبالجملة فينبغي أن تعلم أنه لم يخلق شيء في موضع إلا لأنه متعين له ولو تيامن عنه أو تياسر أو تسفل أو تعلى لكان ناقصا أو باطلا أو قبيحا أو خارجا عن المتناسب كريها في المنظر وكما أن الأنف خلق على وسط الوجه ولو خلق على الجبهة أو على الخد لتطرق نقصان إلى فوائده
وإذا قوي فهمك على إدراك حكمته فاعلم أن الشمس أيضا لم يخلقها في السماء الرابعة وهي واسطة السموات السبع هزلا بل ما خلقها إلا بالحق وما وضعها إلا موضعها المستحق لها لحصول مقاصده منها إلا أنك ربما تعجز عن درك الحكمة فيه لأنك قليل التفكر في ملكوت السموات والأرض وعجائبها ولو نظرت فيها لرأيت من عجائبها ما تستحقر فيه عجائب بدنك وكيف لا وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس وليتك وفيت بمعرفة عجائب نفسك وتفرغت للتأمل فيها وفيما يكتنفها من الأجسام فتكون ممن قال الله عز و جل فيهم سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم 41 سورة فصلت الآية 53 ومن أين لك أن تكون ممن قال فيهم وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض 6 سورة الأنعام الآية 75 وأنى تفتح أبواب السماء لمن استغرقه هم الدنيا واستعبده الحرص والهوى
فهذا هو الرمز إلى تفهيم مبدأ الطريق إلى معرفة هذا الاسم الواحد وشرحه يفتقر إلى مجلدات وكذا شرح معنى كل اسم من الأسامي فإن الأسامي المشتقة من الأفعال لا تفهم إلا بعد فهم الأفعال وكل ما في الوجود من أفعال الله تعالى
ومن لم يحط علما بتفاصيلها ولا بجملتها فلا يكون معه منها إلا محض التفسير واللغة ولا مطمع في العلم بتفصيلها فإنه لا نهاية له وأما الجملة فللعبد طريق إلى معرفتها وبقدر اتساع معرفته فيها يكون حظه من معرفة الأسماء وذلك يستغرق العلوم كلها وإنما غاية مثل هذا الكتاب الإيماء إلى مفاتحها ومعاقد جملها فقط تنبيه
حظ العبد من العدل لا يخفى فأول ما عليه من العدل في صفات نفسه وهو أن يجعل الشهوة والغضب أسيرين تحت إشارة العقل والدين ومهما جعل العقل خادما للشهوة والغضب فقد ظلم هذا جملة عدله في نفسه وتفصيله مراعاة حدود الشرع كلها وعدله في كل عضو أن يستعمله على الوجه الذي أذن الشرع فيه وأما عدله في أهله وذويه ثم في رعيته إن كان من أهل الولاية فلا يخفى
وربما يظن أن الظلم هو الإيذاء والعدل هو إيصال النفع إلى الناس وليس كذلك بل لو فتح الملك خزانته المشتملة على الأسلحة والكتب وفنون الأموال ولكن فرق الأموال على الأغنياء ووهب الأسلحة للعلماء وسلم إليهم القلاع ووهب الكتب للأجناد وأهل القتال وسلم إليهم المساجد والمدارس فقد نفع ولكنه قد ظلم وعدل عن العدل إذ وضع كل شيء في غير موضعه اللائق به ولو آذى المرضى بسقي الأدوية والفصد والحجامة وبالإجبار على ذلك وآذى الجناة بالعقوبة قتلا وقطعا وضربا كان عدلا لأنه وضعها في مواضعها
وحظ العبد دينا من مشاهدة هذا الوصف الإيمان بأن الله عز و جل عدل أن لا يعترض عليه في تدبيره وحكمه وسائر أفعاله وافق مراده أو لم
يوافق لأن كل ذلك عدل وهو كما ينبغي وعلى ما ينبغي ولو لم يفعل ما فعله لحصل منه أمر آخر هو أعظم ضررا مما حصل كما أن المريض لو لم يحتجم لتضرر ضررا يزيد على ألم الحجامة وبهذا يكون الله تعالى عدلا والإيمان به يقطع الإنكار والاعتراض ظاهرا وباطنا وتمامه أن لا يسب الدهر ولا ينسب الأشياء إلى الفلك ولا يعترض عليه كما جرت به العادة بل يعلم أن كل ذلك أسباب مسخرة وأنها رتبت ووجهت إلى المسببات أحسن ترتيب وتوجيه بأقصى وجوه العدل واللطف)
حث القرآن الكريم علي خلق العدل
وقد عبر عنه القرآن بكلمات ثلاث العدل والميزان والقسط
(وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )
(والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان )
(وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذاقربي )
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولوعلي أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أوفقيرا فالله أولي بهما فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا وإن تلوو أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا )
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوي واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
(إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )
(ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) زوالآيات كثيرة في هذا الباب مما يبين بيانا واضحا علي الأهمية القصوي التي أولاها كتاب الله تعالي لهذا الخلق العظيم
العدل من أخلاق الأنبياء
لقد خاطب الله سيدنا داوود عليه السلام فقال (ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) وهي وصية من الله تعالي كما يقول ابن كثير لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالي ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد تبارك وتعالي من ضل عن سبيله وتناسي يوم الحساب بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد
قال الوليد بن عبد الملك لأحد العلماء :أيحاسب الخليفة فقال له :يا أمير المؤمنين أنت أكرم علي الله تعالي أم داوود عليه السلام إن الله جمع له الخلافة والنبوة ومع ذالك توعده إن لم يحكم بالعدل أن يضله عن سبيله
وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم عن عدل سيدنا داوود عليه السلام فقال : (بينما امرأتان معها ابنان لهما إذا جاء الذئب فاخذ أحد الإبنين فتحاكما إلي داوود عليه السلام فقضي به للكبري فخرجتا فدعاهما سليمان عليه السلام وقال :هاتوا السكين أشقه بينكما فقالت الصغري :يرحمك الله هو ابنها لاتشقه فقضي به للصغري )
ومن عدل الإسلام أن رجلا من المسلمين سرق فظن المسلمون أن اليهودي هو الذي سرق فنزلت الآيات تبريء ساحة اليهودي وتبين السارق الحقيقي
قال تعالي : (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما
وبين الله جل وعلا أن من بني إسرائيل طائفة من أهل العدل
قال تعالي : (ومن قوم موسي أمة يهدون بالحق وبه يعدلون )
ومن اللطائف وهي قصة معروفة
جاءت امراه الى داوود عليه السلام
قالت: يا نبي الله ....ا ربك...!!! ظالم أم عادل ???ـ
فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور،
ثم قال لها ما قصتك
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي
فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء
و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي
فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب،
و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام

إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول
وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار
فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها
فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال
قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا
على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيه
غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد
العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينا
و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت،
فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها:ـ
رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا،
و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك.
مجالات العدل
والعدل مطلوب في كل الأمور
1.في مجال الكتابة (وليكتب بينكم كاتب بالعدل ) ولذالك علي كل موثق وكاتب في الإدارة وغيرهم أن يتق الله في المتخاصمين فلا يكتب إلا حقا وبدقة متناهية حتي لاتضيع الحقوق
2.العدل في إملاء الحق
(وليملل وليه بالعدل ) يظن البعض من المتخاصمين ان الذي يتخصمون إليه لايتفطن لبعض الصغائر فيعمدون إخفائها إو إقحامها لانها إما تخدمهم أو تضرهم .
3.العدل في الولاية علي اليتامي (وأن تقوموا لليتامي بالقسط) فلا يجوز لمن تولي أمر يتيم أن يسرف في أموالهم فيهدرها قبل بلوغهم .(إن الذين ياكلون أموال اليتامي ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )
4.العدل في الكيل والميزان
وهذه كانت محور قصة سيدنا شعيب عليه السلام مع قومه (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )
5.العدل بين الزوجات
وهو من أصعب الأمور لمن كانت له أكثر من زوجة (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألاتعدلوا فواحدة أو ماملكت أيمانكم ) وقال تعالي (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولوحرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما )
6.العدل في الصلح بين المتخاصمين (وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ..............فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )ويتبين من خلال الآية أن القسط أرفع منزلة من العدل
7. العدل في الشهادة (وأشهدوا ذوي عدل منكم )
وقد أمر الله بالعدل في كل شيء . بين الزوجة والأم وبين الأولاد وبين الشركاء ومع الناس عموما
وصدق الشافعي لما قال : اذا ماظالم استحسن الظلم مذهبا ولج عتوا فى قبيح اكتسابه
فكله الى صرف الليالى فانها ستدعى له ما لم يكن فى حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمردا يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو فى غفلاته اناخت صروف الحادتات ببابه
فأصبح لامال ولاحياه يرتجى ولاحسنات تتلقى فى كتابه
وجوزى بالامر الذى كان فاعلا وصب علية الله سوط عذابه
مظاهر العدل في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم
1.اشتراكه صلي الله عليه وسلم في حلف الفضول حتي أنه قال : (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا مات أحب أن لي به حمر النعم ولوأدعي به إلي في الإسلام لأجبت)
2. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا ، أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْدِلْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ، قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبَ عُنُقَهُ ، قَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، وَهُوَ الْقِدْحُ ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلَ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، أَوْ مِثْلَ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ ، يَخْرُجُونَ عَلَى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ ، فَالْتُمِسَ فَوُجِدَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي نَعَتَ .
3. الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها {أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ؟ فقالوا : ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فكلمه أسامة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وأيمُ الله لو أن فاطمةَ بنت محمدٍ سرقت لقطعتُ يدها
4. عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا إذ أكب عليه رجل ، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرجون كان معه ، فصاح الرجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ تعال ] فاستقد . قال : بل عفوت يا رسول الله
6 قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن مقسم أبي القاسم ، مولى عبدالله بن الحارث بن نوفل ، قال ‏:‏

خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي ، حتى أتينا عبدالله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده ، فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين ‏؟‏ قال ‏:‏ نعم ، جاء رجل من بني تميم ، يقال له ذو الخويصرة ، فوقف عليه وهو يعطي الناس ، فقال ‏:‏ يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أجل فكيف رأيت ‏؟‏ فقال ‏:‏ لم أرك عدلت ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ‏:‏ ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون ‏!‏

فقال عمر بن الخطاب ‏:‏ يا رسول الله ألا أقتله ‏؟‏ فقال ‏:‏ لا دعه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين ، حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل ، فلا يوجد شيء ، ثم في القدح ، فلا يوجد شيء ،ثم في القدح ، فلا يوجد شيء ثم في الفوق ، فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم ‏.‏
ولا زلنا نري هاته النماذج من أهل الغلو في الدين وربما تهموا غيرهم بذالك.يحتقرون العلماء وعامة سواد المسلمين ولا يرون ان الفرقة الناجية سوي جزء لايكاد يمثل خمسة في المائة
7. سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد ,, كان واقف في وسط الجيش
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ,, للجيش :'
استووا.. استقيموا '. فينظر النبي فيرى سواد لم ينضبط
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
' استو يا سواد'
فقال سواد:
نعم يا رسول الله
ووقف ولكنه لم ينضبط،
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادا في بطنه قال:
' استو يا سواد '، فقال سواد:
أوجعتني يا رسول الله،
وقد بعثك الله بالحق فأقدني !
فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:
' اقتص يا سواد'.
فانكب سواد على بطن النبي يقبلها .
ويقول:
هذا ما أردت
وقال:
يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك
8. وبعد غزوة حنين قال قائل لرسول الله صلي الله عليه وسلم أعطيت عيينة مائة بعير والأقرع بن حابس مائة بعير وتركت جعيل بن سراقة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل بن سراقة إلي إسلامه ).
9.
لما أصاب رسول الله الغنائم يوم حنين ، وقسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم ، ولم يكن في الأنصار شيء منها ، قليل ولا كثير ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى قال قائلهم : لقى – والله – رسول الله قومه . فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله فقال : يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم ؟ قال : فيم ؟ قال : فيما كان من قسمك هذه من الغنائم في قومك وفي سائر العرب ، ولم يكن فيهم من ذلك شيء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : ما أنا إلا امرؤ من قومي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمع لي قومك في هذه الحظيرة فإذا اجتمعوا فأعلمني ، فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الحظيرة . . . حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له أتاه ، فقال : يا رسول الله اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ ؟ ؟ قالوا : بلى ! قال رسول الله : ألا تجيبون يا معشر الأنصار ؟ قالوا : وما نقول يا رسول الله وبماذا نجيبك ؟ المن لله ورسوله . قال : والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم : جئتنا طريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفا فأمناك ، ومخذولا فنصرناك . . . فقالوا : المن لله ورسوله . فقال : أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام ! ! أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم ؟ . فوالذي نفسي بيده ، لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار ، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار . اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار . فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم . وقالوا : رضينا بالله ربا ، ورسوله قسما ، ثم انصرف . . وتفرقوا . .

فتأملوا رحمكم الله إلى هذه الواقعة العظيمة و استخلصوا منها العبر و العظة
10.وانظر حاله مع زوجاته صلي الله عليه وسلم يوم كان يحب عائشة رضي الله عنها أكثر منهن فقال :اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )
11. وكان حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة وصيف . فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ، فاختارت زيدا فأخذته فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ، فاستوهبه منها ، فوهبته له فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وذلك قبل أن يوحى إليه .

وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا ، وبكى عليه حين فقده فقال

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل

أحي ، فيرجى أم أتى دونه الأجل

فوالله ما أدري ، وإني لسائل

أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل

ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبة

فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكرنيه الشمس عند طلوعها

وتعرض ذكراه إذا غربها أفل

وإن هبت الأرواح هيجن ذكره

فيا طول ما حزني عليه وما وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا

ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي علي منيتي

فكل امرئ فان وإن غره الأمل


ثم قدم عليه - وهو عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك فقال بل أقيم عندك فلم يزل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بعثه الله فصدقه وأسلم ، وصلى معه فلما أنزل الله عز وجل ادعوهم لآبائهم [ الأحزاب : 5 ] قال أنا زيد بن حارثة .
12.وتقول مرضعته حليمة السعدية :لقد أعطيته ثديي الأيمن فأقبل عليه بما شاء من لبن فحولته إلي الأيسر فأبي
وذالك من فطرته علي العدل وقد يتوقف بعض العلماء عند مثل هذه الروايات
13. عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن العباس قال جاءني رسول اللهr فخرجت إليه
فوجدته موعوكاً قدعصب رأسه فقال خذ بيدي فضل فأخذت بيه فانطلق حتى
جلس على المنبرثم قال نادي في الناس فلما اجتمعوا إليه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما
بعد أيها الناس فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم من كنت جلدت له ظهرا
فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذامالي فليأخذه و من كنت
شتمت له عرضا فهذاعرضي فليستقد منه ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من رسول الله
ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي
من أخذ شيئا كان له أوحللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وإني أرى أن هذا غير
مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته
الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال إذن والله لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما
أنا لا نكذب قائلا ولا نستحلففبم كانت لك عندي فقال يارسول الله تذكر يوم
مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يافضل فأمر به فجلس ثم قال
أيها الناس من كان عليه شيء فليؤده فلا يقولن رجل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا
أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يارسول الله عند يثلاثة دراهم غللتها في
سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت محتاجا قال خذها منه يافضل ثم قال رسول الله
أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له فقام رجل فقال والله يا
رسول الله إني لكذاب إني لفاحش وإني لنوام فقال اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه
النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يارسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شيء
من الأشياء إلا وقد جنيته قال عمرفضحت نفسك أيهاالرجل فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة ثم قال
اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير قال فتكلم عمر رضي الله عنه بكلام فضحك رسول اللهr
وقال عمرمعي وأنا مع عمر والحق مع عمرحيث كان
14. جاء في الحديث الصحيح أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان عند عائشة رضي الله عنها .وكانت ليلتها من نبينا عليه الصلاة والسلام .وبينما هو معها إذ يدخل أنس رضي الله عنه حاملا لصحفة فيه طعام أرسلته حفصة رضي الله عنها إلى نبينا عليه الصلاة والسلام .عندها تكفت عائشة الصحفة ليسقط الطعام .غيرة منها على نبينا رضي الله تعالى عنها .ولك أن تتصور كيف سيكون موقف النبي عليه الصلاة والسلام .بكل أدب وحسن خلق .يلملم ما سقط من الطعام وهو يقول .غارت أمكم .غارت أمكم ..ثم أمر بصحفة أخرى وضع فيه طعام وأرسل إلى حفصة ..وقال صحفة بصحفة وطعام بطعام
15 وقوله صلي الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وأبي لبابة يوم غزوة بدر وقد كان معهما يترادفون علي بعير لهما فقال لهما :ما أنتما بأقوي مني وما أغني عن الأجر منكما
16.وروي ابن ماجة أن ناقة للبراء بن عازب رضي الله عنه دخلت حائطا فأفسدت فيه فقضي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن علي أهل اللحائط حفظها بالنهار وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن علي أهلها
17.وجاءه بشير أبو النعمان يريد أن يشهد رسول الله علي هبة لولد له إسمه النعمان فقال له رسول الله :رويدك ألك ولد غيره ؟
قال :نعم .قال :كلهم أعطيته مثل ما أعطيته
قال :لا قال :فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد علي جور وإن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم . عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
18
خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة، ووافقني مددي من اليمن، ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورا، فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه فاتخذه كهيئة الدرقة، ومضينا فلقينا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب وسلاح مذهب، فجعل الرومي يغري بالمسلمين، وقعد له المددي خلف صخرة، فمر به الرومي فعرقبه، فخر وعلاه فقتله، وحاز فرسه وسلاحه.
فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد يأخذ من السلب.
قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد أما علمت أن رسول الله قضى بالسلب للقاتل؟
قال: بلى، ولكني استكثرته فقلت؟
فقلت: لتردنه إليه أو لأعرفتكها عند رسول الله ، فأبى أن يرد عليه.
قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد، فقال رسول الله : «يا خالد رد عليه ما أخذت منه
حث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي العدل
1.(ثلاث منجيات وثلاث مهلكات .فأما المنجيات فاعدل في الغضب والرضا وخشية الله في السر والعلن والقصد في الفقر والغني............-)
2.(إياكم والظلم فغن الظلم ظلمات يوم القيامة)
3.وفي الحديث المشهور (إن المقسطين عند الله علي منابر من نور عن يمين عرش الرحمان عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم )
4.وقال صلي الله عليه وسلم (أهل الجنة ثلاثة ذوسلطان مقسط متصدق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي ومسلم عفيف متعفف ذوعيال )
5.(ما من أمير عشيرة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولا حتي يفكه العدل أويوبقه الجور )
6.وسمع رسول الله صلي الله عليه وسلم خصومة يوما فخرج إليهم وقال : (إنما أنا بشر وإنه ياتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ أوألحن من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذالك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أوليتركها)
7.حتي أن المنتعل إذا انقطع شراك نعله يقول رسول الله (لينعلهما معا او ليخفهما معا ) وليس هذا علي سبيل الوجوب
8. (أربعة يبغضهم الله تعالي البياع الحلاف والفقير المحتال والشيخ الزاني والإمام الجائر )
9.(أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر )
10(صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق )
11. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يقول (اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل أو أضل أوأضل أوأجهل أويجهل علي او أظلم أوأظلم )
12. والحديث المعروف (المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ).
13.والحديث القدسي المعروف (ياعبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
14.(اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )
15. (ثلاثة لاترد دعوتهم الصائم حتي يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول :وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
عدل الصحابة الكرام
1.عدل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه
كان من عدله رضي الله عنه أن سوي في القسمة بين الحر والعبد والرجل والمرأة ولما حضرته الوفاة قال :انظروا ما ذا زاد في مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا به إلي الخليفة من بعدي فإني كنت أستحله
حتي قال عمر بن الخطاب عن أبي بكر رضي الله عنهما : رحمة الله علي أبي بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديدا
عدل سيدنا عمر بن الخطاب
إذا ذُكِر عمر ذُكر العدل، وإذا ذُكر العدل ذُكر عمر.
روى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ. (حديث رقم 8846)
من دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: أدخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدث الأمير.

قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رءوس الناس، ادخل أحلقك وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص، فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك فكتب إلى عمرو: أن أبعث إليّ عبد الرحمن بن عمر على قتب.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر رضي الله عنه جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.
فالفاروق رضي الله عنه لا يبالي على من وقع الحق، على ولده أم على غيره من الناس، فهو رجل لا تأخذه في الله لومة لائم، لذلك كان ينهى أهله أشد النهي حذرًا من وقوعهم في مخالفته.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وأيم الله لا أوتي برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر. (مصنف عبدالرزاق20713).
قمة العدل في عهده رضي الله عنه
وغزت بعض جيوشه بلاد فارس حتى انتهت إلى نهر ليس عليه جسر فأمر أمير الجيش أحد جنوده أن ينزل في يوم شديد البرد لينظر للجيش مخاضة يعبر منها، فقال الرجل: إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت.
دخل الرجل الماء وهو يصرخ: يا عمراه يا عمراه، ولم يلبث أن هلك فبلغ ذلك عمر وهو في سوق المدينة، فقال: يا لَبَيَّكَاه يا لَبَّيْكَاه، وبعث إلى أمير ذلك الجيش فنزعه، وقال: لولا أن تكون سنة لقدت منك، لا تعمل لي عملًا أبدًا.
يقول فضيل بن زيد الرقاشي رحمه الله وقد كان غزا على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سبع غزوات: بعث عمر جيشًا، فكنت في ذلك قلنا: نرجع فنقيل، ثم نخرج فنفتحها.
فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين، فراطنهم فراطنوه، فكتب لهم كتابًا في صحيفة، ثم شده في سهم فرمى به إليهم، فخرجوا فلما رجعنا من العشي وجدناهم قد خرجوا، قلنا لهم: ما لكم؟
قالوا: أمنتمونا. قلنا: ما فعلنا، إنما الذي أمنكم عبد لا يقدر على شيء، فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب. فقالوا: ما نعرف عبدكم من حُرِّكم، وما نحن براجعين، إن شئتم فاقتلونا، وإن شئتم ففوا لنا.
قال: فكتبنا إلى عمر أن عبد المسلمين من المسلمين، ذمته ذمتهم؟
قال: فأجاز عمر أمانه.
إن إقامة العدل بين الناس- أفرادا وجماعات ودولًا- ليست من الأ مور التطوعية التى تترك لمزاج الحاكم أو الأمير وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامى تعد من أقدس الواجبات وأهمها، وقد اجتمعت الأمة على وجوب العدل، قال الفخر الرازي: أجمعوا على أن من كان حاكما وجب عليه أن يحكم بالعدل.
وهذا الحكم تؤيده النصوص القرآنية والسنة النبوية، فإن من أهداف دولة الإسلام إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة، ورفع الظلم ومحاربته بجميع أشكاله وأنواعه، وعليها أن تفسح المجال وتيسر السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إليه بأيسر السبل وأسرعها دون أن يكلفه ذلك جهدا أو مالا، وعليها أن تمنع أي وسيلة من الوساثل التى من شأنها أن تعيق صاحب الحق من الوصول إليه، وهذا ما فعله الفاروق في دولته، فقد فتح الأبواب على مصاريعها لوصول الرعية إلى حقوقها، وتفقد بنفسه أحوالها، فمنعها من الظلم ومنعه عنها، وأقام العدل بين الولاة والرعية، في أبهى صورة عرفها التاريخ فقد كان يعدل بين المتخاصمين ويحكم بالحق ولا يهمه أن يكون المحكوم عليهم من الأقرباء أو الأعداء أو الأغنياء أو الفقراء، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] {المائدة: 8}.
لقد كان الفاروق قدوة في عدله، فأسر القلوب وبهر العقول، فالعدل في نظره دعوة عملية للإسلام به تفتح قلوب الناس للإيمان، وقد سار على ذات نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس، وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحا منقطع النظير لا تكاد تصدقه العقول حتى اقترن اسمه بالعدل، وبات من الصعب جدا على كل من عرف شيئا يسيرا من سيرته أن يفصل ما بين الاثنين، وقد ساعده على تحقيق ذلك النجاح الكبير عدة أسباب ومجموعة من العوامل منها:
1- أن مدة خلافته كانت أطول من مدة خلافة أبي بكر بحيث تجاوزت عشر سنوات في حين اقتصرت خلافة أبي بكر على سنتين وعدة شهور فقط.
2- أنه كان شديد التمسك بالحق حتى إنه كان على نفسه وأهله أشد منه على الناس كما رأينا.
3- أن فقه القدوم على الله كان قويا عنده لدرجة أنه كان في كل عمل يقوم به يتوخى مرضاة الله قبل مرضاة الناس، ويخشى الله ولا يخشى أحدا من الناس.
4- أن سلطان الشرع كان قويا في نفوس الصحابة والتابعين بحيث كانت أعمال عمر تلقى تأييدا وتجاوبا وتعاونا من الجميع.





العدل مع الجميع
في موطأ الإمام مالك بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ. فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلَّا كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ، وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ، فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ. (كتاب الأقضية- باب الترغيب في القضاء بالحق- حديث رقم 1206)

وكان رضي الله عنه يأمر عماله أن يوافوه بالمواسم، فإذا اجتمعوا قال:

أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم، إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فُعل به غير ذلك فليقم، فما قام أحد إلا رجل واحد قام فقال: يا أمير المؤمنين إن عاملك ضربنى مائة سوط. قال: فيم ضربته؟ قم فاقتص منه. فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنك إن فعلت هذا يكثر عليك ويكون سنة يأخذ بها من بعدك. فقال: أنا لا أقيد، وقد رأيت رسول الله يقيد من نفسه قال: فدعنا فلنرضه، قال: دونكم فأرضوه. فاقتدى منه بمائتى دينار كل سوط بدينارين ولو لم يرضوه لأقاده رضي الله عنه.

وعن أنس أن رجلا من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال: عذت معاذا. قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه، فقدم فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه، ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو. فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه. فقال عمر لعمرو: مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني (كنز العمال جزء 12- صفحة 873).

لقد قامت دولة الخلفاء الراشدين على مبدأ العدل وما أجمل ما قاله ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة... بالعدل تستصلح الرجال وتستغزر الأموال.

وأما مبدأ المساواة الذي اعتمده الفاروق في دولته، فيعد أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام قال تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] {الحجرات: 13}.

إن الناس جميعا في نظر الإسلام سواسية، الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود، لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس أواللون أو النسب أو الطبقة، والحكام والمحكومون كلهم في نظر الشرع سواء، وجاءت ممارسة الفاروق لهذا المبدأ خير شاهد،





المساواة في عهده رضي الله عنه
هذه بعض المواقف التي جسدت مبدأ المساواة في دولته

لم يقتصر مبدأ المساواة في التطبيق عند خلفاء الصدر الأول على المعاملة الواحدة للناس كافة، وإنما تعداه إلى شئون المجتمع الخاصة، ومنها ما يتعلق بالخادم والمخدوم، فعن ابن عباس أنه قال: قدم عمر بن الخطاب حاجًّا، فصنع له صفوان بن أمية طعاما، فجاءوا بجفنة يحملها أربعة، فوضعت بين يدى القوم يأكلون وقام الخدام فقال عمر: أترغبونه عنهم؟ فقال سفيان بن عبد الله: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكنا نستأثر عليهم، فغضب عمر غضبا شديدا، ثم قال: ما لقوم يستأثرون على خدامهم، فعل الله بهم وفعل. ثم قال للخادم: اجلسوا فكلوا، فقعد الخدام يأكلون، ولم يأكل أمير المؤمنين.

ومن صور تطبيق المساواة بين الناس ما قام به عمر عندما جاءه مال فجعل يقسمه بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبى وقاص يزاحم الناس، حتى خلص إليه، فعلاه بالدّرّة وقال: إنك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك. فإذا عرفنا أن سعدا كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأنه فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم للشورى؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنهم، وأنه كان يقال له فارس الإسلام، عرفنا مبلغ التزام عمر بتطبيق المساواة.

وكما رأينا أن عمرو بن العاص، أقام حد الخمر على عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، يوم كان عامله على مصر. ومن المألوف أن يقام الحد في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به فى عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. وقد تم إحضاره إلى المدينة وضربه الحد جهرا (روى ذلك ابن سعد، وأشار إليه ابن الزبير، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن عمر مطولًا).

فهكذا نرى المساواة أمام الشريعة في أسمى درجاتها، فالمتهم هو ابن أمير المؤمنين، ولم يعفه الوالي من العقاب، ولكن الفاروق وجد أن ابنه تمتع ببعض الرعاية، فآلمه ذلك أشد الألم، وعاقب واليه- وهو فاتح مصر- أشد العقاب وأقساه. وأنزل بالابن ما يستحق من العقاب، حرصا على حدود الله، ورغبة في تأديب ابنه وتقويمه.
وهناك قصص كثيرة في العدل عن الصحابة الكرام ومن جاء من بعدهم من الحكام الصالحين كهارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي وعمر بن عبد العزيز قبل ذالك
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: من أخلاق الرسول
25-03-2010, 11:06 PM
الخلق العشرون :الحكمة
قال الراغب :الحكمة هي إصابة الحق بالعلم والعقل .ويختلف معني الحكمة باختلاف من يتصف بها .فالحكمة من الله تعالي معرفة وإيجادها علي غاية الإحكام
ومن الإنسان هي معرفة الموجودات وفعل الخيرات
والحكمة معرفة الحق لذاته والخير لأجل العمل به وهو التكاليف الشرعية
قال ابن حجر رحمه الله :اختلف في مراد الحكمة فقيل :الإصابة في القول
وقيل :الفهم عن الله
وقيل :ما يشهد العقل بصحته
وقيل :سرعة الجواب بالصواب
وعند علماء السلوك هي معرفة آفات النفس والشيطان والرياضيات ومعالجتها
والحكمة عموما كما يعرفها ابن القيم الجوزية رحمه الله هي فعل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي علي الوجه الذي ينبغي
وهو تعريف دقيق وشامل
منزلة هذا الخلق الكريم
يكفي شرفا للحكمة أن المولي تبارك وتعالي تسمي بهذا الإسم (الحكيم )وذكر في عشرات المواضيع
وحكمة الله قد ندركها في بعض الأحيان وقد لاندركها
فمما ندركه التدرج في أحكام التشريع كتحريم الخمر والربا وغيرها مما كان شائعا بين الناس وأن التكليف يسقط عن الصغير والمجنون والنائم والمكره لغياب العقل أو الحرية
ومما لاندركه تفاوت الناس في الأرزاق والأشكال والحظوظ.
وقد وردت الحكمة في كتاب الله تعالي علي معاني مختلفة . منها :
1.الموعظة قال تعالي :حكمة بالغة فما تغن النذر )بمعني موعظة بالغة لأنها تهدي إلي فعل الصواب وضرورة الاعتبار
2.السنة (ويعلمهم الكتاب والحكمة )قال بعض العلماء المراد به السنة. وسميت السنة حكمة لأن الحكمة هي وضع النقاط علي الحروف وقد جاءت السنة مفشرة وشارحة ومؤكدة لما فيه كتاب الله تعالي
3.الفهم (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ) وهذا هو الشائع عند الناس .فالحكمة هي دقة الفهم
4.النبوة قال تعالي l وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب )وكيف لاتكون النبوة حكمة وقد جاء الأنبياء عليهم السلام لرد البشرية إلي جادة الصواب بعد أن انحرفت عن الصراط المستقيم بسبب الشهوات والشبهات .
5.الدليل القاطع (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )فقيل هي الدليل القاطع . والدليل القطع لاينحصر أبدا في مرويات صحيحة السند واضحة المعني يقدر ما يعني القدرة علي تنزيل هاته المرويات ومعرفة الاستشهاد بها زمانا ومكانا.
6.علوم القرآن (يوت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)قال بعض العلماء المراد بالحكمة هناعلوم القرآن وقيل التأويل وقيل معاني أخري
مظاهر الحكمة في خلق رسول الله صلي الله عليه وسلم
الناس في طلب الحق ثلاثة .أحدهما يبحث عن الحق ويريد التمسك به
وآخر يغلب عليه العناد والمحاججة ولا يمكن أن ينقاد بسهولة
وأصحاب الفطرة السليمة
وقد عرف رسول الله صلي الله عليه وسلم هذه الأنواع الثلاثة
.حكمته مع الباحثين عن الحقيقة
1.

سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أستأذن على أمي؟ فقال: نعم. فقال الرجل: إني معها في البيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استأذن عليها، أتحب أن تراها عارية؟ فقال: لا. قال: "فاستأذن عليها
فانظر إلي هذا الأسلوب الحكيم لأن هذا الرجل نظر إلي المسألة من جهة واحدة فقط .وكم حكمنا علي أمور في عجلة من أمرنا لأنه تبين لنا منها وجه واحد وظنناه الحق بعينه
ويمثل أحدهم للحقيقة بقصة رجل حكيم له أربعة أولاد أرسل أحدهم في فصل الشتاء إلي الشجرة الفلانية ثم قال :صفها لي .فوصفها ولده الأول بما رأي
ثم أرسل الولد الثاني في فصل الربيع إلي نفس الشجرة وقال :صفها لي
فوصفها الولد الثاني بما رأي
ثم أرسل الولد الثالث في فصل الصيف إلي نفس الشجرة
وقال :صفها لي
فوصفها الولد الثالث بما رأي وعرف
ثم أرسل الولد الرابع في فصل الخريف إلي نفس الشجرة ثم قال له :صفها لي
فوصفها الولد الرابع كما رآها من دون زيادة ولا نقصان
ثم جمع الأب الحكيم أولاده الأربعة وقال :صفوا لي الشجرة فاختلفوا وتنازعوا وعلت أصواتهم
فقال الشيخ :علي مهلكم .كلكم علي حق لأنكم رأيتموها في فصول مختلفة
ويضربون مثلا آخر أن بعض العميان جاؤوهم بفيل صخم فأمسكه أحدهم من الأذن وامسكه آخر من الخرطوم وثالث من الرجل ورابع وهكذا
ثم اختلفت أوصافهم بما لامسوه وتعلق كل واحد منهم بالجزء الذي شعر به
ومن النكت أن رجلا أعمي لم يبصر إلا مرة في حياته فرأي فأرا فكان كلما سمع عن شيء قال :هل هو مثل الفأر
وهكذا حال الناس أجمعهم لايعرفون إلا جزءا من الحقيقة
2.وفي رواية لمسلم بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه مه . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزرموه ، دعوه . فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن . فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه .

