رائد حقوق الإنسان العربي : الدكتور هيثم مناع
10-11-2008, 12:29 AM
في هذا الموضوع أدعو زملائي الطلاب المهتمين بالقانون الدولي وحقوق الإنسان خصوصا أن يطالعو بكثافة أعمال الأستاذ الكبير هيثم مناع صاحب الأفكار الأصيلة والمعارف الواسعة في القانون الدولي وأؤكد لكم أن قرائة مقال واحد للدكتور هيثم خير وفير لأنها مشحونة بالمعلومات الجديدة جدا والتحليل البارع لكل الإشكالات التي يتعرض لها .

نبدأ أولا بتعريفه
وهو مقتبس من موقعه الشخصي والذي ندعو بإلحاح لتصفحه

الابن البكر لطالب وطالبة تزوجا وهما يعملان ويكملان تعليمهما في مدينة درعا، ولد هيثم في 16 أيار/ 1951 بعد يوم من تظاهرة احتجاج على ذكرى إعلان دولة إسرائيل شاركت والدته الحامل بالمظاهرة فأخذوها لمنزل أهلها حيث أمضت بقربها الليل والدتها و السيدة أم علي قابلة العائلة. كانت ولادته ميسرة وتعليمه أيضا حيث كان متفوقا منذ الحضانة وحرر مع صديق طفولته عبد العزيز الخير مجلة للتلاميذ اسمها (التعاون) وهما في الثامنة من العمر.

بعد دخل الإعدادية بمجلة جديدة اسمها (المهذب) هذه المرة مع ثلاثة من زملائه. وحرر مجلة الطلبة في إعدادية أبي الطيب المتنبي.

قطعت حرب حزيران امتحان الشهادة الإعدادية فأمضى الصيف في بناء خيم النازحين والتحق بدورة عمل فدائي لم يكملها لخلافه مع المدرب. في ثانوية درعا ناداه مدرس اللغة الإنجليزية الفلسطيني ليقول له: هيثم عليك تقديم فكرة جديدة تساعد على تثقيف الطلبة لم لا تصدر مجلة بالانجليزية وسأساعدك على نجاحها. وهكذا حرر مجلة الفجر أثناء دراسته الثانوية التي انطبع بها بالقراءات الإسلامية بعد هزيمة حزيران فقرأ محمد وسيد قطب والمودودي والسباعي وحسن البنا وحفظ القرآن الكريم ودرس العهد القديم وكون مع عدد من الأصدقاء تنظيما للتلاميذ سموه (الفتية) وعند نجاحهم في الثانوية اجتمع أهم كوادر التنظيم وقرروا تشكيل منظمة باسم (الإنسانيون العرب) وكلفت المنظمة شخص بكتابة نقد للفكر القومي وشخص لكتابة نقد للفكر الإخواني وكلف هيثم بكتابة نقد للفكر الماركسي. وبعد شهر حمل دراسة من سبعين صفحة قدمها لزملائه قائلا: هذا أهم ما قرأت في نقد الفكر الماركسي ولكن هذا النقد لم يقنعني..

تطوع لمساعدة العمل الفدائي الفلسطيني أثناء أيلول الأسود وقد كلف بالعمل في المطابخ في إربد لقلة خبرته العسكرية، وعندما عاد باشر بناء حلقات سورية وفلسطينية ضمن تصور ضرورة وحدة نضال شعوب طوق الكيان الصهيوني كأساس نضالي لوحدة عربية تقدمية.

منذ السبعينات برز في الجامعة كناشط ومسئول في الحلقات الماركسية حتى عام 1978 تاريخ وقف نضاله السياسي التنظيمي ومغادرته الأراضي السورية للمنفى بعد سنتين في الملاحقة.

درس الطب والعلوم الاجتماعية ورأس "الطليعة الطلابية" في جامعة دمشق وقد بدأ بالكتابة مبكرا في المجلات الأسبوعية وعمره 16 عاما ثم في مجلة "دراسات عربية" وعمره 21 عاما. وأصدر النشرة الطبية الدورية في جامعة دمشق ومجلة "دراسات فلسطينية" وحرر سرا نشرة "الثوريون". وقد كان يطلق عليه اسم (صديق المرأة والأقليات) لكتابته بشكل مبكر حول حقوق المرأة وحول قضايا الأكراد والأقليات الدينية. ويروي صديقه البحريني عبد الرحمن النعيمي أنه نظم معه دورة تثقيفية للفتيات البحرينيات في سقيفة منزله في أواخر عام 1973 بعد كتابته دراسة (الأسرة الأبوية في الإسلام) التي منعت مجلة دراسات عربية للدخول إلى كل الدول العربية آنذاك.

من لطيف مبادراته تشكيل فريق من الطلبة والأساتذة لترجمة مشروع جامعة برمنغهام (العلوم الأساسية للتدريب السريري) للعربية. وبعد أن مشى في المشروع خطوات تساءل عن مشرف علمي قادر على التدقيق في الترجمة والمعطيات الطبية خاصة وأنه كان في السنة الثالثة في كلية الطب. وعندما لم يجد الكفاءة المطلوبة متوفرة في أي أستاذ يساري، حمل الملف كاملا وتوجه إلى الأستاذ محمد هيثم الخياط وكان من رموز الأساتذة الإسلاميين في الكلية. دخل لمكتبه وقال له: أستاذي أنت تعرف أننا لسنا من اتجاه سياسي واحد. ولكن الأمانة العلمية تقول بأنك الشخص الأنسب لمشروع أعمل عليه. نظر الأستاذ الخياط لهذا الطالب وقال: أترك ما عندك وارجع بعد 48 ساعة، إن كان المشروع يستحق فسأعطيه ما يستحق. وهكذا بدأت مغامرة علمية جميلة توقفت مع ملاحقة هيثم الطالب ثم بعد ذلك ملاحقة هيثم الأستاذ.

انتخب في أول مكتب سياسي لرابطة العمل الشيوعي في مؤتمرها التأسيسي في آب/أغسطس 1976 وبقي لمدة عامين قبل تركه لمهامه التنظيمية كافة وطرح مشروع توحيد المنظمات الشيوعية المعارضة في إطار الحزب الشيوعي المكتب السياسي، هذا المشروع الذي فشل آنذاك. وقد اضطر لمغادرة البلاد سرا بعد ملاحقة استمرت عامين ووصل إلى فرنسا في 27 مايو 1978. منذ ذاك اليوم أخذ على نفسه الكتابة والنشاط في المنظمات غير الحكومية ولم ينتسب لأي حزب سياسي.