لفتةٌ منهجِيَّة دعويَّة : غرضُ ابن باديس من مُصاحبة الطُرقيين أوْ سِرُّ صِلَتِه بهم
15-01-2013, 10:32 PM
لفتةٌ منهجِيَّة دعويَّة : غرضُ ابن باديس من مُصاحبة الطُرقيين أوْ سِرُّ صِلَتِه بهم

بقلم :
الشَّيخ السَّلفي خادم العلم : سمير سمراد – حفظه الله


مبحث مستل من الكِتاب الفذّ :
مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ




بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ مصاحبة ابن باديس للطرقيين ومشاركته لهم في رحلة الزيارة ! كانت – فيما يبدو - مع مباينته لهم في الفكر ، وفي القصد والنيِّه ، مع أنَّها لم تدم طويلاً ، فقد حمله استقلالُهُ في التفكير على التخلص نهائيًّا من تلكم الروابط التي كانت تربطه بهم ، ثم مثلُ هذا الموقف من ابن باديس هو الَّذي قد نستطيعُ أن نحمله على التقية والمسايرة في الظاهر دون الباطن !
وبسبب هذا الارتباط بشيوخ الطرق والمقدَّمين فيها ، تجاوب معه بعضهم وكانوا أعوانًا له في الإصلاح وإن لم تتم لهم الهداية كاملةً في التخلص من الانتساب الطرقي ؟ فهؤلاء الَّذين كان يُثني عليهم ، ويرجو لغيرهم أن يكونوا مثلهم ، ويأملُ لجميعهم أن تتم هدايتهم ، وكانوا هم في المقابل : يُثنون عليه ويمدحون دعوته وإصلاحه !
ومنهم : الشَّيخ محمد علي آل خليفة (ت:1927م) [والد محمد العيد آل خليفة الشاعر] ، وهو شيخٌ ومقدمٌ في الطريقة التجانية ، وهو الَّذي شجع ولده ليتصل بالمصلحين ويكون واحدًا منهم (1) ، ويذكر الولد عن والده ، بأنه كان : مصلحًا يحب العلم والإصلاح ويجلّ العلماء المصلحين وينظر إليهم نظرته إلى مشايخه (2) ، وكان ابن باديس ينزل ضيفًا مكرمًا على شرف والده الشاعر ، فأقره على صوفيته بالصورة التي رآه عليها (3) ، وعلَّق على ذلك وهو يخاطب الشاعر بما في هذا المعنى : " لو كان كل المتصوفة في البلاد كوالدك ، ورعًا وتقوى وتمسكًا سليمًا بأصول الدين ، ومفهومه الصحيح ، وإخلاصًا للإصلاح لما كان ما كان بين رجال الإصلاح وبين أتباع الطرق المزيّفة ، ولكانت الجهود واحدة "
ومما يدعم هذه الشهادة ، ويؤكد في الوقت ذاته ، قرب والد الشاعر من الفكر الإصلاحي ، ما جاء في قول الشَّيخ الطيب العقبي وهو يخاطب الشاعر مشيرًا إلى أثر تربية والده عليه ، يقول العقبي :

رحم الإلــه أباك إذ ربــاك بالــــ /// علم الصــحيح ومحكم القــرآن (4)

ومنهم : الشَّيخ محمد العيد بن البشير المتوفى سنة 1927م (5) ، شيخ الزاوية التجانية في "تماسين" [قرب تقرت] ، يقول محمد علي دبوز عن هذا الشَّيخ إنه : " كان ذكيًّا أديبًا ، مثقفًا ، غيورًا كل الغيرة على الإسلام والمسلمين ، يكره البدع وينشر الإصلاح ، وينفخ في أتباعه روح الدين الصحيح ، وكان يكره يقبّل أحدٌ يده ، وكان يدعو إلى العمل والنهوض والتقدم " (6)
ويقول الشَّيخ محمد السعيد الزاهري (1899م-1956م) (7) في مقالته "المرحوم الشَّيخ العيد" : " ... الشَّيخ العيد ، رئيس زاوية "تماسين" ... على المرحوم نال رضى التجانيين وسائر أهل الطرق ، وهذا لا يكون عندك فيه شك ، ونال أيضًا فوق ذلك رضا سائر المصلحين من شيوخ وكهول وشباب ... وفي الحق أن المرحوم كان عمدة من عمد حزب الإصلاح ، وشابًّا من جماعة الشباب الناهض ، ورغمًا عن كونه شيخًا طريقة منتشرة كثيرًا ، وكثيرة الأتباع ، فإنه كان يؤمن بالله وحده لا يشرك به شيئًا ، ولا يؤمن بعد الله وآياته بخرافة ولا طريقة يهزأ ويسخر من هؤلاء الأغمار الذين جاءوا بزعمهم يدافعون عن البدع والضلالات ، ويصدون الناس عن آيات الله ... بدأ المرحوم بأبناء زاويته فنهاهم عن الطواف على الناس لجمع الزيارات ، ومنعهم من الدوران والتكفف ، فانتهوا وعادوا لا يخرجون لقبض الزكوات والنذور ، وبدأ وبحاشيته الخاصة ينصحهم ويقول لهم : "اتقوا الله في حزب الشباب وجماعة المصلحين ، فإنهم مخلصون في دعوتهم ، ومحقون فيما يقولون وهل يدعون الناس إلا إلى القرآن وسنة رسول الله صَّلى الله عليه وسلَّم ؟ ومن يرغب عن الكتاب والسنة إلا من سفه نفسه ، وطمس الله على بصره ، وختم على قلبه ؟ ... وإني أرى في الشبان خصلتين حميدتين سينالون بهما الغلبة والنصر ، وسيتمكنون بهما من تحطيم الخرافات والأوهام ، وما من ذلك بدّ ، وهما : ترك ما في أيدي الناس ، وبهذه سيحبهم الناس ، والأخرى قوة حجتهم وبساطة دعوتهم فإنهم يحتجون بالقرآن ، ويدعون إلى الحي الذي لا يموت ، وأي مؤمن لا يجيب داعي الله ؟ وأي مؤمن يجادل في آيات الله ولا يذعن لله ولا لرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟ فعندي أن أكثر المعارضين قوم لا يفقهون ، ولقد سمعت صياح هؤلاء وغوغاءَهم فإذا هم لا يزيدون عن كلمة واحدة فارغة يرددونها ويتناقلوها ، وهي : إن هؤلاء الشبان قوم ملحدون ينكرون الولاية والكرامة ، فهم أعداء الله وأعداء أوليائه الصالحين الأولين ، ثمَّ تعزوهم الحجة فيسرعون إلى الوقيعة في أعراض المصلحين المؤمنين لتنفر العامة منهم ، وكلمتهم هذه داحضة باطلة ، وليست إلا مغالطة وسفسطة ، لأن المصلحين إنما ينكرون الولاية بمعنى الألوهية من سلطة غيبة واطلاع على الغيب وتصريف في ملكوت السموات والأرض وما بينهما وما أشبه ذلك ﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف:3] ، وأما الولاية بمعنى الإيمان والتقوى فذلك ما يدعو المصلحون إليه جميع الناس ، ويحثون المسلمين أجمعين على أن يكونوا كلهم أولياء الله ، وأنصارًا إليه ، يؤمنون بالله ، لا يلبسون إيمانهم بظلم ، ولا يعتدون حدود الله ولا يغشون عما أنزل الله على رسوله من البينات والهدى ، ولئن كان الشبان اليوم في ضيق من الخصومة والجدال ، فغدًا هم الأعلون ، وحزب الله هم الغالبون ... " وهذا كلام سمعت المرحوم يقوله لخاصته وأفراد أسرته حينما زرته في محله ببسكرة في ماي الماضي ... وكان "البرق" في عدده السابع أعلن بمثل هذا الكلام على المرحوم وعن قريبه الشَّيخ السيد محمد الكبير ، وهو يبشر بهما جماعة المصلحين ... والمرحوم هو الَّذي أضفى على المصلحين شيئًا كثيرًا من سَوْرَةِ التجانية فسهلوا وأصلحوا بعدما كانوا أشداء متعصبين ... وكثيرًا ما كان المرحوم يهم بالتنازل عن رئاسة الزاوية ولكنه يرى أن بقاءه بمنصبه أشد تأثيرًا على أتباعه وأدعى لقبول نصائحه ، وإرشادته فيستقر بمنصبه لهذا السبب لا غير ... وأكبر ما أتمنى لأشياخ الطرق ولسائر المسلمين أن يكونوا كالفقيد في النزاهة والعفاف ...ولم يكن فقيدنا المغفور له يقبل من الناس "نذرًا" ولا "زيارة" ولا "صدقة" ، فإن التجانيين ببسكرة كانوا فد اكتتبوا له وهو لا يعلم بألف ومائتي فرنك - فيما أظن- زاروه بها فأبى أن يقبلها منهم ، أمرهم أن ينفقوها في سبيل الله على الفقراء والمساكين أو يعينوا بها مشروعًا عامًّا من مشاريع المسلمين ... ولولا المرضُ الذي طال به كان يشغله بنفسه إذن لتقدم بحركة الإصلاح تقدمًا سريعًا ولاستحالت الطريقة التجانية على يده طريقة "إصلاح" وطريقة رجوع إلى الكتاب والسنة رحمه الله رحمة واسعة وكافأه بنعيم دائم ، ولقد كان هذا الرزء الأليم شديدًا على المصلحين وجماعة الشباب الناهض
تلمسان 15 نفامبر 1927م محمد السعيد الزاهري (8) "

ومنهم : الشَّيخ عبد العزيز بن الشَّيخ الهاشمي (9)
– وقد ترك الطريقة ونبذها كما سيأتي ، يقول ابن باديس في مقالته : "الشَّيخ عبد العزيز بن الهاشمي والإصلاح" : "كان الشَّيخ الهاشمي شيخ الطريقة القادرية رحمه الله رجلاً قويًّا ذكيًّا واسع الحيلة بعيد النظر ، فأدرك بثاقب رأيه أن ما عليه الطرقية من الجهل والجمود لا يمكن أن يستمر طويلاً في عصر العلم والنهوض ، وأن المستقبل للعلم لا محالة ، فولَّى وجهه شطر العلم ، وقدم أبناءه لجامع الزيتون المعمور ، وحبس أملاكه كلها على العلم ... واشترط في أبنائه أن لا حظ لأحدهم في الحبس إلا إذا حصل على شهادة العالمية "التطويع" من جامع الزيتونه ... انتهى أمر الحبس إلى الشَّيخ عبد العزيز بن الشَّيخ الهاشمي ... وتولى مشيخة الطريقة القادرية ، فكان معه في الحبس أخوه الشَّيخ محمد الصالح لتحصيله على شهادة العالمية ، فكان الرجلان بما لهما من العالمية بعيدين عن كل تلك المواقف العدائية التي وقفها شيوخ الطرق الأخرى ، أو أوقفوا فيها ضد جمعية العلماء ...[ثم ذكر انخراظ الشَّيخ عبد العزيز في الجمعية ، وقيامه بنشر العلم وإِعْمَارِ زواياه بالعلماء] ، أخذ يكرر الاجتماعات في نواحي سوف بأتباع زواياه يحثهم على العلم ويرغبهم في التعلم ، ويبين لهم أن الانتساب إلى الشَّيخ عبد القادر الجيلاني – وهو من أئمة العلم في مذهب أحمد بن حنيبل – لا يمنع من العلم والأخذ بأسباب العلم ... " (10) ، ثم هداه العلم إلى أنه : "لا طرقية في الإسلام" – وسيأتي تبيانه-

فهؤلاء سما بهم العلم والتفكير الصحيح ، فنبذوا كثيرًا من البدع والانحرافات (11) ، وآل الأمر – أخيرًا – ببعضهم إلى عدم إقرار الطرق من أصلها
ومنهم من لم يثبت على الحق الَّذي لاح له، ولم يثبت أمام تأثير أوهام الطريقة على عقله، ولم يمض في طريق التفكير وتحكيم الكتاب والسنة، فعاد إلى التسليم لأحوال الشيوخ ! ، ونصرةِ وتأييد الطرق، مع تحفُّظٍ من فاضحِ أعمال أهلها ! ، ومن هؤلاء : الشَّيخ بو عبد الله البوعبدلّي الرّزيوي (1868م – 1952م) ، والشَّيخ الطيب المهاجي (1882م-1969م)
فابن باديس في كل هذه المحاولات ، ربما كان يَقْنَعُ من هؤلاء الشيوخ بالخطوة والخطوتين في طريق الإصلاح ، فهي – عنده- مكسبٌ كبير ، وكان يرجو أن يطول الزمان بهؤلاء فيهتدوا إلى الحقيقة كاملةٌ ، وإنْ بالتدريج ، لذاك سعى إلى الوفاق والتفاهم ، ودعا إلى تأسيس جمعية ، تَسَعُ الجميع ! - لكن ضمن المخطط الَّذي وَضَعَهُ - ، فهو يضع يده في أيدي هؤلاء الطرقيين : الذين قبلوا الإصلاح في الجملة ! ويتعاون معهم ، وهو على يقين ، أن العلم والتوغل في الإصلاح سيؤديان بهم إلى إبصار الحقيقة بأكملها ، أما الذين تنكروا للإصلاح ، ارتموا في أحضان الحكومة الاستعمارية ، فيقول ابن باديس عنهم : " عرفت شيوخ الطرق أوقاتًا ، ثم فارقتهم بَتَاتًا ، وما عرفتهم – علم الله – إلا لأخدم معهم الجزائر بالإسلام والعربية أو أعمل معهم في سبيل الإسلام والعربية والجزائر ، وما فارقتهم حتى عرفتُ منهم أنهم مذهوبٌ بهم في غير هذه السبيل " (12)


في سبيل التفاهم !


بعد تلكم الزوبعة والاصطدام الشديد في أواخر العشرينات ، عَمَدَ ابن باديس إلى تهدئة الوضع ، وأَمَرَ بالكفِّ عن الكتابات الهجومية ، بعد أن رأى أن المرحلة أو الخطة الأولى ، قد آتت الثمرة المرجوة منها
ثم دُعِيَ جميع من ينسب إلى العلم إلى جمعية تجمع وتوحِّدُ الجهود ، وقد كانت في أول أمرها خليطًا من المصلحين والطرقيين ، وكلُّ ذلك كان عن تدبير وتخطيط !! وفي هذه المرحلة قام ابن باديس رئيس هذه الجمعية برحلات في أنحاء الوطن الجزائري ، ومن ذلك رحلته إلى القطاع الوهراني الجهة الغربية للوطن
اجتمع ابن باديس مع الكثير من شيوخ الطرقية ورؤساء الزوايا ، بعد ذلكم الاصطدام المعروف ، ومنهم ابن عليوة المستغانمي شيخ الحلول
عرف ابن باديس أن القوم مضى عليهم دهرٌ في هذه الطرقية ، وكان من الصعوبة بمكان نقلهم عنها دفعة واحدة ، فلا أقلَّ من إزاحةِ كبرى العقبات الَّتي تعترض ذلك ، والرجوع بهم إلى أصل الإصلاح ، وهو وزن الأقوال والأعمال والأحوال بميزان الكتاب والسنة ، الَّذي يُدَنْدِنُ بهِ كثيرٌ منهم ولا يطبقونه ، فأراد أن يُلزمهم الحُجَّة ، بإقرارهم بهذا الأصل الذي انتزعهُ منهم .
كما أنَّه رأى أن يُخففِّفُ الوَطْأَةَ على الشيوخ والرؤساء ، حتَّى يُخَلُّوا بينه وبين الأتباع والعامة المنتمين لهذه الطرق ، ليتمكن من دعوتهم وإيصال العلم لهم "وقد أشرنا إلى هذا في ذكر الأسباب الأخذ بالتدرُّج وسلوك المرحلية"
وبرز ذلك في مواقف للإمام ابن باديس منها :
يقول ابن باديس تحت عنوان : "للتعارف والتذكير" (13) : " عرفتني تنقلاتي في بضع قرى ما في قلوب عامة المسلمين الجزائريين من تعظيم للعلم وانقياد لأهله إذا ذكروهم بحكمة وإخلاص (14) ، ما حللت بقعة إلاَّ التفَّ أهلها حولي يسألون ويستمعون في هدوء وسكون ، وكلُّهم أو جلُّهم منتمون للطرق من مقدّم وشاوش وخوني " (15) ، ثم قال : " وما كنتُ أدعوهم في مجالسي إلاَّ لتوحيد الله ، والتفقه في الدين ، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله (16) ، ورفع الأمية والجد في أسباب الحياة من فلاحة وتجارة وصناعة ، وإلى الاعتبار الأخوة الإسلامية فوق كل مذهب وطريقة وجنس وبلد (17) ، كنت أُذَكِّرُهُمْ بهذا كلِّهِ ، وأقرأ على وجوههم سمات القَبول والإذعان ، وأنا على يقين من بقاء أثرٍ نافع لذلك بصدق وعد قوله تعالى : ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات:55] (18) "
ويقول ابن باديس : " كنت أجيب عندما أسأل عن الـمُقَدِّمِين بأن الَّذي يستحق التقديم هو من يكون عارفًا مُعرِّفًا (19) ، داعيًا إلى التوحيد (20) والاتحاد (21) متمسِّكًا بالسنة (22) ، وأشرح لهم ذلك ، ولقد لقيت من الـمُقَدِّمِين من هو موصوفٌ بهذه الصفات أو عاملٌ على أن يتصف بها (23) ، وهكذا كان ابن باديس يُعَلِّمُ ، ويُذَكِّرُ ويُصلح ، ويُحْدِثُ في النفوس تغييرًا باللين والرفق والحكمة ، فكان لدعوته الأثر الطيب والقبول الحسن لدى الناس .


الحواشي :
(1) : "محمد العيد آل خليفة دراسة تحليلية لحياته" للدكتور محمد بن سمينة (ص:13)
(2) : المصدر نفسه
(3) : أقول[الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: ولا شك أنها صوفية بالمعنى الإسلامي ، الَّذي تقدم عن ابن باديس تحديدُ مفهومه
(4) : "محمد العيد آل خليفة دراسة تحليلية لحياته" للدكتور محمد بن سمينة (ص:18) ، و"ديوان محمد العيد علي خليفة" (ص:547)
(5) : "محمد العيد آل خليفة دراسة تحليلية لحياته" للدكتور محمد بن سمينة (ص:16) ، ورد عنده سنة الوفاة :(1920م)؟ ، ولعله خطأ طباعيٌّ
(6) : المصدر نفسه
(7) : انظر : ترجمته في "من أعلام الإصلاح في الجزائر" (1/115-119) للحسن فضلاء
(8) : "الشهاب" ، العدد (124) ، 6 جمادى الثانية 1346هــ / 1 ديسمبر 1927م / (ص:6-10)
(9) : عبد العزيز بن الهاشمي ، ولد في "البياضة" ، بلدية وادي سوف ، سنة (1898م) أو :(1899م) ، أبوه الشَّيخ الهاشمي (ت:1923م) رئيس الطريقة القادرية المشهورة بالوادي ، نشأ طرقيًّا ، وسافر إلى تونس للدراسة في جامع الزيتونة إلى أن حصل على شهادة "التطويع" في شهر يونيو سنة 1923م ، سُجن في أحداث سوف 1938م في جماعة من العلماء بتهمة الإعداد والدعوة للثورة على فرنسا ، نُفي إلى تونس ، وتوفي بها بعد أن طال به المرض في أول يونيو 1965م ، انظر "من أعلام الإصلاح في الجزائر" (3/139-143) للحسن فضلاء ، و"شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر" (عبد العزيز بن الهاشمي والإصلاح) (ص:45-60) للدكتور أحمد صاري
(10) : "آثار ابن باديس" (5/397-398)
(11) : يقول ابن باديس [سنة 1939م] : " ولا يخفى أن الأستاذ الخضر بن الحسين الطولقي الجزائري – الأصل- التونسي النشأة – أبقاه الله ابن أخت العلامة الجليل الشَّيخ المكي بن عزوز رحمه الله وكلاهما من أبناء الطرقية ، ولكن العلم سما بهما إلى بقاع التفكير والهداية والإصلاح ، ولكليهما –أحسن الله جزاءهما – كتابات في التحذير مما عليه الطرقية اليوم تارة بالتصريح وتارة بالتلميح " ، انظر : "آثار ابن باديس" (5/423)
(12) : "آثار ابن باديس" (5/304)
(13) : "الآثار" (4/225)
(14) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: وهذا الَّذي كان يسير عليه ابن باديس في تلك التنقلات
(15) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: وهذا يجعلني أقولُ : إنَّ ابن باديس أدرك أنه يستطيع الوصول إلى قلوب عامة الناس الَّذين يسيطر عليهم شيوخ الطرق ، إذا ذكَّرَهُمْ بحكمة وإخلاص ، وأن لديهم الاستعداد والقابلية للخضوع للعلم والحق والانقياد لأهل العلم إذا سلك أهل العلم الحكمة في تذكيرهم ، وهذا ما لمسه هو بنفسه في تنقلاته ، ولهذا كما ذكر الشَّيخ حماني : كان ابن باديس يجْنَحُ – نوعًا ما – إلى الأخذ بالرفق واللين والدعوة بالتي هي أحسن ، ولعلَّ أكبر مثال على ذلك مقالته "في سبيل الوفاق والتفاهم" ورأى أنَّ تلك الحملة التي شنت من طرف المصلحين في نقد أعمال الطرقيين قد بلغت منتهاها ، خصوصًا بعد ما أدت إليه من مشادَّات عنيفة بين كتَّاب الطرفَيْن ، وعندها رأى ابن باديس إيقاف ذلك التيار القوي من الكتابة الإصلاحية ، ودعا إلى الوفاق والتافهم وإلى صفاء الصدور ، ولم يقصد إقرارَ ما عليه الطرقيون من ضلال ، ولم يُرِد السكوت على المنكرات في العقائد والعبادات ، وإنما أراد تغيِير الأسلوب ليسَ إلاَّ ، كما وضَّحه هو بنفسه لمن لم يفهموا مراده .
قال في تعليقةٍ له : (ش: ليس معنى الدعوة إلى الحسنى هو السكوت على الحق وإلقاء الحبل على الغارب كما فهمها حضرة هذا الأخ ، وإنما معناها اقتصار الكُتَّاب على البحث والمناظرة بدون فحش ... ندعو الكُتَّاب إلى أن يكونوا في مناظراتهم كإخوة مشفقين لا كأعداء متفرقين ...) إ.هــ ["الشهاب" ، العدد (113) ، (ص:7) ، 11 ربيع الأول 1346هــ / 8 سبتمبر 1927م]
(16) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: يُلاحظ أن ابن باديس لم يترك الدعوة إلى التوحيد وإلى تحكيم الكتاب والسنة ، بل كانت دعوته كلها تصُبُّ في هذا المبدإِ .
(17) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: من آثار الطرقية السيئة التفريق بين الأمة وتشتيتها العداوة والبغضاء بين أتباع الطرق ، لذا كان ابنُ باديس يدعو إلى أُخُوَّة الإسلام والالتقاء على توحيد الله ، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله ، فكما كان يقول عن نفسه ، إنه "داعية توحيد واتحاد"
(18) : هكذا اقتنع ابن باديس بما صدَّر به كلامه أولا ، أن في قلوب عامة المسلمين الجزائريين تعظيما للعلم وانقيادًا لأهله إذا ذكَّرُوهم بحكمة وإخلاص
(19) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: أي عالـمًا معلمًا
(20) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: أي توحيد الله تعالى في عبادته ، وترك الشرك
(21) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: أي : أخوة الإسلام ، لا يدعو إلى حزب أو طريقة أو مذهب ، وإنما هو الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله والتحاكم إليهما عند النزاع
(22) : [الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله-]: وكذلك طارحًا للبدعة مبتعدًا عنها
(23) : "آثار" (4/226)
التعديل الأخير تم بواسطة السني الجزائري ; 16-01-2013 الساعة 06:06 PM