"الخضر" خدموا الإسلام في مونديال 2014 ومرحبا بهم في ريو
11-07-2016, 07:31 PM


نوّه أمين عام مشايخ البرازيل، الشيخ خالد رزق تقي الدين، في حوار لـ"الشروق" بلاعبي المنتخب الوطني الذين أعطوا، حسبه، صورة مشرفة في خدمة الإسلام خلال مشاركتهم في مونديال البرازيل 2014، ورحّب بصغار "الخضر" بمناسبة تنظيم أولمبياد ريو هذه الصائفة، ووصف الشيخ خالد تقي الدين حملة "سلام برازيل" التي تمت في مونديال 2014 بالناجحة، معوّلا على مواصلة إنجاحها خلال الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو.

بداية عيد مبارك وسعيد، كيف سارت أجواء رمضان في البرازيل؟
في أجواء روحانية سادت جميع المساجد والمصليات للتزوّد بالإيمانيات، وإقامة سهرات رمضانية لتعليم الأبناء فضائل هذا الشهر، والاستماع للقرآن الكريم من القراء الذين يتم إرسالهم من قبل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، والمدائح النبوية ويتناول الجميع طعام السحور، فالمجتمع البرازيلي متلوّن بكافة الثقافات التي تبرز التمازج بين شعوب مختلفة استقرت في البرازيل، وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين.

كم نسبة المسلمين في البرازيل؟
أقل من 1%، حيث يبلغ عدد المسلمين مليون ونصف مليون مسلم يتوزعون على كافة الولايات البرازيلية، غالبية المهاجرين كانوا من لبنان ثم فلسطين فسوريا وبقية البلدان الإسلامية الأخرى، يتمركزون في ولاية ساو باولو، ثم ولاية بارانا، ثم بقية الولايات مثل ريو جراندي دو سول وباهيا وريو دي جانيرو. وتوضح الروايات التاريخية أن أول صلاة جماعية للتراويح قد أقامها الشيخ عبد الرحمن البغدادي في البرازيل عام 1867 في مدينة سلفادور بولاية "باهيا".

هل هناك تعايش مع بقية فئات المجتمع البرازيلي؟
تعد البرازيل نموذجا حقيقيا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان المختلفة، وتنعكس هذه الحقيقة من خلال التعامل الطيب للحكومة البرازيلية، وتسهيل جميع الجوانب المادية والتنظيمية والإدارية مع الأقلية المسلمة داخل البرازيل.

ما هي الجوانب التي تركّزون عليها لتوسيع دائرة الإسلام في البرازيل؟
يتم التركيز على إبراز محاسن الإسلام من خلال التعريف به عبر الوسائل المختلفة، وعن طريق الاندماج الإيجابي في المجتمع البرازيلي من خلال النشاطات الاجتماعية التي تعنى بتقديم الدعم للأحياء الفقيرة، والهدف هو إبراز محاسن الإسلام وليس أسلمة الشعب البرازيلي، فكل إنسان حرّ في اعتناق ما يراه مناسبا ونحن علينا البلاغ.

قمتم بحملة "سلام برازيل" خلال مونديال 2014، فكيف تقيّمها؟
نجحت حملة "سلام برازيل" للتعريف بالإسلام خلال مونديال البرازيل 2014 في تحقيق أهدافها من الوصول للمشجعين من مختلف الجنسيات، وتفعيل دور شباب الجالية المسلمة في البرازيل للتطوّع وتبليغ رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة. ويعتبر مونديال البرازيل علامة تاريخية في مسيرة الدعوة الإسلامية في البرازيل، حيث قام اتحاد المؤسسات الإسلامية بتنفيذ الحملة ودعمها ماديا وطلوجسيتيا"، ضمن مشروعه الكبير "اعرف الإسلام"، الذي يغطي كافة الولايات البرازيلية.

كيف تعلّق على الانطباع الذي تركه لاعبو وجماهير المنتخب الجزائري في مونديال 2014 بالبرازيل؟
لاعبو الجزائر تركوا أثرا كبيرا، من خلال تطبيق التعاليم الإسلامية، وحرصهم على الطعام الحلال، وإقامتهم لمصلى لأداء الصلوات في أماكن التدريب، واصطحابهم لإمام جزائري، كل ذلك دفع وسائل الإعلام البرازيلية لتغطية تلك الفعاليات، مما كان لها أعظم الأثر في التعريف بسماحة الإسلام.

ما هي الجوانب التي تريدون تجسيدها في أولمبياد ريو دي جانيرو؟
سوف يتم التعريف بالإسلام عن طريق بعض النشاطات عن طريق شبكات التواصل المختلفة، وكذلك معرض الكتاب الدولي بمدينة ساو باولو، حيث سيكون هناك جناح كبير لتوزيع الكتاب مجانا، والتعريف بالإسلام.

ما تعليقك على موجة العنف والاعتداءات التي عرفتها منافسة كأس أوروبا الجارية بفرنسا؟
التعصّب دائما لا يأتي بخير سواء كان في مجال الرياضة أو الدين أو السياسة، ولذلك يجب أن يتم الدعوة لثقافة السلام والتعايش حتى لو اختلفت الآراء والمذاهب، وهذا واجب المؤسسات الدينية على مستوى العالم وكذلك حكومات العالم المختلفة .

البعض يلصق العنف بالإسلام، ما رأيك؟
الإسلام بريء من تلك الاتهامات، فهو دين السلام والجمال والاحترام والأخلاق والرحمة بكل مخلوقات الله تبارك وتعالى.

هل يمكن أن تدعمنا بمعطيات عن تاريخ دخول الإسلام إلى البرازيل؟
من المؤرخين من يقول إن البحارة المسلمين اكتشفوا شواطئ البرازيل وأمريكا قبل "كولومبوس"، وبعضهم يذكر أن كولومبوس كان معه بعض البحارة من الموريسكيين المسلمين، غير أن العبيد الأفارقة الذين تم جلبهم لاستصلاح أرض البرازيل، كان أغلبهم مسلمين أصحاب ثقافة وعلم وحضارة، واستطاعوا المحافظة على دينهم بعمل منظم داخل أكواخهم لتعليم القرآن، ونشروا الإسلام وسط بعض العبيد الأفارقة الوثنيين، وحاولوا القيام بأكثر من ثورة للتحرّر ونيل حقوقهم كاملة، كان آخرها ثورة العبيد 1835م، والتي تم القضاء عليها دون رحمة، وتبع ذلك مرحلة الهجرة الحديثة عام 1867، وظلت تتزايد خصوصا بعد النكسات والنكبات والحروب التي شهدتها بلاد المسلمين .

هل من إضافة نختم بها الحوار؟
شكرا على حرصكم في نقل صورة عن المسلمين في البرازيل، وكل عام وأنتم والعالم أجمع في سلام وأمان .


http://sport.echoroukonline.com/articles/209929.html