وعند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، فصلى ركعتين ثم قال : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد تحجرت واسعاً . ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد ، فأسرع الناس إليه ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : إنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين . صبوا عليه سجلا من ماء - أو قال - : ذنوبا من ماء .
فانظر كيف استطاع رسول الله صلي الله عليه وسلم بحكمته أن يحتوي المشكلة برمتها حتي خرج صاحب الخطأ مطمئنا فرحا مستبشرا ولو كان عند غيره لرأي العقاب الشديد
3. عن أبي أمامة قال :

إن فتى شابا اتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! ائذن لي بالزنى . فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا مه مه ! فقال : ادنه . فدنا منه قريبا . قال : فجلس . قال أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع يده عليه ، وقال : اللهم ! اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء . ( وسنده صحيح ) .
4. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل من بني فزارة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن امرأتي ولدت غلاما أسود -وهو يريد الانتفاء منه- فقال له: (هل لك من إبل؟) ، قال: نعم، قال: (ما ألوانها؟) ، قال: حُمْر، فقال له: (هل فيها من أورق؟) ، قال: نعم، قال: ( فأنى كان ذلك ؟) ، قال: أراه عرقٌ نزعه ، قال: ( فلعل ابنك هذا نزعه عرق) ، ولم يرخص له في الانتفاء منه" متفق عليه.
لقد استطاع رسول الله صلي الله عليه وسلم بحكمته البالغة وعقله الوافر أن يطمئن الرجل ويحافظ علي شمل الأسرة
حكمته مع أهل العناد والخصومات و هؤلاء تحوي قلوبهم الكبر و العناد و المجادلة بالباطل و يقصدون من وراء \لك إثارة الشغب و الخصام..
فقد كان صلي الله عليه وسلم بحكمته و فطانة عقله يلزمهم الحجة و يجادلهم بالتي هي احسن و يعاملهم بالرفق و اللين و هذه الحكمة و ذلك الاسلوب يسكن غضبهم و يوضح شغبهم ثم يفحمهم بالحجة الدامغة و البرهان الساطع الذي يكون بعده التسليم و الاذعان و من امثلة ذلك:
1- حكمته صلي الله عليه وسلم مع ابن الزبعري شاعر قريش في الجاهلية وقد سمع بقول مولانا تباركت اسماؤه و تعالت عن الاضداد صفاته:
" إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون لو كان هؤلاء ءالهة ما وردوها و كل فيها خالدون لهم فيها زفير و هم فيها لا يسمعون".
قال أما و الله لو وجدت محمدا لخصمته فسلوا محمدا : أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة و اليهود تعبد عزيرا و النصارى تعبد عيسى بن مريم فعجب الحاضرون مما قاله ابن الزبعري و رأوا أنه قد خصم رسول الله صلي الله عليه وسلم و غلبه فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" إن كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده إنهم إنما يعبدون الشياطين و من أمرتهم بعبادته".
فانزل الله تصديقا لنبيه :" إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها و هم في ما اشتهت انفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الاكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون".
2
عن ابن عباس ; أن أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة : يا محمد ، أرأيت قولك : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ؟ [ الإسراء : 85 ] ، إيانا تريد أم قومك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا " . فقالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها في علم الله قليل ، وعندكم من ذلك ما يكفيكم " . وأنزل الله فيما سألوه عنه من ذلك : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام ) الآية .
فانظر إلي حكمته في الرد عليهم .فرسول الله مبعوث للناس أجمعين وليس اليهود فقط. ولذالك قال : كلا أردت
ثم بين أن التوراة قد لحقها التحريف ومع ذالك لو يطبقوا فقط ما عندهم لكفاهم.
3. قال ابن عباس [ رضي الله عنه ] حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي . قال : " سلوني عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة الله ، وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام " . قالوا : فذلك لك . قال : " فسلوني عما شئتم " قالوا : أخبرنا عن أربع خلال : أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه ؟ وكيف ماء المرأة وماء الرجل ؟ كيف هذا النبي الأمي في النوم ؟ ومن وليه من الملائكة ؟ فأخذ عليهم العهد لئن أخبرهم ليتابعنه وقال : " أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى : هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديدا وطال سقمه ، فنذر لله نذرا لئن شفاه الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه ، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل ، وأحب الشراب إليه ألبانها " فقالوا : اللهم نعم . قال : " اللهم اشهد عليهم " . وقال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، الذي أنزل التوراة على موسى : هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ ، وماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ، إن علا ماء الرجل ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله وإن علا ماء [ ص: 75 ] المرأة ماء الرجل كان أنثى بإذن الله " . قالوا : نعم . قال : " اللهم اشهد عليهم " . وقال : " أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى : هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه " . قالوا : اللهم نعم . قال : " اللهم اشهد " . قالوا : وأنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة ؟ فعندها نجامعك أو نفارقك قال : " إن وليي جبريل ، ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه " . قالوا : فعندها نفارقك ، ولو كان وليك غيره لتابعناك ، فعند ذلك قال الله تعالى : ( قل من كان عدوا لجبريل ) الآية [ البقرة : 97 ] .
تبين من خلال محاورات كثيرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أفحم اليهود رغم التواءاتهم وتعقيداتهم . ولم يجدوا بدا من الإذعان.ومع ذالك طبيعة اليهود تأبي إلا الجحود والعناد والكفر
النوع الثالث :حكمته مع أصحاب الفطرة السليمة
1.لما أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة وكانت قبيلتي الأوس والخزرج حديثي عهد بواقعة بعاث فأسس رسول الله المسجد وصار ملتقي لكل المسلمين
2..وآخي بين المهاجرين والأنصار
3.ولما كادت أن تشتعل فتنة بين المهاجرين والأنصار قال (دعوها فإنها منتنة
4.ولما حاول ذالك اليهودي الماكر أن يذكر قبيلتي الأوس والخزرج بما كانا بينهما في الماضي غضب رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال (أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم )
5.ولما تكلم بعض شباب الأنصار بعد غزوة حنين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم يريد أن يرجع إلي أهله ولم يعطهم من الغنائم إلا القليل خطب فيهم خطب رجل حكيم بين أنه يحبهم أكثر من غيرهم وقد وكلهم إلي إسلامهم بينما كان البعض كما يقول الشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله كالبهيمة لا ينقاد إلا بإرسيم من الحشيش
6.وحاول رأس المنافقين بن أبي بن سلول محاولات عديدة لاجتثاث المسلمين وتكلم فيهم كلاما خبيثا وتآمر مع اليهود الاستئصال شأفتهم من المدينة . ولم يتحقق له شيء من ذالك واحتوي رسول الله صلي الله عليه وسلم كل ذالك بحكمته
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: من أخلاق الرسول
25-03-2010, 11:08 PM
الخلق الحادي والعشرون: حسن العشرة
العشرة هي كثرة المخالطة والتعامل اليومي مع طائفة من الناس .ومن هنا جاءت العشرة بين الزوجين وبين الجيران وبين الشركاء لأنها تتطلب تنازلات كثيرة
إذا تعلقت العشرة بالنساء كان المراد منها أمور المبيت والنفقة وطرق التواصل بين الزوجين ومظاهر الرحمة والعطف والحلم والتغافل
وقيل أن حسن المعاشرة مع الزوجة أن يتزين الزوج لزوجته كما تتزين له
وحسن العشرة مع الناس تعني طلاقة الوجة والتلطف في الكلام والتغافل وحسن الحياء والترفع عن بعض الصغائر كتشبيك الأصابع والعبث باللحية وتخليل الأسنان وإدخال الأصبع في الأنف وكثرة التمطي والتثاؤب ورفع الصوت وكثرة الملاحظات
وقد حث ربنا جل وعلا في القرآن الكريم علي حسن معاملة الزوجات بالمعروف
1.(وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
2.(فانكحوهن بإذن أهلن وآتوهن أجورهن بالمعروف )
3.(الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)
4.( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف )
5(ومتعوهن علي الموسع قدره وعلي المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا علي المحسنين )
6.( وللمطلقات متاع بالمعروف حقا علي المتقين )
7. (ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير )
8.( ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة إن في ذالك لآيات لقوم يتفكرون )
عن عائشة قالت: كان النبي يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها, فتواطأت أنا وحفصة على أيـَّتِنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير, قال: «لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينت بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً»... {تبتغي مرضات أزواجك}
وهذا الحديث له طرق كثيرة وخاض فيه من خاض لينال من عرض السيدة عائشة رضي الله عنها والسيدة حفصة رضي الله عنها
ويتبين هنا حسن معاشرته صلي الله عليه وسلم لزوجاته .
مظاهر حسن المعاشرة في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم
أولا :حسن معاشرته مع أهله
1.وهذه السيدة عائشة رضي الله عنها أقرب الناس إليه تقول :كنت مع النبي صلي الله عليه وسلم في سفر فسابقته فسبقته علي رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال لي lهذه بتلك )
2. عن أنس قال : كان للنبي تسع نسوة ، فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع ، فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها ، فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده إليها ، فقالت ــ أي عائشة ــ : هذه زينب ، فكف النبي يده ، فتقاولتا حتى استبتا وأقيمت الصلاة فمر أبو بكر على ذلك فسمع أصواتهما ، فقال اخرج يا رسول الله إلى الصلاة وأحث في أفواههن التراب فخرج النبي فقالت عائشة الآن يقضي النبي صلاته فيجيء أبو بكر فيفعل بي ويفعل فلما قضى النبي صلاته أتاها أبو بكر فقال لها قولا شديدا ( ).
قال ابن كثير( ): ... ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها .
ما أروع هاته الأخلاق العالية .من الناس من له زوجتان لا يستطيع حتي الجلوس بينهما .بل لا تحتمل إحداهما الأخري
3.وكان ينام مع نسائه في شعار واحد يضع علي كتفيه الرداء وينام بالإزار .تقول السيدة عائشة رضي الله عنها :كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يباشرني في شعار واحد وأنا حائض ولكنه كان أملككم لإربه أو يملك إربه
4. ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‏ ‏قَالَتْ ‏
‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِنِّي لَأَعْرِفُ غَضَبَكِ وَرِضَاكِ قَالَتْ قُلْتُ وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ بَلَى وَرَبِّ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏وَإِذَا كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ لَا وَرَبِّ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ لَسْتُ أُهَاجِرُ إِلَّا اسْمَكَ ‏
5. ومن حسن معاشرته صلي الله عليه وسلم ان السيدة عائشة رضي الله عنها تزوجها وهي صغيرة وكانت تأتيها بعض البنات يلعبن معها فإ\ا دخل رسول الله فررن فيردهن رسول الله صلي الله عليه وسلم
فعن ابن حبان أنها قالت :دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا ألعب اللعب فرفع الستر وقال :ما ه\ا ياعائشة
فقلت :لعب يارسول الله
قال :ما هذا الذي أري بينهن ؟
قلت :فرس يارسول الله قال :فرس من رقاع له جناح
فقالت : ألم يكن لسليمان بن داوود خيل لها أجنحة ؟ فضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم
6. وقد جاءت امرأة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :يا عائشة أتعرفين هذه ؟
قالت :لا يا نبي الله
فقال : هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك ؟
قالت :نعم
فأعطاها طبقا فغنتها فقال النبي صلي الله عليه وسلم ( قد نفخ الشيطان في منخريها ) يعني أخذها العجب والغرور أو نشوة الغناء
7. وعن عائشة رضي الله عنها أن أبابكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مني تدففان وتضربان والنبي صلي الله عليه وسلم متغش في ثوبه فانتهزها أبو بكر فكشف النبي صلي الله عليه وسلم عن وجهه فقال : دعهما يا أبابكر فإنها أيام عيد
8. عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو
9.وتخبرنا السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول : كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلي الله عليه وسلم فيضع فاه علي موضع في وأتعرق العرق وانا حائض ثم أناوله النبي صلي الله عليه وسلم فيضع فاه علي موضع في
وهذا كله زيادة في اللطف والمحبة .والحائض قد تمر بأحوال نفسية صعبة ولذالك علي الزوج أن يتفهما .وصدق رسول الله
10. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فحججت معه فعدل وعدلت معه بالإداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فقال وا عجبي لك يا ابن عباس عائشة وحفصة ثم استقبل عمر الحديث يسوقه فقال إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا [ ص: 872 ] هم قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصحت على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني فقالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني فقلت خابت من فعل منهن بعظيم ثم جمعت علي ثيابي فدخلت على حفصة فقلت أي حفصة أتغاضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل فقالت نعم فقلت خابت وخسرت أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكين لا تستكثري على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه واسأليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عائشة وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال أنائم هو ففزعت فخرجت إليه وقال حدث أمر عظيم قلت ما هو أجاءت غسان قال لا بل أعظم منه وأطول طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال قد خابت حفصة وخسرت كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون فجمعت علي ثيابي فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت ما يبكيك أولم أكن حذرتك أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا أدري هو ذا في المشربة فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي هو فيها فقلت لغلام له أسود استأذن لعمر فدخل فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج فقال ذكرتك له فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فذكر مثله فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت الغلام فقلت استأذن لعمر فذكر مثله فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير [ ص: 873 ] ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي فقال لا ثم قلت وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا فقال أوفي شك أنت يا ابن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت يا رسول الله استغفر لي فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة وكان قد قال ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله فلما مضت تسع وعشرون دخل على عائشة فبدأ بها فقالت له عائشة إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة أعدها عدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر تسع وعشرون وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين قالت عائشة فأنزلت آية التخيير فبدأ بي أول امرأة فقال إني ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك ثم قال إن الله قال يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله عظيما قلت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة
والحديث بطوله كما تري في صحيح البخاري وفيه من الفوائد الشيء العجيب
وتظهر الصورة واضحة في حسن معاشرته صلي الله عليه وسلم لزوجاته
12. عن النعمان بن بشير قال : جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهى رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فدخل فقال يا ابنة أم رومان وتناولها أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها قال فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين انى قد حلت بين الرجل وبينك قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال له أبو بكر يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما
حثه الأمة علي حسن عشرةالنساء
  • (استوصوا بالنساء خيرا فإنهمن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج )
  • وقال صلي الله عليه وسلم (لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي خلقا آخرا) ومعني لايفرك أي لايبغض
  • 3. (اتقوا الله في النساء فإنهم عوان عندكم )
  • (حبب إلي من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة )
ثانيا :حسن عشرته مع أصحابه
1.يروي لنا أنس رضي الله عنه أنه لما قدم النبي صلي الله عليه وسلم اخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي لإلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :يارسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك فخدمته في الحضر والسفر فوالله ما قال لي شيء صنعته لم صنعته كذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا ؟
2. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلتُ : واللهِ لا أذهب – وفي نفسي أن أذهب لما أمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم – قال :
فخرجتُ حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك فقال : " يا أنيس ، اذهب حيث أمرتُكَ " قلت : نعم ، أنا أذهب يا رسول الله .
3. عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة فلم يجد عليا فقال: أين ابن عمك ؟
فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج. فقال النبي لرجل: انظر أين هو, فقال الرجل: هو في المسجد راقد.
فجاءه وهو مضطجع, وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب, فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قم يا أبا تراب ز قال سهل: وما كان له ( أي لعلي ) اسم أحب إليه منه.
هذا الحديث الشريف يرشد إلى ما يحسن بالأب أن يفعله, وبالزوجة أن تفعله, وبالزوج أن يفعله إذا حدث خلاف بين الزوج وزوجته.
فالنبي يسأل ابنته فاطمة, وقد زارها في بيتها عن زوجها علي, فتخبره رضي الله عنها أنه غاضبها في شيء, دون أن تذكر له هذا الشيء, وهذا كتمان جميل يحسن بكل زوجة أن تحرص عليه, فلا تخبر أهلها بتفاصيل الخلافات التي تحدث بينها وبين زوجها.
ثم نتأمل حكمة تصرف علي رضي الله عنه حين انسحب من ساحة الخلاف الذي ثار بينه وبين السيدة فاطمة رضي الله عنها " فغاضبني فخرج “, وهذا خير من مواصلة المغاضبة التي قد تتطور إلى شجار حاد.
وإلى أين ينسحب رضي الله عنه ؟ لم ينسحب إلى أصحابه , ولم ينسحب إلى أمكنة أخرى يذهب إليها الأزواج إثر نشوب خلافات مع زوجاتهم , بل انسحب – كرم الله وجهه – إلى المسجد , حيث تهدأ أعصابه الثائرة , وتطمئن النفس الغاضبة .

ونتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم عدم تأجيله التوفيق بين صهره وابنته, بل بادر يسأل عنه, فلما أخبروه أنه في المسجد, جاءه وهو يقول " قم يا أبا تراب " بعد أن رأى التراب الذي أصاب جسمه وقد سقط رداؤه عنه.
ولم يعاتبه النبي عليه الصلاة والسلام, مما يشير إلى أن المصالحة التي تقوم على تطييب الخاطر خير من المصالحة التي تقوم على المحاسبة والمعاتبة.
ومما يؤكد أن نفس علي قد طابت قول سهل في نهاية الحديث: " وما كان له اسم أحب إليه منه
4.ويحكي لنا عباد بن شرحبيل قال : أصابني سنة أي جدب وقحط فدخلت حائطا من حيطان المدينة ففركت سنبلا فأكلت وحملت في ثوبي فجاء صاحبه فضربني وأخذ ثوبي فأتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال له :ما علمت إذ كان جاهلا ولا أطعمت إذ كان جائعا وأمره فرد علي ثوب وأعطاني وسقا ونصف وسق من طعام
5.ويقول سيدنا عثمان رضي الله عنه وهو يخطب يوما : 5إنا والله قد صحبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير وإن ناسا يعلموني به عسي أن لايكون أحدهم رآه قط –
6. وعن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما قدم مكة استقبله أغيلمة بني هاشم فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه
7. وعن أبي رافع بن عمرو الغفاري قال :كنت غلاما أرمي نخل الأنصار فأتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :يا غلام لم ترمي النخل ؟
قال : آكل .قال :فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها ثم مسح رأسه وقال :اللهم أشبع بطنه
ثالثا :حسن معاشرته مع اليهود
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لابن صوريا 5أ\كركم بالله الذي نجاكم من آل فرعون وأقصعكم البحر وظلل عليكم الغمام وأنزل عليكم المن والسلوي وأنزل عليكم التوراة علي موسي أتجدون في كتابكم الرجم ؟
قال ابن صوريا :ذكرتني بعظيم ولا يسعني أن اكذبك
وكم هي من القصص الكثيرة في حسن معاشرته لليهود.لجاره اليهودي ولذالك الأعمي اليهوي الذي دخلوا حائطه وهم ذاهبون إلي غزوة أحد فبداهم يرميهم بالحجارة فهم به بعض الصحابة فقال :دعوه أعمي البصر والبصيرة اوكما قال عليه الصلاة والسلام
حسن معاشرته مع الخدم والعبيد
قد مرت بنا احاديث أنس وانه خدم رسول الله عشر سنين فما سمع منه كلمة يكرهها
ومن ذالك قصة المرأة السوداء التي كانت تقوم بنظافة المسجد فتوفيت فدفنها الصحابة رضي الله عنهم ولم يعلم بها رسول الله ولما سمع بها ذهب إلي قبرها وصلي عليها ودعا لها والقصة معروفة
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسوزل الله صلي الله عليه وسلم قال (إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاء به وقد ولي حره ودخانه فليقعد معه فليأكل فإن كان الطعام قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين )
وعن ضمرة بن حبيب أن النبي لصي الله عليه وسلم قال : (أعظم القوم أجرا خادمهم ).
حث الرسول أتباعه علي حسن المعاشرة
1.(لا تحقرن من المعروف شيئا ولوأن تلقي أخاك بوجه طلق )
2.(ألا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )
3 (لايؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
4.(المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يسلمه .من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )
5.(من عرض عليه ريحان فلا يسرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح )
6.
(من أنظر معسرا او وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لاظل إلاظله )
7. (حوسب رجل ممن كان قبلكم فلك يوجد له من الخير شيئا إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر غلمانه ان يتجاوزا عن المعسر قال الله عز وجل :نحن أحق بذالك منه تجاوزوا عنه
8.وجاء رجل إلي النبي لصي الله عليه وسلم يشكوا إليه قائلا :يارسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فما ذا قال له رسول الله ؟
لئن كانت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله تعالي ظهير عليهم مادمت علي ذالك
9.(إذا كنتم في ثلاثة فلا يتناجي رجلان دون الآخر حتي يختلطوا بالناس فإن ذالك يحزنه
10 (إياكم والظن فإن الظن اكذب الحديث ولا تجسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا )
11.وسأل رجل رسول الله أي النساء خير
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (هي التي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمر ولا تخالف في نفسها ومالها بما يكره
12.وعن خير الأزواج يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا كتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت
13.وعن حسن المعاشرة مع الكل يقول (لايحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: من أخلاق الرسول
25-03-2010, 11:11 PM
الخلق الثاني والعشرون :الإحسان
الإحسان ضد الإساءة والمحاسن تقابلها المساء
وتحسين الشيء يطلق علي تزيينه وإتقانه (وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات )
والإحسان كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
قال العلماء :ال
إحسان هنا مراقبة الله وحسن طاعته

قال الفيروزآبادي :الإحسان علي وجهين
الإنعام علي الغير (وأحسن كما أحسن الله إليك )
إحسان في فعله بمعني أن تقوم بعمل علي أكمل وجه ممكن
قال المناوي رحمه الله : الإحسان إسلام ظاهري يقيمه إيمان باطن يكمله إحسان شهودي
وقال الراغب : الإحسان فعل ما ينبغي فعله من المعروف
وقال الكفوي :الإحسان هو فعل الإنسان ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنا كإطعام الجائع
منزلة الإحسان.
وهذه هي منزلة الإحسان كما يبينها لنا ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه مدارج السالكين

فصل ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الإحسان
وهي لب الإيمان وروحه وكماله وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل فجميعها منطوية فيها وكل ما قيل من أول الكتاب إلى ههنا فهو من الإحسان

قال صاحب المنازل رحمه الله وقد استشهد على هذه المنزلة بقوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} [ الرحمن: 60 ]: فالإحسان جامع لجميع أبواب الحقائق وهو أن تعبد الله كأنك تراه أما الآية: فقال ابن عباس رضي الله عنه والمفسرون: هل جزاء من قال: لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد إلا الجنة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} [ الرحمن: 60 ] ثم قال: هل تدورن ماذا قال ربكم قالوا: الله ورسوله أعلم قال: يقول: هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة وأما الحديث: فإشارة إلى كمال الحضور مع الله عز وجل ومراقبته الجامعة لخشيته ومحبته ومعرفته والإنابة إليه والإخلاص له ولجميع مقامات الإيمان قال: وهو على ثلاث درجات الدرجة الأولى: الإحسان في القصد بتهذيبه علما وإبرامه عزما وتصفيته حالا يعني إحسان القصد يكون بثلاثة أشياء أحدها: تهذيبه علما بأن يجعله تابعا للعلم على مقتضاه مهذبا به منقى من شوائب الحظوظ فلا يقصد إلا ما يجوز في العلم و العلم هو اتباع الأمر والشرع والثاني: إبرامه عزما و الإبرام الإحكام والقوة أي يقارنه عزم يمضيه ولا يصحبه فتور وتوان يضعفه ويوهنه الثالث: تصفيته حالا أي يكون حال صاحبه صافيا من الأكدار والشوائب التي تدل على كدر قصده فإن الحال مظهر القصد وثمرته وهو أيضا مادته وباعثه فكل منهما ينفعل عن الآخر فصفاؤه وتخليصه من تمام صفاء الآخر وتخليصه
فصل قال: الدرجة الثانية: الإحسان في الأحوال وهو أن تراعيها غيرة
وتسترها تظرفا وتصححها تحقيقا

يريد بمراعاتها: حفظها وصونها غيرة عليها أن تحول فإنها تمر مر السحاب فإن لم يرع حقوقها حالت ومراعاتها: بدوام الوفاء وتجنب الجفاء ويراعيها أيضا بإكرام نزلها فإنها ضيف والضيف إن لم تكرم نزله ارتحل
ويراعيها أيضا بضبطها ملكة وشد يده عليها وأن لا يسمح بها لقاطع طريق ولا ناهب ويراعيها أيضا: بالانقياد إلى حكمها والإذعان لسلطانها إذا وافق الأمر ويراعيها أيضا: بسترها تظرفا وهو أن يسترها عن الناس ما أمكنه لئلا يعلموا بها ولا يظهرها إلا لحجة أو حاجة أو مصلحة راجحة فإن في إظهارها بدون ذلك آفات عديدة مع تعريضها للصوص والسراق والمغيرين وإظهار الحال للناس عند الصادقين: حمق وعجز وهو من حظوظ النفس والشيطان وأهل الصدق والعزم لها أستر وأكتم من أرباب الكنوز من الأموال لأموالهم حتى إن منهم من يظهر أضدادها نفيا وجحدا وهم أصحاب الملامتيه ولهم طريقة معروفة وكان شيخ هذه الطائفة عبدالله بن منازل واتفقت الطائفة على أن من أطلع الناس على حاله مع الله: فقد دنس طريقته إلا لحجة أو حاجة أو ضرورة وقوله: وتصحيحها تحقيقا أي يجتهد في تحقيق أحواله وتصحيحها وتخليصها فإن الحال قد يمتزج بحق وباطل ولا يميزه إلا أولو البصائر والعلم وأهل هذه الطريق يقولون: إن الوارد الذي يبتدىء العبد من جانبه الأيمن والهواتف والخطاب: يكون في الغالب حقا والذي يبتدىء من الجانب الأيسر: يكون في الغالب باطلا وكذبا فإن أهل اليمين: هم أهل الحق وبأيمانهم يأخذون كتبهم ونورهم الظاهر على الصراط يكون بأيمانهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وشأنه كله والله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف وأخبر أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وحظه من ابن آدم جهة الشمال ولهذا تكون اليد الشمال للاستجمار وإزالة النجاسة والأذى ويبدأ بالرجل الشمال عند دخول الخلاء ومن الفرقان أيضا: أن كل وارد يبقي الإنسان بعد انفصاله نشيطا مسرورا نشوانا: فإنه وارد ملكي وكل وارد يبقي الإنسان بعد انفصالة خبيث النفس كسلان ثقيل الأعضاء والروح يجنح إلى فتور: فهو وارد شيطاني ومن الفرقان أيضا: أن كل وارد أعقب في القلب: معرفة بالله ومحبة له وأنسا به وطمأنينة بذكره وسكونا إليه: فهو ملكي إلهي وخلافه بخلافه
ومن الفرقان أيضا: أن كل وارد أعقب صاحبه تقدما إلى الله تعالى والدار الآخرة وحضورا فيها حتى كأنه يشاهد الجنة قد أزلفت والجحيم قد سعرت: فهو إلهي ملكي وخلافه شيطاني نفساني ومن الفرقان أيضا: أن كل وارد كان سببه النصيحة في امتثال الأمر والإخلاص والصدق فيه: فهو إلهي ملكي وإلا فهو شيطاني ومن الفرقان أيضا: أن كل وارد استنار به القلب وانشرح له الصدر وقوي به القلب: إلهي ملكي وإلا فهو شيطاني ومن الفرقان أيضا: أن كل وارد جمعك على الله فهو منه وكل وارد فرقك عنه وأخذك عنه: فمن الشيطان ومن الفرقان أيضا: أن الوارد الإلهي لا يصرف إلا في قربة وطاعة ولا يكون سببه إلا قربة وطاعة فمستخرجه الأمر ومصرفه الأمر والشيطاني بخلافه ومن الفرقان أيضا: أن الوارد الرحماني لا يتناقض ولا يتفاوت ولا يختلف بل يصدق بعضه بعضا والشيطاني بخلافه يكذب بعضه بعضا والله سبحانه أعلم

فصل قال: الدرجة الثالثة: الإحسان في الوقت وهو أن لا تزايل المشاهدة أبدا ولا تخلط بهمتك أحدا وتجعل هجرتك إلى الحق سرمدا أي لا تفارق حال الشهود وهذا إنما يقدر عليه أهل التمكن الذين ظفروا بنفوسهم وقطعوا المسافات التي بين النفس وبين القلب والمسافات التي بين القلب وبين الله بمجاهدة القطاع التي على تلك المسافات وقوله: ولا تخلط بهمتك أحدا
يعني: أن تعلق همتك بالحق وحده ولا تعلق همتك بأحد غيره فإن ذلك شرك في طريق الصادقين قوله: وأن تجعل هجرتك إلى الحق سرمدا يعني: أن كل متوجه إلى الله بالصدق والإخلاص فإنه من المهاجرين إليه فلا ينبغي أن يتخلف عن هذه الهجرة بل ينبغي أن يصحبها سرمدا حتى يلحق بالله عز وجل
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ويحمد غب السير من هو سائر
ولله على كل قلب هجرتان وهما فرض لازم له على الأنفاس: هجرة إلى الله سبحانه بالتوحيد والإخلاص والإنابة والحب والخوف والرجاء والعبودية وهجرة إلى رسوله: بالتحكيم له والتسليم والتفويض والانقياد لحكمه وتلقي أحكام الظاهر والباطن من مشكاته فيكون تعبده به أعظم من تعبد الركب بالدليل الماهر في ظلم الليل ومتاهات الطريق فما لم يكن لقلبه هاتان الهجرتان فليحث على رأسه الرماد وليراجع الإيمان من أصله فيرجع وراءه ليقتبس نورا قبل أن يحال بينه وبينه ويقال له ذلك على الصراط من وراء السور والله المستعان
ميادين الإحسان
1.مواجهة الملمات بالصبر عليها (واصبر فإن الله لايضيع أجر المحسنين
2.أداء الدية لولي القتيل (فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان )فقد أمر الله بالإحسان لأهل القتيل مادام قد أحسنوا بالعفو عن القاتل
3.معاملة المطلقات .يلاحظ عند البعض من الأزواج عند وقوع نفرة أو طلاق لايبقي إحسان بينهم بل يريد أن ينتقم أحدهما من الآخر بأبشع الطرق .قال تعالي (لاجناح عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن أوتفرضوا لهن فريضة ومتعوهن علي الموسع قدره وعلي المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا علي المحسنين
(الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أوتسريح بإحسان )
4.مجاهدة النفس والجهاد (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) فهؤلاء سيحسن الله جل وعلا لهم بإحسان فهو المتفضل به
5.ومن أروع صور الإحسان في هذه الآية الكريمة (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
المحسنين )
6.الإحسان حتي في القول (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) فلا بد من اختيار أحسن الألفاظ حتي لايجد الشيطان منفذا ليتأول أخاك كلاما لاتقصد به شيئا من السصوء
7.التحاور بين المسلمين (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن )فكيف بالمسليمن فيما بينهم ونحن نري ممن يشار إليهم بالبنان أحسانا ينتقون أقسي وأشد الكلمات وبنبرات خشنة ليردوا علي مخالفيهم .وهو ليس من لب الإسلام في شيء
8.الخصومة والخلافات (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن )
9.معاملة اليتامي والضعفاء وهم أشد الناس احتياجا للإحسان (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )
10.العلاقات فيما بين المسلمين (وإذا حييت بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها )
11.العلاقات عموما فيما بين الناس (وأحسن كما أحسن الله إليك )فكما أحسن الله إليك في المال فتذكر الفقراء والمساكين والمحاويج
وكما أحسن الله إليك بمقام اجتماعي رفيع فاسع في خدمة الناس
وكما أنعم الله عليك بذكاء فأحسن إلي من هو أقل منك في ذالك
وهكذا لابد من الإحسان في كل شيء
مظاهر الإحسان في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم
أولا :الإحسان إلي الجيران
1عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :5مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه )
2.(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلي جاره) فالإحسان إلي الجيران من الإيمان
3.(والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل :من يا رسول الله ؟قال :الذي لا يؤمن جاره بوائقه )والتشديد والترهيب واضح في الحديث وفي ذالك عبرة لمن يعتبر
4.وهاهو رسول الله صلي الله عليه وسلم يوصي أبا ذر الغفاري رضي الله عنه فيقول :(إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه ثم انظر أقرب أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف
5.(يا نساء المؤمنات لاتحقرن جارة لجارتها ولوفرسني شاة ) أي ظلفها
6.(لايمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره )ثم قال أبوهريرة رضي الله عنه :ما لي أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم )
7.وسألت السيدة عائشة رسول الله عليه وسلم فقالت :يارسول الله إن لي جارين فإلي أيهما أهدي ؟فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إلي أقربهما منك بابا )
8.(ماآمن بي من بات شبعان وجاره جائع )
9.(ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع
10.وذكر عند رسول الله أن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها فقال :هي في النار ) وأن فلانة قليلة الصلاة والصدقة والصيام غير أنها لاتؤذي جيرانها قال : هي في الجنة )
11.وفي الحديث :ما تقولون في الزنا ؟قالوا :حرام حرمه الله ورسوله فهو حرام إلي يوم القيامة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره )ثم قال :ما تقولون في السرقة ؟قالوا :حرام حرمها الله ورسوله فهي حرام إلي يوم القيامة فقال : لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره)
12.ويسأل ابن مسعود رسول الله فيقول :يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت أو أسأت
قال :إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت وإن سمعتهم يقولون :قد أسأت فقد أسات )
13. (وما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من أبيات جيرانه الأدنيين أنهم لايعلمون منه إلا خيرا إلا قال الله تبارك وتعالي :قد قبلت قولكم أوقال :بشهادتكم وغفرت له ما لاتعلمون )
ثانيا :إحسانه إلي اليتامي والأرامل
  • عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله، قلت: قد كان قبلي أنبياء منهم من سخرت له الريح، ومنهم من يحيي الموتى... قال: يا محمد ألم أجدك يتيما فأويتك؟ قلت: بلى يا رب، قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قلت: بلى يا رب، قال: ألم أجدك عائلا فأغنيتك، قلت: بلى يا رب، قال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك، قلت: بلى يا رب.
  • 2عن زياد بن أبي مريم قالت أم سلمة لأبي سلمة بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تزوج إلا جمع الله بينهما في الجنة فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك قال أتطيعينني قالت نعم قال إذا مت تزوجي اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها فلما مات قلت من خير من أبي سلمة فما لبثت وجاء رسول الله فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها أو إبنها فقالت أرد على رسول الله أو أتقدم عليه بعيالي ثم جاء الغد فخطب عفان حدثنا حماد حدثنا ثابت حدثني ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أن أم سلمة لما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته ثم عمر فردته فبعث إليها رسول الله فقالت مرحبا أخبر رسول الله أني غيرى وأني مصبية وليس أحد من أوليائي شاهدا فبعث إليها أما قولك إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك وأما قولك إني غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك وأما الأولياء فليس احد منهم إلا سيرضى بي قالت يا عمر قم فزوج رسول الله وقال رسول الله أما أني لا أنقصك مما أعطيت فلانة الحديث عبد الله بن نمير حدثنا أبو حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت قال قالت أم سلمة أتاني رسول الله فكلمني وبيننا حجاب فخطبني فقلت وما تريد إلي ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي إني امرأة قد أدبر من سني وإني أم أيتام وأنا شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء قال أما الغيرة فيذهبها الله وأما السن فأنا أكبر منك وأما أيتامك فعلى الله وعلى رسوله فأذنت فتزوجني
عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك] ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى. وقال الحافظ أيضاً: قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة، أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، أو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لكون النبي صلى الله عليه وسلم شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل، ولا دنياه، ويرشده، ويعلمه، ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم.

عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة) رواه مسلم

قال النبي صلى الله عليه وسلم :(من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد

عن أبي الدرداء قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك) رواه الطبراني

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من وضع يده على رأس يتيم رحمة، كتب الله له بكل شعرة مدت على يده حسنة) رواه الإمام أحمد

عن أبي هريرة قال "أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له:إن أردت تليين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم. رواه أحمد

عن مالك بن الحارث أنه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: من ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له -الجنة- ألبتة، ومن أعتق أمرءاً مسلماً كان فكاكه من النار يجزي بكل عضو منه عضواً من النار". رواه أحمد

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين أصبعيه السباحة والوسطى".

عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه اليتيم والمسكين وابن السبيل) رواه أحمد

عن ابنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ قَبَضَ يَتِيماً مِنْ بَيْنَ المُسْلِمينَ إلىَ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ البَتَّةَ إلاَّ أَنْ يَعْمَلَ ذَنْباً لا يُغْفَرُ له". رواه الترمذي

قال علي بن أبي طالب (أعينوا الضعيف والمظلوم والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، وارحموا الأرملة واليتيم)

كان من جملة ما أوصى به علي بن أبي طالب : " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب...... الله الله في الأيتام فلا تعفو أفواههم ولا يضيعن بحضرتكم"
ثالثا :إحسانه إلي الأرامل
الأرامل صنف من الناس يحتاج إلي عناية خاصة. ومن هنا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الساعي علي الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله .قال الراوي :وأحسبه قال : (وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر
وقد كان رسول الله عملا ممن يعتني بهذا الصنف فقد تزوج سودة وأم سلمة وحفصة بعد ما مات أزواجهم
رابعا : إحسانه إلي الفقراء والمساكين
1.
ففي الحديث المشهور وإن كان فيه مقال (اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين) فقد فضل رسول الله صلي الله عليه وسلم حياة الفقر والمسكنة علي حياة الغني والبذخ
وقد جاءه أغنياء قريش وقد كانوا يرون الفقراء من الصحابة يحيطون برسول الله فقالوا له :لو تجعل لنا مجلسا خاصا بنا .وكأن رسول الله هم بذالك فنزل قول الله تعالي (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )
وفي آية أخري (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلي ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين )
2.
وفي صحيح مسلم أن سلمان وصهيب وبلال ونفر قالوا : والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها
قال :فقال أبو بكر :أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم .فأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبره فقال له : ( يا أبا بكر لعلك أغضبتهم .لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك
فأتاهم أبو بكر فقال : يا إخوتاه .أغضبتكم ؟ فقالوا : لا يغفر الله لك يا أخي
3.(يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم )
4.وفي دعائه صلي الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلي حبك )
5.وعن أسامة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (قمت علي باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وقمت علي باب النار فإذا عامة من دخلها النساء )
6.(أطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء وأطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء )
7.ويحدثنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له :أنظر إلي أرفع رجل في المسجد .قال :فنظرت فإذا رجل عليه حلة قلت :هذا قال :قال لي : أنظر أوضع رجل في المسجد قال : فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق .أي ثياب بالية )فقلت :هذا
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : لهذا أخير عند الله يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا
وفي رواية أخري للبخاري أنه مر رجل بالصحابة ورسول الله معهم فقال :ما تقولون في هذا ؟قالوا :حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع .قال :ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال :ما تقولون في هذا ؟قالوا : حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال لا يستمع
فقال رسول الله :هذا خير من ملء الأرض من هذا
8.وعند الترمذي (أبغوني في ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم )
9.وقوله صلي الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم علي الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر
خامسا : إحسانه إلي الفقراء
1.قال أبوهريرة رضي الله عنه : كنت من أهل الصفة وكنا إذا أمسينا حضرنا رسول الله فيأمر كل رجل فينصرف برجل أو اثنين فيبقي من بقي عشرة أو أقل أو أكثر فيأتي النبي صلي الله عليه وسلم بعشائه فنتعشي معه فإذا فرغنا قال : ناموا في المسجد
2.وقال ذات يوم لأصحابه (من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس
وأنا أبا بكر جاء بثلاثة ورسول الله بعشرة
3.وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : بتنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في الصفة فجعل يوجه الرجل من المهاجرين مع الرجل من الأنصار والرجلين والثلاثة حتي بقيت في أربعة ورسول الله صلي الله عليه وسلم خامسنا فقال لهم رسول الله :انطلقوا بنا فلما جئنا قال : يا عائشة عشينا فجاءت بجشيشة أي بطعام مصنوع من الحنطة والتمر ثم قال :يا عائشة أطعمينا فجاءت بحيسة وهو طعام متخذ من التمر والسمن ثم قال :يا عائشة أسقينا فجاءت بجريعة من لبن فشربنا
4.
عن أبي عمرو جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلال فأذن وأقام ثم صلى ثم خطب فقال : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ إلى آخر الآية إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا والآية الأخرى التي في آخر الحشر يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء رواه مسلم
5. ودخل رجل المسجد فأمر روسل الله صلي الله عليه وسلم أن يطرحوا ثيابا فأمر له منها بثوبين فحث علي الصدقة أيضا فطرح أحد الثوبين فقال له رسول الله 5خذ ثوبك -.
أحاديث عامة في الإحسان
1(إن الله كتب الإحسان علي كل شيء إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)
2.(ومن أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر)
3.(صل من قطعك وأحسن إلي من أساء إليك وقل الحق ولوعلي نفسك)
4.(من أحسن فيما بقي غفر له ما قد مضي ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضي وما بقي )
5.وجاء رجل إلي رسول الله فقال : يانبي الله جئت أبايعك علي الهجرة والجهاد
قال :فهل من والديك أحد حي
قال :نعم بل كلاهما
قال : أفتبتغي الأجر من الله ؟ قال نعم
قال : فارجع إلي والديك فأحسن صحبتهما
6.(من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار
7.(خمس صلوات افترضهن الله تعالي من أحسن وضوءهن وصلاتهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له علي الله أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له علي الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه )
من فوائد (الإحسان)
1- للإحسان ثمرة عظيمة تتجلّى في تماسك بنيان المجتمع وحمايته من الخراب والتّهلكة ووقايته من الآفات الاجتماعيّة النّاجمة عن الخلل الاقتصاديّ «7».
2- الإحسان هو المقياس الّذي يقاس به نجاح الإنسان في علاقته بالحياة- وهي علاقة ابتلاء «8».
3- المحسن يكون في معيّة اللّه عزّ وجلّ، ومن كان اللّه معه فإنّه لا يخاف بأسا ولا رهقا (انظر الشواهد القرآنية 28، 29).
4- المحسن يكتسب بإحسانه محبّة اللّه عزّ وجلّ (انظر الشواهد 30- 34).
5- وإذا أحبّ اللّه العبد جعله محبوبا من النّاس، وعلى ذلك فالمحسنون أحبّاء للنّاس يلتفّون حولهم ويدافعون عنهم إذا أحدق بهم الخطر.
6- للمحسنين أجر عظيم في الآخرة حيث يكونون في مأمن من الخوف والحزن (انظر الشاهد 36، 39، 63).
7- من ثمرات الإحسان التّمكين فى الأرض (انظر الشاهد 48، 60).
8- المحسن قريب من رحمة اللّه عزّ وجلّ (انظر
__________
(1) نبتاعه: أي نشتريه.
(2) أوان أويتهم: أي وقت رجوعهم.
(3) الملة: الرماد الحار والجمر.
(4) انظر الأثر كاملا في صفة (الكلم الطيب) ج 8 ص 3291 (أثر رقم 50).
(5) انظر المنتقى من مكارم الأخلاق للخرائطي (137- 141).
(6) ديوان «عنوان الحكم» للبستي.
(7) انظر في ذلك «العلاقات الاقتصادية» التي تشكل الميدان الثاني عشر من ميادين الإحسان ص 75.
(8) انظر تفصيلا أكثر عن علاقة الإنسان بالحياة وهي علاقة الابتلاء ج 1 ص 5 وما بعدها.

الشاهد 41).
9- للمحسن البشرى بخيري الدّنيا والآخرة (انظر الشاهد 55، 63).
10- الإحسان هو وسيلة المجتمع للرّقيّ والتّقدّم، وإذا كان صنوه أي العدل وسيلة لحفظ النّوع البشريّ فإنّ الإحسان هو وسيلة تقدّمه ورقيّه لأنّه يؤدّى إلى توثيق الرّوابط وتوفير التّعاون «1».
11- الإحسان وسيلة لحصول البركة في العمر والمال والأهل.
12- الإحسان وسيلة لاستشعار الخشية والخوف من اللّه تعالى، كما أنّه وسيلة لرجاء رحمته عزّ وجلّ.
13- الإحسان وسيلة لإزالة ما في النّفوس من الكدر وسوء الفهم وسوء الظّنّ ونحو ذلك.
14- الإحسان وسيلة لمساعدة الإنسان على ترك العجب بالنّفس لما في الإحسان من نيّة صادقة.
15- الإحسان طريق ييسّر لصاحبه طريق العلم ويفجّر فيه ينابيع الحكمة.
16- الدّفع بالحسنة- وهي إحدى صور الإحسان- يقضي على العداوات بين النّاس ويبدّلها صداقة حميمة ومودّة رحيمة وتنطفيء بذلك نار الفتن وتنتهي أسباب الصّراعات، أمّا الدّفع بالسّيّئة، أي مقابلة السّيّئة بمثلها فإنّه يؤدّي إلى تدهور العلاقات وإشعال نيران الفتن وتفاقم أسباب الصّراع ويهبط بالنّوع البشريّ إلى حضيض التّخلّف ويعرّض بقاءه لخطر الفناء «2». (انظر الشاهد رقم 62).
17- إذا اقترن إسلام الوجه للّه بالإحسان فإنّ ذلك يثمر الاستمساك بالعروة الوثقى الّتي يرجى معها خير الدّنيا والآخرة، أي أنّ المحسن يحتاط لنفسه بأن يستمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه «3». (الشاهد 15).
18- لبعض أنواع الإحسان ثمار خاصّة تعود على المحسن بالخير العميم في الدّنيا والآخرة، فمن ذلك:
أ- إحسان المرء وضوءه وخشوعه وركوعه يكفّر السّيّئات الماضية، ويستمرّ التّكفير ما استمرّ الإحسان (انظر الحديث رقم 14).
ب- إحسان المرء إلى جاره علامة صادقة على حسن إسلامه (انظر الحديث 2، 16).
ج- إحسان المرء في تربية بناته والسّعي على رزقهنّ يجعل من هذه البنات سترا له من النّار (الحديث رقم 5).
د- في الإحسان إلى النّساء في الكسوة والطّعام وما أشبه ذلك قيام بحقّهنّ يثمر التّرابط الأسريّ، ويحقّق الاستقرار العائليّ (انظر الحديث رقم 6).
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: من أخلاق الرسول
25-03-2010, 11:14 PM
الخلق الثالث والعشرون :معاملة ذوي القربي والأرحام
الأقارب هم الذين تجمعهم رحم واحدة ومنه الأرحام فهي مشتقة من الرحم .وفيها معني الرأفة والرحمة والتراحم
قال النووي :اختلفوا في حد الرحم التي يجب وصلها والتي أوصي الله بها فقيل :كل رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكر والأخري أنثي حرمت مناكحتهما
وقيل هو عام في كل قريب يشتركان من أي طريق معلوم بالعادة كالخال والعم والأقارب من جهة الأب والأقارب من جهة الأم
وحقيقة صلة الرحم .العطف والرحمة
قال القاضي عياض : لاخلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة

القرآن الكريم يحث علي صلة الرحم
1.قال تعالي : (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة الشيئة أو لئك لهم عقبي الدار )
فهذه علامات المؤمنين .ومن أهمها صلة الرحم
وبين الجزاء بعد ذالك فقال : (أولئك لهم عقبي الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار
ثم بين عقوبة قاطع الرحم وغيرها من المعاصي فقال (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار )
2.(وآت ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل )
3.(وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل لاتعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربي واليتامي والمساكين وقولوا للناس حسنا )
4.(وإذا حضر القسمة أولوا القربي واليتامي والمساكين فارزوقهم منه وقولوا لهم قولا معروفا )
5.(إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي )
6.(فآت ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل ذالك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون )
7.وبين القرآن الكريم أهمية القرابة حتي عند اختلاف الدين فقال (وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا )
وقال جلا جلاله : (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
ورد في سبب نزول هذه الآية أن فتيلة بنت أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي مشركة فأبت أسماء أن تقبلها وأن تدخل بيتها حتي سألت النبي صلي الله عليه وسلم فأمرها بقبول الهدية ودخول البيت ونزلت الآية
عقوبة قاطع الرحم
يقول فضيلة الدكتور عبد العزيز عزام -أستاذ الفقه بجامعة الأزهر-:
صلة الأرحام والبر بهم ، والسعي في مصالحهم، وعدم قطيعتهم، وإدخال السرور عليهم له ثواب عظيم عند الله في الدنيا والآخرة، فقد قال الله ـ تعالى ـ في فضل صلة الرحم: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا كان ذلك في الكتاب مسطورًا).

وبين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن صلة الأرحام تزيد في العمر وتغمر الديار وتكثر الأموال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن البر والصلة ليطيلان الأعمار ويعمران الديار ويكثران الأموال".

فمن سره أن يمد الله في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه كما أمر الله ـ تعالى ـ فقد قال جل ذكره: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا). وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا إن شئتم: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).

وإن قاطع الرحم لا يقبل الله منه عملاً، ولا يستجيب له دعاءً، وإن الله يعجل له العقوبة في الدنيا، غير ما يؤخر له في الآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ذنبان لا يؤخران: البغي وقطيعة الرحم".
وكان ابن مسعود جالسًا بعد الصبح في حلقة، فقال: أنشد الله قاطع الرحم إلا قام عنا، فإنا نريد أن ندعو ربنا، وإن أبواب السماء مرتجة؛ أي مغلقة دون قاطع الرحم". رواه الطبراني وصححه، فعلى المسلم أن يصل من قطعه، وأن يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها". فعلى هذا الأخ الأكبر للسائلة أن يتقي الله في أخته، وأن يصلها حتى يرضى الله عنه.
والله أعلم.
مظاهر إحسان الرسول صلي الله عليه وسلم إلي أقاربه
1.لما نزلت الآية الكريمة (وأنذر عشيرتك الأقربين )دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم قريشا وقال
يابني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار
يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار
يا بني هاشم انقذو ا أنقسكم من النار
يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار .. فإني لا أملك لك من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها
وكان لهذا النداء
أثره العجيب فقد أسلم معظم أقارب النبي صلي الله عليه وسلم

2.وقد حاول جهده أن يسلم أبا طالب ولكن لحكمة أراد الله جل جلاله لم يسلم أبا طالب . وحزن عليه النبي صلي الله عليه وسلم فنزل قول الله تعالي (إنك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ) وكان النبي قد أقسم أن يستغفر له فقال : والله لأستغفرن لك ما لم أنه عن ذالك
فنزل قول الله تعالي (ما كان للنبيء والذين آمنوا معه أن يستغفروا للمشركين ولوكانوا أولي قربي من بعد ما تبين لهم أنه أصحاب الجحيم )
3.ومع ما فعله أهل قريش بالنبي صلي الله عليه وسلم لكنه كان بهم رحيما فقد دعا عليهم بسنين كسنيني يوسف حتي كادت أن تهلك قريش ثم أشفق عليهم ودعا الله جل جلاله أن يسقيهم
4.وأوصي الصحابة خيرا بالعباس في غزوة بدر فقال لهم : (من لقي منكم العباس فليكف عنه )فقال بعض الصحابة كيف نقتل أهلينا ولا نقتله فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (يابن الخطاب أيقتل عم رسول الله ) فندم ذالك الصحابي علي ما قال
5وأوذي العباس عم النبي صلي الله عليه وسلم ذات يوم فخطب رسول الله قائلا (والذي نفسي بيده لايدخل قلب رجل الإيمان حتي يحبكم لله عز وجل ولرسوله صلي الله عليه وسلم ثم قال : (يا أيها الناس من آذي العباس فقد آذاني إنما عم الرجل صنو أبيه)
6.وكان أول لواء عقده رسول الله في المدينة كان لحمزة عم النبي صلي الله عليه وسلم ليتجه في ثلاثين راكبا من المهاجرين
7.وتأمل أقواله في ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(من كان علي مولاه فانا مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه )
(أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لانبي بعدي )
(لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح علي يديه )قالها يوم غزوة خيبر والقصة معروفة
حث النبي صلي الله عليه وسلم علي ال إحسان إلي الأقارب
1‏يزيد بن حيان ‏ ‏قال ‏ ‏انطلقت أنا ‏ ‏وحصين بن سبرة ‏ ‏وعمر بن مسلم ‏ ‏إلى ‏ ‏زيد بن أرقم ‏ ‏فلما جلسنا إليه قال له ‏ ‏حصين ‏ ‏لقد لقيت يا ‏ ‏زيد ‏ ‏خيرا كثيرا ‏
‏رأيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا ‏ ‏زيد ‏ ‏خيرا كثيرا حدثنا يا ‏ ‏زيد ‏ ‏ما سمعت من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت ‏ ‏أعي ‏ ‏من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين ‏ ‏مكة ‏ ‏والمدينة ‏ ‏فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال ‏ ‏أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ‏ ‏ثقلين ‏ ‏أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له ‏ ‏حصين ‏ ‏ومن أهل بيته يا ‏ ‏زيد ‏ ‏أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل ‏ ‏علي ‏ ‏وآل ‏ ‏عقيل ‏ ‏وآل ‏ ‏جعفر ‏ ‏وآل ‏ ‏عباس ‏ ‏قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم :

2 عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله،ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم)) البخاري-الفتح3(1396) واللفظ له ، ومسلم (14) .

