"إلى الله أشكو أننا بمنازل" رائعة أبي فراسٍ الحمداني.
17-12-2018, 07:18 PM
رائعة أبي فراسٍ الحمداني
" إلى الله أشكو أننا بمنازل"
" إلى الله أشكو أننا بمنازل"
أما لِجَميلٍ عِنْدكُنَّ ثَوابُ**ولا لِمُسيءٍ عِنْدَكُنّ مَتَابُ
إذا الخِلُّ لَمْ يَهْجُركَ إلا مَلالةً**فَلَيْسَ لهُ ، إلا الفِرَاقَ ،عِتابُ
إذا لم أجد من خُلَّةٍ ما أُرِيدُهُ**فعندي لأُخْرى عَزْمَةٌ وَرِكابُ
وليس فِراقٌ ما استطعتُ فإن يَكُنْ**فِراقٌ على حَالٍ فليس إيابُ
صَبورٌ ولو لم يبقَ مني بقيةٌ**قَؤُولٌ وَلوْ أنَّ السيوفَ جَوابُ
وَقُورٌ وأحداثُ الزمانِ تَنوشني**وَلِلموتِ حولي جِيئةٌ وَذَهَابُ
بِمنْ يَثِقُ الإنسانُ فيما يَنُوبهُ**ومِنْ أينَ لِلحُرِّ الكَريم صِحابُ
وقدْ صَارَ هذا الناسُ إلا أقَلَّهُمْ**ذِئابٌ على أجْسَادِهنَّ ثِيابُ
تَغَابيتُ عن قومٍ فَظَنوا غَباوةً**بِمَفْرِقِ أغبانا حصًى وَتُرابُ!
ولو عَرفوني بَعْضَ مَعرِفَتي بِهمْ**إذاً عَلِموا أني شَهِدتُ وغابوا
إلى الله أشكو أننا بِمنازلٍ**تَحكَّمَ في آسادِهنّ كِلابُ
تَمُرُّ الليالي لَيْسَ لِلنَّقْعِ مَوْضِعٌ**لَديَّ ولا لِلمُعْتَفِين جَنَابُ
ولا شُدَّ لي سَرْجٌ على مَتنِ سابحٍ**ولا ضُرِبتْ لي بِالعراءِ قِبابُ
ولا بَرقتْ لي في اللقاءِ قواطعٌ**ولا لمعتْ لي في الحروبِ حِرابُ
سَتَذكر أيامي نُميرٌ وَعَامرٌ**وكعبٌ ، على عِلاتها ، وكِلابُ
أنا الجارُ لا زادي بَطِيءٌ عَليْهِمُ**ولا دونَ مالي في الحَوادثِ بَابُ
ولا أطلبُ العَوراءَ مِنها أُصِيبها**ولا عورتي لِلطالبينَ تُصابُ
بَني عَمِّنا ، ما يَفْعَلُ السيفُ في الوغى**إذا قلَّ مِنْهُ مَضرِبٌ وَذُبابُ
بَني عَمِّنا ، نحنُ السَّواعِدُ وَالظُّبَا**وَيُوشِكُ يوماً أن يكونَ ضِرابُ
وما أدَّعِي ما يَعلَمُ الله غَيرهُ**رِحَابٌ عَلِيٍّ لِلعُفاةِ رِحابُ
وأفعالهُ لِلراغبين كَرِيمةٌ**وأموالهُ للطالبين نِهَابُ
ولكنْ نَبَا مِنهُ بِكَفِّيَ صَارمٌ**وأظلمَ في عَيْنَيَّ مِنهُ شِهابُ
وأبطأَ عَنِّي والمنايا سريعةٌ**وَلِلموتِ ظِفْرٌ قد أطلَّ ونابُ
فإن لم يَكنْ وِدٌ قَرِيبٌ تَعُدُّهُ**ولا نَسَبٌ بين الرجَالِ قِرابُ
فأحوطُ للإسلام أنْ لا يُضِيعني**ولي عَنْهُ فِيهِ حَوْطةٌ وَمَنابُ
ولكنني راضٍ على كلِّ حالةٍ**لِنَعْلَمَ أيَّ الخُلَّتينِ سَرابُ
وما زِلتُ أرضى بالقليلِ محبةً**لَدَيْهِ ، ومادون الكثير حِجابُ
وأطلُبُ إبقاءً على الوُد أرضَهُ**وذِكرى مِني في غيرها وطلابُ
كذاكَ الوِداد المحضُ لا يرتجى لهُ**ثوابٌ ، ولا يُخشى عَليهِ عقابُ
وقدْ كُنتُ أخشى الهجرَ والشمْلُ جَامِعٌ**وفي كُلِّ يَوْمٍ لُقْيَةٌ وخِطَابُ
فكيف وفيما بيننا مُلْكُ قَيْصَرٍ**ولِلْبَحْرِ حولي زَخْرَةٌ وَعُبَابُ ؟
أَمِنْ بَعْدِ بَذْلِ النفس فيما تُرِيدُهُ**أثابُ بِمُرِّ العَتبِ حِينَ أُثابُ
فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ**وليتك ترضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الذي بيني وبينك عَامرٌ**وبيني وبين العالمين خَرابُ
إذا صحَّ مِنكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ**وكُلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرابُ
إذا الخِلُّ لَمْ يَهْجُركَ إلا مَلالةً**فَلَيْسَ لهُ ، إلا الفِرَاقَ ،عِتابُ
إذا لم أجد من خُلَّةٍ ما أُرِيدُهُ**فعندي لأُخْرى عَزْمَةٌ وَرِكابُ
وليس فِراقٌ ما استطعتُ فإن يَكُنْ**فِراقٌ على حَالٍ فليس إيابُ
صَبورٌ ولو لم يبقَ مني بقيةٌ**قَؤُولٌ وَلوْ أنَّ السيوفَ جَوابُ
وَقُورٌ وأحداثُ الزمانِ تَنوشني**وَلِلموتِ حولي جِيئةٌ وَذَهَابُ
بِمنْ يَثِقُ الإنسانُ فيما يَنُوبهُ**ومِنْ أينَ لِلحُرِّ الكَريم صِحابُ
وقدْ صَارَ هذا الناسُ إلا أقَلَّهُمْ**ذِئابٌ على أجْسَادِهنَّ ثِيابُ
تَغَابيتُ عن قومٍ فَظَنوا غَباوةً**بِمَفْرِقِ أغبانا حصًى وَتُرابُ!
ولو عَرفوني بَعْضَ مَعرِفَتي بِهمْ**إذاً عَلِموا أني شَهِدتُ وغابوا
إلى الله أشكو أننا بِمنازلٍ**تَحكَّمَ في آسادِهنّ كِلابُ
تَمُرُّ الليالي لَيْسَ لِلنَّقْعِ مَوْضِعٌ**لَديَّ ولا لِلمُعْتَفِين جَنَابُ
ولا شُدَّ لي سَرْجٌ على مَتنِ سابحٍ**ولا ضُرِبتْ لي بِالعراءِ قِبابُ
ولا بَرقتْ لي في اللقاءِ قواطعٌ**ولا لمعتْ لي في الحروبِ حِرابُ
سَتَذكر أيامي نُميرٌ وَعَامرٌ**وكعبٌ ، على عِلاتها ، وكِلابُ
أنا الجارُ لا زادي بَطِيءٌ عَليْهِمُ**ولا دونَ مالي في الحَوادثِ بَابُ
ولا أطلبُ العَوراءَ مِنها أُصِيبها**ولا عورتي لِلطالبينَ تُصابُ
بَني عَمِّنا ، ما يَفْعَلُ السيفُ في الوغى**إذا قلَّ مِنْهُ مَضرِبٌ وَذُبابُ
بَني عَمِّنا ، نحنُ السَّواعِدُ وَالظُّبَا**وَيُوشِكُ يوماً أن يكونَ ضِرابُ
وما أدَّعِي ما يَعلَمُ الله غَيرهُ**رِحَابٌ عَلِيٍّ لِلعُفاةِ رِحابُ
وأفعالهُ لِلراغبين كَرِيمةٌ**وأموالهُ للطالبين نِهَابُ
ولكنْ نَبَا مِنهُ بِكَفِّيَ صَارمٌ**وأظلمَ في عَيْنَيَّ مِنهُ شِهابُ
وأبطأَ عَنِّي والمنايا سريعةٌ**وَلِلموتِ ظِفْرٌ قد أطلَّ ونابُ
فإن لم يَكنْ وِدٌ قَرِيبٌ تَعُدُّهُ**ولا نَسَبٌ بين الرجَالِ قِرابُ
فأحوطُ للإسلام أنْ لا يُضِيعني**ولي عَنْهُ فِيهِ حَوْطةٌ وَمَنابُ
ولكنني راضٍ على كلِّ حالةٍ**لِنَعْلَمَ أيَّ الخُلَّتينِ سَرابُ
وما زِلتُ أرضى بالقليلِ محبةً**لَدَيْهِ ، ومادون الكثير حِجابُ
وأطلُبُ إبقاءً على الوُد أرضَهُ**وذِكرى مِني في غيرها وطلابُ
كذاكَ الوِداد المحضُ لا يرتجى لهُ**ثوابٌ ، ولا يُخشى عَليهِ عقابُ
وقدْ كُنتُ أخشى الهجرَ والشمْلُ جَامِعٌ**وفي كُلِّ يَوْمٍ لُقْيَةٌ وخِطَابُ
فكيف وفيما بيننا مُلْكُ قَيْصَرٍ**ولِلْبَحْرِ حولي زَخْرَةٌ وَعُبَابُ ؟
أَمِنْ بَعْدِ بَذْلِ النفس فيما تُرِيدُهُ**أثابُ بِمُرِّ العَتبِ حِينَ أُثابُ
فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ**وليتك ترضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الذي بيني وبينك عَامرٌ**وبيني وبين العالمين خَرابُ
إذا صحَّ مِنكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ**وكُلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرابُ
وَفِي الأَرْضِ مَنْأًى لِلكَرِيِم عَنِ الأَذَى*** وَفِيهَا لِمَـن خَافَ القِلَى مُتَعَزَّلُ.