كوابح اصلاح النظام التربوي الوطني
30-10-2015, 09:40 AM
هل من المعقول أن تتحرك سيارة إلى الأمام وهي مكبوحة العجلات !

فإذا كان الجواب بالنفي ، فمن السذاجة بمكان أن ننتظر تطورا وتقدما للنظام التربوي الوطني وهو مفرمل بعدد معتبر من الفرامل ، كفرامل اكتظاظ الأقسام ، وتوزيع التوقيت الدراسي الذي لا يتناسب مع معايير الوتائر البيداغوجية العالمية ،ونقص التأطير التربوي وضعفه كما ونوعا،والإختلاط ، وضحالة وسطحية التكوين التربوي والإداري، ونقص الهياكل التربوية كما ونوعا الخ...
إن عناصر الجذب إلى الوراء كما هو مذكور وملاحظ في النظام التربوي الوطني أكثر من عناصر الدفع إلى الأمام مما جعله في وضع اشكالي "Panne" ، نتيجة التعارض الحاصل بين مختلف عناصره ومكوناته داخليا وخارجيا ، الذي ءال بها إلى عدم الإنسجام والتوافق والتناغم بحسب نظرية التفاعل الوظيفي بين مختلف العوامل التي تفسر حالات النظام والإنتظام والإختلال.
إن النوعية التربوية (1)المنشودة للنظام التربوي الوطني تظل بعيدة المنال ما لم توفر لهذا النظام معاييرها المطلوبة: المعايير القيمية والمعايير العلمية والتكنولوجية
فعلى مستوى المعايير القيمية فمن حقنا أن نتساءل عن مدى توافق وانسجام ماوضع لهذا النظام التربوي من أهداف وغايات ومقاصد وتنظيمات بيداغوجية مع قيم وعادات وأعراف المجتمع الجزائري؟ ، ومن حقنا كذلك أن نتساءل عن مدى تناغم وانسجام مناهجه التربوية الجديدة مع امكانات وظروف المجتمع الحالية والمعايير العالمية المطلوبة علميا وتكنولوجيا؟ وما مدى مصداقية وانسجام المرجعية الفكرية الفلسفية التي ارتكز عليها النظام التربوي مع خصائص واقع المجتمع الجزائري إلى غير ذلك من التساؤلات الملحة التي تتطلب أجوبة مقنعة، للكشف عن مواضع الإختلال بصراحة وشجاعة لمعالجتها وإزالة كوابح العطل.... للوضوع بقية...

(1) النوعية التربوية : تحددها العايير والمقاييس المتفق عليها اجتماعيا وعالميا وليست مجرد نتائج امتحانات رسمية وشهادات.