30 مليار لمن يصمّم شعارا
10-03-2010, 06:38 PM
30 مليار لمن يصمّم شعارا
كن حذراً عند قراءة كتب صحية. فقد تموت من خطأ مطبعي
مارك توين
الجزائريون يعدّون أموالهم إما بالسنتيم و إما بالدينار. و عموما، يفضّل الناس التعامل بالسنتيم، كأن يقول الواحد منهم بأن أجره الشهري يقدر بثلاثة ملايين سنتيم مثلا، أو أن كيلوغرام الدجاج يُباعُ بعشرين ألف سنتيم. لكن البنوك و البريد و الخزينة و كل مصالح الدولة من البلدية إلى رئاسة الجمهورية، لا تحسب الأموال و لا تتعامل بأرقامها إلا من خلال الدينار.
و لأن أغلب الجزائريين - بمن فيهم عدد كبير جدا جدا من الصحفيين - يجدون صعوبة كبيرة في التمييز بين المبالغ المالية المقدّرة بالسنتيم و بين تلك المقدّرة بالدينار، حتى أننا نقرأ دائما كوارث لا تعد و لا تُحصى في المقالات الصحفية التي تنشرها الجرائد الجزائرية، فإنني أجد نفسي مضطرّا للاستعانة بالإيضاح البسيط التالي، قبل المرور إلى بيت القصيد.. إلى الفضيحة. و إليكم الإيضاح:
100 مليون سنتيم = مليون دينار.
مليار سنتيم = 10 ملايين دينار.
10 مليارات سنتيم = 100 مليون دينار.
أكنتم تعرفون مثل هذا الحساب أم لا تعرفونه، اسمحوا لي أن أمتحنكم: ما دام 100 مليون دينار = 10 مليارات سنتيم... ماذا يُساوي 300 مليون دينار جزائري ( 300.000.000 دج) ؟ ... نعم ! برافو عليكم.. نعم.. 300 مليون دينار جزائري = 30 مليار سنتيم.
300.000.000 دج تساوي إذن: 30 مليار سنتيم.
أرجو أن تحتفظوا جيدا بنتيجة هذه العملية الحسابية البسيطة.
في الصفحة (18) ليومية " الخبر" في عددها الصادر يوم السبت 20 فيفري 2010، نُشرت صفحة إشهار كاملة. عنوان تلك الصفحة الاشهارية " النظام الداخلي للمسابقة الوطنية بخصوص انجاز شعار تظاهرة - تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011-". و كما يمكن لأي واحد منا أن يستنتجه من العنوان، فان الأمر يتعلق بمواد لقانون ( نظام ) يسيّر مسابقة بقصد اختيار أحسن شعار للتظاهرة المذكورة . عدد مواد ذلك النظام 17 مادة. في المادة (13) من ذلك النظام يمكننا أن نقرأ ما يلي:
" تُمنح الجائزة وفق قرارات لجنة التحكيم و يستفيد الفائز بالمسابقة من مبلغ 300.000.000 دج ( أي 300 مليون دينار جزائري )".
الآن سأعود بكم إلى نتيجة تلك العملية الحسابية البسيطة التي كنت قد طلبت منكم أن تحتفظوا بها جيدا... و سأسألكم مجددا.. مبلغ 300 مليون دينار جزائري كم يساوي بالسنتيم ؟.. نعم برافوا عليكم.. نعم: 300 مليون دينار جزائري يساوي 30 مليار سنتيم.
اللجنة التنفيذية لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" ترصد إذن مكافأة مالية قيمتها 30 مليار سنتيم للشخص الذي يصمّم أفضل شعار لهذه التظاهرة !... دعوني أمسك رأسي.. دعوني أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. دعوني أوحّد الله سبحانه... دعوني أستهدي بالله، و أعيد قراءة ما قرأت، ربما أنا أهذي، علّي أعاني من قصر في البصر، علّي لا أحسن قراءة الأرقام !
أعيد قراءة ما نُشر.. مرة ثانية.. ثم ثالثة... ثم مرة رابعة، و أتيّقن من أن المبلغ المخصّص لجائزة أفضل شعار لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" هو ( 300.000.000 دج) أي 30 مليار سنتيم !... لا اله إلا الله، محمد رسول الله.
الآن، دعوني أتساءل: هل الأمر يتعلق فعلا بمجرد مسابقة لاختيار أحسن شعار لتظاهرة ثقافية، أم أنه يتعلق بمناقصة لانجاز مصنع لتركيب السيارات؟
ساعدوني بالله عليكم: في أي بلد من بلدان العالم.. بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، الصين، روسيا، فرنسا، الإمارات العربية، المملكة العربية السعودية، الكويت... في أي واحد من بلدان المعمورة، تم تخصيص جائزة مالية مماثلة لمكافأة مصمّم شعار لتظاهرة ثقافية أو رياضية أو سياسية أو اقتصادية؟!... ما الذي يحدث في الززاير؟... ما الذي يحدث في هذا البلد و نحن نتشدّق بمكافحة الفساد، و التسيّب و التلاعب بالمال العام؟ ما الذي يحدث في هذا الوطن الذي يُباعُ فيه العدس بـ 170 دج و السكر بـ 100 دج ؟
لقد أشرت إلى يومية " الخبر" التي اطّلعت في إحدى صفحاتها الاشهارية على القانون المنظم لهذه المسابقة. و لكن ما من شك أن نفس النص يكون قد نُشر في كم من جريدة جزائرية أخرى... ربما خمس جرائد.. ربما عشر جرائد... ربما عشرين جريدة و ربما أكثر من هذا العدد.
كل الجرائد التي تكون قد نشرت نص القانون المنظم للمسابقة، لم تقم بأكثر من إعادة النسخ الحرفي لما ورد في النص الذي هو نص "رسمي" صادر عن هيئة " رسمية" مخوّلة من قبل الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لتتصرّف " رسميا" و لتتحمّل مسؤولية تصرّفاتها.
لقد رجّحت احتمال الخطأ، لكنّي بالنهاية اقتنعت بما كنت دائما مقتنعا به، و هو أنني و كل أمثالي " لا نعرف أحسن من الدولة". فيومان كاملان بعد نشر نص ذلك القانون في يومية " الخبر"، أدرجت يومية " الشروق اليومي" في عددها الصادر يوم الاثنين 22 فيفري 2010، و بالضبط في الصفحة (22)، النص نفسه. كنت شبه متأكدا من أن نسخة النص، التي نشرتها " الشروق اليومي"، سوف لن تتضمن مبلغ 300.000.000 دج ( 30 مليار سنتيم)، و أنني سوف أقرأ مبلغ 300.000 دج ( 30 مليون سنتيم) أو مبلغ 3.000.000 دج ( 300 مليون سنتيم)... لكنّني قرأت المبلغ ذاته.. 300.000.000 دج .. 30 ملياردج.. يا الله !
مبدئيا، و إن لا تترتّب أي مخالفة قانونية، عن تخصيص مبلغ 30 مليار أو 60 مليار أو 90 مليار أو 100 مليار سنتيم لمكافأة أحسن شعار لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" ، طالما أن الأمور تتم في نطاق القانون، إلا أنني لا أتردّد للحظة واحدة عن وصف هذه الجائزة بفضيحة القرن، بدلا من فضيحة الخليفة التي أرى أنها نالت لقب " فضيحة القرن" دون وجه حق... لأن تخصيص 30 مليار سنتيم لمكافأة شعار لتظاهرة ثقافية، أمر لا أظنه يحدث لا في " ميكي " و لا في " بوكيمون"، و لأن رصد مبلغ مجنون كهذا لمسابقة كهذه، يجب أن يقودنا كلنا إلى أقرب مسجد، لنؤدي صلاة الجنازة على هذا البلد. مبلغ كهذا لجائزة كهذه، يمثل إذن الفضيحة رقم (1).
الآن قد يقول قائل بأن الجماعة التي أعدّت نص ذلك القانون، أخطأت في الصياغة، و أنها لم تكن تقصد 300.000.000 دج أي 30 مليار سنتيم، و إنما كانت تقصد 300.000.000 سنتيم فقط. لكن قول من هذا القبيل يوفر لي و لأمثالي، الفضيحة رقم (2). لأن هيئة رسمية مكلّفة بتنظيم تظاهرة دولية، ما من شيء يجب أن يشفع لها، عندما لا يُفرّق القائمون عليها بين مليون دينار و مليون سنتيم. و لأن نص رسمي صادر عن هيئة رسمية و منشور في الصحف، من شاكلة نص القانون المنظم للمسابقة المذكورة، وحده يكفي أي شخص كي يجر الدولة إلى أروقة العدالة، و يطالب بحقّه في الحصول على 30 مليار سنتيم دون حساب التعويض عن الضرر المادي و المعنوي ! بعبارة أخرى، افرضوا أن حمّه لفرودور فاز بجائزة أفضل شعار لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" و فوجئ بالجماعة تسلّمه مبلغ 300 مليون سنتيم.. ألن يكون من حقّه أن يرفع دعوى قضائية و يُطالبُ بمبلغ 30 مليار سنتيم عدّا و نقدا، تماما كما ورد في المادة (13) من قانون المسابقة، المنشور في الصحف ؟!
قد يقول قائل آخر من الذين ينجحون دائما في رؤية الأسود أبيضا، و الأبيض أسودا، أنه لم تقع أي كارثة، و أن جماعة الخير التي تشكّل تلك اللجنة المباركة المنظمة لهذه المسابقة ، أخطئوا و أنهم سيعالجون خطأهم من خلال تعديل قيمة المبلغ ثم يعيدون نشر نص ذلك القانون في الصحف. و هنا ستكون الفضيحة رقم (3) لأن ذلك القانون نُشر في شكل إشهار أي بمقابل مالي ضخم، و إعادة نشره مصوّبا و معدّلا، ستجعل الخزينة الجزائرية الكريمة جدا، تدفع مزيدا من أموال هذا الشعب... و ستدفع " مرة أخرى" أموالا ضخمة جدا جدا جدا.
في كم من جريدة، نُشر ذلك الإعلان على مساحة صفحة كاملة، و لكم من يوم ظل يُنشرُ في كل واحدة من تلك الجرائد ( الصفحة الكاملة تكلّف أكثر من 10 ملايين في كثير من الأحيان). كم كلّف الإشهار الأول، و كم سيكلّف الإشهار الثاني ؟ لماذا و بأي حق و بحكم أي قانون سماوي أو وضعي، تُرمى أموال الشعب بهذا الشكل؟
سيد بوتفليقة... من مثل هذه التفاصيل، تبدأ الدولة.. و منها أيضا يبدأ احترام القانون الذي نحفظ جميعا أنه " فوق الجميع".. و من هنا أيضا تبدأ مكافحة الفساد!.. السلام عليكم.
كن حذراً عند قراءة كتب صحية. فقد تموت من خطأ مطبعي
مارك توين
الجزائريون يعدّون أموالهم إما بالسنتيم و إما بالدينار. و عموما، يفضّل الناس التعامل بالسنتيم، كأن يقول الواحد منهم بأن أجره الشهري يقدر بثلاثة ملايين سنتيم مثلا، أو أن كيلوغرام الدجاج يُباعُ بعشرين ألف سنتيم. لكن البنوك و البريد و الخزينة و كل مصالح الدولة من البلدية إلى رئاسة الجمهورية، لا تحسب الأموال و لا تتعامل بأرقامها إلا من خلال الدينار.
و لأن أغلب الجزائريين - بمن فيهم عدد كبير جدا جدا من الصحفيين - يجدون صعوبة كبيرة في التمييز بين المبالغ المالية المقدّرة بالسنتيم و بين تلك المقدّرة بالدينار، حتى أننا نقرأ دائما كوارث لا تعد و لا تُحصى في المقالات الصحفية التي تنشرها الجرائد الجزائرية، فإنني أجد نفسي مضطرّا للاستعانة بالإيضاح البسيط التالي، قبل المرور إلى بيت القصيد.. إلى الفضيحة. و إليكم الإيضاح:
100 مليون سنتيم = مليون دينار.
مليار سنتيم = 10 ملايين دينار.
10 مليارات سنتيم = 100 مليون دينار.
أكنتم تعرفون مثل هذا الحساب أم لا تعرفونه، اسمحوا لي أن أمتحنكم: ما دام 100 مليون دينار = 10 مليارات سنتيم... ماذا يُساوي 300 مليون دينار جزائري ( 300.000.000 دج) ؟ ... نعم ! برافو عليكم.. نعم.. 300 مليون دينار جزائري = 30 مليار سنتيم.
300.000.000 دج تساوي إذن: 30 مليار سنتيم.
أرجو أن تحتفظوا جيدا بنتيجة هذه العملية الحسابية البسيطة.
