تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
تحذير الأبرار من مسالك المشركين أهل النار
12-10-2017, 10:07 AM
تحذير الأبرار من مسالك المشركين أهل النار

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله قال:
" من لقي الله لا يشرك به شيئاً: دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً: دخل النار ". رواه مسلم.

إذا تأمل كل مؤمن عاقل هذا الحديث حق التأمل: وجب عليه أن يظل خائفا من أعظم ذنب عصي الله به، ألا وهو:" الشرك"، لأنه موجب لدخول النار، وإن كان صغيرا، ف:" النكرة في سياق الإثبات تفيد الإطلاق"، أي: صغير الشرك وكبيره، هذا إن لم يتب منه مقترفه قبل الغرغرة.
وإن موضوعا بهذه الأهمية، لجدير بأن يعتنى به حق العناية: علما وعملا، لأن:" الهداية الدنيوية، والسعادة الأبدية": لا تتحققان لطالبهما إلا باجتناب الشرك، والإتيان بالتوحيد.
وإنّ مما يجلب الخوف من الشرك إلى القلوب المؤمنة: أن نتأمل في حال الصالحين وحال الأنبياء المقربين وخوفهم من هذا الذنب العظيم، فقد يهون بعض المكلفين المسلمين من شأن الخوف والتحذير من الشرك بشبهة:" أننا في زمن التقنية وانتشار العلم، وطقوس الشرك طقوس جاهلية لأزمنة غابرة!!؟".
إن أصحاب هذه النظرة يغفلون عن كون الشرك باقيا في الأمة إلى يوم القيامة كما سيأتي بيانه بالدليل الصحيح، وقد قرر الخبير العليم في القرآن الكريم: مبينا حال كثير من المكلفين قائلا:
[ومَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ].

[وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ].
ولمزيد توضيح لهذه القضية الهامة جدا: أحببت أن أنثر هذا المتصفح بين يدي القراء الأفاضل، وقد جمعته من أقوال أهل العلم، خاصة فضيلة الشيخ:" عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر" حفظه الله وجزاه خير الجزاء، وإلى المقصود بتوفيق المعبود:

إن الواجب على المسلم: أن يعيش حياته خائفا من أن يقع في أيِّ ذنب يغضب الله جل وعلا ويسخطه، وأعظم ما يجب أن يخاف منه العبد، وأن يحرص على اتقائه، وأن يجاهد نفسه على البُعد عنه هو: الشرك بالله جل وعلا.
نعم:
الشرك بالله جلّ وعلا هو: أعظم الذنوب وأخطرها، وهو: أظلم الظلم، وأكبر الجرائم، وهو: الذّنب الذي لا يُغفر.
الشرك بالله جلّ وعلا فيه: هضم للرّبوبية، وتنقص للألوهية، وسوء ظن برب البرية جل وعلا.
الشرك بالله جل وعلا فيه: تسوية غيره به، تسوية للناقص الفقير بالغني العظيم جلّ وعلا.
إن الشرك بالله جل وعلا: ذنب يجب أن يكون خوفُنا منه: أعظمَ من خوفنا من أيِّ أمر آخر، وثَمَّةَ نصوصٌ ودلائل في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه: إذا تأمّلها العبد، ونظر إليها نظرة المتأمل: جلبت لقلبه خوفا من الشرك، وحذرا منه، وتوقيا للوقوع فيه، ومن ذلك:
قول الله جل وعلا في موضعين من سورة النساء:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
فالآية: فيها بيان بيِّن أن من لقي الله تبارك وتعالى مشركا به، فإنه لا مطمع له في مغفرة الله، بل إن مآله ومصيره إلى نار جهنم خالدا مخلدا فيها، لا يقضى عليه فيموت، ولا يخفف عنه من عذابها، كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}.
ينادي المشرك يوم القيامة، ويطلب أن يعاد للدنيا مرة ثانية، فلا يجاب ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل، ويطلب أن يُقضى عليه فيموت، فلا يجد جوابا لذلك، ويطلب أن يخفف عنه يوما من العذاب، فلا يجد جوابا لذلك، وإنما يبقى في نار جهنم مخلدا فيها أبد الآباد، بل: إن من أعظم الآيات وأشدها على أهل النار: قول الله تعالى في:( سورة عم)، يقول جل وعلا:
{فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}.
وقال تعالى‏:‏{‏ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ‏}‏.
وقال:{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}.
وقال:{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}.
وقال:{
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.


فكيف لا نخاف من الشرك!!؟، وكيف لا يحتاج الأمر إلى تحذير منه، وقد خافه على نفسه وعلى ذريته:" أب الأنبياء، وإمام الحنفاء: إبراهيم عليه السلام: كما أنبأنا بذلك الخبير العلام"!!؟:
[وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ].
قرأ الإمام:" إبراهيم التيمي" رحمه الله تعالى هذه الآية، وقال:
"من يأمن البلاء بعد إبراهيم!!؟".
أي: إذا كان إبراهيم الخليل عليه السلام الذي اتخذه الله خليلا، وحطّم الأصنام بيده، ودعا إلى توحيد الله، وقام في هذا الأمر مقاما عظيما: قد خاف من الشرك، ودعا الله تعالى بهذه الدعوة العظيمة، فكيف يأمن البلاءَ غيرُه!!؟.

قال الشيخ:" عبد الرحمن بن حسن" - رحمه الله -:
" فلا يأمن من الوقوع في الشرك، إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، مع العلم بالله، وبما بعث به رسوله من توحيده، والنهي عن الشرك به".(فتحالمجيد: ص 47).

إذن أيها المؤمن الموحد:
لا تأمن الشرك، ولا تأمن النفاق، إذ لا يأمن النفاق إلا منافق، ولا يخاف النفاق إلا مؤمن، ولهذا قال ابن أبي مليكة‏:‏
" أدركت ثلاثين من أصحابالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلهم يخاف النفاق على نفسه".(البخاري‏:‏ كتاب الإيمان/ باب خوف المؤمن أن يحبط عمله‏).‏
وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه خاف على نفسه النفاق، فقال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي أسر إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأسماء أناس من المنافقين، فقال له عمر رضي الله عنه‏:‏
‏" أنشدك الله، هل سماني لك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع من سمى من المنافقين‏؟‏‏، فقال حذيفة رضي الله عنه‏:‏ لا، ولا أزكي بعدك أحدًا‏". أنظر‏:‏(طريق الهجرتين) لابن القيم آخر الطبقة الخامسة عشرة‏.‏
‏أراد عمر بذلك زيادة الطمأنينة، وإلا، فقد شهد له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجنة‏.‏
لقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول كلَّ يوم ثلاث مرات إذا أصبح، وثلاثَ مراتٍ إذا أمسى:
"اللهم إني أعوذ بك من الكفر ومن الفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر". (صحيح الكلم الطيب:49 ): يردِّد هذه الدّعوة ثلاث مرّات في الصباح وثلاث مرّات في المساء.
وكان يقول في دعائه كما في الصّحيحين وغيرهما:
"اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت، أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تُضِلَّني، فأنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون".

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، بل قالت أمُّ سلمة رضي الله عنها:
" كان أكثرُ دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اللهمّ يا مصرّف القلوب، صرِّف قلوبنا على طاعتك". قالت: قلت يا رسول الله: أو إن القلوب لتتقلب؟. قال: " نعم، ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه".(الصحيحة:1689).

ومن الأدلة في هذا الباب ما جاء في المسند وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصّحابة رضي الله عنهم:
"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر؟. قال:الرياء؛ يقول الله عز وجل لأصحاب ذلك يوم القيامة إذا جازى الناس: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا؛ فانظروا هل تجدون عندهم جزاء". ( الصحيحة:951).
قال العلماء رحمهم الله::
إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام خاف على الصحابة رضي الله عنهم- وهم: من هم في الطاعة والتوحيد - من الشرك الأصغر، فكيف الشأن بمن هو دونهم، ومن لم يبلغ عُشْرَ معشارهم في التوحيد والعبادة!!؟.
بل، صح في (صحيح الجامع:3731): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَلشرك فيكم أخفى من دبيب النّمل"، فقال بعض الصحابة: أوليس الشرك يا رسول الله: أن يتخذ ند مع الله وهو: الخالق، فقال عليه الصلاة والسلام:" والذي نفسي بيده، لَلشرك فيكم أخفى من دبيب النمل"، ثم قال عليه الصلاة والسلام: " أولا أدلكم على شيء إذا قلتموه: أذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره؟"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تقولون:" اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم".
وهذه دعوة عظيمة ينبغي أن نحفظها ونحافظ عليها.

ومما يجلب الخوف من الشرك: ما ثبت في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من إخباره: أن من الأمّة مَنْ سيرجعون إلى عبادة الأوثان، وقد جاء في هذا أحاديث عديدة:

منها: ما ثبت في:( صحيح الجامع: 1773) عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال:
" لا تقوم السّاعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان".

وجاء في حديث:( متفق عليه) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة ".
وذو الخلصة: طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية.

كل ذلك قاله عليه الصلاة والسلام: نصحا للأمّة، وتحذيرا لها من هذا الذنب العظيم، والجرم الوخيم، أعاذنا الله جميعا منه.

ومما يجلب الخوف من الشرك:
أن المشرك ـ عياذاً بالله ـ ليس بينه وبين النار إلا أن يموت، وتأمّلوا في ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام، والحديث في صحيح البخاري:
"من مات وهو يدعو من دون الله ندا: دخل النار".

قال العلماء رحمهم الله:
في هذا الحديث دلالة على أن النار قريبة من المشرك، أي: ليس بينه وبينها إلا أن يموت.

كل هذه الدلائل تدعوا المؤمن إلى أن يخاف من الشرك: خوفا عظيما، ثم إن هذا الخوف يحرك في قلبه معرفة هذا الذّنب الوخيم، ليكون منه على حذر، وليتقيه في حياته كلها، ولهذا جاء في صحيح البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:
" كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافته".

ولقد دلت نصوص الكتاب والسنة أن الشرك نوعان: أكبر وأصغر، وهما يختلفان في الحد والحكم.
أما حد الشرك الأكبر، فهو:" أن يُسويَ غيرَ الله بالله: سواء في الربوبية أو الأسماء والصفات أو الألوهية"، فمن سوَّى غير الله بالله في شيء من خصائص الله، فإنه يكون بذلك أشرك بالله شركا أكبر ينقل صاحبَه من ملة الإسلام.
وأمّا حدُّ الشرك الأصغر، فهو:" ما جاء في النصوص وصفه بأنه شرك، ولا يبلغ حد الشرك الأكبر"، كالحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت، وقول: لولا كذا: لكان كذا وكذا، ونحو ذلك من الألفاظ التي فيها شرك لا يقصده قائلها.

وأمّا من حيث الحكم في الآخرة، فإنهما يختلفان، فالشرك الأكبر صاحبه مخلد في النار أبد الآباد: لا يقضى عليه فيموت، ولا يخفف عنه من عذابها، وأما الشرك الأصغر، فشأنه دون ذلك، وإن كان في وضعه هو: أكبر من الكبائر، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " لأَن أحلف بالله كاذبا: أحبُّ إلي مِن أن أحلف بغيره صادقا"، لأن في الحلف بغير الله صادقا: شرك بالله عز وجل، وفي الحلف به كاذبا: وقوع في كبيرة الكذب، ولا تقارن الكبيرة بالشرك، وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم.

ثم إنّ هذه المسألة أعني مسألة الشرك ومعرفته هي: من أعظم الأمور التي ينبغي أن نُعنى بها، ولما جهِل كثيرٌ من الناس هذا الأمر العظيم: وقعوا في أعمال وأمور هي من الشرك، يجهلون حقيقة أمرها، وربما لُبِّس على بعضهم بأسماء ونحوها: صُرفوا بها عن العبادة الخالصة لله إلى أنواع من الأعمال المحرمة، بل إلى أنواع من الأعمال الشركية، عياذا بالله.

ختاما:
نسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: أن يُبَصِّرنا جميعا بدينه، وأن يوفقنا جميعا لاتباع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يهدينا إليه صراطا مستقيما، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    63

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: تحذير الأبرار من مسالك المشركين أهل النار
16-10-2017, 03:44 PM
شكرا أخانا الفاضل:" أبا أسامة" على النشر.
اتبعت الرابط، ولكنني لم أجد المتصفح.


