"الحروب الإلكترونية" تلتهب بين أنصار الأندية الجزائرية
28-08-2015, 12:56 AM

لم تعد موجات العنف والحروب الكلامية بين أنصار الفرق الجزائرية تقتصر على الملاعب فقط وما نشاهده فيها من تجاوزات، بل امتدت لتشمل العالم الافتراضي والصفحات الخاصة بالمناصرين على وجه التحديد، ففي هذه الصفحات تستعر الحروب والمناوشات الكلامية لأيام قبل الموعد الحاسم وما يحدث قبل وأثناء وبعد المباراة ما هو سوى نتاج الخصومة التي تزرعها بعض هذه الصفحات.

حول متابعو البطولة المحترفة الوطنية الأولى والثانية الصفحات الخاصة بأنديتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لصفحات للتغني بأمجاد فرقهم واستفزاز خصومهم عشية كل موعد مباراة هامة بالأخص لقاءات الداربي، فلا يفوت المناصرون هذه المواعيد والتي ينتظرونها بشغف منذ انطلاق البطولة لإطلاق سلسلة من الاستفزازات والتهديد والوعيد بالثأر من اللقاءات والمواعيد السابقة بنشر صور وتعليقات بل وحتى فيديوهات تحذيرية، يظهر أصحابها يرتدون ألوان الفريق ويحملون أسلحة بيضاء لتصفية حساباتهم مع الفريق الذي هم بصدد مواجهته، وإن كانت هذه الظاهرة قد قلت الموسم الماضي بعد إطلاق حملات الأخوة بين الفرق الجزائرية للقضاء على العنف في الملاعب، فقد عادت بشدة عقب إعلان رزنامة مباريات البطولة المحترفة لموسم 2015 ـ 2016 وانطلاق أولى جولاتها.

"النصرية" و"السياربي".. الحرب الافتراضية

باقتراب موعد لقاء الغريمين التقليديين نصر حسين داي وشباب بلوزداد، الذي لعب مساء أمس، تحولت صفحات أنصار الفريقين لساحة حرب بينهما، حيث نشر أنصار ملاحة حسين داي صورة بطريقة "الفوتوشوب" لهداف الفريق بن دبكة وهو يرتدي بدلة العريس مع سترة وقميص باللونين الأحمر والأصفر ولجانبه عروسه ترتدي فستانا أبيض وعليه شريط يشبه الطريقة التركية باللون الأحمر أي بألوان الشباب يقفان داخل ملعب 20 أوت 1955 ومن حولهم الأنصار يحتفلون بالألعاب النارية "البوق" و"الفيميجان"، هذه الصورة فجرت سيلا من التعليقات لدى مشجعي الفريقين، فأنصار "الملاحة" راحوا يتوعدون أبناء بلكور فيما رد الآخرون بأنهم جاهزون للقاء، لتزداد الخلافات حدة حول تقسيم ملعب مصطفى تشاكر عندما راح مشجعو النصرية يتوعدون بغزوه واحتلال مدرجاته منذ الساعات الأولى من الصباح وتلوينها بالأحمر والأصفر، وتواصلت توعدات أبناء حسين داي خاصة لـ"السياربي" لأن أغلبية أنصارهم معتادون على الاعتداء على مشجعي "الملاحة" برشقهم من شرفات العمارات، لذا عمد أبناء حسين داي لاستفزازهم بعبارة "تشاكر ما فيهش الباطيمات".

وفي محاولة منهم للرد على أنصار النصرية وضع أبناء لعقيبة صورة لفريق شباب بلوزداد الذي وصفوه بشبح الأندية العاصمية خلال الأعوام الماضية، وكان يضم كبار اللاعبين أمثال علي موسى وسلاطني وطاليس وبختي وباجي.

والغريب في هذه الحروب الفايسبوكية إشعال فتيل المعارك مع فرق وتشجيع وشكر أخرى، ففي خضم المعركة المحتدمة بين السياربي والملاحة لم يفوت أنصار هذه الأخيرة الفرصة لشكر إتحاد الحراش الذين سيقابلونهم في الجولة القادمة، مؤكدين أن "الملاحة والحراش خاوة خاوة" وتمنوا للاتحاد حظا سعيدا أمام جمعية وهران.

العميد وسوسطارة.. الصراع حتى وراء الكومبيوتر

وبالرغم من أن الداربي بين مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة مازال موعده بعيدا حيث يرتقب أن يكون في الجولة 11، إلا أن أنصار الفريقين متعودون دوما على المناوشات الكلامية بينهما، فكل ما ينشره مشجعو العميد يثير استفزاز أنصار الإتحاد والذين يسارعون للتعليق عليه وتوعدهم في المقابلات القادمة والعكس صحيح، ففيديو "كراكاج 2015" للعميد وتعليق "كيفاش تجي الساقية تعاند بحر الطوفان"، أثار مشاحنات بين الجارين العدوين وهو الأمر ذاته عندما نشر اتحاد العاصمة صورة لمؤسسي الفريق عام 1937 ليتدخل أنصار العميد وطلبوا منهم شكرهم لأنهم ساعدوهم في تشكيله.

ولأن المباراة القادمة ستجمع اتحاد العاصمة مع شبيبة القبائل، اعتبر بعض أنصار "لياسما" اللقاء مصيري وراحوا يطلقون عبارات متعصبة عليهم ويكيلون لهم عبارات السب والشتم، مسترجعين ذكرياتهم وما حصل لهم الموسم الماضي عند لقائهم مع "الجياسكا".

وفاق سطيف.. والدعوات للالتفاف حول الفريق

وعلى عكس الفرق السابقة وبعد الانطلاقة المتواضعة للنسر الأسود فضل مناصرو الفريق من خلال صفحتهم على الفايسبوك، أن يوجهوا دعوة لجميع محبي وفاق سطيف للبقاء مع الفريق ومناصرته، حيث كتبوا "أن التناصر ليس معناه ترقب الانتصارات.. تذكرت اليوم جماهير بروسيا دورتموند الخسارة تلوى الأخرى والرايات مرتفعة ترفرف في الملعب في كل لقاء وبنفس الوتيرة". وليضرب أنصار الوفاق المثل عن الروح الرياضية نشروا صور آخر لقاء جمعهم مع إتحاد العاصمة داخل بيوت مشجعي "لياسما" وأمام ملعب بولوغين في أجواء أخوية.