لا نزار ولا توفيق يقدران عليّ.. وحمروش بريء من دم "الفيس"
13-01-2016, 02:15 AM

حاورته آسيا شلابي

صحافية، ورئيسة القسم الثقافي بجريدة الشروق اليومي



كذّب مدير جهاز المخابرات بداية التسعينات، الجنرال المتقاعد محمد بتشين، اتهامات وزير الدفاع الأسبق الجنرال المتقاعد خالد نزار، بتورطه في تعذيب المتظاهرين في أحداث أكتوبر 1988، وأكد براءته وعمله خلال تلك الفترة تحت إمرة نزار نفسه، بعد تعيينه آنذاك من طرف الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد نائبا له. وطعن بتشين في الكثير من تصريحات وزير الدفاع الأسبق ووصفه "بالمريض". كما برّأ ساحة رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش من تهمة اتخاذه قرار إطلاق النار على معتصمي "الفيس".. كما كشف لأول مرّة حقائق وشهادات مثيرة في هذا الحوار مع "الشروق".
اتهمك الجنرال نزار بتعذيب المتظاهرين في أحداث أكتوبر 1988 رفقة صهر الشاذلي بن جديد.. ما ردكم؟
*هو حر يقول ما يشاء، فقط عليه تحمل المسؤولية الكاملة، لأن اتهاماته لي باطلة ولا أساس لها من الصحة ولا يملك ما يبررها تاريخيا، وعليه فكلامه لا يضرني. منذ 1988 والاتهامات تلاحقني ولكن ما لم أفهمه هو التناقض الصريح في أقوال نزار .. فهو من جهة يعلن مسؤوليته، ومن جهة يلقي باللوم على الآخرين ويلفق لهم التهم.
ولكنه يؤكد أنه قام شخصيا بالتحقيق في الأحداث وتوصل إلى أنك متورط في عملية التعذيب بثكنة سيدي فرج عندما كنت مسؤولا بالأمن الرئاسي؟
"راه يخلط".. أولا، وقتها لم أكن مسؤولا بالأمن الرئاسي كما قال، بل كان الرئيس الشاذلي بن جديد قد استدعاني وعينني نائبا "مساعدا" لنزار، والذي كان يومها مكلفا بإقرار النظام في العاصمة. وكان لكحل عياط قد عين بعد قاصدي مرباح مسؤولا عن المديرية العامة للوقاية والأمن وشغل المنصب لسنوات وكان مسؤولا حقيقيا وليس على الورق كما ادعى نزار.
ثم عينت أنا خلفا له بعد الأحداث وبالضبط في 29 أكتوبر 1988 وكانت تسمى "شرطة سياسية". سألتهم وقتها عن معنى التسمية وطلبت من مولود حمروش رئيس الحكومة ـ آنذاك- سحب رجال المخابرات من المؤسسات والوزارات وهو ما فعله حمروش فعلا. لكن نزار بعد مغادرتي أرجع رجال المخابرات إلى مواقعهم السابقة وأعاد "الشرطة السياسية" إلى الواجهة، وهذا دليل على أنه غير متزن.
وبالنسبة إلى التحقيق؟
أنا من أمر بفتح التحقيق وليس هو كما ادعى. كنت مكلفا بالتحقيق وأنا من أعطى للشاذلي النتائج وبالضبط سلمت نسخة رئيسية بكل التفاصيل للرئيس ونسخة للجنرال توفيق، باعتباره مسؤولا للأمن الرئاسي وقتها.
نزار يقول إن لديه الإثباتات على تورطك رفقة آخرين يتقدمهم صهر الرئيس الأسبق الشاذلي في التعذيب؟
ما علاقتي أنا بصهر الشاذلي الذي كان واليا.. لم تكن لي أي علاقة به ولم تكن له أي علاقة بي ..اتهامات خطيرة جدا لا ينطق بها عاقل "نزار ماهوش في عقله".
طيب، وماذا عن اتهامه حمروش بأنه من اتخذ قرار إطلاق النار على معتصمي "الفيس"؟
نزار هو من أعطى التعليمات لإطلاق النار على معتصمي "الفيس" وليس حمروش.. وهل يعقل أن يعطي رئيس حكومة أوامر بإطلاق النار؟ هذه اتهامات لا يصدقها عاقل.. قرار إطلاق النار من عدمه من صلاحيات العسكريين وليس السياسيين. والجماعة التي أطلقت النار أخذت التعليمات من نزار مباشرة. ألم يتحمل المسؤولية كاملة ؟ لماذا تراجع عن تصريحاته.. إنسان مريض.
هل ستقبلون طلب المناظرة التلفزيونية التي اقترحها لإثبات براءتكم من التهم الموجهة إليكم، خاصة أنه يلوح بامتلاكه الأدلة على ما يقول؟
لا أريد لقاءه.. عندما اقترحت أنا أن نلتقي جميعا حول مائدة مستديرة سنة 1998 رفقة الشاذلي بن جديد وكل الشخصيات التي كانت فاعلة في تلك المرحلة وكانت لا تزال على قيد الحياة رفضوا والآن يدعوني إلى مناظرة تلفزيونية بعد أن رحل أغلب الشهود على المرحلة.
من هم الذين رفضوا؟ من تقصد إضافة إلى الجنرال نزار؟
نزار والشاذلي رفضا الجلوس إلى الطاولة وقول كل الحقائق التاريخية عن تلك المرحلة وتوضيح أي غموض.. ولكنني سأقول كل شيء في مذكراتي قريبا. وأؤكد أن الجهة الوحيدة التي كنت اتلقى منها الأوامر مباشرة هي رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد.
أنت بصدد كتابة المذكرات؟
نعم، ولكن لست مستعجلا وصدورها سيأخذ وقتا لأني أكتب برويّة وتأنّ.
يقال إن الجنرال توفيق كان وراء مخطط إبعادك من السلطة والضغط على الرئيس اليامين زروال من خلال حملة صائفة 1998؟
استقلت مرتين بإرادتي .. المرة الأولى عندما وقفت على محاولات تغليط قوية لا علاقة لها بالواقع الذي كنت قد تحققت من معطياته في تقرير مفصل سلمته للشاذلي باعتباري المسؤول الأول عن الأمن ولكن للأسف لم يؤخذ بعين الاعتبار وحدث ما حدث، لأن نزار الذي يقول إنه كلفني بلقاء قيادات الفيس المحل "علي بن حاج وعباسي مدني" باعتباري مديرا لجهاز الاستخبارات آنذاك، هو من لم يأخذ بجدية خطورة التفاصيل الموجودة في التقرير.
ليس نزار من كلفني لأنه ليس من صلاحياته أصلا أن يعطيني أي تعليمات أو أوامر. ثم يعود الآن إلى خلط الأمور ويزيف الحقائق باتهامي بتعذيب المتظاهرين في أحداث الخامس أكتوبر 1988 وأنا وقتها كنت نائبا له ولم أكن مسؤولا بالأمن الرئاسي بل عينني الرئيس بن جديد لاحقا في 29 أكتوبر 1988 خلفا للكحل عياط. قدمت تقريرا مفصلا وأديت واجبي وكنت قد وقفت عمليا على إرهاصات انزلاقات خطيرة في تلك المرحلة.
نعود إلى الاستقالة الثانية، ما هو سببها ومن ضغط عليك.. هل الجنرال توفيق؟
يضحك.. الجنرال توفيق ما يزال على قيد الحياة، اسألوه إن كان يقدر على الضغط عليّ.. من هذا الذي يمكنه الضغط علي بأي شكل من الأشكال .. ليس لديهم القوة لفعل ذلك لا توفيق ولا نزار ولا هم يحزنون.
.. الاستقالتان قدمتهما عن قناعة في المرة الأولى بعد فوز الفيس "المحل" والمرة الثانية عندما كنت وزيرا مستشارا للرئيس السابق اليامين زروال بسبب الظروف. قلتها وسأقولها وأؤكدها ..
وماذا عن قضية نفي نزار عرضه على الراحل آيت أحمد رئاسة المجلس الأعلى للدولة؟
نزار اقترح على ايت احمد رئاسة الجزائر.