"أصحاب الجاه" يفرضون مقرئي التراويح.. وأغلبهم لا يحفظ القرآن
07-07-2015, 02:15 AM


  • مجلس الأئمة يطالب بتكوين معلمي القرآن وتكليفهم بصلاة التراويح
دليلة بلخير

صحافية بجريدة الشروق اليومي، متابعة للشؤون الوطنية والسياسية والأمنية

انتقد رئيس المجلس الوطني المستقل لأئمة المساجد وموظفي الشؤون الدينية، جمال غول، تدخل رجال المال والأعمال في بعض المساجد وتحكمهم فيها، وفي مقرئي صلاة التراويح خلال شهر رمضان المعظم، وقال أن بيوت الله قد سجلت تجاوزات في الالتزام بتعليمات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، خلال الأسابيع الأولى من الشهر المعظم، حيث لم تلتزم بقراءة حزبين من القرآن الكريم كل ليلة، فيما التزمت أغلب المساجد بقراءة ورش.

وقال غول، أمس، في اتصال مع "الشروق"، أنه من غير المعقول تطبيق تعليمات وزارة الشؤون الدينية المتعلقة بالالتزام بقراءة حزبين اثنين كل ليلة والقراءة برواية ورش، ذلك أن أغلب المقرئين خصوصا على مستوى ولاية الجزائر، هم من المتطوعين ولا يمكن للوزارة أن تفرض عليهم منطقها، أو تعليماتها، وأشار أن محاولة الوزارة احتواءهم ضرب من الخيال، ذلك أنه وحتى يلتزم المقرئون يجب اعتماد معلمي القرآن، كونهم منضوين تحت لواء الوزارة، بتكوينهم على مدار السنة للتكفل بالتراويح خلال رمضان، واستطرد "لأنه من غير المنطقي اتخاذ إجراءات أو إصدار تعليمات أياما معدودة قبل رمضان ويطلب من المقرئين الالتزام بها، ونحن نقصد أشخاصا لسنا مسؤولين عنهم، بل هم في الأصل متطوعون".
واعتبر ممثل الأئمة أنه وبالجزائر العاصمة تحديدا، أصبحت الموضة هي الصوت الجميل، وليس حفظ القرآن الكريم، وأن عدم التزام بعض المقرئين بتلاوة حزبين كاملين خلال كل صلاة، يعود لعدم حفظ المقرئين القرآن كاملا، مؤكدا أن أغلبهم يتعمدون قراءة سور مختلفة ودون ترتيب لـ"سد عجزهم" عن قراءة القرآن كاملا، وشدد على أن هؤلاء المقرئين من المتطوعين يتم فرضهم من قبل رجال المال والأعمال، والتدخل بخصوصهم حتى على مستوى وزارة الشؤون الدينية للحيلولة دون معاقبتهم حتى وإن سجلت ضدهم مخالفات تستدعي العقوبة، وعلق "أصحاب الجاه يسيطرون على المساجد ممن يريدون تبييض صورتهم من خلال التطوعات ويتدخلون أيضا في عملية تسييره".
وتعليقا على أن ختم القرآن الكريم في رمضان ليس ضرورة، قال غول أن الجزائر ومنذ عقود خلت اعتادت مساجدها على الختم كل سنة، وأن من يتحججون بعدم الضرورة لا يحفظون القرآن كاملا، "هؤلاء مقرئو الزردات يتنقلون من سورة إلى سورة لإيهام المصلين بأنهم يتقنون القراءة ويحفظون القرآن كاملا، غير أن الحقيقة هو أنهم يحفظون ما تيسر من الذكر الحكيم".
وأكد النقابي أن السلطات المحلية ألزمت هذه السنة أيضا المساجد بتحديد قائمة المعتكفين في المساجد وتسليمها للمصالح الأمنية حتى تكون على اطلاع عمن يقصدون المساجد، واقترح اعتماد المراسلة في المساجد الكبرى التي يقصدها عموم الناس، لا مساجد الأحياء التي عادة ما يكون الإمام يعرف كل مصليها.

وبخصوص مواقيت فتح المساجد قبل الصلوات، ذكر المتحدث أن القيمين يقومون بواجبهم على أكمل وجه، كما لاحظ انخفاض المصلين ممن يقصدون المساجد من أجل النوم، ذلك أن الشهر المبارك حل في فترة العطلة وانصراف المواطنين للراحة وعدم حاجتهم للهروب إلى بيوت الله.