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

كتب أحد الأفاضل:" مجموعة تغريدات حول الثبات الإيماني"، فأحببنا انتقاء ما له صلة مباشرة بمضمون متصفحنا، فإليكموها بتصرف:

القلب جوهر الإنسان ومركز تأثره وتأثيره، وهو مستودع الأنوار، ومحل الحكمة والمعارف.

قال ابن عمر رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري:" كانت يمينُ النبي صلى الله عليه وسلم: لا ومقلبِ القلوب".

يقسم صلى الله عليه وسلم لتثبيت أمر أو نفيه، فيستعمل هذه الجملة التوحيدية المرعبة، ليذكر العباد بحقيقتهم وضعفهم:[ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ].

وجعل القلوب في وضع القسم: دليل على أهميتها وخطورة التساهل فيها: تربية وتزكية، وأن المرء مهدد من جهة قلبه واعتداله، فجعل هذه المقولة في أيمانه عليه الصلاة والسلام: مما ينبه ويذكر وينذر، وتصبح قضية القلب حاضرة في حس كل مسلم.

وصح من دعائه صلى الله عليه وسلم:" اللهم يا مقلبَ القلوب: ثبت قلبي على دينك"، فسئل عنه، فقال:" نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبعَينِ مِنْ أَصابعِ الله، يُقَلِّبُهَا كَيْف يَشَاءُ".

ومن دعائه:" اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ، صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِك". والتصريف: التثبيت، نسأل الله من فضله.

لا ينفك عن هذا الدعاء: كل مؤمن أدرك عظمة الثبات والحاجة إليه زمن الفتن والكروب:[ لَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا].

وهنا وصف لله تعالى ببعض صفاته وأفعاله، وأن قلوب العباد بين يديه يصرفها كيف يشاء:[ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ].

فهي ذكرى من حيث التحذير من الركون للنفس أو الاتكال على ما عندها من خير، وترك الدعاء وسؤال الثبات، وتنبيه على خطر عدم الاهتمام بهذا القسم الملهم، والمذكّر بما ينبغي تجاه القلب، وضرورة التعلق بالله تعالى.

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: تحذير الأبرار من مسالك المشركين أهل النار
19-10-2017, 04:07 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

وسبب تقلب القلوب:( معاص مقترفة، أو غفلة جاثمة، وقلة تعاهد وتجديد...).

وإهمالنا لعوامل تقوية الإيمان: مما يسبب الضعف والارتخاء، كما يزين الشيطان لنا وسائل وملهيات من شأنها:( تجذير الغفلة، وترسيخ اللهو والترف والعبث، وقد يصل الأمر ببعضنا إلى استحسان البدع والشركيات)، والله المستعان.

وأهل الإيمان يتعاهدون قلوبهم، ويعملون على إصلاحها على الدوام، ففي الصحيح: قوله عليه الصلاة والسلام:" ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت: صلح الجسد كله، وإذا فسدت: فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

دعا رسولنا عليه الصلاة والسلام بالثبات والحفظ من الميلان، وتعلمنا في القران:[ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ]، فوجب الاعتماد على الله، لا همة المرء..!.

وجعل هذه المقولة في أيمانه عليه الصلاة والسلام مما ينبه ويذكر وينذر، وتصبح قضية القلب حاضرة في حس كل مسلم.

الفتن خداعة، والدنيا غرارة، والقصص القرآني: دافع للثبات:[ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ].

قصة ثبات الإيمان: أشبه ما تكون بسير السفينة في البحر وتأرجحها، فإذا تعوهدت: مضت بالأمان، وإن أُهملت: أخافت وغرقت.

ويحتاج الثبات إلى ينبوع اليقين الذي يَصب فيه، فلا يكلّ ولا يتخبط، أو تخالطه الأحزان، وفِي الدعاء الصحيح:" ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا".

وليس للعبد فضل في الثبات دون تعويله على ربه واعتماده عليه:
[ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ].

والعبادات مِقبض القلب الحسي والمعنوي، لا سيما خفيّها وسرها، الملتهب بالإخلاص، والذي ينقطع تبتلا وتألهاً لله العزيز الكبير.

ورؤيتنا المتغيرين والمبدلين، مما ينبغي أن يقذف الخوف في النفوس، ويشحذها للتصحيح والمعالجة، وأن شأن القلب كبير، وتقلباته خطرة.

ولئلا يتقلب القلب، لابد له من تجديد إيماني، ومسارعة في الخيرات، والتباعد عن المعايب الممرضات، وسؤال الله الثبات دائماً.

وتقلبات الحياة ومحنها: مما يهز الإنسان، فإذا لم يعد لها عدتها: تورط وابتلي على قدر إيمانه، قال الفُضيل رحمه الله:" اللهم لا تبتلينا، فتفضحنا"، وقال بعضهم:" لولا ستر الله، لافتضحنا".

وخُلوقُ الإيمان في القلب من أعظم التهديدات له، فتتعيّن المجاهدة والدعاء، وقد صح من قوله عليه الصلاة والسلام:" إن الإيمان ليخلَقُ في جوف أحدكم كما يخلَق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم".
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: تحذير الأبرار من مسالك المشركين أهل النار
23-10-2017, 03:44 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

كتب أحد الأفاضل قائلا:
" الغايةُ التي خُلق من أجلها هذا المخلوق الضعيف أن يكون شكورًا، يفرد الله تعالى بالعبادة ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾، ومن أظلم الظلم، وأقبح القبائح: أن يشرك العبد مع الله غيره بعد أن خلقه الله واصطفاه، وسخر له المخلوقات، وأرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، فكان أعظم الذنوب الشرك بالله تعالى بأن يساوى غير الله بالله فيما هو من خصائص الله تعالى، فكيف يُساوَى الخالق الرازق الملك المدبر بالمخلوق الذي لا يملك ضرًّا ولا نفعًا، ولا يملك موتًا ولا حياة ولا نشورً!!؟.
وهذه الحقيقة تظهر للمشركين يوم القيامة، فيقولون لمعبوداتهم من دون الله تعالى:﴿ تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ العَالَمِينَ ﴾.
وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكأنه أبطأ بهن، فأوحى الله إلى عيسى: إما أن يبلغهن أو تبلغهن، فأتاه عيسى فقال له: إنك أُمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن، فقال له: يا روح الله، أخشى إنْ سبقتني أن أعذب أو يخسف بي؛ فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأَ المسجد، فقعد على الشرفات فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن: وأولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، فإن مثل من أشرك بالله كَمَثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارًا فقال: اعمل وارفع إليّ - أي ائتني بما تكسبه - فجعل العبد يعمل ويرفع إلى غير سيده، فأيكم يرضَى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولاتشركوا به شيئًا))، ثم ذكر الصلاة والصيام والصدقة والذكر... الحديث... أخرجه أحمد والترمذي.
فالشرك من الكبائر، بل هو: أكبر الكبائر؛ لذا حرمت على صاحبه المغفرة والجنة:﴿ إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾، ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾.
وكثيرًا ما يحذِّر الله من الشرك عقب الأمر بالتوحيد؛ لئلا يشوب التوحيد شرك:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾، هذا أمر بالتوحيد، وسبب هذا التوحيد: ﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾، ثم عقِب ذكر التوحيد وسببه: حذّر من الشرك:﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لله أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.
ويروي النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى أنه قال: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه))؛ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال: ((لا تشرك بالله شيئًا وإن قُطّعت وحُرِّقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدًا. فمن تركها متعمدًا فقد برئت منه الذمة، ولا تشربِ الخمر فإنها مفتاح كل شر))؛ أخرجه ابن ماجه.
قد يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ: أنَّ التحذير من الشرك والحديث عنه لا يناسب عند قومٍ الظاهر من أحوالهم أنهم موحّدون، وهذا ظنٌّ خاطِئٌ؛ لأن القرآن كله والشريعة كلَّها: إنما جاءت لتُقَرِّرَ لُزومَ إفراد الله تعالى بما يستحقّ، وتحذر من سلوك سبيل المشركين وتبين مآلهم، فلو كان نصف حديث الناس أو أكثره عن التحذير من هذا الذنب العظيم - الذي هو: أعظم الذنوب - لما كان ذلك مستكثرًا عند مَن يَفْهَمُ شريعةَ الله تعالى فهمًا صحيحًا.
فالقرآن العظيم جاء يحذر المشركين من شركهم؛ ليأخذ بأيديهم إلى التوحيد والهداية والنجاة:﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾.
وكل رسول كان يقول لقومه:﴿ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾: كما قال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾، ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾.
ولم يقتصر التحذير من الشرك على الكفار فقط؛ بل حذر الله المؤمنين منه، وأمرهم بالإيمان مع إيمانهم:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ ﴾، والعبد المؤمن قد هداه الله تعالى ودله طريقه المستقيم، ومع ذلك يقرأ في كل ركعة من كل صلاة يصليها:﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ﴾.
ولعظيم أمر الشرك لا يكتفي القرآن بتحذير المشركين والمؤمنين منه؛ بل يحذر الله الأنبياء والمرسلين من الوقوع في الشرك، وهم معصومون منه:﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾، وبعد أن ذكر الله تعالى جملة من الأنبياء في كتابه قال: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾، قال العلماء: "فإذا كان ينهى عن الشرك من لا يمكن أن يباشره، فكيف بمن عداه!!؟".
فهذا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام يخبر الله تعالى عنه، فيقول:﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ﴾: إبراهيم الذي كسر الأصنام بيده، وتبرأ من قومه، فجعله الله تعالى أسوة للموحدين:﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ ﴾، وقد أخبر الله تعالى: أنه أمة وحده، ونفى عنه الشرك:﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾.
إبراهيم الذي ألقاه قومه في النار من أجْلِ إزالة الشرك، يقول: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ﴾.
قال إبراهيم التيمي رحمه الله تعالى: "ومَنْ يأمن البلاء بعد إبراهيم!!؟".
كماحذّر الله الكافرين من الشرك، وحذّر المؤمنين والمرسلين منه؛ فإنه تعالى خاطب إمام الموحّدين وسيدَ المرسلين: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: يحذره من الشرك - وقد عصمه منه - وتحذيره عليه الصلاة والسلام: تحذير لأمته:﴿ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾، وقال تعالى له:﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا ﴾، وفي آية أخرى:﴿ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ﴾.
وأُمر عليه الصلاة والسلام أن يقول: ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ ﴾.
ويخبره تعالى بأنه أوحى إليه وإلى النبيين من قبله: أن الشرك محبط للعمل: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ * بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾.

وإذا كان الشرك بهذه الخطورة المتناهية، فإنه يجب على العبد أن لا يأمنه على نفسه، ولا سيما أن النبي صلى الله عليه وسلم خاف على صحابته الوقوع في الشرك الأصغر، روى أبو سعيد مرفوعًا: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟، قالوا: "بلى يا رسول الله"!، قال:
" الشرك الخفي؛ يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته؛ لما يرى من نظر الرجل".
قال العلماء: " فلذلك صار خوفُه صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء: أشدَّ لقوةِ الداعي وكثرته دون الشرك الأكبر، مع أنه أخبر أنه لا بد من وقوع عبادة الأوثان في أمته؛ فدلَّ على أنه ينبغي للإنسان أن يخاف على نفسه الشرك الأكبر إذا كان الأصغر مخوفًا على الصالحين من الصحابة مع كمال إيمانهم، فينبغي للإنسان أن يخاف الأكبر؛ لنقصان إيمانه ومعرفته بالله تعالى...".
ومن الواجب على كل عاقل معرفة صورة الشرك لتجنبها، فمن صور الشرك القبيحة: الطواف بالقبور والأضرحة، والذبحُ عندها، والصلاةُ لها أو إليها، ودعاءُ الأموات مما هو منتشر في كثير من البلاد الإسلامية بسبب الجهل وتمكن البدعة.
كذلك من مظاهر الشرك: الهزل بشيء من تعاليم الشريعة مهما دق، والاعتراضُ على ما قدّر الله تعالى وسبُّ الدهر والريح، والحلفُ بغير الله تعالى والرياءُ، وإرادةُ الإنسان بعمله الدنيا، وغيرُ ذلك كثير مما يجب الحذرُ والتحذير منه.
ولا يكون العبد حذِرًا منه إلا إذا تعلَّمه وفهمه؛ حتى لا يقع في شيء يخل بإيمانه وهو لا يعلم، يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكُنْتُ أسأله عن الشر مخافة أن يُدْرِكني"؛ أخرجه البخاري.

وللشرك صور أخرى عديدة، لعل الله ييسر نشرها لاحقا.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: أن يُمِيتَنا على توحيده، وأن يتولانا برحمته، إنه قريب سميع مجيب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: تحذير الأبرار من مسالك المشركين أهل النار
09-11-2017, 09:45 AM
تبرير الشرك

الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل
من شبهات من يسوغ ويبرر لأهل الشرك شركهم، أنه يقول:
" أنا لا أشرك بالله - حاشا لله - وأنا أبعد الناس عن الشرك، ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك!!؟"، فهذا وقع في أمرين:
الأول: أنه ما عرف الشرك، ما هو؟ وكيف يقع؟، وهذا هو: الخطأ الأول.
الثاني: والخطأ الثاني، أنه برَّأ نفسه من شيء لا يعرفه، فيحتاج إلى أن يعرف الشرك، ويعرف أن هذا الالتجاء إلى الصالحين - الذي ادَّعاه وأقره على نفسه - أنه شرك بالله العظيم، وصاحب الشبهة والهوى إذا سمع قول الشيخ: "فقل له: إذا كنت تُقرُّ أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا"، قد يقول: إن الشيخ هنا يبيح الزنا!!؟، قد يقول ذلك صاحب الهوى أو مغالط ملبِّس، لكن هل هذا يفهم من كلام الشيخ!!؟.

الجواب: أبدًا، الشيخ يقول هنا - بأفعل التفضيل - إن الله حرم الشرك أعظم من تحريمه الزنا؛ لأن الزنا حرام وكبيرة من الكبائر لا يحبط العمل، والشرك: محبط للعمل، فهو أكبر الكبائر كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم[1]، لكن صاحب الهوى إذا أراد أن يتصيَّد من الكلام ومن فَلَتات اللسان، وجد إلى متصيده سبيلاً، وهذه هي طريقة أهل الأهواء، لا سيما إذا تعدَّى هذا إلى تصيد الأخطاء القولية واللفظية، إلى أن يستطيل عليه ويتهمه بأنه يقصد في كذا يريد كذا، إذا قال: فلان يريد كذا يقصد كذا، ما أدراك أنه يريد ويقصد أمرًا، ما دل عليه عبارة لفظه، أو حال مقامه، وحال فعله؟، فالكلام بهذا كلام بالنيَّات، وهذا - والعياذ بالله - يُخشَى عليه أن يصل إلى منازعة الله جل وعلا في علم الغيب؛ لأن الذي يعلم السر وأخفى من السر هو: الله جل وعلا، فإذا قلت: يقصد ويريد، وما دل كلامه على ما ذكرته من قصده وإرادته، فهذا والعياذ بالله ادِّعاء بالظن والجهل، ومنازعة لما غاب عنا علمه.

فيقول الشيخ: "كيف تبرئ نفسك من الشرك؟، فما هو الشرك الذي نفيتَه عن نفسك؟، فأنت وقعت في خطأين عظيمين، كلاهما قبيح وخطير، والثاني أعظم من الأول.
قال رحمه الله:"فإن قال: الشرك عبادة الأصنام، ونحن لا نعبد الأصنام
فقل له: ما معنى عبادة الأصنام؟، أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب والأحجار تخلق، وترزق، وتدبر أمر من دعاها؟، فهذا يكذِّبه القرآن.
وإن قال: هو من قصد خشبة، أو حجرًا، أو بنية على قبر أو غيره، يدعون ذلك، ويذبحون له يقولون: إنه يقربنا إلى الله زلفى، ويدفع الله عنا ببركته، ويعطينا ببركته –
فقل: صدقت، وهذا هو فعلكم عند الأحجار والأبنية التي على القبور وغيرها، فهذا أقر أن فعلهم هذا هو: عبادة الأصنام؛ فهو المطلوب".

رجع الشيخ إلى الشبهة الثانية من الشبه الثلاث الكبار؛ حيث ذكر المخالفُ أن:" الشرك عبادة الأصنام فقط، ونحن لا نعبد الأصنام"، وهذا خطأ في فهم شرك الأولين ما هو؛ فالمشركون الأولون ما اعتقدوا أن هذه:( الأخشاب والأحجار والأصنام والرخام والقبور والجن): أنها تخلق وترزق، لم يعتقدوا ذلك؛ وإنما جعلوا هذه المظاهر - الحجارة - رموزًا على صالحين، إنما هم وسائط عند الله جل وعلا، يقربون إلى الله زلفى وشفعاء.

قوله رحمه الله: "وإن قال: هو من قصد خشبة، أو حجرًا، أو بنية على قبر"؛ يعني: بناء، قال: "بنية" على صفة التحقير لها "بنيَّة"، وليست "بنية".

فإذا قال المخالف: الشرك عبادة الأصنام، فهذا خطأ.
إن قال: هو من قصد هذه الأشياء يدعوها من دون الله، ويتقرب إليها، ويذبح لها، فهذا هو الشرك؛ فقد تكون الأحجار والأبنية على غير قبور، على "غِيْران" أو على موضع، أو على شمس، أو على قمر، ليس لازمًا أن تكون على قبور، لكنها على قبور أوضح وأظهر، وأكثر وأشهر؛ ولهذا بعض الناس يذمُّنا، ويدندن علينا أن ما عندنا إلا شرك القبور! ، وشرك القبور هو: من أوضح مظاهر الشرك، لكن لا يختص الشرك بالقبور فقط، فالشرك متنوع:( في القبور، وفي الأحجار، وفي الأشجار، وفي الشمس، وفي القمر، وفي تعظيم العلماء والأمراء والسادات، وفي شرك الطاعة: في تحكيمهم في غير شرع الله جل وعلا)، هذه أنواع كثيرة من الشرك، لكن أظهرها في هذا الزمان والزمان الذي قبله هو:( ما يتقرب به إلى ذوي المقامات والمزارات والعتبات والأضرحة والقبور والسادات والأوليا، بأنواع العبادات والقربات؛ كالدعاء والاستغاثة والذبح والنذور والطواف والحلف بها والتبرك... إلخ).

قال رحمه الله: "ويقال له أيضًا: قولك: "الشرك عبادة الأصنام" ،هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا؟، وأن الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك!!؟".
فهذا يرُدُّه ما ذكر الله في كتابه من كفر مَن تعلَّق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين، فلا بد أن يقر لك أن من أشرك في عبادة الله أحدًا من الصالحين، فهذا هو الشرك المذكور في القرآن؛ وهذا هو المطلوب".

وإذا قال المخالف: "إن الشرك عبادة الأصنام"، وأراد أنه مخصوص به، فهل هذا حق أو باطل!!؟ .
الجواب: بل باطل؛ لأنه أخرج دعاء الصالحين، وأخرج الاستشفاع بالصالحين، وأخرج التوسل بالصالحين، وأخرج - أيضًا - الذبح للصالحين... إلخ.
والصالحون ليسوا أصنامًا، فحصرُ الشرك عنده بالأصنام خطأ وباطل، بل الشرك: اسم جنس لكل مَن جعل مع الله أحدًا في عبادة من العبادات - وإن لم يجعلها في سائر العبادات - أو في نوع واحد من أنواع العبادة كلها، في الذبح كله، فلو ذبح ذبيحة واحدة ولو عصفورًا أو نملة، أو دعا مرة واحدة غيرَ الله، كان بذلك مشركًا، والشرك عام.
وغلاة الصوفية - أهل وحدة الوجود - قالوا: " إن المشركين كفروا لما خصصوا الشرك باللات، أو بالعُزَّى، أو بالأصنام، أو بفرعون، ولو جعلوا العبادة في عموم الأشياء لكانوا مؤمنين!!؟"، كما قاله أساطينُهم: ابن سبعين، وابن الفارض، وابن عربي الصوفي، حتى جعلوا القرآن كتابَ شرك، ولم يجعلوه كتاب توحيد!!؟، وهذه مرحلة دنيا دنيَّة من مراحل الغَواية، ودركة عظيمة من دَرَكات الوثنية في التوحيد ما بلغها إلا عتاة هؤلاء، وما تأتَّى أن يبلغوها إلا لما درجوا على تعظيم السادات والأولياء والأضرحة، واستحسنوا ذلك واستمرؤوه، ثم تفلسفوا، وتذوقوا بالكفر البواح.

والآن يبين الشيخ الأصل في هذه المسألة، والسرَّ فيها، وهذا خلاصة ما سبق.
قال رحمه الله تعالى: "وسر المسألة أنه إذا قال: أنا لا أشرك بالله، فقل له: وما الشرك بالله، فسِّرْه لي؟، فإن قال: هو عبادة الأصنام، فقل: وما معنى عبادة الأصنام، فسِّرْها لي؟، فإن فسرها بما بينه القرآن، فهو المطلوب، وإن لم يعرف، فكيف يدَّعي شيئًا وهو لا يعرفه؟!!!؟.
فإن فسر ذلك بغير معناه، بيَّنتَ له الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله، وعبادة الأوثان، وأنه الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه، وأن عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا، ويصيحون فيها كما صاح إخوانهم حيث قالوا: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ .

قوله رحمه الله: "وسر المسألة" يعني: حقيقتَها، ولبَّها، وكُنهَها، والشيءُ إذا عُرفت حقيقته، سَهُل بعد ذلك معرفة أفراده وأنواعه، فكيف ينفي عن نفسه شيئًا وهو لا يعرف هذا الشيء المنفي؟، هذا في الحقيقة تناقض!، أو أنه نفى عن نفسه شيئًا سمَّاه شركًا، وهو في الحقيقة ليس بالشرك، أو أقر لنفسه بشيء سمَّاه توحيدًا، وهو في الحقيقة شرك وليس توحيدًا!.
هذه الدرجات وهذه المقامات في البحث والمناظرة، وكشف الشبهة معهم!.
بمثل هذا ينتقل من الأمر الواضح إلى ما هو أقل وضوحًا وهكذا؛ فيرده إلى الواضح حتى يقرَّ به، فعندئذٍ ليس له إلا أمران:
إما: يوافق.
وإما: يعاند ويكابر؛ فيجحد!.

قال رحمه الله تعالى: "فإذا عرفت أن هذا الذي يسميه المشركون في زماننا هذا "الاعتقادَ" هو: الشرك الذي أنزل الله فيه القرآن، وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه، فاعلم أن شرك الأوَّلين أخفُّ من شرك أهل زماننا بأمرين".

ولا يعني هذا - عند من لا يظن بالشيخ خيرًا، أو عند من ساء قصده - أن الشيخ يهون من شرك الزمان الأول، بل شرك الأولين أخفُّ من شرك أهل زماننا بمظهرين أشار إليهما الشيخ، ومرَّ التنبيه عليهما، مع عظم وشناعة الشرك عند الأولين والآخرين!.
قال رحمه الله تعالى:
"أحدهما: أن الأولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والأولياء والأوثان مع الله إلا في الرخاء، وأما في الشدة، فيخلصون لله الدين، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴾، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُون ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا )، وقوله: ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾.
والمقصود: إذا مسَّكم الضر في البحر، وادلهمت عليكم الخطوب، ما عرفتم إلا ربًّا واحدًا، فهذه آية الإسراء، وهي مكية مثل آية يونس:﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾، هنا: ﴿ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ﴾ ؛ لأنه لما نُجِّيَ وسُلِّم، جحَد من خصَّه بالدعاء والعبادة، وأشرك معه غيره في حال الرخاء، أما شرك زماننا، ففي حال الرخاء، وحال الشدة!!؟.
فمشرك زمننا إذا جاءته المصيبة أو الكرب أو الأمر العظيم: تجده - إذا كان ممن يعظِّم الحسين أو العباس - نادى مستغيثًا: يا حسين، يا عباس، وإن كان ممن يعظم عبد القادر، وجاء المرأةَ الطلقُ وهي حامل مثلاً، أو جاءه الغرق وهو غريق، أو الحرق، نادى مستغيثًا: يا سيدي عبد القادر، في حال الشدة؛ فوقعوا في الشرك في الشدة، كما أنهم أشركوا في الرخاء، فأيهم أعظم!!؟، كلاهما عظيم، لكن أيهما أخطر!!؟ .
الجواب: الشرك في الشدة أخطر؛ لأن في الشدة في حال الكرب لا يعرف الإنسان إلا من يعتقد فيه هذا الاعتقاد؛ ولهذا يتجه إليه مباشرة، والمؤمن إذا اشتدت عليه الأمور: مَن يعرف؟، يقول: "يا ألله، يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث"، يعرف ربَّه وخالقه الذي يعبده؛ فهذا يونس عليه السلام لما ادلهمَّت عليه الخطوب، وبقي في بطن الحوت التقمه - ابتلعه - ما كان دعاؤه؟ :﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾، ما دعا أو سأل أو نادى أو استغاث بغير الله!.
وقوله تعالى: ﴿ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴾؛ يعني: في حال الضراء: نسوا الشرك، ونسوا من اعتقدوا فيه، وفي حال السراء: رجعوا إلى ما كانوا عليه، وأشد منهم وأخطر: هو المشرك في حال الضراء يلتفت إلى سيده، إلى من يعتقد فيه الهداية والولاية، ويعتقد فيه النفع والضر، كما أنه كذلك في حال السراء.

قال رحمه الله تعالى: "فمن فهم هذه المسألة التي وضَّحها الله في كتابه، وهي: أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدْعون الله ويدعون غيره في الرخاء، وأما في الضر والشدة، فلا يدعون إلا الله وحده لا شريك له، وينسون سادتهم، تبيَّن له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين، ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهمًا راسخًا؟، والله المستعان".

نعم، إي والله، والله المستعان على ما يصفون، كما قال الأول:
عليَّ نحت القوافي من أعنَّتِها ♦♦♦ وما عليَّ إذا لم تفهم البقر
مع أن هذه واضحة، لكنها ليست واضحة على مَن على قلبه غشاوة، وفيه عمًى، فالآن الأعمى أو الأعشى ما يرى الشمس، فالبلاء فيه ليس في الشمس، فالذي لا يرى الشمس في رابعة النهار، فإن البلاء والنقص فيه هو!.
كذلك في هذه المسائل الواضحة في غاية الوضوح: من لم يفهمها، فالنقص والخطأ فيه، لا في كتاب الله المنزل، وليس في دين الله، وليس في توحيد الله تعالى.

قال رحمه الله تعالى:
" والأمر الثاني: أن الأولين يدعون مع الله أناسًا مقربين عند الله: إما أنبياء، وإما أولياء، وإما ملائكة، ويدعون أشجارًا أو أحجارًا مطيعة لله ليست عاصية، وأهل زماننا يدعون مع الله أناسًا من أفسق الناس، والذين يدعونهم هم: الذين يحلون لهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك، والذي يعتقد في الصالح أو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر: أهونُ ممن يَعتقد فيمن يُشاهد فسقُه وفساده ويشهد به!!؟".

والمقصود: أن هناك - أيضًا - مظهرًا ثالثًا يبين لكم أن شرك الأولين أخفُّ من شرك هؤلاء؛ أن الأولين لو استحلفوا بالله لما حلفوا كاذبين، وهؤلاء لو استحلفوا بالله عز وجل ما تردد أحدُهم أن يحلف بالله كاذبًا، لكن لو استحلف بسيده الذي يعظمه، أو بوليه الذي يقصده، ويدعوه ويرجوه، لما حلف به كاذبًا، بل خَشِيَ أن تصيبه العقوبة من هذا الولي، أومن هذا السيد، أو من صاحب القبر والضريح الذي يعتقد فيه! .
فلو قلت للرافضي مثلاً: احلف بالحسين!.
فإنه لا يحلف كاذبًا.
ولو قلت للقادري: احلف بالشيخ عبد القادر!.
لا يحلف!
وكذا إن قلت للنقشبندي: احلف بخالد النقشبندي!.
لا يحلف.
ولو استُحلف هؤلاء بالله، لما تردد أحدهم: أن يحلف مائة يمين كاذبًا فاجرًا فيها؛ وذلك لأنه قام في قلبه من تعظيم هذا السيد: أشدُّ مما قام من تعظيم الله وخوفه!!؟.

قوله رحمه الله: "والأمر الثاني" يعني: المثالَ الثاني الذي يبين أن شرك الأولين أخفُّ من شرك أهل زماننا، وأن شرك أهل زماننا أعظم من شرك الأولين، فمشركوا زماننا شركُهم في أناس فاسدين فجرة كفرة ظلمة، أما الأولون، فشركهم في أنبياءَ ورسل، وفي ملائكة، وفي صالحين، أو في أحجار وأشجار هي مطيعة لله، لا يصدر منها معصية.
(وهذا تفاضل في دركات المُشْرَك به: في دركاته، وفي حضيضه؛ فإن من أشرك مع الله صالحًا: خيرٌ ممن أشرك مع الله فاسدًا طالحًا فاجرًا؛ وذلك أن هؤلاء الذين يعتقدون فيهم الولاية :عندهم اعتقاد خبيث ورَدَ عليهم من الأمم قبلنا: أنه إذا وصل إلى رتبة في التعبد سقطت عنه التكاليف!!؟، وعندئذٍ يقع في المحرمات: يسرق، يزني، يشرب الخمر؛ لأنه تجاوز القنطرة، بل يقع في نكاح محارمه، فقد يقع على أمه، أو أخته، أو بنته، أو خالته، أو عمته؛ لأنه جاوز القنطرة، كما يعتقد - والعياذ بالله - فيمن قد بلغوا بزعمهم الحقيقة، أو بلغوا اليقين!!؟، وهذا خروج أصلاً عن شريعة الإسلام؛ فكيف يعتقد فيه الولاية، وهو خارج عن هذه الشريعة، هذه هي:" إباحية مزدك"، وهي: المجوسية، والمزدكية، والمانوية، هذه هي: إباحيتهم التي حكم عليها العلماء بأنها زندقة، وأنها خروج عن الإسلام أصلاً، فكيف بعد هذا يعتقد فيهم الولاية، وهم: كفار بإجماع المسلمين؛ كما حكاه: أبو بكر بن الطيب الباقلاني، وأبو حامد الغزَّالي، وأبو العباس بن تيمية وغيرهم رحمهم الله.
هوامش:
[1] من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ - ثلاثًا -))، قلنا: بلى يا رسولالله، قال: ((الإشراك بالله، وعقوق الوالدين))، وكان متكئًا فجلس، فقال: ((ألا وقول الزور، وشهادة الزور))، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت؛ أخرجه البخاري (5/ 2239) ومسلم (1/ 191).


  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: تحذير الأبرار من مسالك المشركين أهل النار
16-11-2017, 09:24 AM
خارطة طريق التوحيد
د.محمد بن سرّار اليامي

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

لكل رحلة خارطة طريق يسير المسافر عليها، ليصل لوجهته في أسرع وقت، وبأقل كلفة، وبأتم حال، وهذا ما أدركه الإمام الجليل والشيخ النبيل المجدد:" محمد بن عبد الوهاب": رحمه الله رحمة واسعة، فصنف للمؤمن خارطة طريق، يسير بها إلى ربه، ليصل بأمان، وجلاها بالنصوص الشريفة، والأدلة المنيفة، ونخب من كلام سلف الأمة، فكان:( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد): منهجا علميا وخارطة طريق للتجديد، وقد بين فيه الإمام- رحمه الله- معنى التوحيد وكيفية تحقيقه وفضائله، وجوب الخوف والحذر من ضده، ووجوب الدعوة إليه، وأنه هو معنى مقتضى :
" شهادة أن لا إله إلا الله".
وبين جملا من خصاله وشعبه ومكملاته، ونبه على الشرك الأكبر الذي هو: ضد التوحيد وينافيه بالكلية، ثم: الشرك الأصغر الذي ينقص كمال التوحيد الواجب ويضعفه، ثم: البدع التي تقدح في التوحيد، وتهون من شأنه، ثم: كبائر الذنوب التي تضعف التوحيد وتصد عنه .
فتكلم الإمام- رحمه الله- عن خصال التوحيد التي هي: أنواع العبادة بالتفصيل، ونبه على الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر الجلي منهما والخفي، وتكلم عن جمل من البدع، وجمل من أمور الجاهلية، وذكر جملا من كبائر الذنوب، كل هذا بالتفصيل، وبالأدلة من المحكم من كلام الله جل وعز، ومن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأحاديث التي تدخل تحت الأصل العام، وإن كان فيها ضعف، ومن مأثور كلام السلف الصالح -رحمهم الله-، واستنبط من النصوص من الآيات والأحاديث وكلام السلف: استنباطات دقيقة ومفيدة تدل على سعة فقهه، وعن سلامة قصده، وعن معرفته بأحوال أهل زمانه، ولذلك ذكر المسائل لينبه فيها على ما وقع من المخالفات، وعلى دلالة المحكم من الآيات الشريفة والأحاديث الصحيحة، وقد ينبه أحيانا فيقول:" وقد خالف في هذا من خالف"، فهذا الكتاب المبارك: خارطة طريق الموحد، ومفتاح سلامة من الشرك والخرافة.
إن كتابا هذا حاله: لحقيق ببيان شأنه وتنوع المؤلفات في بيانه، فمنهم: من شرح أدلة الكتاب وبين دلالاتها ومقاصدها:
ومن ذلك كتاب:( تيسير العزيز الحميد): للشيخ: سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، حفيد الشيخ محمد رحمة الله عليهم، وقتل -نحسبه شهيدا-ولم يكمله، فهذا الكتاب عني ببيان نصوص الكتاب ودلالاتها واستيفاء شرحها من كتب أهل العلم المعتمدة في تفسير كتاب الله وشرح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن العلماء من اختصر هذا الشرح، ونقل إشارات من الفوائد والمسائل التي استنبطها الإمام من أدلة كل باب، وعني بذلك.
ومن ذلك كتاب:( فتح المجيد): للشيخ: عبد الرحمن بن حسن حفيد الإمام. ومن ذلك كتاب:( التنديد): للشيخ: سعد بن عتيق -رحمه الله-.
ومن أحسن ما أُلف في الكتاب في الإشارة إلى مقاصد التراجم والأبواب: ثلاثة كتب لا يستغني عنها طالب العلم:
الأول ):حاشية كتاب التوحيد): للشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي النجدي: جامع فتاوى شيخ الإسلام: ابن تيمية -رحمه الله- فإن هذا العالم استفاد من كلام شيخ الإسلام، ونقل زبدا من العلم علقها على أبواب الكتاب، وجعل منها في حاشيته على الكتاب.
الثاني:( كتاب القول السديد): للجهبذ الإمام: عبد الرحمن بن ناصر السعدي- رحمه الله-، فقد تكلم على مقاصد تراجم الكتاب وأجاد وأفاد.
ومن الشروح التي عنيت بذلك كذلك:( الدر النضيد على كتاب التوحيد): للشيخ: سليمان بن حمدان -رحمه الله-.
أما أقرب الشروح وأيسرها وأكثرها عندي نفعا، فجملة منها:
(كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد ): لشيخنا: محمد بن صالح ابن عثيمين -رحمه الله-.
و:( كتاب شرح كتاب التوحيد الملخص): لشيخنا العلامة: صالح بن فوزان الفوزان، متع الله بحياته ونفع بعلومه.
و:(كتاب المفيد على كتاب التوحيد ):لشيخنا ووالدنا العلامة: عبد الله بن صالح القصير، رفع الله درجته وأكرم منزلته في الدارين، وقد جمع فيه ما لم يجتمع في ما سواه من الفوائد والفرائد.
و:( كتاب التمهيد بشرح كتاب التوحيد ): لمعالي شيخنا الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، أمد الله في عمره، ونسأ في أثره وبارك في حياته.

كانت تلك الكتب هي: المهمات من الشروحات، مما ينبغي أن يعتني بها طالب العلم: لفهم هذا الكتاب المبارك، وهذه الخارطة الجليلة لطريق توحيد الألوهية، فهو: أصل الملة وقاعدة الشريعة، وأساس صحة العمل وقبوله، و هو: خلاصة الكتب الربانية المنزلة من رب العالمين، وزبدة الرسالات الإلهية.
وصدق الله جل وعز:
{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين}، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون} ،{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوت}.

بقي أن نعرف من الآيات أمرين:
الأمر الأول: بيان معنى التوحيد، وملخصه أن المراد به هو:" إفراد الله جل وعز بما يختص به سبحانه".
وهو أيضا:" عبادة الله وحده بما شرع على الوجه الذي شرع"، ولا يتأتى ذلك إلا باجتناب الشرك والأهواء والبدع، فهذا معنى: التوحيد.

الأمر الثاني: هو بيان حكم التوحيد، وأنه أوجب شيء على المكلفين، من الجن والإنس، بل هو: أوجب الواجبات، وأحق الحقوق، وأن ضده الذي هو: الشرك: أعظم المحرمات، وأظلم الظلم، وأبطل الباطل.

ثبتنا الله وإياكم على التوحيد الخالص حتى نلقاه، وجعلنا وإياكم دعاة هدى وصلاح، ونفعنا ونفع بنا، وفق الله الجميع لصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 04:44 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى