تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى القرآن الكريم

> بعض كلام الشيخ الإبراهيمي في الطرق الصوفية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
cmehdi202
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 10-10-2007
  • الدولة : قسنطينة
  • المشاركات : 286
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • cmehdi202 is on a distinguished road
cmehdi202
عضو فعال
بعض كلام الشيخ الإبراهيمي في الطرق الصوفية
25-11-2007, 09:56 PM
أما المذاهب الصوفية فهي أبعد أثراً في تشويه حقائق الدين وأشد منافاة لروحه وأقوى تأثيراً في تفريق كلمة المسلمين لأنها ترجع في أصلها إلى نزعة غامضة مبهمة تسترت في أول أمرها بالانقطاع للعبادة والتجرد من الأسباب والعزوف عن اللذات الجسدية والتظاهر بالخصوصية. وكانت تأخذ منتحليها بشيء من مظاهر المسيحية وهو التسليم المطلق وشيء من مظاهر البرهمية وهو تعذيب الجسد وإرهاقه توصلاً إلى كمال الروح زعموا. وأين هذا كله من روح الإسلام وهدي الإسلام ؟ ولم يتبين الناس خيرها من شرها لما كان يسودها من التكتم والاحتراس حتى جرت على ألسنة بعض منتحليها كلمات كانت ترجمة لبعض ما تحمل من أوزار ؛ فراب أئمة الدين أمرها، وانفتحت أعين حراس الشريعة فوقفوا لها
بالمرصاد، فلاذ منتحلوها بفروق مبتدعة يريدون أن يثبتوا بها خصوصيتهم؛ كالظاهر والباطن والحقيقة والشريعة إلى ألفاظ أخرى من هذا القبيل لا تخرج في فحواها عن جعل الدين الواحد دينين.
وما كاد السيف الذي سل على الحلاج وصرعى مخرقته يُغمَد ويوقن القوم أنهم أصبحوا بمنجاة من فتكاته حتى أجمعوا أمرهم وأبدوا للناس بعض مكنونات أسرارهم ملفوفة في أغشية جميلة من الألفاظ، ومحفوفة بظواهر مقبولة من الأعمال.
وحاولوا أن يصلوا نحلتهم تلك، بعُجرها وبُجَرها، بصاحب الشريعة أو بأحد أصحابه فلم يفلحوا وافتضحت حيلتهم وانقطع الحبل من أيديهم فرجعوا إلى ادعاء الكشف وخرق الحجب والاطلاع على ما وراء الحس إلى آخر تلك (القائمة) التي لا زلت تسمعها حتى من أفواه العامة وتجدها في معتقداتهم.
ثم أَمِرَ أمْرُ هذه الصوفية وتقوّت على الزمن والتقت مع الباطنية وغيرها من الجمعيات التي تبني أمرها على التستر على طبيعة دسّاسة وعرق نزّاع ومزاج متحدّ، واختلطت تعاليم هذه بتعاليم تلك وتشابهت الاصطلاحات وابتلي المسلمون من هذه النحل بالداء العضال..
وقد اتسع صدرها بعد أن تعددت مذاهبها، واختلفت مشاربها في القرون الوسطى والأخيرة من تاريخ الإسلام فانضوى تحت لوائها كل ذي دخيلة سيئة وعقيدة رديئة حتى أصبح التصوف حيلة كل محتال، وحيلة كل دجال. وإن هذه الطرق المنتشرة بين المسلمين والتي تربو على المذاهب الفقهية عداً،كلها ـ على ما بينها من تباين الأوضاع واختلاف الطباع وتنافر الأتباع ـ تنتسبُ إلى هذا التصوف، ولكنه انتساب صوري اسمي، وشتان ما بين الفرع وأصله.
فمبنى التصوف في أغلب مظاهره- كما أسلفنا- على الانقطاع والزهد في الدنيا والتجرد والتقشف ورياضة النفس على المشاق وفطمها عن الشهوات، ومبنى هذه الطرق في ظاهر أمرها وباطنه على حيوانية شرهة لا تقف عند حد في التمتع بالشهوات والانهماك في اللذائذ واحتجان الأموال من طريق الحرام والحلال واصطياد الجاه وحب الظهور والاختلاط بأهل الجاه وإيثارهم والتزلف إليهم.

آثار الطرق السيئة في المسلمين
خذ ماتراه ودع شيئاً سمعت به [1]........
ليعذرنا الشاعر الميت أو أنصاره من الأحياء إذا استعملنا مصراع بيته في ضد قصده، فهو يريد أن المشهود، أكمل من المفقود، ونحن نريد العكس ؛
فإن أبوا أن يعذرونا احتججنا بأن الشاعر المرحوم هو الذي جنى على مصراعه ؛ فقد أرسله مثلاً وهو يعلم أن الأمثال " كالكومينال " إرثٌ مشاع، وقِصاع بين جياع ؛ تتناهب وتتواهب.
ولم كل هذا الصراع على مصراع
وأمثال قومي في البلاد كثير ؟...........
ومع ذلك فلم يحضرني منها الآن إلا كل قبيح اللفظ فأنا متمسك بحجتي في المصراع برغم أنف الشاعر ورغم أنوف أنصاره خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به........
والمقصود واضح فإن قارئ هذا العنوان ربما تحلب ريقه طمعاً في أن ننقل له الغابر من الأخبار، والمدون في الأسفار من هذه الآثار، فتقاضانا الكسل من جهة والحرص على تعجيل النفع له من أخرى أن نحيله على ما يراه مع مطلع كل شمس من هذه الآثار السيئة التي شتتت شمل المسلمين وفرقت كلمتهم وفككت روابطهم وتركتهم أضحوكة الأمم وسخرية الأجيال بعد أن أفسدت فطرتهم وأقفرت نفوسهم من معاني الخير والرجولة.
فإذا تأمل ملياً وجد في الشهود مايغنيه عن التطلع للماضي المسموع واستفاد في آن واحد عبرة الحاضر وعظة المستقبل ؛ وكفانا مؤونة الإفاضة والاستقصاء، لأنه يعلم من الدراسة اليسيرة لهذا الحاضر المشهود أن كل ما يراه في المسلمين من جمود وغفلة وتناكر وقعود عن الصالحات ومسارعة في المهلكات فمرده إلى الطرق ومأتاه مباشرة أو بواسطة منها فلا كانت هذه الطرق ولا كان من طرَّقها للناس.
ومن مكرها الكُبَّار أن تعمد إلى العلماء وهم ألْسِنة الإسلام المنافحة عنه فترميها بالشلل والخرس، وتصرفها في غير ما خلقت له. فقد ابتلت هذه الطرق علماءَ الأمة في القديم بوساوسها وأوهامها حتى سكتوا لها عن باطلها ثم لم تكتف منهم بالسكوت بل تقاضتهم الإقرار لها والتنويه[2] والتمجيد ؛ وابتلتهم في الحديث بدريهماتها ولقمها حتى زادوا على السكوت والإقرار، الاتّباع والانتساب، والوقوف بالأعتاب، حتى أصبحنا نرى العالم
[1] ـ صدر بيت لأبي الطيب المتنبي وعجزه :
وفي طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

[2] ـ نوّه بالشيء : أشاد به ومدحه.


المؤلف يعرِّف نفسه للناس في صدر تأليفه بمثل قوله : فلان المالكي مذهباً، الأشعري عقيدة، التيجاني طريقة !
وفي وقتنا هذا بلغ الحال بالطرق أنها أذلّت العلماء إذلالاً و استعبدتهم استعباداً، ولم ترض منهم بما رضيَه سلفها من سلفهم من حفظ الرسم واللقب وإبقاء السمة والمكانة بين العامة، بل أغرت العامة بتحقيرهم وإذلالهم.
* * *
وإذا كان الناظر في أحوال المسلمين ممن رزق ملكة التعليل وأراد إرجاع كل شيء إلى أصله الأصيل ومنبته الأول فإنه لا يعسر عليه أن يرجع أمهات علل المسلمين الدينية والاجتماعية إلى هذه الطرقية الكاذبة الخاطئة التي أصبحت من قرون فكرة تسود العالم الإسلامي وتتحكم في دينه ودنياه وتتدخل في حياته وسياسته ثم تستحكم في طباعه فإذا هو في غمرة من الذهول مطبقة أضاع معها آخرته ودنياه.
إن أعظم مصيبة أصابت المسلمين ـ وهي جفاؤهم للقرآن وحرمانهم من هديه وآدابه ـ منشؤها من الطرق، فهي التي غشّت المسلمين لأول ماطاف بهم طائفها، وغشيتهم بهذه الروح الخبيثة روح التزهيد في القرآن، وكيف لا يزهد الناس في القرآن وكل ما فيه من فوائد وخيرات وبركات قد انتزعتها منه الطرق وجردته منها ووضعته في أورادها المبتدعة، ورسومها المخترعة، ونحلته شيوخها ومقدميها وصعاليكها ؟
ولماذا يُعَنِّي الناسُ أنفسهم في فهم القرآن وتدبره وحمل النفس على التخلق بأخلاقه والوقوف عند حدوده إذا كان كل ما يناله منه مع هذا التعب يجده في الطريق عفواً بلا تعب وبلا سبب أو بأيسر سبب ؟!
فإذا كان هذا القرآن يفيد معرفة الله ـ وهي أعلى مطلب ـ فالقوم عارفون بالله ؛ وإن لم يدخلوا كُتَّاباً، ولم يقرؤوا كتاباً، وكل من ينتسب إليهم فهو عارف بالله بمجرد الانتساب أو بمجرد اللحظة من شيخه.
وقد كان قدماؤهم يتخذون من مراحل التربية مدارج للوصول إلى معرفة الله فيما يزعمون وفي ذلك تطويل للمسافة و إشعار بأن المطلوب شاق، حتى جاء الدجال "ابن عليوه" وأتباعه بالخاطئة فأدخلوا تنقيحات على الطريق ورسوماً أملاها عليهم الشيطان، وكان من تنقيحاتهم المضحكة تحديد مراحل التربية (الخلوية) لمعرفة الله بثلاثة أيام (فقط لا غير) تتبعها أشهر وأعوام في الانقطاع لخدمة الشيخ من سقي الشجر، ورعي البقر، وحصاد الزرع، وبناء الدور مع الاعتراف باسم الفقير والاقتصار على أكل الشعير !

ولئن سألتهم لم نزّلتم مدة الخلوة إلى ثلاثة أيام ؟ ليقولن فعلنا ذلك مراعاة لروح العصر الذي يتطلب السرعة في كل شيء ؛ فقل لهم قاتلكم الله ولِمَ نقصتم مدة الخلوة، ولم تنقصوا مدة الخدمة أيها الدجاجلة ؟
وقد قرأنا كثيراً من رسائلهم التي يتراسلون بها فإذا هم ملتزمون لصفة واحدة يصف بها بعضهم بعضاً وهي صفة (العارف بالله) وأكثر الطرقيين سخاءً في إعطاء هذا اللقب هم العليويّة. ونحن..... فقد عرفنا كثيراً من هؤلاء (العارفين بالله) فلم نعرفهم إلا حُمُرَاً ناهقة.
فكيف تبقى للقرآن قيمة في نفوس الناس من هذه الناحية بعد هذا التضليل ؟ وكيف لا يستحكم الجفاء بين الأمة وقرآنها مع هذا التدجيل والصد عن سواء السبيل ؟




وإذا كان هذا القرآن متعبداً بتلاوته اللفظية وهو ستون حزباً فإن تلاوة إنجيل التيجاني القصير وهو (صلاة الفاتح ) مرة واحدة تعدل ستة آلاف ختمة من القرآن !
وإذا كان القرآن قد شرّع الغزو وهو من أحمز الأعمال وأشقها، فإن تلاوة هذا الإنجيل التيجاني مرة واحدة تعدل آلاف الغزوات ؛ وهي لا تقوم إلا على حركة اللسان من غير اقتحامٍ للميدان، ولا تعرض للرمح والسنان.
وإذا كان القرآن يفرض الحج وما فيه من مصاعب ومتاعب، فإن إنجيل التيجاني تعدل تلاوته آلاف المرات من الحج ومئات الآلاف من الصلاة كما هو منصوص في كتب التيجاني وكتب أصحابه.
فأي تعطيل للقرآن أعظم من هذا ؟ وأي تهويل لشعائر الإسلام ونقض لحكمها أكبر من هذا ؟ وأي تزيين للتفلت من تلك الشعائر يبلغ ما يبلغه هذا الكلام من مثل هذا الدجال ؟
اللهم إننا نعلم بما علّمتنا أن دين التيجاني غير دين محمد بن عبد الله، وأنت تعلم أي دين هو، فضعه حيث تعلم وعامله بما يستحق.
أما والله ما بلغ الوضاعون للحديث، ولا بلغت الجمعيات السرية ولا العلنية الكائدة للإسلام من هذا الدين عشر معشار ما بلغته منه هذه الطرق المشؤومة.
فإذا خرجت من هذا الباب باب التزهيد في القرآن مقتنعاً بما بينا لك من الأمثلة فقد خرجت بنتيجة، وهي أن هذه الهوة العميقة التي أصبحت حاجزة بين الأمة وقرآنها هي من صنع أيديالطرقيين.



موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 01:39 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى