أمي ..معالي وزير التربية
05-09-2007, 09:10 PM
أمي ...معالي وزير التربية...
كتب مصطفى بونيف
....منذ سنوات ..منذ أن كنت تلميذا في الثانوي ، وربما الإعدادي ..والسيد وزير التربية هو نفسه لم يتغير ولم يتبدل ..
عشرون عاما وهو في الوزارة ، تخيلوا معي شعور التلميذ عندما يدخل الابتدائي وهو في عهدة نفس الوزير ، إلى غاية حصوله على البكالوريا ثم تخرجه ..لن يجد ما سيقوله للسيد معالي الوزير سوى ...أمي...
الوزير عندما يعمر في الوزارة ، يصبح مثل أمك ...والذي يحيل أمه إلى التقاعد أو إلى دار العجزة ، ماذا يقول الناس عنه ..؟؟؟ ...عاق طبعا ..وقليل الأصل ...
ولشدة تعلقي بهذا الوزير الأم ، لا يمكنني أن أنام إلا على صوته وهو يتكلم في التلفزيون أو حتى الإذاعة ..عن الإصلاحات الجارية في وزارته ...ومع ذلك فالإصلاحات لا تزال مستمرة ...على مدار عشرين سنة ...
خبراء ، مفكرون ، مهندسون ...ولجان داخلة ولجان خارجة ..كلها تشتغل في الإصلاح ..فلو أن هذه الجهود والإصلاحات عكفت على إحياء ميت ، ربما بعثت فيه الحياة من جديد ...والعجيب في إصلاحات أمنا معالي الوزير ، تزيد الأمر ...تعقيدا...
ولا غرابة أن يطلع لنا السيد الوزير أمام الصحافة ..كالطبيب الجراح من غرفة العمليات ليخبرنا عن فشل تجربة تعليمية على أبنائنا ...وإلغاء تخصصات ، ومواد وكتب ...كل شيئ قابل للإلغاء ...إلا معاليه ...
عندما أعلن بعض المدرسين العاقين الإضراب ضد معاليه ...كان رد فعله آنذاك مليئا بمشاعر الأمومة ..إذ هدد هو الآخر بإغلاق المدارس ..وحرمان السادة المدرسين من مناصبهم ..تماما مثلما تفعل الأم مع صغارها ، عندما يأتون فعلا شيطانيا في البيت ..تهددهم بأن لا يتعشوا ...
معالي الوزير الأم الرؤوم ...لا يتأثر مطلقا بالتغييرات الحكومية ...ثابت وشامخ في مكانه كالأنف وسط الوجه ...لا تهزه فضائح ، ولا انتخابات ، ولا إضرابات ، ولا حتى الأمراض...وربما الموت ...قد يأتي علينا يوم نسمع بوزراء يسيرون الوزارات من قبورهم ...
أتساءل ...لماذا لا يستقيل هؤلاء؟
كلنا سمعنا عن بيتر ماندلسون ، أقوى وزراء تونبي بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ، عندما اضطر للاستقالة من منصبه ، عقب فضيحة فجرها ضده أحد النواب في المساءلة ...وفضيحة السيد الوزير الأنجليزي تمثلت في وساطته من أجل تسريع إجراءات استخراج جواز سفر لأحد أصدقائه ...
فخرج الأخ بيتر ماندلسون من وزارته بخفي حنين ...وهو الآن يقضي وقته يجلس في الشرفة يشاهد لندن ...ويشرب فنجان شاي ..ويقرأ جرائد الصباح ...
أما وزيرنا الأم ..فنتائج الامتحانت النهائية يبدو أنها تعجبه ..وخيبة أولادنا في المدارس ..لا تستدعي كل هذا القلق ...وحالة المعلمين الكاريكاتورية ..لا تستدعي لا إلى إضراب ولا إلى إصلاح ...
الحمد لله ...ذهب الضمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله...
مصطفى بونيف
28 سنة / الجزائر
كتب مصطفى بونيف
....منذ سنوات ..منذ أن كنت تلميذا في الثانوي ، وربما الإعدادي ..والسيد وزير التربية هو نفسه لم يتغير ولم يتبدل ..
عشرون عاما وهو في الوزارة ، تخيلوا معي شعور التلميذ عندما يدخل الابتدائي وهو في عهدة نفس الوزير ، إلى غاية حصوله على البكالوريا ثم تخرجه ..لن يجد ما سيقوله للسيد معالي الوزير سوى ...أمي...
الوزير عندما يعمر في الوزارة ، يصبح مثل أمك ...والذي يحيل أمه إلى التقاعد أو إلى دار العجزة ، ماذا يقول الناس عنه ..؟؟؟ ...عاق طبعا ..وقليل الأصل ...
ولشدة تعلقي بهذا الوزير الأم ، لا يمكنني أن أنام إلا على صوته وهو يتكلم في التلفزيون أو حتى الإذاعة ..عن الإصلاحات الجارية في وزارته ...ومع ذلك فالإصلاحات لا تزال مستمرة ...على مدار عشرين سنة ...
خبراء ، مفكرون ، مهندسون ...ولجان داخلة ولجان خارجة ..كلها تشتغل في الإصلاح ..فلو أن هذه الجهود والإصلاحات عكفت على إحياء ميت ، ربما بعثت فيه الحياة من جديد ...والعجيب في إصلاحات أمنا معالي الوزير ، تزيد الأمر ...تعقيدا...
ولا غرابة أن يطلع لنا السيد الوزير أمام الصحافة ..كالطبيب الجراح من غرفة العمليات ليخبرنا عن فشل تجربة تعليمية على أبنائنا ...وإلغاء تخصصات ، ومواد وكتب ...كل شيئ قابل للإلغاء ...إلا معاليه ...
عندما أعلن بعض المدرسين العاقين الإضراب ضد معاليه ...كان رد فعله آنذاك مليئا بمشاعر الأمومة ..إذ هدد هو الآخر بإغلاق المدارس ..وحرمان السادة المدرسين من مناصبهم ..تماما مثلما تفعل الأم مع صغارها ، عندما يأتون فعلا شيطانيا في البيت ..تهددهم بأن لا يتعشوا ...
معالي الوزير الأم الرؤوم ...لا يتأثر مطلقا بالتغييرات الحكومية ...ثابت وشامخ في مكانه كالأنف وسط الوجه ...لا تهزه فضائح ، ولا انتخابات ، ولا إضرابات ، ولا حتى الأمراض...وربما الموت ...قد يأتي علينا يوم نسمع بوزراء يسيرون الوزارات من قبورهم ...
أتساءل ...لماذا لا يستقيل هؤلاء؟
كلنا سمعنا عن بيتر ماندلسون ، أقوى وزراء تونبي بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ، عندما اضطر للاستقالة من منصبه ، عقب فضيحة فجرها ضده أحد النواب في المساءلة ...وفضيحة السيد الوزير الأنجليزي تمثلت في وساطته من أجل تسريع إجراءات استخراج جواز سفر لأحد أصدقائه ...
فخرج الأخ بيتر ماندلسون من وزارته بخفي حنين ...وهو الآن يقضي وقته يجلس في الشرفة يشاهد لندن ...ويشرب فنجان شاي ..ويقرأ جرائد الصباح ...
أما وزيرنا الأم ..فنتائج الامتحانت النهائية يبدو أنها تعجبه ..وخيبة أولادنا في المدارس ..لا تستدعي كل هذا القلق ...وحالة المعلمين الكاريكاتورية ..لا تستدعي لا إلى إضراب ولا إلى إصلاح ...
الحمد لله ...ذهب الضمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله...
مصطفى بونيف
28 سنة / الجزائر