في الصفحة (18) ليومية " الخبر" في عددها الصادر يوم السبت 20 فيفري 2010، نُشرت صفحة إشهار كاملة. عنوان تلك الصفحة الاشهارية " النظام الداخلي للمسابقة الوطنية بخصوص انجاز شعار تظاهرة - تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011-". و كما يمكن لأي واحد منا أن يستنتجه من العنوان، فان الأمر يتعلق بمواد لقانون ( نظام ) يسيّر مسابقة بقصد اختيار أحسن شعار للتظاهرة المذكورة . عدد مواد ذلك النظام 17 مادة. في المادة (13) من ذلك النظام يمكننا أن نقرأ ما يلي:
" تُمنح الجائزة وفق قرارات لجنة التحكيم و يستفيد الفائز بالمسابقة من مبلغ 300.000.000 دج ( أي 300 مليون دينار جزائري )".
الآن سأعود بكم إلى نتيجة تلك العملية الحسابية البسيطة التي كنت قد طلبت منكم أن تحتفظوا بها جيدا... و سأسألكم مجددا.. مبلغ 300 مليون دينار جزائري كم يساوي بالسنتيم ؟.. نعم برافوا عليكم.. نعم: 300 مليون دينار جزائري يساوي 30 مليار سنتيم.
اللجنة التنفيذية لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" ترصد إذن مكافأة مالية قيمتها 30 مليار سنتيم للشخص الذي يصمّم أفضل شعار لهذه التظاهرة !... دعوني أمسك رأسي.. دعوني أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. دعوني أوحّد الله سبحانه... دعوني أستهدي بالله، و أعيد قراءة ما قرأت، ربما أنا أهذي، علّي أعاني من قصر في البصر، علّي لا أحسن قراءة الأرقام !
أعيد قراءة ما نُشر.. مرة ثانية.. ثم ثالثة... ثم مرة رابعة، و أتيّقن من أن المبلغ المخصّص لجائزة أفضل شعار لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" هو ( 300.000.000 دج) أي 30 مليار سنتيم !... لا اله إلا الله، محمد رسول الله.
الآن، دعوني أتساءل: هل الأمر يتعلق فعلا بمجرد مسابقة لاختيار أحسن شعار لتظاهرة ثقافية، أم أنه يتعلق بمناقصة لانجاز مصنع لتركيب السيارات؟
ساعدوني بالله عليكم: في أي بلد من بلدان العالم.. بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، الصين، روسيا، فرنسا، الإمارات العربية، المملكة العربية السعودية، الكويت... في أي واحد من بلدان المعمورة، تم تخصيص جائزة مالية مماثلة لمكافأة مصمّم شعار لتظاهرة ثقافية أو رياضية أو سياسية أو اقتصادية؟!... ما الذي يحدث في الززاير؟... ما الذي يحدث في هذا البلد و نحن نتشدّق بمكافحة الفساد، و التسيّب و التلاعب بالمال العام؟ ما الذي يحدث في هذا الوطن الذي يُباعُ فيه العدس بـ 170 دج و السكر بـ 100 دج ؟
لقد أشرت إلى يومية " الخبر" التي اطّلعت في إحدى صفحاتها الاشهارية على القانون المنظم لهذه المسابقة. و لكن ما من شك أن نفس النص يكون قد نُشر في كم من جريدة جزائرية أخرى... ربما خمس جرائد.. ربما عشر جرائد... ربما عشرين جريدة و ربما أكثر من هذا العدد.
كل الجرائد التي تكون قد نشرت نص القانون المنظم للمسابقة، لم تقم بأكثر من إعادة النسخ الحرفي لما ورد في النص الذي هو نص "رسمي" صادر عن هيئة " رسمية" مخوّلة من قبل الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لتتصرّف " رسميا" و لتتحمّل مسؤولية تصرّفاتها.
لقد رجّحت احتمال الخطأ، لكنّي بالنهاية اقتنعت بما كنت دائما مقتنعا به، و هو أنني و كل أمثالي " لا نعرف أحسن من الدولة". فيومان كاملان بعد نشر نص ذلك القانون في يومية " الخبر"، أدرجت يومية " الشروق اليومي" في عددها الصادر يوم الاثنين 22 فيفري 2010، و بالضبط في الصفحة (22)، النص نفسه. كنت شبه متأكدا من أن نسخة النص، التي نشرتها " الشروق اليومي"، سوف لن تتضمن مبلغ 300.000.000 دج ( 30 مليار سنتيم)، و أنني سوف أقرأ مبلغ 300.000 دج ( 30 مليون سنتيم) أو مبلغ 3.000.000 دج ( 300 مليون سنتيم)... لكنّني قرأت المبلغ ذاته.. 300.000.000 دج .. 30 ملياردج.. يا الله !
مبدئيا، و إن لا تترتّب أي مخالفة قانونية، عن تخصيص مبلغ 30 مليار أو 60 مليار أو 90 مليار أو 100 مليار سنتيم لمكافأة أحسن شعار لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" ، طالما أن الأمور تتم في نطاق القانون، إلا أنني لا أتردّد للحظة واحدة عن وصف هذه الجائزة بفضيحة القرن، بدلا من فضيحة الخليفة التي أرى أنها نالت لقب " فضيحة القرن" دون وجه حق... لأن تخصيص 30 مليار سنتيم لمكافأة شعار لتظاهرة ثقافية، أمر لا أظنه يحدث لا في " ميكي " و لا في " بوكيمون"، و لأن رصد مبلغ مجنون كهذا لمسابقة كهذه، يجب أن يقودنا كلنا إلى أقرب مسجد، لنؤدي صلاة الجنازة على هذا البلد. مبلغ كهذا لجائزة كهذه، يمثل إذن الفضيحة رقم (1).
الآن قد يقول قائل بأن الجماعة التي أعدّت نص ذلك القانون، أخطأت في الصياغة، و أنها لم تكن تقصد 300.000.000 دج أي 30 مليار سنتيم، و إنما كانت تقصد 300.000.000 سنتيم فقط. لكن قول من هذا القبيل يوفر لي و لأمثالي، الفضيحة رقم (2). لأن هيئة رسمية مكلّفة بتنظيم تظاهرة دولية، ما من شيء يجب أن يشفع لها، عندما لا يُفرّق القائمون عليها بين مليون دينار و مليون سنتيم. و لأن نص رسمي صادر عن هيئة رسمية و منشور في الصحف، من شاكلة نص القانون المنظم للمسابقة المذكورة، وحده يكفي أي شخص كي يجر الدولة إلى أروقة العدالة، و يطالب بحقّه في الحصول على 30 مليار سنتيم دون حساب التعويض عن الضرر المادي و المعنوي ! بعبارة أخرى، افرضوا أن حمّه لفرودور فاز بجائزة أفضل شعار لتظاهرة " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011" و فوجئ بالجماعة تسلّمه مبلغ 300 مليون سنتيم.. ألن يكون من حقّه أن يرفع دعوى قضائية و يُطالبُ بمبلغ 30 مليار سنتيم عدّا و نقدا، تماما كما ورد في المادة (13) من قانون المسابقة، المنشور في الصحف ؟!
قد يقول قائل آخر من الذين ينجحون دائما في رؤية الأسود أبيضا، و الأبيض أسودا، أنه لم تقع أي كارثة، و أن جماعة الخير التي تشكّل تلك اللجنة المباركة المنظمة لهذه المسابقة ، أخطئوا و أنهم سيعالجون خطأهم من خلال تعديل قيمة المبلغ ثم يعيدون نشر نص ذلك القانون في الصحف. و هنا ستكون الفضيحة رقم (3) لأن ذلك القانون نُشر في شكل إشهار أي بمقابل مالي ضخم، و إعادة نشره مصوّبا و معدّلا، ستجعل الخزينة الجزائرية الكريمة جدا، تدفع مزيدا من أموال هذا الشعب... و ستدفع " مرة أخرى" أموالا ضخمة جدا جدا جدا.
في كم من جريدة، نُشر ذلك الإعلان على مساحة صفحة كاملة، و لكم من يوم ظل يُنشرُ في كل واحدة من تلك الجرائد ( الصفحة الكاملة تكلّف أكثر من 10 ملايين في كثير من الأحيان). كم كلّف الإشهار الأول، و كم سيكلّف الإشهار الثاني ؟ لماذا و بأي حق و بحكم أي قانون سماوي أو وضعي، تُرمى أموال الشعب بهذا الشكل؟
سيد بوتفليقة... من مثل هذه التفاصيل، تبدأ الدولة.. و منها أيضا يبدأ احترام القانون الذي نحفظ جميعا أنه " فوق الجميع".. و من هنا أيضا تبدأ مكافحة الفساد!.. السلام عليكم.
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
