تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
!! تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة !!
04-08-2009, 03:03 PM

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:-
هذه الخطبة ضمن سلسلة خُطب شيخنا الشيخ الفاضل/
أحمد بن محمد العتيق حفظه الله تعالى
خطيب جامع برزان في حائل


وهي بعنوان:-
!! تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة !!

الخطبة الأولى:


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛
من يهده فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-

عباد الله:
اتقوا الله تعالى, واعلموا أن من علامات كمال التوحيد في قلب العبد
أن يلجأ إلى الله تعالى في أحواله كلها, في سرَّائه وضرَّائه، وشدَّته ورخائه، وصحته وسقمه، وفي أحواله كلِّها،
وأن لا يقتصر على ذلك في حال الشدة فقط,
وملازمةُ المسلم للطاعة والدعاء حال الرخاءِ، ومواظبتُه على ذلك في حال السرَّاء
سببٌ عظيمٌ لإجابة دعائه عند الشدائد والمصائب والكُرَب،
وقد جاء في الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فلْيُكثِر الدعاءَ في الرخاء
رواه الترمذي، والحاكم، وغيرُهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وسنده حسن.
وقد ذمَّ الله في مواطن كثيرة من كتابه العزيز
من لا يلجأون إلى الله ولا يُخلصون الدِّين إلاَّ في حال شدَّتهم،
أمَّا في حال رخائهم ويُسرهم وسرَّائهم، فإنَّهم يُعرضون وينسون ما كانوا عليه,
يقول الله تعالى: { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ } ،
ويقول تعالى: { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ }، والآياتُ في هذا المعنى كثيرةٌ،
وهي تدلُّ دلالة واضحة على ذمِّ مَن لا يعرف الله إلاَّ في حال ضرَّائه وشدَّته،
أمَّا في حال رخائه فإنَّه يكون في صدود وإعراض ولَهوٍ وغفلة وعدم إقبال على الله تبارك وتعالى.
ولهذا فإنَّ الواجبَ على المسلم أن يُقبلَ على الله في أحواله كلِّها في اليُسرِ والعُسرِ، والرخاءِ والشدِّةِ، والغنى والفقرِ، والصحةِ والمرضِ،
ومَن تعرَّف على الله في الرخاء عرفه الله في الشدَّة، فكان له معيناً وحافظاً ومؤيِّداً وناصراً.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما المشهور: ( تعرَّف إلى الله في الرَّخاء يعرفك في الشدَّة ) .
قال ابن رجب رحمه الله في جزء له أفرده في شرح هذا الحديث:
"
المعنى أنَّ العبدَ إذا اتقى الله وحفظ حدودَه وراعى حقوقه في حال رخائه وصحته،
فقد تعرَّف بذلك إلى الله، وكان بينه وبينه معرفة، فعرفه ربُّه في الشدَّة،
وعرف له عملَه في الرخاء، فنجَّاه من الشدائد بتلك المعرفة .
وهذا التعرُّفُ الخاص هو المشار إليه في الحديث الإلَهي

( ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ـ إلى أن قال ـ ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه ).

ثمَّ أورد عن الضحاك بن قيس أنَّه قال:
"
اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدَّة، إنَّ يونس عليه السلام كان يذكر اللهَ، فلمَّا وقع في بطن الحوت
قال الله تعالى:
{ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
وإنَّ فرعونَ كان طاغياً ناسياً لذكر الله، فلمَّا أدركه الغرقُ قال: آمنتُ،
فقال الله تعالى:
{ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المُفْسِدِينَ } "،
فمَن لَم يتعرَّف إلى الله في الرخاء فليس له أن يعرفه في الشدَّة لا في الدنيا ولا في الآخرة.

قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه: " أوصِني،
فقال : اذكر الله في السرَّاء يذكرك الله عزَّ وجلَّ في الضرَّاء ".
وعنه رضي الله عنه أنَّه قال : " ادع الله في يوم سرَّائك لعلَّه أن يستجيب لك في يوم ضرَّائك ".