3- عن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : (( إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق ، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : أنا الرحمن الرحيم ، و إني شققت للرحم من اسمي ، فمن وصلها وصلته،ومن نكثها نكثه)) الحديث له اصل في البخاري – الفتح 10(5988) والأدب المفرد ومجمع الزوائد (5/151) واللفظ له وقال : رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب (3/340) وقال إسنادة حسن.

4.عن أبي ذر- رضي الله عنه- أنه قال : (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومةُ لائم ، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت )) : ذكره في المجمع وقال : رواه الطبراني في الصغير(2/48) حديث رقم (758) والكبير (2/265) ورجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقه (8/154) .

5- عن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله )) البخاري- الفتح10(5989). ومسلم (2555) وهذا لفظه.

6- عن أنس بن مالك_ رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه)) البخاري الفتح10(5986) ومسلم (2557)
7- عن عبدا لله بن سلام _ رضي الله عنه_قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، انجفل الناس قِبَلهُ . وقيل : قد قدم رسول لله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فجئت في الناس لأنظُرَ فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ،فكان أول شيء سمعتهُ تكلم به أن قال : (( يا أيها الناس أفشوا السلام ،وأطعموا الطعام،وصلوا الأرحام،وصلوا بالليل والناس نيام،تدخلوا الجنة بسلام)) الترمذي(2485).وابن ماجه (3251) . واللفظ له . وأحمد (5/451) . وذكره الألباني في الصحيحة برقم (456).

8- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) البخاري-الفتح 10(6138) واللفظ له ، ومسلم (47).

9 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم )) رواه أحمد وإسناده صحيح
10 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع الرحم)) رواه أحمد . 11ـ وعن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يدخل الجنة قاطع)) أي قاطع رحم .
قال الأصمعي : بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابًا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول :
يا من يـجيب المضــــــطر في الظلم يا كاشف الضر و البلوى مع السقم
قد نام وفــدك حــول البيت وانتبهوا وأنت يا حي يا قيـــــوم لم تنـــــــــم
أدعوك ربي حزينًا هائــــمًا قلقــــــًا فارحم بكائي بحـــق البيت والحــرم
إن كان جودك لا يرجــــوه ذو سفه فمن يجود على العاصــــــين بالكرم
ثم بكى بكاءً شديدًا و أنشد يقول :
ألا أيها المقصــود في كل حاجــــتي شكوت إليك الضّر فارحم شكــــايتي
ألا يا رجائي أنت تكشـــف كـــربتي فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتـي
أتيت بأعمــــال قبـــــــاح رديئــــــة وما في الورى عبد جنى كجنــــايتي
أتحرقني بالنـــــار يا غــــاية المنى فـــأين رجـــائي ثم أين مخـــــــافتي
يقول الأصمعي : فدنوت منه.. فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين.. فقلت له : سيدي ما هذا البكاء والجزع ؟!!.. وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ؟!!.. أليس الله تعالى يقول : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرًا } ؟!!
فقال عليه السلام : ' هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه.. ولو كان عبدًا حبشيًا... وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرًا قرشيًا.. أليس الله تعالى يقول : { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون o فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون o ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون } '. 1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديثالمتفق عليه عن أبي هريرة : ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالتالرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطعمن قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك)) رواه البخاري واللفظ له (5987) ومسلم(2554)
فوائد صلة الرحم
1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة : ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك)) رواه البخاري واللفظ له (5987) ومسلم(2554)
2- صلة الرحم سبب لدخول الجنة في الحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )) رواه البخاري (1396) ومسلم (13) .

وعن عبدالله بن سلام قال قال صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي 2485 وابن ماجة 3251 وصححه الألباني في الصحيحة ( 569) .
3- صلة الرحم امتثال لأمر الله قال تعالى : (( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)) ( الرعد 21) .
4- صلة الرحم تدل على الأيمان بالله واليوم الآخر: عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري (6138) .
5- صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله: فقد سأل رجل من خثعم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم مه ؟ قال: ثم صلة الرحم، قال: ثم مه ؟ قال : الأمربالمعروف والنهي عن المنكر. قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله ؟قال : الإشراك بالله ، قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال: ثم قطيعة الرحم، قال: قلت يا رسول الله ثم مه ؟ قال : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف)) رواه أبويعلى بإسناد جيد, كما ذكر ذلك المنذري في الترغيب والترهيب 3/336, وانظر جمعالزوائد 8/151.
6- صلة الرحم تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر أنه قال (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت)) مجمع الزوائد 8/154 وقال رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجاله رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة.
ولا يخفى عليك أخي القارئ الحديث الذي فيه قصة أبي سفيان مع هرقل وأن أبا سفيان أجاب هرقل حينما سأله ماذا يأمركم ؟ قال : قلت (أبو سفيان) قلت يقول : (( اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاةوالصدق والعفاف والصلة )) رواه البخاري 7 ومسلم 1773
7- الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة عن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم : (( وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها)) رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين.
8- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق عن أنسبن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) رواه البخاري 5986, مسلم 2557.
وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق أن يبارك الله في عمر الإنسان ورزقه فيعمل في وقته ما لا يعمله غيره فيه.
وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق على حقيقتها فيزيد الله في عمره ويزيد في رزقه ولا يشكل على هذا أن الأجل محدود والرزق مكتوب فكيف يزاد ؟ وذلك لأن الأجل والرزق على نوعين : أجل مطلق يعلمه الله وأجل مقيد, ورزق مطلق يعلمه ورزق مقيد, فالمطلق هو ما علمه الله أنه يؤجله إليه أو ما علمه الله أنه يرزقه فهذالا يتغير, والثاني يكون كتبه الله واعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب [مجموع فتاوى ابن تيمية 8/517,540].
9- صلة الرحم تعجل الثواب وقطيعتها تعجل العقاب, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس شيء أُطِيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم)) البيهقي في السنن الكبرى 10/62 وصححه الألباني في صحيح الجامع 2/950.
10- صلة الرحم تدفع ميتة السوء عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند وصححه أحمد شاكر, وجود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب 3/335, وانظره في مجمع الزوائد 8/152, 153.
11- صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, عن عقبة بن عامر أنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيده وبدرني فأخذ بيدي فقال : (( يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه )) الحاكم في المستدرك 4/161 وسكت عنه الذهبي وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3/342.
12- صلة الرحم تثمر الأموال وتعمر الديار عند أحمد ورجاله ثقات عن عائشة رضي الله عنها : (( صلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)) رواه أحمد 6/159 , وانظر فتح الباري 10/415 , والترغيب والترهيب 3/337.
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليعمّر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم)) رواه الطبراني وإسناده حسن انظر جمع الزوائد 8/155.
13- صلة الرحم سبب لمحبة الأهل للواصل: روىالترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)) وصححها لألباني في صحيح الجامع 1/570.
14- أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة : في الحديث المتفق عليه عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يدخل الجنة قاطع)) رواه البخاري 5984 ومسلم 2556 قال سفيان بن عيينة أحد الرواة يعني قاطع رحم ( فتح الباري 10/415).
15- أن قاطع الرحم لا يقبل عمله : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)) رواه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/154 رجاله ثقات وصحح إسناده أحمد شاكر.
16- أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم : رواه البخاري في الأدب المفرد قال الطيبي يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرونه عليه, ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبس عن الناس بشؤم التقاطع.(فتح الباري
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: من أخلاق الرسول
25-03-2010, 11:19 PM
الخلق الرابع والعشرون :المزاح
للشيخ القرضاوي حفظه الله كلمة جامعة ما نعة في هذا الموضوع نوردها كاملة
الحياة رحلة شاقة، حافلة بالمتاعب والآلام، ولا يسلم امرؤ فيها من تجرع لون أو ألوان من غصصها ، ومكابدة آلامها وإن ولد وفي فمه ملعقة من ذهب كما يقولون .
وقد أشار القرآن إلى ذلك حين قال: (لقد خلقنا الإنسان في كبد ) . (البلد 4) .
وأهل الإيمان أكثر تعرضاً لبلاء الدنيا من غيرهم ، نظراً لخطورة مطلبهم ، من ناحية، وكثرة من يعارضهم ويقطع عليهم طريقهم من ناحية أخرى.
حتى ورد في بعض الآثار: [ المؤمن بين خمس شدائد: مسلم يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله ، وشيطان يضله ، ونفس تنازعه ] .
وثبت في الحديث أن [ أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ] .
لهذا كان الناس - كلُ الناس - في حاجة إلى واحات في طريقهم تخفف عنهم بعض عناء رحلة الحياة، وكان لا بد لهم من أشياء يروحون بها أنفسهم، حتى يضحكوا ويفرحوا ويمرحوا، ولا يغلب عليهم الغم والحزن والنكد، فينغص عليهم عيشهم، ويكدر عليهم صفوهم.
من تلك الواحات : الفكاهة والمزح ، وكل ما يستخرج الضحك من الإنسان ، ويطارد الحزن من قلبه، والعبوس من وجهه، والكآبة من حياته.
فهل يرحب الدين بهذا الفن "الكوميدي" أو يضيق به ؟ هل يحله أو يحرمه ؟
الفكاهة والمرح في واقع المسلمين:
ولقد رأيت الناس - بفطرتهم ، وعلى قدر ما سمحت به إمكاناتهم، وفي ضوء ما عرفوه من سماحة دينهم - قد ابتكروا ألواناً من الوسائل والأدوات التي تقوم بوظيفة الترويح والإضحاك لهم .
من ذلك: "النكت" التي برع فيها المصريون ، واشتهروا بها بين الشعوب ، وهي أنواع مختلفة ،ولها مهمات متعددة ، ومنها : " النكت السياسية " التي تهزأ بالحكام وأعوانهم ، وخصوصاً في أوقات التسلط والاستبداد السياسي.
ولا يكاد يجلس الناس بعضهم إلى بعض إلا حكوا من هذه النكت ما يضحكهم ويسرِّي عنهم بعض ما يعانون، أحياناً يسندونها إلى أسماء معروفة، مثل جحاً، أو أبي نواس، أو غيرهما، وأحياناً لا ينسبونها إلى معين.
وهناك أناس لا يقتصرون على حكاية النكت عن غيرهم، بل هم ينشئون نكتاً على البديهة، وهذا شأن الشخصيات الفكهة ، مثل "أشعب" قديماً ، ومثل الشيخ "عبد العزيز البشري" حديثاً في مصر.
وكانت في مصر بعض المجلات المتخصصة في هذا اللون، أشهرها مجلة "البعكوكة".
ويلحق بذلك فن "القفشات" وما يسميه المصريون " الدخول في قافية " وهو لون من استخدام المجاز والتورية حول موضوع واحد، يتطارح فيه الطرفان .
ومن ذلك : ألوان من الألعاب التي تدعو إلى الضحك والمرح ، مثل لعبة "الأراجوز" ، ومثله "خيال الظل" الذي كان يعتبر نوعاً من التمثيل الشعبي الفكاهي .0000
ومن ذلك : الألغاز والأحاجي، أو ما يسمى في لغة العامة " الفوازير " .
ومن ذلك : القصص الفكاهية ، أو ما يسميه العوام "الحواديت" المسلية والمرفهة.
ومن ذلك : "الأمثال الشعبية" التي كثيراً ما تتضمن أفكاراً أو تعبيرات تبعث على الضحك والمرح.
إلى غير ذلك من الألوان، التي تخترعها الشعوب بوساطة فنانين معروفين أو مجهولين غالباً، ملائمة لكل بيئة وما يسودها من قيم ومفاهيم ، وما تمر به من ظروف وأحوال.
وكل عصر يضيف أشياء جديدة، ويطور الأشياء القديمة، وقد يستغنى عن بعضها.
كما نرى في عصرنا فن "الكاريكاتير" الذي حوّل النكتة من مجرد كلمة تقال إلى صورة معبرة، مصحوبة ببعض الكلام، أو غير مصحوبة.
وقد سئلت عن موقف الدين من الضحك والمرح والفكاهة ، نظراً لما يبدو على بعض المتدينين من العبوس والتجهم فيكادون لا يضحكون ، ولا يمزحون ، حتى حسب بعض الناس أن هذه هي طبيعة الدين والتدين.
وكان جوابي : أن الضحك من خصائص الإنسان، فالحيوانات لا تضحك؛ لأن الضحك يأتي بعد نوع من الفهم والمعرفة لقول يسمعه، أو موقف يراه، فيضحك منه.
ولهذا قيل : الإنسان حيوان ضاحك ، ويصدق القول هنا : أنا أضحك، إذا أنا إنسان .
والإسلام - بوصفه دين الفطرة - لا يُتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك والانبساط، بل هو على العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة، ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائله باشة، ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة، التي لا تنظر إلى الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود.
وأسوة المسلمين في ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان - برغم همومه الكثيرة والمتنوعة - يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.
يقول زيد بن ثابت، وقد طُلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : [ كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، قال: فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ]. [رواه البيهقي] .
وقد وصفه أصحابه بأنه كان من أفكه الناس.
وقد رأيناه في بيته - صلى الله عليه وسلم - يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلى أقاصيصهن ، كما في حديث أم زرع الشهير في صحيح البخاري .
وكما رأينا في تسابقه مع عائشة رضي الله عنها، حيث سبقته مرة، وبعد مدة تسابقا فسبقها، فقال لها: هذه بتلك!
وقد روى أنه وطأ ظهره لسبطيه الحسن والحسين، في طفولتهما ليركبا، ويستمتعا دون تزمت ولا حرج، وقد دخل عليه أحد الصحابة ورأى هذا المشهد فقال: نعم المركب ركبتما، فقال عليه الصلاة والسلام: [ ونِعم الفارسان هما ] !.
ورأيناه يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: [يا أم فلان ، إنّ الجنة لا يدخلها عجوز ] ! فبكت المرأة ، حيث أخذت الكلام على ظاهره، فأفهمها : أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزاً ، بل شابة حسناء ، وتلا عليها قول الله تعالى في نساء الجنة: (إنا أنشأناهن إنشاءً* فجعلناهن أبكاراً* عُرباً أتراباً) . [ الواقعة 35-37 والحديث أخرجه الترمذي] .
وجاء رجل يسأله أن يحمله على بعير، فقال له عليه الصلاة والسلام: [لا أحملك إلا على ولد الناقة] ! فقال: يا رسول الله، وماذا أصنع بولد الناقة؟! - انصرف ذهنه إلى الحُوار الصغير - فقال: [ وهل تلد الإبل إلا النوق ؟ ] . [رواه الترمذي] .
وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: [ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض] ؟ قالت: والله ما بعينه بياض! فقال: [بلى إنّ بعينه بياضاً] فقالت: لا والله، فقال صلى الله عليه وسلم: [ ما من أحد إلا بعينه بياض ] [رواه ابن أبي الدنيا] ، وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
وقال أنس: كان لأبي طلحة ابن يقال له أبو عمير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم ويقول: [يا أبا عمير ما فعل النُّغَير ؟ ] [متفق عليه] لنغير كان يلعب به وهو فرخ العصفور.
وقالت عائشة رضي الله عنها؛ كان عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة فصنعت حريرة - دقيق يطبخ بلبن أو دسم - وجئت به ، فقلت لسودة : كلي ، فقالت : لا أحبه ، فقلت : والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك، فقالت: ما أنا بذائقته ، فأخذت بيدي من الصحفة شيئاً منه فلطخت به وجهها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بيني وبينها، فخفض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه لتستقيد مني، فتناولت من الصفحة شيئاً فمسحت به وجهي! وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. [ رواه أبو يعلى ].
وروي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان رجلاً دميماً قبيحاً، فلما بايعه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء - وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب - أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها ! وعائشة جالسة تسمع ، فقالت: أهي أحسن أم أنت ؟ فقال: بل أنا أحسن منها وأكرم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من سؤالها إياه؛ لأنه كان دميماً.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب إشاعة السرور والبهجة في حياة الناس ، وخصوصاً في المناسبات مثل الأعياد والأعراس .
ولما أنكر الصديق أبو بكر رضي الله عنه غناء الجاريتين يوم العيد في بيته وانتهرهما، قال له: [ دعهما يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد ] !
وفي بعض الروايات: [حتى يعلم يهود أنّ في ديننا فُسحة].
وقد أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول : [ دونكم يا بني أرفدة] .
وأتاح لعائشة أن تنظر إليهم من خلفه، وهم يلعبون ويرقصون، ولم ير في ذلك بأساً ولا حرجاً.
واستنكر يوماً أن تُزف فتاة إلى زوجها زفافاً صامتاً، لم يصحبه لهو ولا غناء، وقال: [هلاّ كان معها لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو، أو الغزل] .
وفي بعض الروايات : [ هلاّ بعثتم معها من تغني وتقول : أتيناكم أتيناكم … فحيونا نحييكم ] .
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان في خير قرون الأمة يضحكون ويمزحون ، اقتداءً بنبيهم صلى الله عليه وسلم واهتداءً بهديه ، حتى أن رجلاً مثل عمر بن الخطاب - على ما عُرف عنه من الصرامة والشدة - يُروى عنه أنه مازح جارية له، فقال لها: خلقني خالق الكرام ، وخلقك خالق اللئام! فلما رآها ابتأست من هذا القول ، قال لها مبيناً: وهل خالق الكرام واللئام إلا الله عز وجل ؟!
وقد عُرف بعضهم بذلك في حياته صلى الله عليه وسلم، وأقره عليه، واستمر على ذلك من بعده ، وقبله الصحابة ، ولم يجدوا فيه ما ينكر ، برغم أن بعض الوقائع المروية في ذلك لو حدثت اليوم لأنكرها معظم المتدينين أشد الإنكار ، وعدوا فاعلها من الفاسقين أو المنحرفين !
من هؤلاء المعروفين بروح المرح والفكاهة والميل إلى الضحك والمزاح : النعيمان بن عمر الأنصاري رضي الله عنه ، الذي رويت عنه في ذلك نوادر عجيبة وغريبة .
وقد ذكروا أنه كان ممن شهد العقبة الأخيرة ، وشهد بدراً وأحداً ، والخندق ، والمشاهد كلها.
روى عنه الزبير بن بكار عدداً من النوادر الطريفة في كتابه "الفكاهة والمرح" نذكر بعضاً منها…
قال : وكان لا يدخل المدينة طُرفة إلا اشترى منها، ثم جاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : هذا أهديته لك ، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها ، أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلا ً: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول :
" أو لم تهده لي " ؟ فيقول : إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله! فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه.
وأخرج الزبير قصة أخرى من طريق ربيعة بن عثمان قال: دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنّا قد قرمنا إلى اللحم ؟ ففعل ، فخرج الأعرابي وصاح : واعقراه يا محمد! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من فعل هذا"؟ فقالوا: النعيمان ، فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو فأخرجه فقال له : " ما حملك على ما صنعت ؟ قال: الذين دلوك عليّ يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ، ثم غرمها للأعرابي.
وقال الزبير أيضاً: حدثني عمي عن جدي قال: كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة ، فقام في المسجد يريد أن يبول ، فصاح به الناس : المسجدَ المسجدَ ، فأخذه نعيمان بن عمرو بيده، وتنحى به، ثم أجلسه في ناحية أخرى من المسجد فقال له : بل هنا . قال : فصاح به الناس فقال : ويحكم ، فمن أتى بي إلى هذا الموضع ؟! قالوا : نعيمان ،قال: أما إن لله عليّ إن ظفرتُ به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت! فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء الله، ثم أتاه يوماً، وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك في نعيمان؟ قال: نعم، قال: فأخذه بيده حتى أوقفه على عثمان ، وكان إذا صلى لا يلتفت فقال: دونك هذا نعيمان ، فجمع يده بعصاه، فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به: ضربت أمير المؤمنين ! فذكر بقية القصة.
ومن الطرائف أن صحابياً آخر من أهل الفكاهة والمزاح، استطاع أن يوقع نعيمان في بعض ما أوقع فيه غيره من " المقالب " كما في قصة سويبط بين حرملة معه ، وكان ممن شهد بدراً أيضاً ، قال ابن عبد البر في " الاستيعاب" في ترجمة سويبط رضي الله عنه، وكان مزاحاً يفرط في الدعابة، وله قصة ظريفة مع نعيمان وأبي بكر الصديق رضي الله عنهم ، نذكرها لما فيها من الظرف ، وحسن الخُلق .
وروي عن أم سلمة قالت : خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام ، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة ، وكانا قد شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد، فقال له سويبط - وكان رجلاً مزّاحاً - : " أطعمني فقال : لا ، حتى يجيء أبو بكر رضي الله عنه، فقال: أما والله لأغيظنك، فمروا بقوم فقال لهم سويبط، تشترون مني عبداً ؟ قالوا : نعم، قال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه، فلا تفسدوا عليّ عبدي ، قالوا : بل نشتريه منك ، قال : فاشتروه منه بعشر قلائص ، قال : فجاؤوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً، فقال نعيمان :
إن هذا يستهزىء بكم، وإني حر ، لست بعبد ، قالوا : قد أخبرنا خبرك، فانطلقوا به، فجاء أبو بكر رضي الله عنه ، فأخبره سويبط فأتبعهم ، فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه قال : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها حولاً .
· موقف المتشددين:
ولا ريب أن هناك من الحكماء والأدباء والشعراء من ذم المزاح، وحذّر من سوء عاقبته، ونظر إلى جانب الخطر والضرر فيه، وأغفل الجوانب الأخرى.
ولكن ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحق أن يُتبع، وهو يمثل التوازن والاعتدال.
وقد قال لحنظلة حين فزع من تغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتهم نفسه بالنفاق: [يا حنظلة؛ لو دمتم على الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ، وهذه هي الفطرة، وهذا هو العدل].
روى ابن أبي شيبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متحزقين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار، ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون .
والتحزق _ كما يقول الإمام الخطابي _ : التجمع وشدة التقبض .
وفي النهاية لابن الأثير: متحزقين: أي منقبضين ومجتمعين.
وسئل ابن سيرين عن الصحابة : هل كانوا يتمازحون؟ فقال: ما كانوا إلا كالناس. كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر.
وبهذا يكون موقف أولئك النفر من المتدينين أو المتحمسين للدين، وعبوسهم وتجهمهم الذي ظنه البعض من صميم الدين، لا يمثل حقيقة الدين في شيء، ولا يتفق مع هدي الرسول الكريم وأصحابه.
إنما يرجع إلى سوء فهمهم للإسلام، أو لطبيعتهم الشخصية، أو لظروف نشأتهم وتربيتهم.
وعلى كل حال، لا يجهل مسلم أن الإسلام لا يؤخذ من سلوك فرد أو مجموعة من الناس، يخطئون ويصيبون، والإسلام حُجة عليهم، وليسوا هم حُجة على الإسلام، إنما يؤخذ الإسلام من القرآن والسنة الثابتة.
· حدود المشروعية في الضحك والمزاح:
إن الضحك والمرح والمزاح أمر مشروع في الإسلام كما دلت على ذلك النصوص القولية، والمواقف العملية للرسول الكريم وأصحابه صلى الله عليه وسلم .
وما ذلك إلا لحاجة الفطرة الإنسانية إلى شيء من الترويح يخفف عنها لأواء الحياة وقسوتها، وتشعب همومها وأعبائها.
كما أن هذا الضرب من اللهو والترفيه يقوم بمهمة التنشيط للنفس، حتى تستطيع مواصلة السير والمضي في طريق العمل الطويل، كما يريح الإنسان دابته في السفر، حتى لا تنقطع به.
فمشروعية الضحك والمرح والمزاح لا شك فيها في الأصل، ولكنها مقيدة بقيود وشروط لا بد أن تُراعى.
أولها : ألا يكون الكذب والاختلاق أداة الإضحاك للناس، كما يفعل بعض الناس في أول إبريل - نيسان - فيما يسمونه "كذبة إبريل".
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: [ويل للذي يُحدث فيكذب، ليُضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له ] . [رواه أبو داود والترمذي].
وقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً.
ثانياً: ألا يشتمل على تحقير لإنسان آخر، أو استهزاء به وسخرية منه، إلا إذا أذن بذلك ورضي.
قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءًٌ من نساءٍ عسى أن يكنّ خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفُسوق بعد الإيمان) . (الحجرات 11) .
وجاء في صحيح مسلم : [ بحسْب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ] .
وذكرت عائشة أمام النبي صلى الله عليه وسلم إحدى ضرائرها، فوصفتها بالقصر تعيبها به، فقال: [ يا عائشة ، لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته] قالت: وحكيت له إنساناً - أي قلدته في حركته أو صوته أو نحو ذلك - فقال :
[ ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا ] . [رواه أبو داود والترمذي] .
ثالثاً: ألا يترتب عليه تفزيع وترويع لمسلم.
فقد روى أبو داود عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم ، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ، ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ لا يحل لرجل أن يروِّع مسلماً ] .
وعن النعمان بن بشير قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير، فخفق رجل على راحلته - أي نعس - فأخذ رجل سهماً من كنانته فانتبه الرجل، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا يحل لرجل أن يروع مسلماً] (رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات) . والسياق يدل على أن الذي فعل ذلك كان يمازحه.
وقد جاء في الحديث الآخر: [لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً] . (رواه الترمذي وحسّنه) .
رابعاً : ألا يهزل في موضع الجِد، ولا يضحك في مجال يستوجب البكاء، فلكل شيء أوانه، ولكل أمر مكانه، ولكل مقام مقال، والحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب.
ومن ممادح الشعراء:
إذا جدّ عند الجِد أرضاك جِده وذو باطل إن شئت ألهاك باطلُه!
والباطل هنا يقصد به اللهو والمرح.
وقال آخر:
أهازلُ حيث الهزلُ يَحسُنُ بالفتى وإني إذا جدّ الرجال لَذو جِدّ!
وروى الأصمعي أنه رأى امرأة بالبادية تصلي على سجادتها خاشعة ضارعة فلما فرغت، وقفت أمام المرآة تتجمل وتتزين، فقال لها: أين هذه من تلك! فأنشدت تقول:
ولله مني جانب لا أضيعه وللهو مني والبطالة جانب!
قال : فعرفت أنها امرأة عابدة لها زوج تتجمل له.
وقد عاب الله تعالى على المشركين أنهم كانون يضحكون عند سماع القرآن وكان أولى بهم أن يبكوا ، فقال تعالى : ( أفمن هذا الحديث تعجبون* وتضحكون ولا تبكون* وأنتم سامدون ) . (النجم 59-61) .
خامساً : أن يكون ذلك بقدر معقول، وفي حدود الاعتدال والتوازن، الذي تقبله الفطرة السليمة ، ويرضاه العقل الرشيد ، ويلائم المجتمع الإيجابي العامل .
والإسلام يكره الغلو والإسراف في كل شيء، ولو في العبادة ، فكيف باللهو والمرح ؟!
ولهذا كان التوجيه النبوي : " ولا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " فالمنهي عنه هو الإكثار والمبالغة .
وقد ورد عن علي رضي الله عنه قوله : " أعط الكلام من المزح بمقدار ما تعطي الطعام من الملح " وهو قول حكيم، يدل على عدم الاستغناء عن المزح، كما يدل على ضرر الإفراط فيه وخير الأمور هو الوسط دائماً ، وهو نهج الإسلام وخَصيصته الكبرى ، ومناط فضل أمته على غيرها

قال ابن قتيبة :إنما كان يمزح لأن الناس مأمورون بالتأسي به والاقتداء بهديه فلو ترك الطلاقة والبشاشة ولزم العبوس والقطوب لأخذ الناس بأنفسهم ب\الك علي ما في مخالفة الغريزة من المشقة والعناء فمزح ليمزحوا
ولم يكن مزاحه إلا حقا كما قال أبو هريرة رضي الله عنه :يارسول الله إنك تداعبنا
فقال:إني لا أقول إلا حقا
وقد حذر من الذي يضحك الناس ويخلق جوا من الفكاهة والحيوية لكن من خلال الكذب .فقال : (ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم ويل له ويل له )
وقال : (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايري بها بأسا إلا ليضحك بها القوم فإنه ليقع منها أبعد من السماء )
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قالl إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا)
وقد حدث في عهد النبي صلي الله عليه وسلم أن رجلا منهم نام فأخذوا نبله فلما استيقظ فزع فضحك القوم فقال رسول الله : (ما يضحككم ؟)فقالوا :لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لايحل لمسلم أن يروع مسلما )
وضحك الصحابة رضوان الله عليهم من دقة ساقي عبد الله ابن مسعود لأنه كان نحيفا فقال النبي صلي الله عليهç وسلم (مم تضحكون ؟)
فقالوا :من دقة ساقيه
فقال :والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد )
وكان النبي صلي الله ليه وسلم يمزح ولكن كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصفه (من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه
وقال آخر (لم أر قبله ولا بعده مثله )
وقال عمرو بن العاص (ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ولوسئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه
ولذا وصفه عروة بن مسعود عند صلح الحديبية فقال (والله ما أمر أمرا إلا ابتدوا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون علي وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يمدون إليه النظر تعظيما له ولقد وفدت علي قيصر وكسري والنجاشي فما رأيت قط ملكا يعظمه أصحابه مثل ما يعظم محمدا أصحابه )
ورغم هذا لم يرد منهم تعظيما غير مشروع ولا قياما من غير سبب ولا غلوا في الثناء عليه (لاتطروني كما أطرت المسيح عيسي ابن مريم )
ولما هابه أحدهم قال له :هون عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد
أمثلة من فكاهة رسول الله صلي الله عليه وسلم
صور من مزاح النبى صلى الله عليه وسلم


1- مزاحه صلى الله عليه وسلم بالأفعال:

كان النبى صلى الله عليه وسلم يمازح صحابته بأفعاله وأقواله، فمن نماذج مزاحه بأفعاله:


مزاح النبى صلى الله عليه وسلم وزاهر بن حرام – رضى الله عنه -:

تحكى كتب السنة لنا ما دار بين النبى صلى الله عليه وسلم وزاهر بن حرام، وكان من الصحابة الذين يبعثون الهدايا للنبى صلى الله عليه وسلم، ولندع أنساً – رضى الله عنه – يروى لنا هذه الدعابة:
عن أنس – رضى الله عنه - : "أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام وكان يهدى للنبى صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميماً فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: أرسلنى من هذا؟ فالتفت، فعرف النبى صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبى صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبى صلى الله عليه وسلم يقول: من يشترى العبد؟ فقال: يا رسول الله إذاً والله تجدنى كاسداً، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لكن عند الله لست بكاسد أنت غال، وفى رواية: أنت عند الله رابح".

مع عائشة – رضى الله عنها - :

كان صلى الله عليه وسلم يقطع ملل الحياة الزوجية ببعض المزاح لترفيه عن أهله، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يسابق بعض زوجاته:
فعن عائشة – رضى الله عنها - : "أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر، وهى جارية، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالى أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلى، فلما كان بعد، خرجت معه فى سفر، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالى أسابقك، ونسيت الذى كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله، وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعلن، فسابقته فسبقنى، فقال: هذه بتلك السبقة".

مع الأطفال:

حتى الأطفال كان صلى الله عليه وسلم يمازحهم ويشاركهم لعبهم:
فروى عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيد الله وكثير بن العباس ثم يقول: "من سبق إلى فله كذا وكذا، قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم".

مع رجل من الأنصار:


كان الأنصار – رضى الله عنهم – يتمازحون ويتضاحكون، ويحكى لنا أسيد بن حضير ما حدث بين النبى صلى الله عليه وسلم ورجل منهم:
يقول أسيد: "بينما رجل من الأنصار يحدث القوم وكان فيه مزاح بيننا يضحكهم، فطعنه النبى صلى الله عليه وسلم فى خاصرته بعود، فقال: أصبرنى، فقال: أصطبر، قال: إن عليك قميصاً وليس على قميص، فرفع النبى صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل الرجل يقبل كشحه، قال: إنما أردت هذا يا رسول الله".

2- مزاحه صلى الله عليه وسلم بحيلة لغوية:

كان صلى الله عليه وسلم يستخدم الحيل اللغوية فى دعابته، وذلك بأن يأتى بالكلام الذى يحتمل معنيين: معنى قريب متبادر إلى الذهن، ومعنى بعيد لا يفهمه إلا الخواص، ويقصد المعنى البعيد، وهو ما يسمى فى البلاغة بالتورية، وحدث ذلك منه صلى الله عليه وسلم فى أكثر من موقف منها:

مع عجوز من الأنصار:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً منبسطاً مع عامة المسلمين على اختلاف منازلهم، فتحكى السيدة عائشة – رضى الله عنها – ممازحته لعجوز من الأنصار فتقول:
"أتت عجوز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة، فقال لها: يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز، قال: فولت – المرأة – تبكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروها أنها لا تدخلها وهى عجوز، إن الله يقول: "إنا أنشاناهن إنشاء، فجعلناهن أبكاراً، عربا أتراباً" (الواقعة: 35-37).

مع الأعرابى الذى سأله جملاً:

يحكى لنا أنس – رضى الله عنه – مداعبة النبى صلى الله عليه وسلم للأعرابى الذى طلب منه ناقة يحمل عليه متاعه فى سفره:
يقول أنس – رضى الله عنه - : استحمل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "إنى حاملك على ولد ناقة، فقال الرجل: يا رسول الله، وما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق ..".

3- دعابته صلى الله عليه وسلم بحيلة لغوية ورد الصحابى عليه بالمثل:

قد يكون من يكلمه صلى الله عليه وسلم متنبهاً فلا يقع فى خطأ، ولكن يستطيع أن يرد عليه متخلصاً من سؤاله أو كلامه، وهذا ما حدث مع صهيب وهو ما يسمى بالتشتيت اللغوى، إذ كان الصحابى الجليل صهيب – رضى الله عنه – مريض وكان النبى صلى الله عليه وسلم يمازحه ويخفف عنه، وهذا ما جاء فى هذه الرواية وإليك نصها:
عن صهيب – رضى الله عنه – قال : "أنه كان يأكل التمر وبه رمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتأكل وأنت أرمد؟"، فقال: أنا آكل بالشق الآخر، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رواية أخرى قال صهيب: "قدمت على النبى صلى الله عليه وسلم وبين يديه خبز وتمر، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ادن فكل، فأخذت آكل من التمر، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: تأكل تمراً وبك رمد؟ قال: فقلت: إنى أمضغ من ناحية أخرى، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم".

4- نوادر ادعاء الغفلة معه صلي الله عليه وسلم

كان بعض الصحابة يمازح النبي صلي الله عليه وسلم بتغافله بأن يقول قولاً لايصدر إلا من غافل ساه لكنه غير ذلك، ومن ذلك:

عوف بن مالك معه صلي الله عليه وسلم:

كان صلي الله عليه وسلم يداعب عوف بن مالك عندما يدخل عليه صلي الله عليه وسلم وهو ما توضحه هذه الرواية :
عن عوف الأشجعي قال : "أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و هو في قبة من أدم، فسلمت فرد وقال : أدخل، فقلت : أكلي يارسول الله؟ قال: كلك، فدخلت". قال عثمان بن أبي العاتكة : " إنما قال : أدخل كلي من صغر القبة". وقد يكون مزاحاً بين الصحابي والرسول صلي الله عليه وسلم، إذ كيف يدخل بعض الإنسان أو يستأذن لبعضه، فلو أستأذن لرأس لكان إذناً له كله.
5 – تعريضه صلي الله عليه وسلم في الكلام:
وقد يعرض النبي صلي الله عليه وسلم في تعليقه على موقف رآه فيعرض فيه بالشبه و غيره بما قد يفهم غير مراده :
مع سفينة مولى رسول الله صاى الله عليه و سلم
قال : ثقل علي القوم متاعهم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أبسط كساءك" ، فجعلوا فيه متاعهم، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أحمل فإنما أنت سفينة، قال : فلو حملت من يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة، حتي بلغ سبعة ما ثقل علي ".
مع بريده – رضي الله عنه -:
عن أبي طيبة عبد الله بن مسلم، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: " كنت مع النبي صلي الله عليه وسلم في سفر فثقل علي القوم بعض متاعهم، فجعلوا يطرحونه علي، فمر بي النبي صلي الله عليه وسلم، فقال: انت زاملة".
قوله صلي الله عليه وسلم لرجل: أنت أبو الورد:روي ان النبي صلي الله عليه وسلم رأي رجلاً ذو بشرة مشوبة بحمرة فداعبه مداعبة لطيفة وهذا كما توضحه هذه الرواية:
عن حميد الطويل، عن ابن أبي الورد، عن أبيه قال: " رآني النبي صلي الله عليه وسلم، فرآني رجلاً أحمر، فقال : أنت أبو الورد، فقال جبارة: يعني يمازحه".
6 – تعريض خاص به صلي الله عليه وسلم:
وذلك بأن يقول كلاماً يفهم منه شئ وهو يريد شيئاً لايعرفة إلا هو وهو خاص به وحده، ومنه مما روي عن ابن حبان في صحيحه أن النبي صلي الله عليه وسلم رأي جارية يتيمة في بيت أم سليم فمازحها النبي صلي الله عليه وسلم:
وفي ذلك يقول أنس بن مالك- رضي الله عنه- : " رأي نبي الله صلي الله عليه وسلم جارية يتيمة عند أم سليم، وهي أم أنس بن مالك، فقال لها النبي يا رسول الله علي يتيمتي أن لا يشب الله قرنها، فو الله لا يشب أبداً، فقال النبي: يا أم سليم، أو ما علمت أني اتخذت عند ربي عهداً، أيما أحد من أمتي دعوت عليه ليس من أهلها أن يجعلها له طهور أو قربة يقربه بها يوم القيامة.
أي ان هذا الذى ورد خاص به صلي الله عليه وسلم، ولايجوز أن يدعوا إنسان علي غيره في أهلة أو ماله، إذا كان غير مستحق ان يدعي عليه بحجة فعله صلي الله عليه وسلم، فهذا شئ خاص به.
7 – ذكره صلي الله عليه وسلم حقيقة واقعة:
مع أنس بن مالك – رضي الله عنه :
وكان صلي الله عليه وسلم يلاطف أنساً ويداعبة، وفي ذلك يقول عاصم الأحول : حدثني أنس – رضي الله عنه – أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : "يا ذا الأذنين، قال أبو أسامة : يعني مازحه ".
8 – تذكيره صلي الله عليه وسلم بحوادث طريفة سابقة:
وكان من كريم اخلاقة صلي الله عليه وسلم ورحمته بالأطفال انه كان يمازحهم ويداعبهم، وفي ذلك يقول انس بن مالك رضي الله عنه
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس خلقاً و كان لي أخ يقال له : أبو عمير فكان اذا جاء النبي صلى الله عليه و سلم فرآه قال : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟
و في رواية : " دخل علي أبي طلحة رضي الله عنه فرأي ابنا له يكني ابا عمير حزيناً، قال أنس: وكان النبي صلي الله عليه وسلم إذا راه مازحه". فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " مالي أري أبا عمير حزيناً؟ قالوا : يارسول الله ، مات نغره الذى كان يلعب به ".
قال انس : فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :" يا أبا عمير ما فعل النغير".
يا مـنزل الآيـات والفـرقان بـيني وبينـك حـرمة القرآن
اشرح به صـدري لمعرفة الهدى واعصـم به قلبي من الشيطـان
يســر به أمري واقض مآربي وأجرْ به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي أربِح به بيعي بلا خسران
طهر به قلبي وصفِّ سريرتي أجمل به ذكري وأعلِ مكاني
واقطع به طمعي وشرِّف همتي كثِّر به ورعي وأحيي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي أسبِل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا ربي بلحمي مع دمي واغسل به قلبي من الأضغان
أنت الذي صوَّرتني وخلقتني وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الـذي أطـعمتني وسقيتني من غـير كسب يد ولا دكـان
وجبرتني وسترتني ونصرتني وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الـذي آويتــني وحبوتني وهـديتني من حيرة الخذلان
وزرعـت لي بين القلوب مودة والـعطفَ منـك برحمـة وحنان
ونشـرت لي في العالمين محامداً وسترت عن أبصــارهم عصيـاني
وجعلت ذِكري في البريّة شائعاً حـتى جعـلت جميعهـم إخـواني
والله لو علــموا قبيح سريرتي لأبى السـلام علـيَّ مـن يلقـاني
ولأعرضوا عني ومـلّوا صحـبتي ولبؤت بعـد كـرامـة بهــوان
لكن سترت معـايبي ومثـالـبي وحلُـمتَ عـن سقطي وعن طغياني
فـــلك المحامد والمدائح كلها بخواطـــري وجوارحي ولساني
ولقـد مننت عليَّ ربِّ بأنعُــمٍ مـا لـي بشكـر أقلِّـهن يـدان
فوَحـق حكمتـك التي آتيتـني حـتى شـددت بنـورها أركـاني
لإن اجتبتني من رضاك مـــعونة حــــــتى يقوي أيدُها إيماني
لأُسبحنـك بكــرة وعشيـة ولَـتخدمنك في الـدجـى أركـاني
ولأذكرنـك قائمـاً أو قـاعداً ولأشـكـرنك سـائر الأحيــان
ولأكتمنَّ عن الـــبرية خِلّتي ولأشكــــونّ إليك جهد زماني
ولأجعلنّ المقلتين كـلاهــما من خشيـة الــرحمـن باكيتـان
ولأجعلن رضاك أكبر هـِمـتي ولأقبضـنّ عـن الفـجـور عنـاني
ولأمنعن النفس عن شهواتهـــا ولأجعـلن الـزهد مـن أعــواني
ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحســـــام يأس لم تشبه بنان
ولأقصدنك في جميع حوائجــي من دون قصـد فــلانة وفــلان
ولأتلونَّ حروف وحيك في الـدجى ولأُحـرِقــنّ بنـوره شيـطـاني
ملاحظة :أثبتنا هاته الأبيات لأن صاحب الكتاب الشيخ عبد العاطي بحيري حفظه الله أثبتها في آخرالفصل وهي أبيات جديرة بالتذكير
  • ملف العضو
  • معلومات
أبوصلاح الدين
زائر
  • المشاركات : n/a
أبوصلاح الدين
زائر
رد: من أخلاق الرسول
26-03-2010, 06:22 PM
الخلق الخامس والعشرون :البشاشة
البشاشة هي اللقاء الجميل والضحك إلي الإنسان سرورا وقيل هي حسن التقاء الناس والتبسم في وجوههم وقيل هي طلاقة الوجة وطيبة اللقاء والفرح بالمرء والانبساط له والأنس به
وقد بين الله جل جلاله في القرآن الكريم هذه المعني في مثل هذه الآيات
1(وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة )
2.(وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية
3.(تعرف في وجوههم نضرة النعيم )
4. (وينقلب إلي أهله مسرورا )
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم حلو الشمائل كلها .باسم الثغر حسن المنظر سمح النفس طاهر القلب عظيم الصبر راسخ الحلم كثير العفو جم التواصل موصول الرحمة
مظاهر البشاشة في حياة النبي صلي الله عليه وسلم
1.شهدت له السيدة عائشة رضي الله عنها لما قالت :ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتي أري منه لهواته إنما كان يبتسم
2.وقال جابر :كان رسول الله صلي الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الضحك
3.وسئل جابر رضي الله عنه :أكنت تجالس رسول الله ؟قال :نعم فكان طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما يبتسم
4.وقال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : ما رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي وفي رواية عنه إلا ضحك
5.وقال عبد الله بن الحارث الزبيدي : ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلي الله عليه وسلم
6.وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه :كان رسول الله صلي الله عليه وسلم حسن المضحك وقال :وكان أجود الناس أبش
7.وقال كعب بن مالك رضي الله عنه :كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذالك منه
وقد يري البعض أن الإسلام ينهي عن الضحك كحديث (أنه كان متواصل الأحزان )فهو ضعيف وحديث (لاتكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميث القلب ) ومات يصب في هذا الباب فالمقصود به الإفراط والمبالغة في ذالك
مواقف ضحك فيها رسول الله ضلي الله عليه وسلم

1.عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يهوديا جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :يامحمد إن الله يمسك السماوات والأرض علي إصبع والجبال علي إصبع والأرضين علي إصبع والشجر علي إصبع والخلائق علي إصبع ثم يقول :أنا الملك
فضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي بدت نواجذه ثم قرأ : ( وما قدرو الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالي عما يشركون )ضحك تعجبا وتصديقا
2.وعند الترمذي أن اليهودي قال : يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات علي ذه والأرضين علي ذه والماء علي ذه والجبال علي ذه وسائر الخلق علي ذه ويشير إلي أصابعه فضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم
3.ولما جاءته سهلة بنت سهيل فقالت : يارسول الله إني أري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم شيء أي من الغيرة وهو حليفه فقال النبي صلي الله عليه وسلم : أرضعيه
قالت :كيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال : (قد علمت أنه رجل كبير )ثم ضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم .
4.وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : أصبت جرابا من شحم يوم خيبر فالتزمته فقلت : لا أعطي اليوم أحدا من هذا شئا فإذا رسول الله صلي الله عليه وسلم متبسما .
5.وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ككنا عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فضحك فقال :أتدرون مما أضحك ؟فقال الصحابة رضوان الله عليهم الله ورسوله اعلم
قال صلي الله عليه وسلم كمن مخاطبة العبد ربه يقول :يارب ألم تجرني من الظلم ؟فيقول الله :بلي .فيقول العبد :فإني لااجيز علي نفسي إلا شاهدا مني .فيقول الله تعالي ك كفي بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا
قال :فيختم علي فيه فيقال لأركانه أي لجوارحه : انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقول العبد لأركانه :بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل
6.وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :يؤتي بالرجل يوم القيامة فيقال :اعرضوا عليه صغار ذنوبه فتعرض عليه ويخبأ عنه كبارها فيقال:عملت يوم كذا وكذا وكذا وهو مقر لاينكر وهو مشفق من الكبار
قال :فيقول :إن لي ذنوبا ما أراها ؟
قال أبو ذر :فرأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ضحك حتي بدت نواجذه
7.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثتني أم حرام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما في بيتها فاستيقظ وهو يضحك قالت يا رسول الله ما يضحكك قال عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم نام فاستيقظ وهو يضحك فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثا قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فيقول أنت من الأولين فتزوج بها عبادة بن الصامت فخرج بها إلى الغزو فلما رجعت قربت دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها
8.وعن أنس رضي الله عنه قال :بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم \ات يوم بين أظهرنا إ\ أغفي إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا :ما أضحكك يارسول الله
قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ 5إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر –
ثم قال : اتدرون ما الكوثر ؟فقلنا : الله ورسوله أعلم
قال :فإنه نهر وعدنيه ربي عزوجل عليه خير كثير .هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم
9.
وعن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - ، قال : كنت جالسا عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، إذ جاءه رجل من أهل اليمن ، فقال : إن ثلاثة من أهل اليمن أتوا عليا - رضي الله عنه - يختصمون إليه في ولد ، وقعوا على امرأة في طهر واحد ، فقال للاثنين منهما : طيبا بالولد لهذا ، فقالا : لا . ثم قال للاثنين : طيبا بالولد لهذا ، فقالا : لا . ثم قال للاثنين : طيبا بالولد لهذا ، فقالا : لا . ثم قال : أنتم شركاء متشاكسون ، إني مقرع بينكم ، فمن قرع فله الولد ، وعليه لصاحبيه ثلثا الدية ، فأقرع بينهم ، فجعله لمن قرع ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى بدت أضراسه - أو قال : نواجذه
10
عن عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك لرسول الله r فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله عز وجل يقول( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) فضحك نبي الله r ولم يقل شيئا فدل هذا الحديث على إباحة التيمم مع الخوف لا مع اليقين.
11. عن أبي هريرة t قال خرجت أنا ورسول الله r ويده في يدي أو يدي في يده فأتى على رجل رث الهيئة فقال أي فلان ما بلغ بك ما أرى قال السقم والضر يا رسول الله قال ألا أعلمك كلمات تذهب عنك السقم والضر قال لي ما يسرني أن شهدت بها معك بدرا أو أحدا قال فضحك رسول الله r وقال وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع قال فقال أبو هريرة يا رسول الله إياي فعلمني قال فقل يا أبا هريرة (توكلت على الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) قال فأتى علي رسول الله r وقد حسنت حالي قال: فقال لي مهيم قال: قلت يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتني.
12.عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال دخل أعرابي على رسول الله r المسجد وهو جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا قال فضحك رسول الله r ثم قال لقد احتظرت واسعا ثم ولى الأعرابي حتى إذا كان في ناحية المسجد فحج ليبول فقال الأعرابي بعد أن فقه في الإسلام فقام إلي رسول الله فلم يؤنبني ولم يسبني وقال إنما بني هذا المسجد لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه ثم دعا بسجل من ماء فأفرغه عليه .
13
عن صهيب قال أتيت النبي r وبين يديه تمر يأكل فقال أصب من هذا الطعام فجعلت آكل من التمر فقال: تأكل من التمر وأنت رمد فقلت إنما أمضغ من الجانب الآخر فضحك رسول الله
14.
عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة إلى رسول الله فقالت إن رفاعة طلقني فأبت طلاقي وإني تزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وما معه إلا مثل هدية الثوب فضحك رسول الله وقال لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة , لا ,حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته
15. .
عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي فقال رأيت رأسي في المنام ضرب فرأيته يتدهده فضحك وقال يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهوله ثم يغدو ويخبر به الناس.
16
عن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول الله r جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يارب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله تعالى أعط أخاك مظلمته قال يارب لم يبق من حسناتي شيء قال رب فليحمل عني من أوزاري قال ففاضت عينا رسول الله r بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى ثمنه قال رب ومن يملك ثمنه قال أنت تملكه قال ماذا يارب قال تعفو عن أخيك قال يارب فإني قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ثم قال رسول الله فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.
وهناك كتاب (مائة ضحكة وابتسامة للنبي صلي الله عليه وسلم )وهو متوفر علي النت لمن أراد الاستزادة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ام زين الدين
ام زين الدين
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 09-11-2008
  • الدولة : ارض الله الواسعة
  • العمر : 52
  • المشاركات : 26,032

  • وسام مسابقة الخاطرة اللغز المرتبة 1 مسابقة الطبخ 

  • معدل تقييم المستوى :

    44

  • ام زين الدين has a spectacular aura aboutام زين الدين has a spectacular aura aboutام زين الدين has a spectacular aura about
الصورة الرمزية ام زين الدين
ام زين الدين
مشرفة سابقة
رد: من أخلاق الرسول
02-01-2015, 12:00 PM
اللهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام

شكرا وبارك الله فيك على الموضوع
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 12:40 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى