نـــزع الحقوق من تحت أقدام المستحقيـــن !!
22-03-2020, 06:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم











نـــزع الحقوق من تحت أقدام المستحقيـــن !!
كلمة ( الإقصاء ) في القواميس والمعاجم تعني المنع والإبعاد .. ومترادفات الإقصاء كثيرة لا تحصى ولا تعد .. وأخطر أنواع الإقصاء هو ( إقصاء المتواجد عن الوجود وعن الحياة ) .. وألوان الإقصاء كثيرة تسد الكثير من الواجهات .. ومن ألوان الإقصاء حجب الأفكار دون الأفكار .. أو منع الأحزاب والجماعات عن ممارسة النشاط .. أو رفض الأشخاص عن التواجد في المكان والوظيفة .. أو كتم الأنفاس بالقدر الذي يخرس الأصوات .. أو سد المنافذ بالقدر الذي يخفي الآثار والمعالم .. أو محاربة الفئات بالقدر الذي لا يعطي السانحة والمجال .. أو فرض القوانين واللوائح التي تحظر وتمنع اتجاها من الاتجاهات .. أو فرض القيود أمام تلك الاتجاهات التي لا تطابق ولا توافق أمزجة البعض .. أو تفصيل القياسات بمواصفات لا توافق إلا بأهل خاصة من الناس .. وكل تلك القيود التي تمنع طرفاُ من الأطراف أو جهة من الجهات عن مزاولة النشاط تدخل في خانة الاحتكار المفرط .. والتاريخ يؤكد أن حالات ( الإقصاء ) كانت دائماُ ترد في مسار البشرية عبر الحقب تلو الحقب .. ودائماُ فإن تلك الممارسة البغيضة تقع من جهة أو جهات مستبدة صلفة المراس تمتطي الأظهر حين تعجز عن تحقيق أحلامها عبر القنوت العفوية .. وهي تلك الجهة أو الجهات التي تحمل الصفات الشائبة والشائنة ولا تجد القبول والرضا من أغلب الناس .. والحكماء يقولون : ( الإقصاء دائماُ تقع من ذلك المنحوس الذي لا يملك الحظ عند التنافس الشريف !!).. فهو ذلك المستبد المتسلط الذي يستخدم العضلات لنيل المرام في حال الفشل والعجز .. ولا يملك تلك المؤهلات والمهارات الذاتية التي تمكنه من كسب محبة الآخرين .

كل الطغاة عبر التاريخ كانوا ومازالوا يمتطون الأظهر عن طريق ( الإقصاء ) .. متسلط متواضع في أفكاره وثقافته قد يتملك أمور الخلائق بأداة القمع والكبت .. ومن سخرية الأحوال أن هؤلاء الطغاة يدعون الأحقية في المكانة !!.. وما أكثر تلك الصورة الكريهة لحالات الإقصاء في عالم اليوم !.. حيث رؤساء وقادة وزعماء يتواجدون في المقدمة رغم أنف الشعوب !!.. ولو كانت تلك الحسابات منصفة وعادلة في ممارسات البشر لكانت تلك المقامات الرفيعة لمستحقيها من أفراد المجتمعات .

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد