لماذا تحتفل إسرائيل بجون بولتون
24-03-2018, 02:39 AM


تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية المرحبة بتعيين جون بولتون مستشارا أمريكيا جديدا للأمن القومي، خلفا لهاربرت ماكماستر الذي أقاله الرئيس دونالد ترامب.

رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن تعيين بولتون من شأنه أن يعلي من فرص المواجهة على الدبلوماسية، مما يضع المزيد من الأسباب المقلقة على دخوله إدارة ترامب.

وأوضح في مقال ترجمته "عربي21" أن التقدير السائد في إسرائيل يفيد بأن إيران ستكون في ظل بولتون أمام خيارات محدودة وصعبة، فإما أن تعمل على تقييد خطط تصنيع الصواريخ، وتعديل الاتفاق النووي، أو تخاطر بالتعرض لضربات جوية أمريكية.

أما تل أبيب، فإنها أقامت الأفراح على تعيين بولتون لأنه داعم متحمس لها، وترى أن لديها الحق بأن تعبر عن سعادتها من هذا التعيين، فهو صديق واضح لها، كما السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكلي هيللي، ووزير الخارجية الجديد بومبياو، كلهم يدعمون نقل السفارة الأمريكية للقدس.

وأضاف: رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعبر عن رضاه من وجود بولتون في أروقة البيت الأبيض، لأن نظرته للاتفاق النووي مع إيران ستجد مع يتوافق معها في واشنطن، وليس فقط الرئيس، وإنما المنظومة الأمنية والسياسية الأمريكية، باستثناء وزير الدفاع ماتيس الذي يستمع لما يقوله الجنرالات في البنتاغون.

لكن تعيين بولتون قد يعتبر فرصة أمام رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت للتأكد من فاعلية غرف الطوارئ، كي لا تستيقظ إسرائيل صباح يوم على حرب قد تتورط فيها.

كما أن نتنياهو يبدو مرتاحا إزاء تعيين بولتون لأنهما يتفقان في النظر لمستقبل الصراع مع الفلسطينيين، مما يرجح فرضية أن ترامب قد لا يسرع بعرض خطته السياسية للسلام في الشرق الأوسط، وهناك تقديرات متزايدة أنه قد يؤجل إعلانها، على الأقل سنة كاملة.

وختم بالقول: إيران قد تصاب بالردع من ترامب الذي قام بتغيير ثلاثة مستشارين للأمن القومي خلال عام واحد فقط، مما يجعلها تخشى استهدافها من رئيس غير متوقعة تصرفاته، وهو أمر إيجابي لإسرائيل.


أمير تيفون الكاتب السياسي بصحيفة هآرتس، قال إن الأجواء السارة في تل أبيب مردها أن بولتون الذي عمل سفيرا أمريكيا سابقا في الأمم المتحدة، معروف بمعارضته الحازمة للاتفاق النووي مع إيران، بل سبق له أن طالب بمهاجمتها مع كوريا الشمالية.

وأضاف تيفون في تقرير ترجمته "عربي21" أن بولتون الذي تولى مواقع سياسية ودبلوماسية أمريكية عديدة، في إدارتي الرئيسين السابقين جورج بوش ورونالد ريغان، ترى فيه إسرائيل أحد الصقور المحافظين في مجتمع خبراء السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن، وتعتبر أن تعيينه مؤشر جديد على رغبة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وسيؤثر على كيفية تعامل الرئيس مع بيونغ يانغ.

ولعل ما يدفع إسرائيل للترحيب بتعيين بولتون أن أعلن دعمه للاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، ومعارضته للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية طوال سنين سابقة، كما أنه يدعم إعلان واشنطن عن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.

عربي21-