وإنَّ من التعرُّف على الله في الرخاء
أن يجتهد العبدُ في حال رخائه بالتقرُّب إلى الله وطلبِ مرضاته، والإكثار من الأعمال الصالحة المُقرِّبة إليه،
كالبر والصلة، والصدقة والإحسان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من وجوه البِرِّ وسُبل الخير
" وحديث الثلاثة الذين دخلوا الغارَ وانطبقت عليهم الصخرةُ " يشهد لهذا،
فإنَّ الله فرج عنهم بدعائهم بما كان منهم من الأعمال الصالحة الخالِصة في حال الرخاء
من بر الوالدين، وترك الفجور، والأمانة الخفية.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه ؛ والشكر له على توفيقه وامتنانه ؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-


عباد الله:
إن أعظم الشدائد والكربات ما يمر على الإنسان من حين وفاته,
فمن تعرف على الله في الدنيا ولزم طاعته وانكف عن معصيته
نزلت عليه عند موته ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس,
وقال ملك الموت عند رأسه: " أيتها الروح الطيبة أخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان ".
وكذلك إذا وضع في قبره, ثبتَّه الله عند الجواب وفُتح له باباً إلى الجنة يأتيه من طيبها وريحها
وجاءه رجل حسن الهيئة حسن المنظر فيقول : " أنا عملك الصالح "
ويُقال له : " نم نومة العروس ".
ويفرش قبره من الجنة, ويُفسح له مد بصره.
ومن عرف الله في الدنيا, وأقبل على طاعة الله, وانكف عن معصيته, وخاف من عقابه,
أمَّنَه الله يوم الفزع الأكبر, عندما يُحشر الناس حفاةً عراةً غُرلاً غير مختونين,
يموج بعضهم في بعض, قد أُدنيت الشمس منهم قدر ميل, والعرق يلجمهم ، بينما هو في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.

ومن لزم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وشرب من معينها في الدنيا,
شرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة ، حينما يُذاد الناس عن الحوض كما تُذاد الإبل الغريبة.

ومن ثبت على التوحيد والسنة والطاعة في الدنيا,
ثبَّت الله قدمه على الصراط الذي حكم الله بمرور الناس عليه ،
وهو الجسر المضروب على متن جهنم, أدَقُّ من الشعر وأحَدُّ من السيف,
{
وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيـًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّـا }.

فاتقوا الله عباد الله, وتفكروا فيما أمامكم, وإياكم والغفلة عن ذلك.

اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.





** الى هنا وتنتهي خطبة شيخنا سلمه الله.
وجزاهـ الله عنّا وعن المسلمين خير الجزاء
وجعل الله الفردوس من الجنة له منزلاً ومستقراً
ونفع الله بها جميع المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
رد: !! تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة !!
04-08-2009, 03:29 PM
السلام عليكم
وباذن الله مطر ورحمة


قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما المشهور:

( تعرَّف إلى الله في الرَّخاء يعرفك في الشدَّة ) .

قال ابن رجب رحمه الله في جزء له أفرده في شرح هذا الحديث:

" المعنى أنَّ العبدَ إذا اتقى الله وحفظ حدودَه وراعى حقوقه في حال رخائه وصحته،
فقد تعرَّف بذلك إلى الله، وكان بينه وبينه معرفة، فعرفه ربُّه في الشدَّة،
وعرف له عملَه في الرخاء، فنجَّاه من الشدائد بتلك المعرفة .

وهذا التعرُّفُ الخاص هو المشار إليه في الحديث الإلَهي

( ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ـ إلى أن قال ـ ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه ).






أغيب وذو اللطائف لا يغيب وأرجوه رجاء لا يخيب
وأسأله السلامة من زمان بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجتي في كل حال إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم في الغيب من تيسير عسر ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفي ومن فرج تزول به الكروب
ومن لي غير باب الله باب ولا مولا سواه ولا حبيب
كريم منعم بر لطيف جميل الستر للداعي مجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا رحيم غيث رحمته يصوب
فيا ملك الملوك أقل عثاري فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي واكبت حسودا فإن النائبات لها نيوب
وآنسني بأولادي وأهلي فقد يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري لمن تدبيره فينا عجيب
هو الرحمن حولي واعتصامي به وإليه مبتهلا أتيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي فهل يا سيدي فرج قريب
في ديان يوم الدين فرج هموما في الفؤاد لها دبيب
وصل حبلي بحبل رضاك وانظر إلي وتب علي عسى أتوب
وراع حمايت وتول نصري وشد عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقل عبد الرحيم ومن يليه لهم في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميل ومرعى ذود آمالي جميل
وصل على النبي وآله ما ترنم في الآراك العندليب





قال الإمام البخاري :
حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم .
فقال رجل منهم : اللَّهم كان لي أبوان شيخان كبيران ،

وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً (أي : لا أقدم في الشرب قبلهما أحداً)، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما ، فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي (أي يصيحون من الجوع) ، فاستيقظا فشربا غبوقهما .
اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ،

فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه .

فقال الآخر : اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ، وفي رواية : كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها فامتنعت ، حتى ألمت بها سنة من السنين فجائتني فاعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ، حتى أذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها قالت : اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ وتركت الذهب الذي أعطيتها .
اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ،
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج .

وقال الثالث : اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم ، غير رجل واحد ، ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال : يا عبدَ الله أدِّ إليّ أجري ، فقلت : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال : يا عبدَ الله لا تستهـزئ بي ! فقلت : لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستقاه فلم يترك منه شيئاً .
اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ،
فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون).
[صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982)]
دروس و عظات:

عباد الله :
تأملوا هذه القصة العظيمة .. هؤلاء الثلاثة عرفوا الله في الرخاء فعرفهم الله في الشدة .. وهكذا كل من تعرف إلى الله في حال الرخاء واليسر ، فإن الله تعالى يعرفه في حال الشدة والضيق والكرب فيلطف به ويعينه وييسر له أموره . قال الله تعالى : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾
[الطلاق]

و قوله تعالى:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)﴾
[الطلاق]

فالأول من هؤلاء الثلاثة:

ضرب مثلاً عظيماً في البر بوالديه ، بقي طوال الليل والإناء على يده لم تطب نفسه أن يشرب منه ، ولا أن يسقي أولاده وأهله ، ولا أن ينغص على والديه نومهما حتى طلع الفجر فدل هذا على فضل بر الوالدين ، وعلى أنه سبب لتيسير الأمور وتفريج الكروب .. ،
وبر الوالدين هو أعظم ما يكون من صلة الرحم وقد قال النبيصلى الله عليه و سلم : « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه» متفق عليه.
[صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982)]
وهذا جزاء معجل لصاحبه في الدنيا يبسط له في رزقه ويؤخر له في أجله وعمره ..
هذا غير الجزاء الأخروي المدخر له في الآخرة ..
وقد عظم الله تعالى شأن الوالدين حتى إنه سبحانه نهى الابن عن أن يتلفظ عليهما بأدنى كلمة تضجر كما قال تعالى :
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (
[ .الاسراء]
وثاني هؤلاء الثلاثة:
رجل ضرب مثلاً بالغاً في العفة الكاملة ، حين تمكن من حصول مراده من هذه المرأة ، التي هي أحب الناس إليه ، ولكن عندما ذكرته بالله تركها ، وهي أحب الناس إليه ، ولم يأخذ شيئاً مما أعطاها .
جاء في الصحيحين في حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله أن من ضمن هؤلاء السبعة :
«رجلاً دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله».

يقول الله ــ عزَّ وجلَّ ــ :
﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًاً﴾
[الفرقان]
وثالث هؤلاء الثلاثة:
رجل ضرب مثلاً عظيماً في الأمانة والنصح ،
حيث ثمَّر للأجير أجره فبلغ ما بلغ ، وسلمه إلى صاحبه ، ولم يأخذ على عمله شيئاً ... ما أعظم الفرق بين هذا الرجل وبين أولئك الذين يظلمون الأجراء ويأكلون حقوقهم ، لاسيما إن كانوا من العمال الوافدين فتجد هؤلاء الكفلاء يكاد يصدق فيهم قول الله تعالى :
﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)
[المطففين]
فهـم يريدون من هـؤلاء العمال أن يقوموا بالعمل على أكمل وجه ، ولكنهم يبخسونهم حقوقهم ويماطلون في إعطائهم أجرتهم ، وربما رجع بعض أولئك العمال إلى بلدانهم ولم يستوفوا أجورهم ، ألا فليعلم أن من استأجر أجيراً ولم يوفه أجره ، فإن الله تعالى سيكون خصمه يوم القيامة ...
لن يكون خصمك هذا العامل المسكين الضعيف ، ولكن سيكون خصمك رب العالمين كما جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم: قال : قال الله تعالى : «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، ومن كنت خصمه فقد خصمته» ،
وذكر منهم : «رجلاً استأجر أجيراً فاستوفى منه ثم لم يعطه أجره» .
والله سبحانه من فضله وإحسانه يجيب دعوة المضطر ، ويرحم عبده المؤمن ويجيب سؤاله ،
كما قال سبحانه :
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾
وقال سبحانه : ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقال سبحانه : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾
عباد الله : ودل هذا الحديث على مشروعية التوسل بالأعمـال الصالحة ، بل إن ذلك التوسل سبب لتفريج الكروب .. وانظر إلى حال هؤلاء الثلاثة لما ضاقت بهم السبل توسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم ففرج الله عنهم .
.

from
http://www.alsaha.com/users/7061066/entries/254658
التعديل الأخير تم بواسطة nadir35 ; 04-08-2009 الساعة 03:34 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 02:34 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى