مناظرات سياسية باهتة
06-12-2019, 10:24 PM
مناظرات سياسية باهتة

ان ما شاهدناه من مناظرات بين المرشحين للانتخابات الرئاسية، يوم الجمعة السادس من شهر ديسمبر، 2019م, ما شاهدناه و تابعناه على مختلف القنواة التلفزيونية الخاصة منها و العامة, لم يكن بالحجم الذي انتظرناه من المناظرة, مع اننا لا نقصد من ذلك ضعف المرشحين بقدر ما نقصد المستوى العام للمناظرة من حيث الشكل و المضمون،

نتفق ان مثل هذا النشاط الاعلامي السياسي، لم يكن معروفا عندنا كتقليد يرافق الاستحقاق الانتخابي. بعض المؤرخين يرون ان فن المناظرات من اصل عربي في اول ظهور لها,, ازداد الطلب الجماهري على هذا الفن في امريكا مع مطلع الستينيات، و اشهرها تلك التي كانت بين نيكسون و كينيدي ثم مناظرة جيمي كارثر في منتصف السبعينيات التي كانت اضعف من سابقتها و المناظرة التي اسالت كثيرا من حبر المفكرين و السياسيين وقتها هي تلك التي كانت لرونالد ريغن في 1984 م،

الهدف من المناظرات السياسية ، هو القدرة على اثبات الحقيقة بعيدا عن البلاغة و الديماغوجية و بواقعية كبيرة في الطرح، تتخللها لغة الارقام و لغة النسبة بالمقارنات مع مراعات الاداء الافضل و لمعرفة التفاضل يشارك في المناظرة على الاقل شخصين فما فوق و الهدف العام من كل ذلك هو جلب اكبر عدد من الناخبين خاصة من وعاء العازفين على الانتخاب و غير المنحازين بعد،

اما اجود انواع المناظرات فهي تلك التي يرد فيها المرشح على نظيره اما بالاتفاق معه و تبيان ذلك او بمعارضته مع تبيان ذلك ايضا فيشعر الحاضرون بجاذبية لاحد المرشحين، جاذبية يصنعها قوة الدليل و منطق الطرح اللذان يختلفان من مرشح لاخر،، اما الاسئلة التي يفترض ان تطرح على المرشحين فيجب ان تكون قوية لا تعجيزية، يجب ان تكون من قبيل ما يطرحه المواطن و ليس الصحفي ( مع الاخذ في الاعتبار بان في المواطنين اشخاص عاديين و اخرين من الصفوة كالخبراء الاقتصاديين و المحللين السياسيين الخ،،، ) و عليه يؤخذ في الاعتبار غالب ما نتوقع ان يطرحه المواطن الا ان ما شاهدناه اليوم من اسئلة كانت صحفية اكثر منها شعبية مع غياب الاسئلة القوية، التي نعرف من خلالها ان كان برنامج المرشح يشبه مجرد برنامج حقيبة وزارية ام في برنامجه مشروع دولة كامل ، لم نسمع عن اسئلة تتعلق بالاستشراف و لا عن اسئلة تتعلق بالثقافة و لا عن اسئلة تتعلق بالملفات الثقيلة على غرار ملف المفقودين في العشرية السوداء و كل ذلك على سبيل المثال لا الحصر،

لاحظنا ان المناظرة كانت على شكل اسئلة و اجابات و هي اشبه ما تكون ببرنامج باسم ( ضيف الليلة ) الا ان الحاضرين ضيوف، كنا نامل ان يتم اختيار الصحافة على طريقة الخبرة و الرصيد المهني لا عن طريق القرعة، كنا نامل كذلك حضور خبراء في الاقتصاد و الرياضة و الثقافة و شؤون الشباب،،، لكن ذلك ما لم يحدث و لذلك فان المناظرة لم تكن ضعيفة لعيب في المرشحين لكن من حيث برمجة الاسئلة و اسلوب الطرح و سير المناظرة عموما،، عموما هي تجربة اولى لكن يجب ان تكون التجارب مدارس لنا ،
التعديل الأخير تم بواسطة العراب النبيل ; 06-12-2019 الساعة 10:37 PM