البوابات الإلكترونية تشعل صراعاً جديداً في القدس المحتلة
17-07-2017, 03:26 PM



أعلنت المرجعيات الإسلامية في بيت المقدس ظهر اليوم الإثنين، مقاطعة كافة إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة، والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك ومقاطعتها، ومنها فرض البوابات الإلكترونية على الأبواب، وأهابت بالفلسطينيين عدم التعامل معها مطلقاً، وعدم الدخول من خلالها إلى المسجد الأقصى المبارك بشكل قاطع.

وأشارت المرجعيات ممثلة برئيس مجلس الأوقاف الإسلامية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس والديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة إلى أنه "في حال استمرار فرض البوابات الإلكترونية على دخول المسجد الأقصى المبارك ندعو أهلنا إلى الصلاة والتعبد أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، وفي شوارع القدس وأزقتها".

وأشادت بالوقفة المشرفة والمسؤولة لأهل بالقدس في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، والتفافهم حول دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ودعمها في أداء واجبها في المحافظة على المسجد الأقصى المبارك، والممتلكات الوقفية.

وقالت: "إننا سنتواصل مع أهلنا في القدس وفلسطين في هذا الثبات على العقيدة والإيمان والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، قبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم".

عصيان شامل
ورفض المقدسيون على مدار اليومين الماضيين استخدام البوابات الإلكترونية للدخول إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، وأدوا الصلوات أمامها عند الأبواب، وتظاهروا رفضاً لمحاولات الاحتلال السيطرة على المخارج والمداخل.

وأكد مدير الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب أن "قرار موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى المبارك بعدم الدخول عبر البوابات ما هو إلا التزام بقرار المرجعيات الدينية التي رفضت التعاطي مع إجراءات الاحتلال الجديدة".

فقدان للسيادة الأردنية
وأشار الكاتب والمحلل المقدسي راسم عبيدات في حديث لـ 24 إلى أن "وضع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى هو بحد ذاته تغيير للطابع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى منذ عهد الدولة العثمانية وحتى الآن، ووضع مثل هذه البوابات يعني خضوع المصلين لعملية التفتيش من قبل شرطة الاحتلال ما يعني أن الأوقاف الأردنية فقدت سيادتها على المسجد الأقصى".

وحول كيفية عملها، يقول عبيدات إن هذه البوابات لها عدادات معينة وعند الوصول لعدد 5000 آلاف مصل يتم إغلاقها، فبالتالي التحكم بكيفية الدخول والخروج، علماً أن الصلاة تقام في وقت متزامن وليس كزيارة مكان سياحي وديني آخر، وهذا بحد ذاته سيشكل قيداً على المصلين، ما يدفع الأمور للتصعيد مع الاحتلال.

وأكد عبيدات ضرورة عدم التعاطي مع هذه البوابات كي لا يتم إعطاء الإشارة لإسرائيل لتأكيد سيادتها على الأقصى، وعليه رفض المرور عبر هذه البوابات يؤكد أن الأقصى لا زال تحت الوصاية الأردنية، ومحاولات الاستجابة لهذا القرار يعني فرض لأمر واقع جديد والخضوع لأوامر إسرائيلية سواء لعملية التقسيم أو أية إجراءات أخرى.

خرق للاتفاقيات
ومن ناحيته، أشار مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية خليل التفجكي، إلى أن الإسرائيليين يريدون التأكيد أن الدخول والخروج للمسجد الأقصى سيكون بإذن منهم، وبالتالي هذا أخطر ما يمكن أن تحمله هذه البوابات من دلالات، وهذا خرق لكل الاتفاقيات الموقعة سواء مع الأوقاف الإسلامية أو الحكومة الأردنية.

وعن مستقبل هذه البوابات وما تحمله، يقول إن الأخطاء الاستراتيجية التي كانت من قبل الإعلام العربي والإسلامي والمحلي والتي تكمن حول استخدام المصطلحات كساحات، فلا يوجد ما يسمى بساحات، فهناك ما يسمى بصحن قبة الصخرة، وهذا ما حول صحن قبة الصخرة إلى ساحات عامة وجعل بلدية الاحتلال تقوم بتنظيفها وهذا الجزء الأول من الخطورة.

وأما عن الجزء الثاني في هذا الإطار، يبين التفكجي أنهم لم يعرفوا أي معلومة وأي تغيرات لمدة 48 ساعة، وبالتالي فالجانب الإسرائيلي قال إن السيادة لهم، وعليه فإن عملية التقسيم المكاني على وشك أن تكون الجزء الأخير.