"سفيان وارث".. معاق حركيا يحوّل قوارير الزجاج لتحف فنية نادرة
14-03-2016, 08:19 AM

ع. مبروك



بعيدا عن المعاناة والمشاكل التي تتعرض لها فئة المعاقين في الجزائر، والتهميش الذي يطالها على جميع الأصعدة، أبت "الشروق " إلا أن تسلط الضوء على جانب آخر من حياة هذه الفئة، التي ما فتئت تبهرنا بصمودها وتحديها للإعاقة والتهميش على حد سواء.
فئة صنعت من إعاقتها نموذجا للنجاح، بعدما رفضت الرضوخ لضغوطات المجتمع، وإبقائه إياها على هامشه باستمرار، لتكون نموذجا حيا في النجاح يقتدي به الآخرون أو يقفون عاجزين أمامه.

إحدى هذه النماذج التقتها "الشروق اليومي" ببلدية القصر في بجاية، "سفيان وارث" شاب معاق حركيا بنسبة 100بالمائة من مواليد 1990، واجه حالته هذه بحيوية لا مثيل لها، ترجمها بتعاطيه للفن والمطالعة، ورغم انحداره من عائلة معوزة تتكون من 14فردا، إلا أنه تحدى العقبات والصعوبات ليكون محل اهتمام وإعجاب كل من يعرفه ويتعرف إليه، وجدناه في البيت العائلي بحي عين لحلو ببلدية القصر ببجاية، استقبلنا على كرسيه المتحرك والابتسامة لا تفارقه، الحديث معه كان شيقا، إلمامه بأمور السياسة الثقافة والرياضة والمجتمع تدهش المتحدث إليه، لم يسبق وأن دخل المدرسة ولكن بفضل إرادته الفولاذية، أصبح عصاميا وكثير المطالعة للكتب باللغة الفرنسية، التي يتكلمها بطلاقة ويكتبها بدون أخطاء، رغم مشكل الإعاقة في اليدين، كما يتقن استعمال أجهزة الإعلام الآلي والتصفح اليومي للأنترنت.

تسلحه بالإرادة جعلته يزاول دراسة اللغة الفرنسية في مدرسة خاصة تابعة لجمعية في القصر، حيث وصل إلى المستوى الرابع حاليا، ليرفع الرهان عاليا بالالتحاق بمدرسة لتعلم الرسم، لوحاته الفنية أصبحت حديث العام والخاص في منطقته، ومن المنتظر أن تتعدى حدود تواجده، حيث يحلم بالمشاركة في المعارض الوطنية الخاصة بذلك، وقد أوجد لنفسه نمطا فنيا مختلفا، إذ بفنه يكون صديقا للبيئة بإعادة استغلال قوارير الزجاج التي يلقي بها غيره في العراء، لتكون خطرا على البيئة والمحيط، ليحولها بأنامله الذهبية إلى تحف فنية فريدة من نوعها تستعمل في الزينة، بالرسم عليها، آملا أن يتلقى دعم واهتمام السلطات للذهاب بعيدا بفنه، لتمكينه من أدنى الوسائل والإمكانيات المطلوبة.