"استراتيجية الردع: العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة والاستقرار الدولي"
22-03-2014, 10:57 AM
"استراتيجية الردع: العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة والاستقرار الدولي"



سوسن العساف, الشبكة العربية للأبحاث والنشرـ بيروت, 2008, 462 ص.





1- هذا الكتاب هو دراسة تحليلية لمسيرة الردع الأمريكية وتطوراتها وأهدافها، لاسيما بعد انتهاء الحرب الباردة. وهي دراسة توثيقية أيضا, حيث تقدم بالمعطيات الإحصائية, تزايد القوة الأمريكية, ثم تعاظمها ثم امتدادها إلى مناطق شاسعة من الكون.

تقول المؤلفة لتبرير منهجها: لقد "فرضت طبيعة الموضوع ذات الصلة الوثيقة بجوانب التحليل النظري البحت, وتطبيقاته العملية في العلاقات الدولية, اعتمادا مباشرا على المنهج التحليلي التاريخي والنظمي كأساس متين لعرض مشكلة البحث, ومناقشتها, والبرهنة عليها, في ترابط منهجي بين المنطلقات والافتراضات النظرية وأسانيدها وبين دلالاتها على الصعيد العملي».



وتتابع: "إن استراتيجية الردع الحالية عملت على إلغاء أو تضييق الحدود الفاصلة بين الدفاع والهجوم، فلا يمكن الآن التمييز في سلوك القوة العظمى المهيمنة بين دفاعها (إذا ما كان هجوما) وهجومها (إذا ما كان دفاعا), ما يسبب إشكالية ليس على المستوى السياسي في التعاطي مع هذا السلوك دوليا فحسب، بل إشكالية حتى على المستوى النظري الذي يتطلب البحث والتطبيق، وعلى المستوى العملي في تحديد المستوى المطلوب من الردع أيضا، واختيار الأدوات والأساليب المناسبة لتحقيقه، والتي تصب في معادلة التوازن بين الانتشار العالمي وتكلفته عن طريق القيام بضربة استباقية. وهي نظرية تستمد أساسها الفكري من مبدأ الهجوم هو خير وسيلة للدفاع لاستباق الفعل العدائي, الرامي إلى زعزعة هيكل القوة في النظام العالمي لتحاشي فكرة الانتظار، بل الأخذ بالمبادرة وتوجيه الفعل الوقائي بمجرد الإحساس بوجود خطر ينتظر وقوعه مستقبلا، وهو ما يجعل من الاستقرار في النظام الدولي، سواء في المدى المنظور أو المتوسط، شيئا بعيد المنال".



بمقدمة الكتاب, توضح الكاتبة "أن الردع ما زال استراتيجية قائمة تمارس وجودها في العلاقات الدولية الحالية، على الرغم من انتفاء الحاجة إليها. وقد ازدادت قوة الردع بعد ثورة التكنولوجيات الحديثة, التي تمكن من تطوير الأسلحة الفتاكة بالأصل... وما يجعل من علاقة استراتيجية الردع علاقة مستمرة هو ما يطلق عليه الآن ثورة الشؤون العسكرية, التي أتت بها دلالة ثورة التكنولوجيات الحديثة المتاحة لدى أطراف متنوعة, مكنتها من التطلع إلى أحداث مستويات خاصة من الردع, في مواجهة أطراف نووية بالدرجة الأساس".

والردع في أبسط معانيه المعروفة, تقول المؤلفة, إنما هو "محاولة طرف ما ثني طرف آخر عن الإتيان بفعل يرى الطرف الأول أنه ضار به، أو يجده ضروريا لمنع الطرف الآخر من أن يفكر بالقيام بعمل ما، أو الإتيان بتصرف أو سلوك معين يمكن أن يشكل تهديدا لمصالحه أو لأهدافه أو لموقعه أو لمكانته".


















للحديث بقية



المقال منقول