حديث الصباح.. لهذه الأسباب طلق الشباب السياسة
03-09-2018, 05:57 AM
يقف بعض المثقفين في موقف حياد إزاء الأوضاع التي تعيشها البلاد و في هذا الظرف بالذات، حيث عبر شباب جامعيون بالقول لا توجد ديمقراطية في الجزائر و لا معارضة حقيقية، و هذا يستدعي إعادة النظر في المنظومة الشبانية، وفق رؤية استشرافية للمستقبل، لاسيما و 75 بالمائة من الشعب الجزائري شباب، فالمرحلة التي تعيشها الجزائر و هي تستعد للإنتخابات الرئاسية المقبلة، تكرس فيها الديمقراطية بشكل أكثر موضوعية، تستدعي توخي الحذر أكثر حتى لا تتكرر تجربة مصر و ليبيا و السباحة في تيار الربيع العربي، كون العمل السياسي في الجزائر ما يزال يحبوا على أربع كما يقال، بل يكاد أن يكون منعدما، فبالرغم من التجربة السياسية التي تكتسبها، فالأحزاب السياسية في الجزائر سواء الموالية للنظام أو التي تقف في المعارضة، ما زالت تفتقر إلى الخطاب السياسي و اللغة النضالية، لأنها لم تعمل على تكوين مناضلين حقيقيين يفقهون معنى النضال، و لم تضع بعد استراتيجية بناء الإنسان الجزائري، إنسان يكون قادرا على مواجهة التحديات المعاصرة، لكن سياسة أحزابنا كمن يبنى على الرمال، و الملاحظ أن ممارسة بعض الأحزاب للسياسة عادة ما تكون خارجة عن الأطر النظامية أو الأخلاقية إن صح القول، و يكفي أن نقف على التجمعات الشعبية التي تنظمها الأحزاب، حيث توظف هذه الأحزاب مفتولي العضلات للقيام بعملية التنظيم، و نجد هؤلاء يستعرضون عضلاتهم لإبراز قوتهم على المناضلين و تخويفهم، و نسمع أحيانا كلمات بذيئة و ضحكات هستيرية و تحرشات و تهديدات و غير ذلك من السلوكات التي لا يقوم بها إلا ابن الشارع، و عذرا على هذه العبارة، بل تعمل على توظيف من لهم سوابق قضائية و تضعهم مسؤولين على مناضلين شرفاء، و أمام هذه السلوكات أصبح البعض لا يؤمن بالتحزُّب، بل طلق السياسة، لأنها بالنسبة له مضيعة للوقت ليس إلاّ.

عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 03-09-2018 الساعة 06:12 AM